PDA

View Full Version : صباحات شرقية ( انا والطالبة موضي ) الاخيرة


بياع القلوب
13-02-2002, 08:18 AM
بين كل عبارة وأخرى تكرر ..



"حنا محتاجينك" ..



وأنا قد سيطر علي تفكير واحد .. أن أنسحب ..



أن أهرب .. إلى عالمي (الأناني) .. البليد ..



أفكر بربطها بإحدى المبرات الخيرية .. وأخرج من عالمها .. وأرتاح ..



قلت .. وأنا أنهض :



- أستأذن يا أم محمد ..



- ستتركنا ..؟



- سأسعى لوضع ترتيب لكم مع إحدى الجمعيات الخيرية ..



- نحن لا نحتاج خبزا وزيتا ..



ثم أضافت والعبرة تخنقها ..



نحتاج إنسانا يقف بجانبنا ، ويحمينا ... نحتاجك ..



وأجهشت بالبكاء ..



- أنا شخص مشغول .. وأنتم بحاجة إلى جهة تلتزم تجاهكم بكل شئ ..



- ستتركنا ..؟



انتزعت الكلمة هذه المرة ، من أعماقها ، والدمع يكاد يشرقها ..



- من الأفضل لك أن أبتعد .. ترددي عليكم قد يثير حولك أقوال .. أنت بغنى عنها ..



قلتها ، وأنا قد امتلأت بالدمع حتى فاض ، أو كاد أن يفيض .. من عيني ..



- لكننا نريدك ..



ثم أضافت .. :



- كل الناس حولي هنا لا يسلمون من كلام مثل هذا .. قدر المحرومين ، والبؤساء أن يحرموا حتى من السمعة الطيبة .. لكن ، أنت شيء مختلف ..



- .....



لم أرد .. وكنت ما أزال واقفا .. حينما ألقت علي عرضا مثل القنبلة :



- أزوجك موضي ..



فاجأني كلامها .. فلم أدر ما أقول .. ولم تعطني فرصة للتفكير .. فأضافت :



- أنا أعرف ماذا يدور في ذهنك .. صحيح نحن لسنا (قبائل) .. كما يقولون .. لكن الحمد لله .. محافظون على أخلاقنا .. وديننا ..



ثم .. إذا لم نكن (قبائل) .. وهذا قدرنا .. ماذا نفعل ..؟



ونحن .. كذلك .. لم ننزل من القمر ..



أحسست بالدوار ، والغثيان .. والمقت ، وتذكرت صديقا لي ، دائما ما يفخر بقبيلته ، ويتحدث عن (أمجادها) العريقة .. وكثيرا ما يستهجن موقفي المتميع ، كما يقول ، من قضية الخضيري والقبيلي .



قال مره ، وقد جمعنا مجلس : "فلان تزوج خضيرية .. الله يخلف على الأصول" ..



صاحبي هذا .. (الاصيل) .. شقيقه متزوج من أمريكية ..



قلت له :



- نايـف .. أنا مللت هذه الاسطوانة القبيحة .. التي لا تفتأ ترددها علينا باستمرار .. أنت تعلم ، من واقع معرفتك بالمجتمع الامريكي ، أن كل فتاة أمريكية .. إلا في القليل النادر ، لابـد أن تكـون لها علاقات جنسية قبل الزواج .. وربما عاشرت أكثر من شخص ..



وتعلم كذلك أن هناك نسبة من الامريكيين يولدون سفاحا ، إما نتيجة علاقات جنسية قبل الزواج ، حيث لا يتم الزواج بين والديهم إلا بعد ولادة الطفل الأول .. أو الثاني .. أو يولدون من علاقات عابرة .. وما أكثر حمل المراهقات في المجتمع الامريكي ..



أين (الأصالة) .. التي تتحدث عنها .. أو يتحدث عنها أولئك الذين يجوبون مدن العالم يلتقطون النساء من حاراتها الخلفية .. يتزوجونهن .. لا يعرفون لهن أصلا .. ولا فصلا ، ولا نسبا (عريقا) ..



