فتى دبي
20-02-2002, 02:49 PM
وعلى صعيد عرفة الطاهر، مشاهدا جبل الرحمة، سيقف خالد غدا، بعيون تنزف دموعا، وقلب وجل رهبة ورغبة، سيقف مع جمع الحجاج،
هبة من جلال الموقف العظيم، لأنه بين يدي الرحمن، الخالق العظيم، في مكان عظيم، في يوم عظيم، سيقف خالد رغبة في مغفرة رب كريم بالعباد رؤوف رحيم، وفوق جبل الرحمة سيستعرض غدا ما مضى من سني عمره الخمسين التي قضاها وكلها آثام ومعاص، تعجز الجبال عن حملها، وتمور البحار نارا مشتعلة، لو ألقيت فيها، مثلما اهتزت الأرض غضبا حين انتشرت عليها، حيث كان خالد صاحب الذنوب والمعاصي يفاخر على هذه الأرض بذنوبه ومعاصيه العظام مما كان يفعله حينذاك، وهو يظن وقتذاك أنه القوي الذي لا يقهر، وأنه المحتال الحاذق الذي لا يكشف ولا يخدع.
وعلى جبل الرحمة، جبل عرفة، سيقف خالد ضعيفا والذي كان بالأمس قويا، ذلك الذي كان بالأمس محتالا، سيقف غدا متوسلا، متذكرا كل ما فعله في أيام صباه، غدا سيخرّ لجلال الله ناشدا مغفرته ورحمته، وهو نادم أيما ندم، ذاك هو خالد الذي كان بالأمس صاحب القلب القاسي، سيقف غدا ملتمسا الرحمة والمغفرة بقلب خاشع، وجفن دامع، وجوارح كلها تنوح باللائمة واللوم عليه، تذكره كل جارحة بما ألزمها به لتفعله، وتزيده بكاء وحسرات وألما.
وعلى جبل الرحمة، جبل عرفة، سيقف خالد مستصغرا الحياة الدنيا بما رحبت وضمت بعد أن كان يراها بالأمس عظيمة واسعة شاسعة، فيها كل ما تمنته نفسه المريضة، الآن أيقن خالد أنه قريب جدا من حساب الله بعد أن كان يظن أن بينه وبين الحساب أمدا بعيدا، أما الآن، وفي هذه اللحظات، فقد غمره الألم والخوف والفزع، وسالت من عينيه دموع الخوف والخشوع معا، خوفا من الله العظيم الذي هو شديد العقاب، وخشوعا لعظمته سبحانه لأنه غفور رحيم على من يعصيه، في هذه اللحظات الحاضرة يفكر خالد، أين ومتى وكيف سيدركه الموت؟!
الآن، وفي شدة الخوف، وعظمة المكان، صار خالد يفكر في عذره عند ربه، أفمن عذر يقدمه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، أفمن عذر، وقد أتت الرسل منذرة لقاء اليوم الموعود، هل يرمي باللائمة على غيره ممن أغروه من البشر، وهو يعرف بأنهم قد أغواهم الشيطان كما أغواه، أم يرمي باللائمة على إبليس وهو يعلم أن إبليس سيد الغاوين؟!.
أواه، ثم أواه، فلقد كانت الحياة الدنيا بالنسبة لخالد، هذا المسكين، قبل اليوم كلها حلاوة، فيها من كل ما تشتهيه نفسه، واليوم، بل الآن وهو على موعد للوقوف عل جبل الرحمة أصبحت تلك الحلاوة مرارة في صدره، وصارت عليه أشد من الحمأ المسموم، يتجرع عبرات تسد حنجرته بالبكاء بعد أن كان يطلق ضحكات السرور والمجون من أعماقه خلالها.
الآن يخال خالد الناس الذين سيقفون غدا على صعيد عرفة الطاهر، يخالهم أنهم على كثرتهم سيتحدون ليصبحوا رجلا واحدا، وامرأة واحدة، وقلبا واحدا، ولسانا واحدا، قولهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد ، والنعمة، لك والملك، لا شريك لك . يقفون متحدين وهم متوجهون إلى الله العلي القدير بالدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير، فالشكل واحد، والقلب واحد، ونطق اللسان على اختلافه معناه واحد، كله من أجل الله الواحد الأحد لا شريك له، سبحانه وتعالى، واحد لا إله سواه، سبحانه الذي سينزل في يوم غد، ذلك اليوم الأغر إلى حيث المكان الذي يليق به من السماء ليباهي ملائكته بهؤلاء الذين أتوه شعثا غبرا من كل فج عميق، على كل ضامر، ودارج،وطائر يرجون رحمته ورضاه.
