الفرزدق
25-01-2002, 02:43 AM
في السفر سبع فوائد.. وفى السفر الى نيويورك هذه الايام لا توجد فوائد على الاطلاق اللهم الا التعرف على كيفية التعامل مع العرب والمسلمين في هذه المدينة المنكوبة والتى يسميها البعض ( التفاحة الكبيرة ). وقد قررت في الاسبوع الماضى أن أخوض تجربة السفر الى هذه المدينة ورأيت أننى كصحفى يجب أن أنقل للقراء ما يحدث لبنى جلدتى وأبناء دينى..
هذه كانت بداية قصة هذا الصحفي عندما زار مدينة نيويورك ،،، وأحببت أن أضع القصة بين أيديكم ،،، وكيفية التمييز العرقي أو بالأصح الديني:) ،،، مع أن أمريكا نفسها تدعي أنها بلد الحرية ؟؟!!
في السفر سبع فوائد.. وفى السفر الى نيويورك هذه الايام لا توجد فوائد على الاطلاق اللهم الا التعرف على كيفية التعامل مع العرب والمسلمين في هذه المدينة المنكوبة والتى يسميها البعض ( التفاحة الكبيرة ). وقد قررت في الاسبوع الماضى أن أخوض تجربة السفر الى هذه المدينة ورأيت أننى كصحفى يجب أن أنقل للقراء ما يحدث لبنى جلدتى وأبناء دينى .. حزمت أمتعتى وذهبت على متن شركة الطيران الالمانية الشهيرة ( لوفتهانزا ) .. وكان الحدث الذى ذهبت لأقوم بتغطيته في نيويورك هو إطلاق أحدث نظم التشغيل التى تنتجها شركة مايكروسوفت وهو / ويندوز إكس بى/ .. وللامانة فقد نصحنى الاصدقاء في مايكروسوفت- مصر بالاعتذار إشفاقا على المحن والمخاطر التى قد أتعرض لها في هذا الوقت الدقيق والحساس في العلاقات بين العرب والمسلمين من جهة والمواطنين الامريكيين العاديين من جهة أخرى.
ولكننى صممت على الذهاب.. وتوكلت على الله.. وقد حدثت لى مضايقات عديدة فور وصولى مطار جون كينيدى في نيويورك وقد تحملت استجوابات عديدة وطويلة أكثر من أى راكب آخر ولكننى كنت أتعللا بالظروف وأحاول أن اقنع نفسى بانهم معذورون.. وبعد ساعتين فقط في المدينة تعرضت لحادث سطو بالاكراه عندما نزلت للشوارع أبحث عن قصة صحفية مثيرة رأيتها في قناة/ فوكس نيوز/ حيث انهارت عمارة مكونة من سبعة طوابق في جزيرة مانهاتن وبالقرب من ميدان/تايمز سكوير/ الذى كان الفندق الذى نزلت فيه يقع بالقرب منه!! ولولا أننى قلت للصوص أننى من جنوب شرق آسيا لقتلونى على الفور .
