زمردة
12-02-2002, 11:39 PM
قصة الفتى الأنصاري
قال الراوي : كنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا عند بعض أهل السوق ، فمربي شيخ حسن الوجه ، حسن الثياب ، فقام إليه البائع فسلم عليه ، وقال له :
يا أبا محمد! سل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر.
فقال الشيخ مجيبا له :
وكان يميني في الوغى ومساعدي *** فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
وأصبحت حرانا من الثكل حائرا *** أخا كلف شــاقت علي رباعها
فقال له البائع : يا أبا محمد! أبشر، فإن الصبر معول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك .
فقلت للبائع : من هذا الشيخ ؟
فقال : رجل منا من الأنصار.
فقلت : وما قصته ؟
قال : أصيب بابنه ، كان به بارا، قد كفاه جميع ما يعنيه ، وميتته أعجب ميتة .
فقلت : وماكان سبب ميتته ؟
قال : أحبته امرأة من الأنصار، فأرسلت إليه تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة، وتدعوه إلى الفاحشة، وكانت ذات بعل ، فأرسل إليها :
إن الحرام سبيل لست أسلكه *** ولا آمر به ما عشت في الناس
فابغي العتاب فاني غير متبع *** ما تشتهين فكوني منه في ياس
إني سأحفظ فيكم من يصونكم *** فلا تكوني أخا جهل ووسواس
فلما قرأت المرأة الكتاب ، كتبت إليه :
دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره *** وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي
دع التنسـك إني غــير ناسـكة *** وليس يدخل ما أبديت في راسي
قال : فأفشى ذلك إلى صديق له .
فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك ، فوعظتها وزجرتها، رجوت أن تكف عنك .
فقال : والله لا فعلت ولا صرت في الدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خير من النار في الاخرة ، وقال :
العار في مدة الدنيا وقلتها *** يفنى ويبقى الذي في العار يؤذيني
والنار لا تنقضي مادام بي رمق *** ولست ذا ميتة منها فتفنيني
لكن سأصبر صبر الحر محتسبا *** لعل ربي من الفردوس يدنيني
قال : وأمسك عنها.
فأرسلت إليه : إما أن تزورني ، وإما أن أزورك ؟
فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك ، ودعي عنك التسرع إلى هذا الأمر. فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه ، فعملت لها فيه .
فبينما هو ذات ليلة جالسا مع أبيه ، إذ خطر ذكرها بقلبه ، وهاج منه أمر لم يكن يعرفه ، واختلط ، فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وصلى واستعاذ، وجعل يبكي ، والأمر يزيد .
فقال له أبوه : يا بني ما قصتك ؟
قال : يا أبت أدركني بقيد، فما أرى إلا قد غلبت على عقلي ، فجعل أبوه يبكي .
ويقول : يا بني حدثني بالقصة .
فحدثه قصته .
فقام إليه ، فقيده وأدخله بيتا، فجعل يتضرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو قد مات ، وإذا الدم يسيل من منخريه
قال الراوي : كنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا عند بعض أهل السوق ، فمربي شيخ حسن الوجه ، حسن الثياب ، فقام إليه البائع فسلم عليه ، وقال له :
يا أبا محمد! سل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر.
فقال الشيخ مجيبا له :
وكان يميني في الوغى ومساعدي *** فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
وأصبحت حرانا من الثكل حائرا *** أخا كلف شــاقت علي رباعها
فقال له البائع : يا أبا محمد! أبشر، فإن الصبر معول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك .
فقلت للبائع : من هذا الشيخ ؟
فقال : رجل منا من الأنصار.
فقلت : وما قصته ؟
قال : أصيب بابنه ، كان به بارا، قد كفاه جميع ما يعنيه ، وميتته أعجب ميتة .
فقلت : وماكان سبب ميتته ؟
قال : أحبته امرأة من الأنصار، فأرسلت إليه تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة، وتدعوه إلى الفاحشة، وكانت ذات بعل ، فأرسل إليها :
إن الحرام سبيل لست أسلكه *** ولا آمر به ما عشت في الناس
فابغي العتاب فاني غير متبع *** ما تشتهين فكوني منه في ياس
إني سأحفظ فيكم من يصونكم *** فلا تكوني أخا جهل ووسواس
فلما قرأت المرأة الكتاب ، كتبت إليه :
دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره *** وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي
دع التنسـك إني غــير ناسـكة *** وليس يدخل ما أبديت في راسي
قال : فأفشى ذلك إلى صديق له .
فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك ، فوعظتها وزجرتها، رجوت أن تكف عنك .
فقال : والله لا فعلت ولا صرت في الدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خير من النار في الاخرة ، وقال :
العار في مدة الدنيا وقلتها *** يفنى ويبقى الذي في العار يؤذيني
والنار لا تنقضي مادام بي رمق *** ولست ذا ميتة منها فتفنيني
لكن سأصبر صبر الحر محتسبا *** لعل ربي من الفردوس يدنيني
قال : وأمسك عنها.
فأرسلت إليه : إما أن تزورني ، وإما أن أزورك ؟
فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك ، ودعي عنك التسرع إلى هذا الأمر. فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه ، فعملت لها فيه .
فبينما هو ذات ليلة جالسا مع أبيه ، إذ خطر ذكرها بقلبه ، وهاج منه أمر لم يكن يعرفه ، واختلط ، فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وصلى واستعاذ، وجعل يبكي ، والأمر يزيد .
فقال له أبوه : يا بني ما قصتك ؟
قال : يا أبت أدركني بقيد، فما أرى إلا قد غلبت على عقلي ، فجعل أبوه يبكي .
ويقول : يا بني حدثني بالقصة .
فحدثه قصته .
فقام إليه ، فقيده وأدخله بيتا، فجعل يتضرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو قد مات ، وإذا الدم يسيل من منخريه