أبو لـُجين ابراهيم
08-11-2001, 07:10 PM
أنواع المفـتـين
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه
المفتون أربعة :
أحدهم : آتاه الله العلم والحكمة والصبر ، فهو يصدع بحكم الله تعالى في كل ما يسأل عنه ، هدفه أن يحق الحق ويبطل الباطل ، لا يخاف لومة لائم ، ويصبر على الأذى إن أسخط جوابه الناس حكاما ومحكومين، محتسبا ثواب الآخرة ، لكنه أيضا يضع الحكمة مواضعها ، لأنها لا تثمر إن جعلت في غير موضعها ، كما لا تؤتي الشجرة الطيبة ثمارها إن زرعت في الأجادب التي لاتمسك ماء ولاتنبت كلأ ، ولهذا فقد يسكت عن الجواب حينا ، ليصدع به حينا آخر في موضع هو مقتضى الحكمة ، فلم يسكت عن الحق خشية الناس ، ولا اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ، ولكنه كالمجاهد الذي يفر ليكر ، ليكون وجه الحق أجلى ، وقوته أشد ، وقد يسكت عن الجواب تارة لعلمه أن طالب الجواب ، سيجعله سيفا مسلطا بالظلم على أهل الحق ، وتوظيف كلمة الحق لارادة الباطل سنة من سنن الظالمين.
والثاني : أوتي العلم والحكمة ولكنه لم يؤت الصبر ، غير أنه لا يقول الباطل إن عجز عن قول الحق ، بل يترخص بقوله ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ، ويفرح إن وجد الأول يقول الحق ، فيدعو له بظهر الغيب ، ا للهم ثبته إذ وهبته من فضلك ، اللهم طهر قلوبنا من الحسد .
وثالث : أوتى علما ولم يؤت تقوى الله والحكمة ، وقد رسموه مفتيا ليؤدي وظيفة حددت له سلفا ، فهو يتخبط بعلمه ، فيقول الحق في غير موضعه ، ويضع الباطل موضع الحق ، فمثله كمثل الذين قال الله عنهم ( ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) إنه ينطق بلسان الشيطان ، وهذا إنما هو تاجر ، لكنه تاجر خاسر ، لانه يبيع دينه بعرض من الدنيا ، وما أسرع ما يكتشف الناس كساد بضاعته وزيفها فيهجر ملوما محسورا ، فلا يبقى له إلا متاع الدنيا القليل ، يلهو به حتى يلقى الله تعالى ساخطا عليه إن لم يتب .
والرابع : جاهل منافق ، جمع بين الجهل وسوء النية ، فهو كشاهد الزور الذي يشهد بلا علم ، فشهادته للدراهم لا للحقيقة ، لايهمه أن يعلم الواقعة ، بقدر ما يهمه سعر شهادته في السوق ، وما أكثر هذا النوع في عالمنا المعاصر ، وما أحرص السلاطين عليهم ، فسوقهم رائجة هذه الأيام ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
هذا ويكثر الطلب هذه الأيام التي تشن فيه حملة هجوم على الإسلام تحت ذريعة الحرب على الإرهاب ، يكثر الطلب على النوع الثالث والرابع ، لا كثرهم الله تعالى ، وقد استحوذ عليهم الشيطان وحب الدنيا ، حتى نطقت أفواههم بالكفر ، وقد هوى بهم الشيطان إلى نهاية الخذلان ، فزينوا بفتاواهم أن يهرق عبدة الصليب دماء المؤمنين الصالحين المجاهدين في سبيله ، بحجة أن من حق الكفار أن يستردوا الحق ، ويقيموا العدل ، وينتقموا ممن آذاهم ، سبحانك هذا بهتان عظيم ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ، أفيكون حقا في دين الله تعالى ، أن يسلط أهل الصلبان على أهل الإيمان ليزيلوا دولة التوحيد والحكم بالشريعة ، بالحديد والنار والدمار ، وسفك دماء المسلمين ، واحتلال أرضهم ، وإقامة دولة من المنافقين الموالين للكفر وأهله ونشر الفساد في الأرض ، و استبدال شريعة الرحمن بشريعة الفكر والشيطان .
فأي باطل ، وأي صد عن سبيل الله اعظم من هذا ، صدق صلى الله عليه وسلم إذ قال ( أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ) .