المهم أن مالم أستطع احتماله هو التمييز الفظيع الذى تعرضت له في رحلة العودة من المدينة المنكوبة حيث حرصت على الذهاب قبل ميعاد الطائرة بنحو أربع ساعات وعندما ذهبت الى الموظفة التى ستتسلم أمتعتى تعللت بأن التذكرة لاتخصنى لأنها باسم أحمد الشرقاوى وان جواز سفرى لايحمل نفس الاسم .. وحاولت دون جدوى إفهامها إن لدى بطاقة صحفية تحمل اسم الشرقاوى وان لقب العائلة لايذكر في جواز السفر لان جواز السفر يتضمن الجد الرابع فقط .. وطلبت المدير فجاء الى شخص لم ينتظر حتى استكمل كلامى معه ولم يبد أى قدر من التفهم للموضوع وبدا انه يتخذ موقفا مسبقا منى لدرجة أنه قام على الفور بالاتصال بسلطات المطار وقال لهم إن لديه مشكلة مع راكب عربى مسلم من مصر وان الامر يستدعى حضورهم على الفور111 وفى ثوان معدودات، وصل عنصرين من قوات البحرية الامريكية( المارينز) مدججين بالسلاح ويتميزون بالطول الفارع والقوة البدنية والعضلية .. وشعرت إن وصولهم جاء لتأمين المكان لانهم لم يتقدموا نحوى ولم يبادرونى بالحديث .. ووصلت بعد ذلك مجموعة من الشرطة المحلية مكونة من ثلاثة الى اربعة أفراد وتحدثت مع رئيسهم الذى بدا لى أنه لم يكن على استعداد لفهم الموضوع
وقبل إن استكمل حديثى مع قائد مجموعة الشرطة المحلية الذى كان برتبة صغيرة اعتقد انه ربما يكون رقيبا، شق الصفوف التى التفت حولى عنصران من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالية/ إف بى آى / وقدما نفسيهما لى وأفهمتهما اننى سأتعاون معهما في أية اجراءات لاننى اتفهم الظروف جيدا وبدأوا اجراءات التفتيش فانتزع أحد أفراد الشرطة المحلية جهاز الكمبيوتر المحمول الذى كنت أحمله على كتفى وسحب أحد أفراد المارينز شنطتى الكبيرة وذهبا بهما الى جهاز لكشف المتفجرات باستخدام الاشعة تحت الحمراء وفتحوا اللا ب توب أمام جهاز المتفجرات وتحسسوا محول الطاقة وعرضوه على الجهاز ايضا.. وكان كل ذلك يتم بينما أشرح الموضوع لعملاء الإف بى آى .. وبعد إن ثبت لهم صدق كلامى اعتذروا عن تعطيلى وفهمت منهم إن هناك إنذارا بالقيام بعمل إرهابى في المطار .. وهنا انبرى المدير في لوفتهانزا وإسمه / مادو شودا/ وهو الذى استدعى السلطات ليقول لهم انه قد لا يستطيع إن يسمح بركوبى الطائرة متعللا باختلاف الاسم بين التذكرة وجواز السفر ولكنه في الواقع ألمح الى رد فعل بقية الركاب على الطائرة .. وهنا شعرت بوجود تمييز حقيقى ضدى من هذا الرجل الامريكى حتى بعد إن ثبت أننى لا أمثل تهديدا على الاطلاق واننى صحفى جاء ليمارس عمله وهو عائد الى بلده بعد قضاء عدة أيام في تلك المدينة المنكوبة.. ولم أشعر بنفسى حين انفجرت فيه متهما إياه بممارسة تمييز عنصرى ضدى لاننى عربى ومسلم وقلت له إن ما يتحدث عنه ليس خطأى بل هو خطأ لوفتهانزا التى لم تراجع التذكرة في القاهرة وبالتالى كان من السهل تدارك الخطأ..
وإزاء اللامبالاة التى قابل بها كلامى طلبت منه إن أحدث المدير الأعلى فاتصل بمديره فجاء رجل في الخامسة والخمسين من عمره يدعى / جون هيوارد/ ولكنه أيضا أيد كلام شودا وبدأ أفراد الشرطة ومكتب التحقيقات في الانصراف بعد استكمال محضر إجراءات روتينى .. وقد تمادى شودا ببعض الكلمات التى فهمت منها أنه لا يرغب في أن يركب العرب والمسلمون على طائرات لوفتهانزا وهنا لم يعد في قوس الصبر منزع فقمت بتهديده بالقول اننى سوف أشكوه الى رؤسائه وسوف اسعى للحصول على حقى منه بتكليف محام في نيويور ك لرفع قضية ضد لوفتهانزا وضده شخصيا ووعدته بعدم التراجع مطلقا عن اتهامه بممارسة التمييز ضدى .. وهنا بدأ هيوارد في البحث عن حل وسط حيث اقترح الاتصال بالقاهرة وسؤالهم واستدعى إحدى الموظفات التى تجيد اللغة العربية للتأكد من بطاقات الهوية العربية التى قدمتها لهم وقد كانت سيدة رائعة في العقد الرابع من عمرها وتعمل في مكتب الشركة في نيويورك منذ فترة طويلة وقامت هى نفسها بالاتصال بمندوبة لوفتهانزا في القاهرة وأفهمتها الموقف وبالفعل تم استخراج تذاكر الرحلة وقمت بتسليم الشنط ووجدت إن لدى نحو ثلاث ساعات على ميعاد إقلاع الطائرة فصممت على الوفاء بوعدى للسيد شودا رغم حاجتى للوقت لاستكمال التقرير الصحفى الذى كنت قد بدأت في اعداده
هذه كانت بداية قصة هذا الصحفي عندما زار مدينة نيويورك ،،، وأحببت أن أضع القصة بين أيديكم ،،، وكيفية التمييز العرقي أو بالأصح الديني:) ،،، مع أن أمريكا نفسها تدعي أنها بلد الحرية ؟؟!!
