View Full Version : ،، الإنشاد الدِّيني ،،
كلاسيك
08-04-2001, 06:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
الإنشاد الديني:
هو الفن الغنائي الذي يتناول موضوعات لها سمت ديني كالعشق الإلهي، أو مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الوحدانية والملكوت الأعلى وغيرها، وكان الذين يتصدون لهذا الفن من ذوي الأصوات الجميلة الجذابة.
كلاسيك
08-04-2001, 06:06 PM
وللإنشاد الديني قصة تؤكدها كتب التراث وهي أنه مع ظهور الإسلام في مكة المكرمة، ثم هجرة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة المنورة، كانت الدولة الإسلامية قد بدأت ملامحها تظهر للنور، واستقرت أحوال المسلمين، وجعل الناس يقيمون فرائضهم، ويتحينون أوقات الصلاة بقراءة القرآن فيجتمعون لتأديتها، وكان لابد للمسلمين أن يفكروا في صيغة لدعوة المصلين لأداء الصلوات في أوقاتها، فاقترح بعضهم أن يوقدوا نارًا فاعتُرِض على هذا الاقتراح؛ لما له من شبه بنار الفرس التي كانوا يعبدونها ويتبركون بها، ثم أدلى بعضهم بفكرة أخرى وهي أن يُنادى للصلاة ببوق يُنفخ فيه فيسمعه المسلمون فرُفِض هذا الرأي أيضًا، وفي اليوم التالي اجتمعوا بالرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وقص عليه عبد الله بن زيد – رضي الله عنه – رؤياه، وهي أنه سمع في منامه أذانًا يدعو للصلاة؛ فصدَّقه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأمره بالأذان ففعل، فلما سمع عمر – رضي الله عنه – الصوت أقبل على الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقال: أولا تبعثون رجلاً آخر يصلح له؟، فلما فرغ عبد الله بن زيد من الأذان قال له الرسول – صلى الله عليه وسلم - : قم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها فإنه أندى منك صوتًا، فنادى بها بلال وظل يجود فيها كل يوم خمس مرات، ويرتلها ترتيلاً حسنًا بصوت جميل جذَّاب، ومن هنا جاءت فكرة الأصوات الندية في التغني بالأشعار الإسلامية، ثم تطور الأمر على أيدي المؤذنين في مصر والشام والعراق وغيرها من البلدان، وأصبح له قوالب متعددة وطرائق شتى.
أولاً: من حيث المقام الموسيقى كالراست، والبياتي، والحجاز، وكذا طريقة الأداء من حيث استخدام البعض للزخارف والحليات، وكذا ما يسمى بالعفقات الموسيقية.
ثانيًا: من حيث الإطالة والمد في بعض الحروف عند بعضها الآخر، أو عدمها في البعض الآخر، وكذا تغيير المقام الموسيقي أثناء الأداء وهو ما يسمى بالتحويلة الغنائية.
وتؤكد كتب التراث الإسلامي أن بداية الإنشاد الديني كان على أيدي مجموعة من الصحابة - رضي الله عنهم - في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ثم مجموعة من التابعين – رحمهم الله - الذين تغنَّوا بالرسول وخصاله وأفضاله .. وكانت قصائد "حسان بن ثابت" - شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم - هي المَعين الذي لا ينضب بالنسبة للمنشدين، ثم تغنَّوا بقصائد أخرى لغيره من الشعراء الذين كتبوا في موضوعات متنوعة منها: الدعوة إلى عبادة الله الواحد، ومنها ما يدعو إلى التمسك بالقيم الإسلامية وأداء الفرائض من صلاة، وزكاة، وحج إلى غير ذلك.
كلاسيك
08-04-2001, 06:06 PM
ثم تطور الحال بعد ذلك في الدولة الأُموية ليصبح الإنشاد فنًّا له أصوله، وضوابطه، وقوالبه، وإيقاعاته، واشتغل بهذا الفن عِلْيةُ القوم، إلى جانب فنون أخرى راقت لهم بعضها ألحانٌ عاطفية أو وصفية، والبعض الآخر ديني وصوفي.
وكان أكثر هؤلاء المشتغلين بفن الإنشاد الديني وتلحين القصائد الدينية، إبراهيم بن المهدي وأخته عَليَّة، وأبو عيسى صالح بن هارون الرشيد، وعبد الله بن موسى الهادي، والمعتز وابنه عبد الله، وعبد الله بن محمد الأمين، وأبو عيسى بن المتوكل، وعبد الملك بن مروان، وغيرهم كثيرون.
