PDA

View Full Version : هذا عالم وشيخ جليـل فاضل .


وميض
30-01-2002, 12:32 AM
هذا عالم و شيخ جليل فاضل فيجب علينا أن نحترمه ونجله ونرجع أمور ومشاكل المسلمين إليه خوفاً من الوقوع في الفتن و يجب أن نربط قضايان المعاصرة به ، فهو من أهل الحل والعقد ، كما يجب أن لا نتجاوزه و يجب أن ننتظر الحل منه فهو مشهود له بغزارة العلم و بالورع والإخلاص والنصح والخشية من الله .

تلك المقالة وتلك التزكيات كثيراً ما نسمعها ونقرأها ، وهي تتردد على مسامعنا بين الحين والأخر من قبل عمال السلطات الكافرة الظالمة ، وهذا يعتبر في مفهومنا نوع من أنواع الإرهاب الفكري ، وهذا الإرهاب يمارس على الناس من قبل السلطات من أجل تسهيل عملية خطف القلوب وإغتصاب العقول و من أجل تحيير الناس وتكبيل إراداتهم ، وهو في الحقيقة يمارس من أجل إدامة بقاء الناس في وسط الفتن وبحور الظلمات لإرضاء الغرور و الشذوذ الفكري والنفسي لحكام الجور وبطانتهم الفاسدة .

ونحن في الحقيقة نحترم ونجل كل شيخ كبير في السن طيب أمين خير يخشى الله ويراقبه في عمله ، فهناك أصحاب مهن ووظائف وأعمال كثيرة ومتعددة يتحلون بتلك الصفات- وبغض النظر عن أعمارهم - إبتداءًّ من بائع الخضار والسمك ومساح الأحذية إنتهاء بالتاجر و الطبيب والمهندس والمدرس والكاتب والصحفي إلى أخر تلك المهن والوظائف والأعمال الشريفة ، وكبير السن منهم له مكانة خاصة في قلوبنا .

وأنا في الحقيقة أود أن أوضح هنا بأن المسألة الوعي والفقه - أي العلم بحقيقة الأشياء - ليست لها علاقة بالطيبة العرفية وكبر السن وقضاء العمر في دراسة وقراءة وحفظ الأيات والأحاديث وأقوال السلف وآثار العلماء ، فالدين ليس وظيفة ومهنة بل هو علاقة عبادة بين الإنسان وربه قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (56) ) ( الذاريات ) ومن مقتضيات هذه العبادة هي الإخلاص لله وحده دون غيره قال تعالى ( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون (14) ) ( غافر ) والإخلاص للناس والنصح لهم وتبصيرهم بالحقائق هو من الإخلاص لله والعكس صحيح .

ومثل بعض المشايخ والعلماء الذين أصبحوا جزء لا يتجزء من المنظومة السياسية للسلطات الكافرة - أي التي تغطي وتكفر وتحجب قوانين الخلق في " النشأة والحياة والمصير " وتصادر حقوق الناس وتحرمهم من ضرورات حياتهم - وبطبيعة الحال سياطالهم ما يطال تلك السلطات الظالمة الكافرة من عقوبة إلهية بسبب موقعهم في المركز الذي تصدر منه الشرور إلى الناس بواسطة القوانين والمراسيم و محاور شبكة العلاقات الاجتماعية وعلى رأسها التربية والتعليم والإعلام بما تبثه من أفكار وقيم ومفاهيم وتصورات فاسدة خاطئة ، وتزكيتهم من قبل السلطات تعتبر تزكية للنفس ، قال تعالى ( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49) ) ( النساء ) فهم يتكلمون بلسان حال السلطات الظالمة الكافرة ، وعلى هذا الأساس سيكون الحال نفس الحال والأحوال نفس الأحوال .

مثال :
وحتى نوضح المسألة وآلية الحركة ونتائجها على العاملين في المركز والمحور الرئيس الذي يصدر الشرور إلى الناس نضرب هذا المثال .
هناك منطقة مغلقة محدودة يينبعث منها إشعاع نووي .
وضعنا في تلك المنطقة خروف طيب مسالم وذئب وحش كاسر ، فهل سيسلم ذلك الخروف من الإصابة من الإشعاع بسبب طبيعته المسالمة ؟! بالطبـع ... هو لن يسلم من ذلك .
_____
وكذلك هناك آلية روحية تخرب القلب والعقل وتعطب المنظومة الفكرية لكل من يتواجد داخل المركز والمحور الرئيس الذي يصدر الشرور للناس ويعمل على خدمة المنظومة السياسية لإدامة بقائها وإيذائها وضررها الذي يطال الناس ، وهي لا تستثني أحد بسبب طيبته وكبر سنه وحفظه للنصوص ، فهي تستجيب مع العمل الصالح الصحيح المصلح ، (... صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون ) ( 88 ) ( النمل ) فالمحور والمركز الذي يصدر الشرور والمظالم للناس كذلك سيستقبل السخط والغضب الإلهي ، وهو أشبه بالمنخفض الجوي الدائم .

فالمنظومة السياسية للحكم منظومة واحدة ، و لا يسلم من نتائج التواجد فيها إلا من أنكر بلسانه أو بقلبه على الأقل ، والظهور من خلال مسارب الإعلام - الصحف والمجلات والتلفاز والراديو - يجب أن لا يكون ظهور من أجل إبراز وتضخيم منجزات الظلمة وتقزيم جرائمهم بحق الناس ، وإذا كان لا بد من الظهور فيجب أن تكون المواضيع والمسائل التي تطرح على الناس مسائل ومواضيع لا ترسخ المفاهيم والأفكار الخاطئة وتجذرها في عقولهم وترسخها في أذهانهم من أجل دراهم معدودة .

والسبب الرئيس لخراب المنظومة الفكرية لمثل أولئك العلماء والمشايخ والمفكرين الذين يخدمون حكام الجور والسلاطين هو تبنيهم لأفكار ولأحلام وآماني أولئك الشاذين فكرياً ونفسياً والمنحدرين روحياً ، فتلك الأفكار الشاذة والغريبة ستكون عائقاً أمام الأفكار والمفاهيم الأصيلة الصحيحة التي تنبع من الكتاب والسنة ، وبما إنها أفكار شاذة وغريبة سيصعب على العالم أو المفكر ربطها مع الأفكار الأصيلة ، وهو مهما حاول ذلك ستكون منظومته الفكرية منظومة مختلة ومضطربة بها الكثير من النقص ومخرجاتها مخرجات مشوهة بها الكثير من الثغرات وهي قد تمر على الغافلين ولكنها لا تمر على العارفين .

قال تعالى
( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (124) ) ( البقرة ) .

وبالله التوفيق .