في السفر سبع فوائد.. وفى السفر الى نيويورك هذه الايام لا توجد فوائد على الاطلاق اللهم الا التعرف على كيفية التعامل مع العرب والمسلمين في هذه المدينة المنكوبة والتى يسميها البعض ( التفاحة الكبيرة ). وقد قررت في الاسبوع الماضى أن أخوض تجربة السفر الى هذه المدينة ورأيت أننى كصحفى يجب أن أنقل للقراء ما يحدث لبنى جلدتى وأبناء دينى .. حزمت أمتعتى وذهبت على متن شركة الطيران الالمانية الشهيرة ( لوفتهانزا ) .. وكان الحدث الذى ذهبت لأقوم بتغطيته في نيويورك هو إطلاق أحدث نظم التشغيل التى تنتجها شركة مايكروسوفت وهو / ويندوز إكس بى/ .. وللامانة فقد نصحنى الاصدقاء في مايكروسوفت- مصر بالاعتذار إشفاقا على المحن والمخاطر التى قد أتعرض لها في هذا الوقت الدقيق والحساس في العلاقات بين العرب والمسلمين من جهة والمواطنين الامريكيين العاديين من جهة أخرى.
ولكننى صممت على الذهاب.. وتوكلت على الله.. وقد حدثت لى مضايقات عديدة فور وصولى مطار جون كينيدى في نيويورك وقد تحملت استجوابات عديدة وطويلة أكثر من أى راكب آخر ولكننى كنت أتعللا بالظروف وأحاول أن اقنع نفسى بانهم معذورون.. وبعد ساعتين فقط في المدينة تعرضت لحادث سطو بالاكراه عندما نزلت للشوارع أبحث عن قصة صحفية مثيرة رأيتها في قناة/ فوكس نيوز/ حيث انهارت عمارة مكونة من سبعة طوابق في جزيرة مانهاتن وبالقرب من ميدان/تايمز سكوير/ الذى كان الفندق الذى نزلت فيه يقع بالقرب منه!! ولولا أننى قلت للصوص أننى من جنوب شرق آسيا لقتلونى على الفور .
المهم أن مالم أستطع احتماله هو التمييز الفظيع الذى تعرضت له في رحلة العودة من المدينة المنكوبة حيث حرصت على الذهاب قبل ميعاد الطائرة بنحو أربع ساعات وعندما ذهبت الى الموظفة التى ستتسلم أمتعتى تعللت بأن التذكرة لاتخصنى لأنها باسم أحمد الشرقاوى وان جواز سفرى لايحمل نفس الاسم .. وحاولت دون جدوى إفهامها إن لدى بطاقة صحفية تحمل اسم الشرقاوى وان لقب العائلة لايذكر في جواز السفر لان جواز السفر يتضمن الجد الرابع فقط .. وطلبت المدير فجاء الى شخص لم ينتظر حتى استكمل كلامى معه ولم يبد أى قدر من التفهم للموضوع وبدا انه يتخذ موقفا مسبقا منى لدرجة أنه قام على الفور بالاتصال بسلطات المطار وقال لهم إن لديه مشكلة مع راكب عربى مسلم من مصر وان الامر يستدعى حضورهم على الفور111 وفى ثوان معدودات، وصل عنصرين من قوات البحرية الامريكية( المارينز) مدججين بالسلاح ويتميزون بالطول الفارع والقوة البدنية والعضلية .. وشعرت إن وصولهم جاء لتأمين المكان لانهم لم يتقدموا نحوى ولم يبادرونى بالحديث .. ووصلت بعد ذلك مجموعة من الشرطة المحلية مكونة من ثلاثة الى اربعة أفراد وتحدثت مع رئيسهم الذى بدا لى أنه لم يكن على استعداد لفهم الموضوع
