هايدي
01-02-2002, 09:59 AM
قال أحمد بن أبي الحواري : دخلت على سليمان وهو يبكي : فقلت : مم تبكي ؟ فقال لي :
ويحك يا أحمد ! كيف لا أبكي ؟ وقد بلغني أنه إذا جن الليل ، وهدأت العيون ، وخلا كل خليل بخليله ، واستنارت قلوب العارفين ، وتلذذت بذكر ربهم ، وارتفعت هممهم إلى ذي العرش ، وافترش أهل أقدامهم بين يدي مليكهم في مناجاته ، ورددوا كلامه بأصوات محزونة ، وجرت دموعهم على خدودهم ، وتقطرت في محاريبهم خوفاً واشتياقاً ، فأشرف عليهم الجليل ، جل جلاله ، فنظر إليهم ، فأمدهم محابة وسرورا فقال لهم :
يا أحبائي ! اشتغلوا بي وألقوا عن قلوبكم ذكر غيري ، أبشروا ، فإن لكم عندي الكرامة والقربة يوم تلقوني .
وينادي الله جبريل :
يا جبريل ! بعيني من تلذذ بكلامي ، واستراح إلي ، وأناخ بفنائي ، وإني مطلع عليهم في خلواتهم أنينهم وبكائهم وأرى تقلبهم واجتهادهم ، فناد فيهم يا جبريل :
ما هذا البكاء الذي أسمع ؟ وما هذا التضرع الذي أرى منكم ؟
هل سمعتم أو أخبركم عني أحد أن حبيباً يعذب أحباءه ؟
أو ما علمتم أني كريم فكيف لا أرضى ؟ أيشبه كرمي أن أردد قوماً قصدوني ؟
أم كيف أذل قوماً تعززوا بي ؟ أم كيف أحجب غداً قوماً آثروني على جميع خلقي وعلى أنفسهم وتنعموا بذكري ؟
أم كيف يشبه رحمتي أن أعذب قوماً إذا جنهم الليل تملقوني ، وكيفما كانوا انقطعوا إلي ، واستراحوا إلى ذكري ، وخافوا عذابي ، وطلبوا القربة عندي ، فبي حلفت لأرفعن الوحشة عن قلوبهم ، ولأكونن أنيسهم إلى أن يلقوني ،فإذا قدموا علي يوم القيامة ، فإن أول هديتي إليهم أن أكشف لهم عن وجهي حتى ينظروا إلي وأنظر إليهم ، ثم لهم عندي ما لا يعلمه غيري .
ثم قال أبو سليمان لأحمد بن أبي الحواري :
يا أحمد ! فإن فاتني ما ذكرت لك فيحق لي أن أبكي دماً بعد الدموع .
قال أحمد : فأخذت معه بالبكاء .. ثم خرجت من عنده وتركته بالباب .
لا تنسونا من صالح دعائكم ..
هايدي
ويحك يا أحمد ! كيف لا أبكي ؟ وقد بلغني أنه إذا جن الليل ، وهدأت العيون ، وخلا كل خليل بخليله ، واستنارت قلوب العارفين ، وتلذذت بذكر ربهم ، وارتفعت هممهم إلى ذي العرش ، وافترش أهل أقدامهم بين يدي مليكهم في مناجاته ، ورددوا كلامه بأصوات محزونة ، وجرت دموعهم على خدودهم ، وتقطرت في محاريبهم خوفاً واشتياقاً ، فأشرف عليهم الجليل ، جل جلاله ، فنظر إليهم ، فأمدهم محابة وسرورا فقال لهم :
يا أحبائي ! اشتغلوا بي وألقوا عن قلوبكم ذكر غيري ، أبشروا ، فإن لكم عندي الكرامة والقربة يوم تلقوني .
وينادي الله جبريل :
يا جبريل ! بعيني من تلذذ بكلامي ، واستراح إلي ، وأناخ بفنائي ، وإني مطلع عليهم في خلواتهم أنينهم وبكائهم وأرى تقلبهم واجتهادهم ، فناد فيهم يا جبريل :
ما هذا البكاء الذي أسمع ؟ وما هذا التضرع الذي أرى منكم ؟
هل سمعتم أو أخبركم عني أحد أن حبيباً يعذب أحباءه ؟
أو ما علمتم أني كريم فكيف لا أرضى ؟ أيشبه كرمي أن أردد قوماً قصدوني ؟
أم كيف أذل قوماً تعززوا بي ؟ أم كيف أحجب غداً قوماً آثروني على جميع خلقي وعلى أنفسهم وتنعموا بذكري ؟
أم كيف يشبه رحمتي أن أعذب قوماً إذا جنهم الليل تملقوني ، وكيفما كانوا انقطعوا إلي ، واستراحوا إلى ذكري ، وخافوا عذابي ، وطلبوا القربة عندي ، فبي حلفت لأرفعن الوحشة عن قلوبهم ، ولأكونن أنيسهم إلى أن يلقوني ،فإذا قدموا علي يوم القيامة ، فإن أول هديتي إليهم أن أكشف لهم عن وجهي حتى ينظروا إلي وأنظر إليهم ، ثم لهم عندي ما لا يعلمه غيري .
ثم قال أبو سليمان لأحمد بن أبي الحواري :
يا أحمد ! فإن فاتني ما ذكرت لك فيحق لي أن أبكي دماً بعد الدموع .
قال أحمد : فأخذت معه بالبكاء .. ثم خرجت من عنده وتركته بالباب .
لا تنسونا من صالح دعائكم ..
هايدي