.. وإذا ما تربعوا في المجالس تحدثوا عن الشريفات .. العفيفات :



"هذه خضيرية .. ليست أصيلة .." .



أذكر أنه غضب مني .. وخرج من المجلس ، ولم يعد يحدثني بعدها .. لكنني كنت مرتاح الضمـير .. لأنني شفيت صـدري ..



من واحدة من أكثر تناقضات مجتمعنا ، قبحا .. وغباء ..



لم يكن لدي شيء اقوله لها .. وأستدرت خارجا ..



قبل أن أصل الباب الخارجي سمعت صوت عبدالإله خلفي .. يناديني :



- محمد .. محمد .. وهو دائما يناديني هكذا ، باسمـي مجردا من أي لقب .. ألتفت إليه .. فالتقـت عينانا ، أنا بما بقى لي من نظرة واهية كسيرة .. خضبها الدمع .. وأضناها الألم ..



وهو بنظرة اختزلت ذل اليتم .. والعجز .. والحاجة ..



ونقاء الطفولة .. إذ يشرع القلب لها أبوابة .. بلا مقاومة ..



قال :



- صحيح .. أنت قلت أنك سوف تخرج بنا إلى البر .. نلعب كوره ..؟



- صحيح يا حبيبي ..



- متى ..؟



عند هذه اللحظة كان العناء .. والألم ، والصراع النفسي ، قد بلغ لدي درجة ، صرت أشعر فيها أنني قد تحولت إلى كتلة من الدمع والأنفس الحرى .. وأنني أحتاج إلى صدر لأدفن فيه رأسي .. وأبكي .. ثم أبكي .. ثم أبكي .. قلت له :



- الآن يا حبيبي ..



أقتربت منه .. وجلست أمامه وأخذته إلى صدري .. وضممته ..



ثم وضعت رأسي على كتفه .. وبكيت ..



لا أدري كم بكيت .. لكنه استسلم لي .. ومنحني كفا .. مسح بها رأسي .. وعبث بها شعري ..



وسلمني كتفه لأبكي عليه ..



حينما أفقت من سكرة الألم هذه .. ورفعت رأسي .. كانت إبتسام واقفة قريبا منا ، في عينيها دمعتان .. وألقيت نظرة على وجه عبدالاله .. كان الوجه الصغـير مخضلا بالدموع ..



من داخل البيت كان صوت جهاز التسجيل يأتي ، محملا بكلمات أغنية .. تقول :



أحبك .. لو تكون ظالم ...



أحبك .. لو تكون هاجر ... أحبك .. لو تكون غادر ..



وأمشي معاك .. للأخر ... أنا أمشي معاك .. للآخر ..



لم يكن قلبي بحاجة لمثل هذا الكلام .. كان ينزف ..



قلت لإبتسام :



- من الذي يشغل المسجل ..؟



- موضي ..



عرفت أنها توجه لي رسالة ..



- قولي لها تغلقه .. أنا لا أحب سماع الأغاني ..



قبل أن أنهي عبارتي كانت قد انطلقت إلى داخل البيت .. تصرخ في موضي ، تطلب منها إغلاق المسجل .. لأنني "ما أحب سماع الأغاني" .. ثم أضافت من عندها ..:



" وإلا ترى ما نأخذك معنا للبر .." .



ركبنا السيارة جميعنا .. ومررت على أحد المطاعم ، وطلبت لنا عشاء .. ثم توجهت إلى الدائري الشرقي .. في منطقة بين مخرج (9) و (8).. وأخذنا مكانا منعزلا ..



أخرجت بساطا ، أحمله معي في السيارة ، وفرشته لهم .. وأعطيتهم الأكل ، بعد أن أخذت نصيبي ..



مشيت مبتعدا .. وأنا أسمع ضحكاتهم تدوي في أذني .. وتهديدات إبتسام ، بأن الذي لا يسمع الكلام "لن يخرج معنا مرة ثانية" .