وقبل إن استكمل حديثى مع قائد مجموعة الشرطة المحلية الذى كان برتبة صغيرة اعتقد انه ربما يكون رقيبا، شق الصفوف التى التفت حولى عنصران من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالية/ إف بى آى / وقدما نفسيهما لى وأفهمتهما اننى سأتعاون معهما في أية اجراءات لاننى اتفهم الظروف جيدا وبدأوا اجراءات التفتيش فانتزع أحد أفراد الشرطة المحلية جهاز الكمبيوتر المحمول الذى كنت أحمله على كتفى وسحب أحد أفراد المارينز شنطتى الكبيرة وذهبا بهما الى جهاز لكشف المتفجرات باستخدام الاشعة تحت الحمراء وفتحوا اللا ب توب أمام جهاز المتفجرات وتحسسوا محول الطاقة وعرضوه على الجهاز ايضا.. وكان كل ذلك يتم بينما أشرح الموضوع لعملاء الإف بى آى .. وبعد إن ثبت لهم صدق كلامى اعتذروا عن تعطيلى وفهمت منهم إن هناك إنذارا بالقيام بعمل إرهابى في المطار .. وهنا انبرى المدير في لوفتهانزا وإسمه / مادو شودا/ وهو الذى استدعى السلطات ليقول لهم انه قد لا يستطيع إن يسمح بركوبى الطائرة متعللا باختلاف الاسم بين التذكرة وجواز السفر ولكنه في الواقع ألمح الى رد فعل بقية الركاب على الطائرة .. وهنا شعرت بوجود تمييز حقيقى ضدى من هذا الرجل الامريكى حتى بعد إن ثبت أننى لا أمثل تهديدا على الاطلاق واننى صحفى جاء ليمارس عمله وهو عائد الى بلده بعد قضاء عدة أيام في تلك المدينة المنكوبة.. ولم أشعر بنفسى حين انفجرت فيه متهما إياه بممارسة تمييز عنصرى ضدى لاننى عربى ومسلم وقلت له إن ما يتحدث عنه ليس خطأى بل هو خطأ لوفتهانزا التى لم تراجع التذكرة في القاهرة وبالتالى كان من السهل تدارك الخطأ..
وإزاء اللامبالاة التى قابل بها كلامى طلبت منه إن أحدث المدير الأعلى فاتصل بمديره فجاء رجل في الخامسة والخمسين من عمره يدعى / جون هيوارد/ ولكنه أيضا أيد كلام شودا وبدأ أفراد الشرطة ومكتب التحقيقات في الانصراف بعد استكمال محضر إجراءات روتينى .. وقد تمادى شودا ببعض الكلمات التى فهمت منها أنه لا يرغب في أن يركب العرب والمسلمون على طائرات لوفتهانزا وهنا لم يعد في قوس الصبر منزع فقمت بتهديده بالقول اننى سوف أشكوه الى رؤسائه وسوف اسعى للحصول على حقى منه بتكليف محام في نيويور ك لرفع قضية ضد لوفتهانزا وضده شخصيا ووعدته بعدم التراجع مطلقا عن اتهامه بممارسة التمييز ضدى .. وهنا بدأ هيوارد في البحث عن حل وسط حيث اقترح الاتصال بالقاهرة وسؤالهم واستدعى إحدى الموظفات التى تجيد اللغة العربية للتأكد من بطاقات الهوية العربية التى قدمتها لهم وقد كانت سيدة رائعة في العقد الرابع من عمرها وتعمل في مكتب الشركة في نيويورك منذ فترة طويلة وقامت هى نفسها بالاتصال بمندوبة لوفتهانزا في القاهرة وأفهمتها الموقف وبالفعل تم استخراج تذاكر الرحلة وقمت بتسليم الشنط ووجدت إن لدى نحو ثلاث ساعات على ميعاد إقلاع الطائرة فصممت على الوفاء بوعدى للسيد شودا رغم حاجتى للوقت لاستكمال التقرير الصحفى الذى كنت قد بدأت في اعداده