PDA

View Full Version : لأنهم فقراء


سردال
08-10-2001, 06:57 PM
كلما جاء إلى بيتنا متسول يريد العون أو الغذاء، أو امرأة تطلب مالاً، تنتابني مشاعر متناقضة، فللوهلة الأولى أحزن على حال هؤلاء، ثم أتذكر أن بعضهم احترف التسول فأتضايق من أن هؤلاء استغلوا مشاعر الناس النبيلة لأغراضهم الخبيثة، ثم أعود مرة أخرى إلى حزني على حال الصادقين منهم.

المأوى، والغذاء، واللباس، والتعليم، أمور أربع أساسية لكل فرد وعائلة، وتصوروا وضع هؤلاء الفقراء في ظل الغلاء الحالي، التعليم يحتاج إلى تكاليف، والسلع الغذائية تحتاج إلى مال، والكهرباء والماء والهاتف كلها تحتاج إلى مال، وبعضهم يستأجر شقة يسكن فيها وهذه تكلفه الكثير، وقد يكون لرب الأسرة مجموعة من الأطفال وكل طفل يكلفه كذا وكذا من المال، وراتبه لا يكفي نصف هذه المتطلبات أو ربعها، وحتى إن وفر وضيق على نفسه في الإنفاق فالتكاليف تتجاوز راتبه بمراحل.

فقولوا بالله عليكم ماذا يفعل؟ أيسرق؟ أم يستدين من بنك ليثقل كاهله بديون لا قوة له على حملها؟ أم يستغني مثلاً عن التعليم ويجلس أطفاله في البيت ويعلمهم بنفسه؟ أم يمارس الرجيم القسري هو وأسرته ليكونوا كأشباه إخواننا في أفريقيا الذين أصبحوا جلداً على عظم؟

وفريضة الزكاة منسية، فلا الأغنياء يؤدونها عن طيب نفس (ولا أعمم ذلك)، ولا الدول فرضتها عليهم، وبالتالي ضاع مورد مهم للقضاء على مشكلة الفقر، والمشكلة أن هذا الفريضة ليست من اختراع إنسان، وليست فكرة اشتراكية أو وسيلة رأس مالية، بل هي فريضة ربانية، لكنها منسية.

ثم أين دور الجمعيات الخيرية؟ إننا نرى أن المعونات تنطلق من بلداننا إلى الشرق والغرب، إلى المسلم وغير المسلم، والفقر لم ينتهي عندنا، هناك فقراء متعففون لا يمدون أيديهم، والعربي نفسه أبية، بل الإنسان هو الإنسان في كل مكان، بعضهم يموت جوعاً وفقراً ولا يمد يده للغير، فلماذا لا تؤدي هذه الجمعيات خدماتها إلى هؤلاء الفقراء، والذين هم أولى من غيرهم، وأنا لا أقصد بأن المعونات الخارجية يجب أن تتوقف، ولكن أن تكون الأولوية للداخل قبل الخارج.

دائرة أخرى مفرغة ندور فيها بلا نهاية واضحة، من لهؤلاء؟ نحن ننام على الفرش الوثيرة، ونأكل حتى نمرض من السمنة، والتعليم مجاني، وليس لدينا هم المعيشة من مأكل ومشرب وكهرباء وماء وهواتف و(chat على الإنترنت)، فهل نحس بمن نام على الأرض العارية، وبطنه لم يذق الطعام منذ يوم أو أيام، ولا يجد ثوب يستره ويستحسن الناس منظره، ويعلم أن الناس لاهون مع الذهب والمليون والبوبس والتوبس والأخبار والشات.

سراب
08-10-2001, 10:28 PM
^1

أخي سردال:

ضربت وترا حساسا في مجتمعنا

وفعلا المعونات تنطلق إلى الخارج بالملايين والمليارات ولا ندري أتصل لمستحقيها أم تضيع في الطريق....

الأقربون أولى بالمعروف،

صدقوني إن غصة دائمة في حلقي كلما نظرت إلى هؤلاء المساكين ورأيت حالهم، نحن نكدس الدراهم وننام على الفرش الوثيرة ونمل من الراحة و نتخم من الأكل وهم ..هم الله لهم..

رحم الله أمير المؤمنين عمر الذي كان يعس الليل يبحث عن الفقراء والمساكين ويتفقد أحوال المسلمين، حتى لم يبق في عهده فقير ولا مسكين.

سردال
09-10-2001, 11:01 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....

رحم الله عمر بن الخطاب، كان كما قلت، كان عادلاً ورعاً، ورحم الله عمر بن عبد العزيز الذي لم يبقى في زمانه فقير ولا مسكين، ولم تجد الزكاة من يقبلها لغنى المسلمين جميعاً.

أما زماننا هذا فهو زمان التناقضات، بيت الغني بجانبي بيت الفقير، لكن هذا لا يعطي ذاك شيئاً، بل لا يعرفه ولا يسأل عن حاله، فكيف سنبني مجتمعاً متكاتفاً من غير تواصل؟

أشكرك على المشاركة والرد.