وتحكي كتب التراث في هذا الصدد أن "عبد الملك بن مروان" كان يشجع الموسيقيين ورجال الفن والإنشاد أكبر تشجيع، فيجزل لهم العطاء إن أجادوا، وكذلك كان الخليفة الواثق الذي كان يغني له إسحاق وإبراهيم الموصلي، وهما من أشهر الموسيقيين في العصر الأموي، وعبد الرحمن بن الحكم الذي ذاع في عهده صيت الفتى "رزياب" وهو تلميذ إسحق الموصلي، وغيرهم كثيرون ممن اشتهروا بغناء وتلحين القصائد الدينية، كل هذا ثابت وموجود في كتاب "شرح نهاية الأرب"، وكتاب "الأغاني" لأبي فرج الأصفهاني، و "عصر المأمون" للدكتور فريد رفاعي، ومقدمة كتاب "مؤتمر الموسيقى العربية" للدكتور محمود أحمد الحفني.
كلاسيك
08-04-2001, 06:07 PM
جاء القرن العشرون وفي بداياته أصبح للإنشاد الديني والتواشيح أهمية كبرى، حيث تصدى لهذا اللون من الغناء كبار المشايخ والمنشدين الذين كانوا يحيون الليالي الرمضانية، والمناسبات الدينية، بصوت جميل نديٍّ يجمع المئات بل الآلاف من عشاق هذا الفن حوله، وتطورت قوالب هذا الفن فأصبحت له أشكال متعددة وأسماء كثيرة تمجِّد الدين الحنيف، وتدعو لوحدة المسلمين، وتشجب الرذيلة، وتدعو إلى الفضيلة، وتمدح رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وآل البيت.
كلاسيك
08-04-2001, 06:07 PM
وكان يتخلل هذا اللون من الإنشاد الديني كثير من الحوارات الغنائية الممتعة بين "المنشد الأصلي" - وكان يتمتع بصوت ساحر جميل- وبين مجموعة المنشدين من خلفه، وكان المنشد يتوسط الحلقة، ويلتف من حوله مجموعة "السنيدة" أو "المذهبجية" بعد ذلك، وكان المنشد يختار مقطعًا من القصيدة أو جملة يجعلها محورًا تدور حولها كل الردود من "السنيدة"، فيرددونها وراءه ثم يعودون إليها بعد المنشد، وكانت الوصلة الأولى يختار لها الشيخ المنشد مقامًا موسيقيًّا معينًا مثل "الراست" مثلاً أو البياتي، أو الحجاز، وغيرها، ثم يبدأ المنشد الوصلة بإبراز مواهبه في الأداء، وبراعته في التنقل بين المقام الأصلي ومشتقاته، وقدرته على إبراز الحليات والزخارف اللحنية، ثم يقوم المنشدون بعد ذلك بترديد المقطع أو الجملة المحورية التي بدأ بها القصيدة.
ثم تأتي الوصلة الثانية فيختار لها مقامًا موسيقيًّا آخر حتى ينوع في المقامات، وحتى لا يمل السامعون ويفعل ما فعله في الوصلة الأولى.
"أشهر المُنشدين"
ومن أشهر المنشدين في أوائل القرن الشيخ محمود المسلوب، الشيخ يوسف المنيلاوي، الشيخ أبو العلا محمد، الشيخ عبد اللطيف البنا، الشيخ سلامة حجازي، الشيخ محمود صبيح، وكان الإنشاد الديني في هذه الفترة يُغنَّى بدون مصاحبة آلية اللهم إلا بعض المشايخ الذين استخدموا المسبحة ينقرون بها على كوب من الماء ليحدث رنينًا جذابًا.
ثم تطور بعد فترة وجيزة ليصبح فنًّا له أصوله وأشكاله، ولا يعتمد على الارتجال وحده أو قوة الصوت وحده، بل يعتمد على الجمل اللحنية الجديدة والمبتكرة، وكذلك استخدام "اللزمات الموسيقية" والإيقاعات التي تناسب روح القصيدة.
فتكونت الفرق الموسيقية المصاحبة "للمنشد أو المطرب"، وكانت تسمى آنذاك "بالتخت" وهو يتكون من خمسة عازفين يسمونهم بالخماسي الموسيقي، وهم "العود – القانون – الناي – الكمان – الإيقاع"، ويجلسون على المنصة أو المسرح في شكل دائري يتوسطهم المنشد ومن خلفهم مجموعة المنشدين، وكانوا يبدءون السهرة بقالب موسيقي يسمى "البشرف" أو "دولاب" وهما عبارة عن مقطوعة موسيقية من مقام موسيقي معين "كالراست أو البياتي" مثلاً، ويحدث حوار موسيقي بين الآلات لإبراز مواهبهم في العزف، ثم يعودون إلى الجملة الأصلية المحورية في القالب الموسيقي.