كنت قد ابتعدت ، غابت الأصوات .. ولم يبق إلا كلمات الأغنية .. تتردد في ذهني ..



ودقات قلبي .. الذي ما زال ينزف ..

---------------------- النهاية


للدكتور/ محمد الحضيف

عاشقة
13-02-2002, 11:37 AM
:( :( :( :( :( :( :( :(
:( :( :( :( :( :( :(
:( :( :( :( :( :(
:( :( :( :( :(

هــــــــــــــــذه النهاية ...:(

بياع القلوب
13-02-2002, 02:25 PM
هلا عاشقة طلال
لا تنسي ان تقرأي الجزء السادس ما قبل الاخير موجود الآن
تحياتي

عاشقة
13-02-2002, 02:46 PM
:( :( :( :( :(

قرأته قبل هذا...

حبيب الامس
13-02-2002, 02:54 PM
:o :o :o

بياع القلوب
13-02-2002, 02:55 PM
طيب ليش الحزن ؟
بصراحه اريد ان اناقشك عن نهاية القصة
هل كنت تتوقعي ان محمد بيتزوج موضي؟
ولنفرض تزوجها ‍ هل هذا حل او نهاية سعيده ؟؟

انتظر النقاش

بياع القلوب
13-02-2002, 02:57 PM
هلا حبيب الامس
الحلقة السادسه هي ما قبل الاخيره هذه ...
واتمنى اعرف رايك

عاشقة
13-02-2002, 02:59 PM
النهاية فعلا محزنة .. ماأحبها كده...
أنا أول ماقرأت القصة .. ماحطيت في بالي موضوع الزواج بين محمد وموضي ..
بس على الأقل يبقى على اتصال فيهم ..
وموضي يمكن فهمت حنيته عليهم .. بمعنى آخر .. كونها في بيئة الله يعلم بحالها .. والناس ماصارت الناس ..

بس بعد ماحبته ... كان صعب عليها ... لما عرفت أكيد أنها فهمت غلط..
وهو راح كده..

بس ليش مايتزوجها ؟؟
ايش فيها.. يعني عشانها من بيئة فقيرة ..:rolleyes:

no one
13-02-2002, 03:25 PM
صراحة مااحب النهايات الحزينة:( يعني لازم كان في فرح وطق وزغاريد:D :D

بحر الحنان
13-02-2002, 03:29 PM
رد مقتبس من عاشقة طلال
:( :( :( :( :( :( :( :(
:( :( :( :( :( :( :(
:( :( :( :( :( :(
:( :( :( :( :(

هــــــــــــــــذه النهاية ...:(

بياع القلوب
13-02-2002, 03:43 PM
هلا عاشقة طلال
اشكر لك المشاركه

القصة قد تبدو انها اخذت مسار ان محمد وموضي سيلتقيان في نهاية المطاف بالزواج
لكن لو تلاحظي تناقض محمد اثناء القصة ومقارنته بين الفقر والترف
نجده انه وضع الملامة على المجتمع كذا مره
ناسيا ان المجتمع ليس الا افراد مكونين من عدة اشخاص مثل محمد وافضل واسوأ
وعند المحك الحقيقي رقف محمد وقفة ليست واضحه تجاه مبادئه التي كان يؤمن بها ويدافع عنها في مخيلته طوال الوقت ..
عند الجد انسحب بهدوء مبررا ( ماذا سيقول الناس عني؟ ) ناسيا وضاربا بعرض الحائط مبادئة وكرامة اللآخرين
نظر الى الموضوع بنظرة المجتمع الذي كان ينتقده قبلا
فهو ليس بافضل من المجتمع المترف بل اسوأ لان فشل امام نفسه قبل الآخرين من ان يغير من افكار تفشت وتأصلت لد المجتمع بسبب تردده هذا
علينا ان لا ننسى وجهة نظر محمد المثقف الفاهم الواعي للفقراء والفقر والغير اصيلين ( غير قبيلي ) قبلا ، والآن - اصبح اسؤا من متخلفين المجتمع ..
تحياتي