وصدق القائل :
وأهل أفسد الدين إلا الملوك .......... وأحبار سوء ورهبانهــــــا
وكتبه فضيلة الشيخ حامد العلي
http://www.islammemo.com/tamolat/tamolat_18.htm
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه
المفتون أربعة :
أحدهم : آتاه الله العلم والحكمة والصبر ، فهو يصدع بحكم الله تعالى في كل ما يسأل عنه ، هدفه أن يحق الحق ويبطل الباطل ، لا يخاف لومة لائم ، ويصبر على الأذى إن أسخط جوابه الناس حكاما ومحكومين، محتسبا ثواب الآخرة ، لكنه أيضا يضع الحكمة مواضعها ، لأنها لا تثمر إن جعلت في غير موضعها ، كما لا تؤتي الشجرة الطيبة ثمارها إن زرعت في الأجادب التي لاتمسك ماء ولاتنبت كلأ ، ولهذا فقد يسكت عن الجواب حينا ، ليصدع به حينا آخر في موضع هو مقتضى الحكمة ، فلم يسكت عن الحق خشية الناس ، ولا اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ، ولكنه كالمجاهد الذي يفر ليكر ، ليكون وجه الحق أجلى ، وقوته أشد ، وقد يسكت عن الجواب تارة لعلمه أن طالب الجواب ، سيجعله سيفا مسلطا بالظلم على أهل الحق ، وتوظيف كلمة الحق لارادة الباطل سنة من سنن الظالمين.
والثاني : أوتي العلم والحكمة ولكنه لم يؤت الصبر ، غير أنه لا يقول الباطل إن عجز عن قول الحق ، بل يترخص بقوله ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ، ويفرح إن وجد الأول يقول الحق ، فيدعو له بظهر الغيب ، ا للهم ثبته إذ وهبته من فضلك ، اللهم طهر قلوبنا من الحسد .
وثالث : أوتى علما ولم يؤت تقوى الله والحكمة ، وقد رسموه مفتيا ليؤدي وظيفة حددت له سلفا ، فهو يتخبط بعلمه ، فيقول الحق في غير موضعه ، ويضع الباطل موضع الحق ، فمثله كمثل الذين قال الله عنهم ( ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) إنه ينطق بلسان الشيطان ، وهذا إنما هو تاجر ، لكنه تاجر خاسر ، لانه يبيع دينه بعرض من الدنيا ، وما أسرع ما يكتشف الناس كساد بضاعته وزيفها فيهجر ملوما محسورا ، فلا يبقى له إلا متاع الدنيا القليل ، يلهو به حتى يلقى الله تعالى ساخطا عليه إن لم يتب .
والرابع : جاهل منافق ، جمع بين الجهل وسوء النية ، فهو كشاهد الزور الذي يشهد بلا علم ، فشهادته للدراهم لا للحقيقة ، لايهمه أن يعلم الواقعة ، بقدر ما يهمه سعر شهادته في السوق ، وما أكثر هذا النوع في عالمنا المعاصر ، وما أحرص السلاطين عليهم ، فسوقهم رائجة هذه الأيام ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
هذا ويكثر الطلب هذه الأيام التي تشن فيه حملة هجوم على الإسلام تحت ذريعة الحرب على الإرهاب ، يكثر الطلب على النوع الثالث والرابع ، لا كثرهم الله تعالى ، وقد استحوذ عليهم الشيطان وحب الدنيا ، حتى نطقت أفواههم بالكفر ، وقد هوى بهم الشيطان إلى نهاية الخذلان ، فزينوا بفتاواهم أن يهرق عبدة الصليب دماء المؤمنين الصالحين المجاهدين في سبيله ، بحجة أن من حق الكفار أن يستردوا الحق ، ويقيموا العدل ، وينتقموا ممن آذاهم ، سبحانك هذا بهتان عظيم ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ، أفيكون حقا في دين الله تعالى ، أن يسلط أهل الصلبان على أهل الإيمان ليزيلوا دولة التوحيد والحكم بالشريعة ، بالحديد والنار والدمار ، وسفك دماء المسلمين ، واحتلال أرضهم ، وإقامة دولة من المنافقين الموالين للكفر وأهله ونشر الفساد في الأرض ، و استبدال شريعة الرحمن بشريعة الفكر والشيطان .
فأي باطل ، وأي صد عن سبيل الله اعظم من هذا ، صدق صلى الله عليه وسلم إذ قال ( أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ) .
وصدق القائل :
وأهل أفسد الدين إلا الملوك .......... وأحبار سوء ورهبانهــــــا
وكتبه فضيلة الشيخ حامد العلي
http://www.islammemo.com/tamolat/tamolat_18.htm