كلاسيك
08-04-2001, 06:08 PM
انتقل الإنشاد من الارتجال والتطريب إلى التعبير والتأثير، فضلاً عن استحداث جمل تسمى "اللزمات" وإيقاعات متنوعة وجمل حوارية بين الآلات بعضها وبعض وبين المنشدين، وتكوَّنت فرق خاصة بأداء هذا اللون تسمى "فرق الموسيقى العربية" التي تتناول التراث الموسيقي والغنائي بأشكال وقوالب جديدة.
واستُحْدِث بعد ذلك لون هو وليد تجربة القصائد والأناشيد هو "الدعاء الديني"، وكان الدعاء الديني يُغنَّى بالفصحى أو بالعامية، ولا يزيد عن خمس دقائق ليكون جرعة روحية مكثفة ذات موضوع واحد.
حتى ظهر لون جديد يسمى "بالغناء الديني الشعبي" وهو فن يعتمد على دراما القصة في شكل غنائي يشبه الملحمة يحكي فيها المنشد قصص الأبطال التاريخيين أو يمدح رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ويحكي حياته وسيرته، وهذا اللون جذب إليه كثيرًا من البسطاء، وتقام له الليالي والموالد والأفراح، ومن أبرز من أدى هذا اللون الدرامي من المشايخ الشيخ محمد عبد الهادي وكذا الشيخ عبد الرحيم دويدار، والشيخة هنيَّات شعبان، الشيخة سعيدة عبدالرحيم.
ويأتي في مقدمة المشايخ الذين تخصصوا في الغناء الصوفي الشيخ/ ياسين التهامي، وله شرائط كاسيت يقتنيها المعجبون والعشاق الذين يجدون لهذا الفن صدى طيبًا في نفوسهم.
وكان للإنشاد الديني الفضل في تخريج دفعة كبيرة من ذوي الأصوات الجبارة الجميلة القوية المتمكنة والبارعة، على رأس هؤلاء يأتي الشيخ/محمد الطوخي، والشيخ/طه الفشني، والشيخ/سيد النقشبندي، ثم الشيخ/نصر الدين طوبار، والشيخ/محمد عمار، والشيخ/سعيد حافظ وغيرهم كثير.
صدى الحق
09-04-2001, 12:40 AM
حمداً لله على سلامتك أخي كلاسيك ، وأسأل الله أن يوفقك إلى إختيار ما فيه خيرٌ وصلاح لإخوانك وأخواتك ، وهذه مشاركةٌ مني في موضوعك وأسأل الله أن يوفقني إلى ايضاح ما قد استشكل علينا جميعاً في أمر الغناء .
فأستعين بالله وأقول بأن الإنشاد الديني لا شيء فيه مالم تكن فيه مخالفة لهدي وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهناك الكثير من الأحاديث الدالة على خطورة استحلال المعازف .
فعن ابن عباس
أن ضرار بن الأزور رضي الله عنه لما أسلم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأنشأ يقول :
تركت القداح و عزف القيان ،،، و الخمر تصلية و ابتهال
وكري المحبر في غمرة ،،، و جهدي على المسلمين القتالا
و قالت جميلة بددتنا ،،، و طرحت أهلك شتى شمالا
فيا رب لا أغبنن صفقتي ،،، فقد بعت أهلي و مالي بدالا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما غبنت صفقتك يا ضرار .
وعن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف في متخذي القيان وشاربي الخمر ولابسي الحرير " .
وعن عروة بن رويم عن أنس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا استحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار إذا ظهر التلاعن و شربوا الخمور و لبسوا الحرير و اتخذوا القيان و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
دخلت على عائشة رضي الله عنها و رجل معها فقال الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا حديثاً عن الزلزلة فأعرضت عنه بوجهها . قال أنس : فقلت لها حديثنا يا أم المؤمنين عن الزلزلة . فقالت : يا أنس إن حدثتك عنها عشت حزيناً و بعثت حين تبعث و ذلك الحزن في قلبك ، فقلت : يا أماه حدثينا . فقالت : إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها و بين الله عز و جل من حجاب ، و إن تطيبت لغير زوجها كان عليها ناراً و شناراً فإذا استحلوا الزنا و شربوا الخمور بعد هذا و ضربوا المعازف غار الله في سمائه فقال للأرض : تزلزلي بهم فإن تابوا و نزعوا و إلا هدمها عليهم ، فقال أنس : عقوبة لهم . قالت : رحمة و بركة و موعظة للمؤمنين و نكالاً و سخطة و عذاباً للكافرين . قال أنس : فما سمعت بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثاً أنا أشد به فرحاً مني بهذا الحديث ، بل أعيش فرحاً و أبعث حين أبعث و ذلك الفرح في قلبي أو قال في نفسي .
