تسجيل الدخول

View Full Version : ،، أتى أمر الله فلا تستعجلوه ،،


كلاسيك
01-09-2001, 06:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


لما عدت عام 1994 من الولايات المتحدة، بعد حضوري اللقاء العام الذي يقيمه المسلمون سنويًا في الولايات المتحدة ، سألني بعضهم كيف وجدت الولايات المتحدة ؟ فقلت لهم : إن الولايات المتحدة تقول : أقنعوني وخذوني . إن المسلمين يذهبون إلى هناك الآن هاربين أو طلاب علم ، أو باحثين عن عمل ليرتزقوا منه ، وينظر إليهم الغربيون على أنهم متخلفون .
وقبل ألفين من السنين ذهب إلى هناك أتباع المسيح الحواريون من الشرق ، ذهبوا في ذلك الوقت إلى عاصمة الدنيا ، روما ، لكن لم يذهبوا لاجئين ولا طلاب علم ولا ابتغاء عمل يرتزقون منه ، وإنما ذهبوا دعاة إلى فكرة جديدة للعلاقات الإنسانية ، وكان هذا هو الرد الشرقي على الغزو اليوناني كما يقول توينبي .
وظل الحواريون يبشرون هناك ، وهم يُضطهدون أشد الاضطهاد ، ولكن بعد أربعة قرون من تبشيرهم شعر الامبراطور قسطنطين بأن رعيته تحولت إلى المسيحية ، فتحول هو أيضًا ، سواء كان تحوله سياسة أو إيمانًا .
والآن أرى أن الإسلام يتقدم إلى تلك البلاد وإلى القارة الأمريكية في دورة تاريخية أخرى ، يتقدم عن طريق مبشرين بدعوة جديدة ، وإن لم يكتشف المسلمون بعد كل ما تحتوي عليه دعوتهم الجديدة . وهذا لأن ما لم يكتشفوه في الإسلام أكثر مما اكتشفوه .
إن المسلمين يقومون بانبعاث جديد ليس بالعنف والجنود ، بل بالروح التي يحملونها معهم ، ويشعرون بأنه يمكنهم أن يغيروا العالم من جديد ، ليس بالقوة ، ولكن بالروح كما في رسائل الرسل .
وكما يقول القرآن الكريم : ( وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور) ( الشورى : 52) .
الإسلام لا يغزو بالعسكر ، ولكن يفتح بالروح وبالنور ليخرج الناس جميعًا من الظلمات إلى النور . إن الإسلام لا ينتشر فقط بين البسطاء من الناس ، بل يفتح معاقل المعرفة أيضًا .
قبل فترة ، وقعت في يدي نشرة عنوانها " الإسلام في أمريكا " . طبعة يونيو 2001 من المكتب الصحفي لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بدمشق . وهذه النشرة في 36 صفحة ، في خمسة عشر عنوانًا ، أولها " الإسلام في أمريكا وكيف هو في توسع مستمر ، ينتشر بسرعة كتيار رئيسي في الولايات المتحدة ، وكيف أن المسلمين في الولايات المتحدة يتطلعون إلى مناصب حكومية ، وكيف أن الجنود المسلمين يبرزون تنوع البلاد ، وكيف أن المسلمين يقيمون صلاة الجمعة بانتظام في مقر الكونجرس .
وتحت العنوان الأول نقرأ أن عدد المساجد ازداد بخمسة وعشرين في المائة خلال السنوات السبع الماضية ، وأن المساجد تتحول إلى مراكز حيوية للتعبئة الاجتماعية والسياسية في المجتمع الأمريكي ، وأن عدد المترددين على المساجد تضاعف على مدى السنوات الست الماضية .
وفي المتوسط يعتنق 16 شخصًا الإسلام في كل مسجد أمريكي خلال العام ، ويقدر عدد الذين يعتنقون الديانة الإسلامية في الولايات المتحدة سنويًا بحوالي عشرين ألف شخص ، نجد أن أكثر من نصف المصلين في المساجد من خريجي الجامعات ، وأن أكثر من 20% من المساجد لها مدارس نظامية تدرس الدين ، ونقلاً عن صحيفة "واشنطن بوست" . تذكر النشرة أن بعض المراقبين يصفون الإسلام بأنه أسرع الديانات نموًا في الولايات المتحدة .
وتذكر النشرة أن الإسلام قديم العهد في أمريكا ، وطبقًا للدراسات التي قام بها الدكتور إيفان والدكتور إيرفينج والدكتور رشاد ، جاء المسلمون السود إلى الأمريكتين قبل مجيء كريستوفر كولومبوس مكتشف أمريكا بـ 180 عامًا ، وحملوا معهم شعائرهم الإسلامية ، ومنها صوم شهر رمضان .
يقول د. رشاد : " قام المسلمون الأفارقة المستكشفون والتجار بجولات استكشافية تحت رعاية الإمبراطور منسي أبو بكر محمد في أجزاء كثيرة من الأمريكتين وتشمل المنطقة التي تعرف الآن بالولايات المتحدة " .
ويؤكد رشاد في كتابه أن المسلمين الأفارقة تبادلوا التجارة وأقاموا علاقات اجتماعية وتزاوجوا مع أهل البلاد الأمريكيين وقاموا بهدايتهم إلى الإسلام ، وتبين الدراسة أن الذين جاؤوا إلى أمريكا قبل 180 سنة من وصول كولومبوس هم الذين أبقوا على شعلة الإسلام مضيئة أثناء العبودية . وفي فصل آخر من النشرة نقرأ : " لقد بدأ الإسلام في الولايات المتحدة كديانة مهاجرة ، ولكنه أخذ يصبح ديانة أصلية في أمريكا ، والمدارس الأمريكية تعترف بحق الطلبة المسلمين في الصلاة " .
ويتراوح عدد المسلمين في الولايات المتحدة بين 6 و 8 ملايين ، ويعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة في العالم من حيث من يدينون به ، ويبلغ تعداد المسلمين 1200 مليون وهم يأتون مباشرة بعد المسيحيين الذين يبلغ عددهم 1900 مليون .
تقول النشرة : إن تعداد المسلمين كان في مطلع السبعينيات في الولايات المتحدة مليونين فقط ، وتقول : إذا كنت تعتقد أن معظم المسلمين عرب فأنت مخطئ في ذلك ، ففي السنوات العشر الماضية أصبح الإسلام أحد أسرع الديانات انتشارًا في الولايات المتحدة ، وأتباعه مليار في العالم وستة ملايين هنا في أمريكا.
وتذكر النشرة أيضًا أن هناك ما لا يقل عن 15000 مسلم من أصول إسبانية أيضًا . فمثلاً ريموند نور مواطن من بنما اعتنق الإسلام وهو نائب رئيس جماعة الحركة الإسلامية في لوس أنجليس .
هناك مسلمون من اللاتينيين منذ القديم ، ولكنهم لم يظهروا في المقدمة وعندهم تراثهم القديم ، ولكنهم يكتشفونه من جديد ويقولون : آه عندي المزيد من هذا في داخلي أكثر مما كنت أظن ..! والعديد من اللاتينيين في لوس أنجليس يرون في اعتناقهم للإسلام عودة إلى جذورهم المغربية . إن ملكوت الله قادم . " أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون " ( النحل : 1 ) .

كلاسيك
01-09-2001, 06:09 PM
مجلة "المجلة " ع/1122/2001