وهذه اسئلة مذيلة بأجوبتها وجهت لقسم الفتوى بخصوص إستخدام الموسيقى :-
1- نحن جمعية كشفية إسلامية ونريد أن ندخل الآلات الموسيقية الكشفية إلى فرقنا وذلك لعزف المارشات العسكرية الخاصة بالاستقبالات والمناسبات ، علماً أن كافة الفرق الكشفية عندنا لديها فرق موسيقية مما يضفي نوع من البهجة والسرور على نشاطاتها فهل هذا جائز وإلى أي مدى؟(الأدوات التي تستعمل: طنبور، طبل، كلورون، ترومبيت، سكسفون، صونج) وجزاكم الله كل الخير .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
يحرم استعمال أدوات الموسيقى واستماعها إلا الدف للنساء في العيدين والأفراح على الصحيح . لما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف". وقد حكى جماعة من أهل العلم الإجماع على تحريم استماع المعازف، منهم الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب وابن القيم وابن حجر الهيثمي. وماذكر في السؤال من الأدوات المستعملة كلها داخلة في معنى المعازف فيشملها النهي . والمسلم عليه أن يضبط حياته بميزان الشريعة، وألا يكون فرحه وسروره إلا بما يرضي ربه تعالى.
والله أعلم.
2- ماحكم الأناشيد الإسلامية ؟ وما حكم الأناشيد الكويتية التي تحتوي على بعض الأصوات عن طريق الكمبيوتر فيظن أنها موسيقى حتى يظن السامع لها من غير الملتزمين أنها موسيقى ؟ وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل وسدد خطاكم وأعانكم؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الغناء المعهود حالياً في وسائل الإعلام وغيرها محرم لما يشتمل عليه من منكرات عظيمة وفتنة كبيرة كالكلام الذي يدعو إلى الرذيلة والمجون وكغناء المرأة للأجانب وكالموسيقى ونحو ذلك من المنكرات إضافة إلى ما فيه من الصد عن سبيل الله وعن الاشتغال بالطاعات وما ينفع العبد في عاجله وآجله والله جل وعلا يقول : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب أليم ) [لقمان : 6] وقد فسر جمهور المفسرين لهو الحديث بالغناء، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقسم على ذلك ويقول: إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل .
ويجب على المسلم أن يستعيض عن ذلك بالأناشيد الإسلامية التي تشتمل على الحكم والمواعظ والحث على الجهاد وإثارة الحماس والغيرة على الدين وتشتمل على التنفير من الشر ودواعيه. ولكن يشترط لذلك أن لا يتخذ المرء هذا الأمر عادة له بل يعاوده الفينة بعد الفينة عند وجود مناسبات ودواعي تدعو إليه، لأن كثيرا من الناس صار ينشغل بهذه الأناشيد حتى أنه لا يخشع إلا بسماعها وإذا ت لي عليه كتاب الله تعالى لا يتحرك له ساكن، فكتاب الله أطهر وأزكى قال تعالى: ( الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) [الزمر: 23] وقد كان ديدن الصحابة والتابعين لهم بإحسان العناية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالحاصل أنه لا حرج في هذه الأناشيد ما لم تتخذ بديلا عن كتاب الله أو يشغل العبد بها وقته كله أو تكون عادة له. أما إذا اختلطت الأناشيد الإسلامية أو أي نوع من أنواع الشعر المعروفة كالحماسة والرثاء والفخر بالموسيقى فسماعها حرام بسبب ما دخلها من أصوات الآلات الموسيقية. وإن احتوت الأناشيد على أصوات تشبه الموسيقى فالذي يظهر والله أعلم عدم جواز الاستماع إليها إذا كان شبهها بالموسيقى شبهاً قوياً لأن ما شابه الشيء يعطى حكمه فالموسيقى لم تحرم لكونها موسيقى وإنما حرمت لما يترتب عليها من أثر فما شابهها شبهاً قويا سيؤدي إلى نفس النتيجة. والعلم عند الله تعالى.
متشيم
09-04-2001, 01:07 AM
كل الشكر والتقدير لصدى الحق على هذا النقل الطيب.
الحقيقة ما يسمونه بالأناشيد الإسلامية مما يحتوي على الإيقاع الموسيقي وغيره (وأرى نفسي أسميه أناشيد ديسكو) ينبغي الابتعاد عنه قدر الإمكان ، وأعجب حقيقة ممن استدل بأقوال المبيحين ، تسأله "يا أخي ليش تستخدم هذه الأناشيد المحتويه على موسيقى واضحة" يقول "لأن الشيخ فلان أباحها". وهنا تبرز إشكالية ، كون الشيخ فلان أباح هذا الأمر فهذا لا يعني أن الأمر مباح ، أين استفتاء القلب؟ وأين البحث في الأدلة لمن استشكل عليه الأمر ، حقيقة لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن ينظر للقضايا الشرعية وفق ما قال "فلان" من العلماء ، بل وفق ما يقوله المجموع الأعظم من العلماء الموثوق بهم.