هبة من جلال الموقف العظيم، لأنه بين يدي الرحمن، الخالق العظيم، في مكان عظيم، في يوم عظيم، سيقف خالد رغبة في مغفرة رب كريم بالعباد رؤوف رحيم، وفوق جبل الرحمة سيستعرض غدا ما مضى من سني عمره الخمسين التي قضاها وكلها آثام ومعاص، تعجز الجبال عن حملها، وتمور البحار نارا مشتعلة، لو ألقيت فيها، مثلما اهتزت الأرض غضبا حين انتشرت عليها، حيث كان خالد صاحب الذنوب والمعاصي يفاخر على هذه الأرض بذنوبه ومعاصيه العظام مما كان يفعله حينذاك، وهو يظن وقتذاك أنه القوي الذي لا يقهر، وأنه المحتال الحاذق الذي لا يكشف ولا يخدع.
وعلى جبل الرحمة، جبل عرفة، سيقف خالد ضعيفا والذي كان بالأمس قويا، ذلك الذي كان بالأمس محتالا، سيقف غدا متوسلا، متذكرا كل ما فعله في أيام صباه، غدا سيخرّ لجلال الله ناشدا مغفرته ورحمته، وهو نادم أيما ندم، ذاك هو خالد الذي كان بالأمس صاحب القلب القاسي، سيقف غدا ملتمسا الرحمة والمغفرة بقلب خاشع، وجفن دامع، وجوارح كلها تنوح باللائمة واللوم عليه، تذكره كل جارحة بما ألزمها به لتفعله، وتزيده بكاء وحسرات وألما.
وعلى جبل الرحمة، جبل عرفة، سيقف خالد مستصغرا الحياة الدنيا بما رحبت وضمت بعد أن كان يراها بالأمس عظيمة واسعة شاسعة، فيها كل ما تمنته نفسه المريضة، الآن أيقن خالد أنه قريب جدا من حساب الله بعد أن كان يظن أن بينه وبين الحساب أمدا بعيدا، أما الآن، وفي هذه اللحظات، فقد غمره الألم والخوف والفزع، وسالت من عينيه دموع الخوف والخشوع معا، خوفا من الله العظيم الذي هو شديد العقاب، وخشوعا لعظمته سبحانه لأنه غفور رحيم على من يعصيه، في هذه اللحظات الحاضرة يفكر خالد، أين ومتى وكيف سيدركه الموت؟!
الآن، وفي شدة الخوف، وعظمة المكان، صار خالد يفكر في عذره عند ربه، أفمن عذر يقدمه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، أفمن عذر، وقد أتت الرسل منذرة لقاء اليوم الموعود، هل يرمي باللائمة على غيره ممن أغروه من البشر، وهو يعرف بأنهم قد أغواهم الشيطان كما أغواه، أم يرمي باللائمة على إبليس وهو يعلم أن إبليس سيد الغاوين؟!.
أواه، ثم أواه، فلقد كانت الحياة الدنيا بالنسبة لخالد، هذا المسكين، قبل اليوم كلها حلاوة، فيها من كل ما تشتهيه نفسه، واليوم، بل الآن وهو على موعد للوقوف عل جبل الرحمة أصبحت تلك الحلاوة مرارة في صدره، وصارت عليه أشد من الحمأ المسموم، يتجرع عبرات تسد حنجرته بالبكاء بعد أن كان يطلق ضحكات السرور والمجون من أعماقه خلالها.
الآن يخال خالد الناس الذين سيقفون غدا على صعيد عرفة الطاهر، يخالهم أنهم على كثرتهم سيتحدون ليصبحوا رجلا واحدا، وامرأة واحدة، وقلبا واحدا، ولسانا واحدا، قولهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد ، والنعمة، لك والملك، لا شريك لك . يقفون متحدين وهم متوجهون إلى الله العلي القدير بالدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير، فالشكل واحد، والقلب واحد، ونطق اللسان على اختلافه معناه واحد، كله من أجل الله الواحد الأحد لا شريك له، سبحانه وتعالى، واحد لا إله سواه، سبحانه الذي سينزل في يوم غد، ذلك اليوم الأغر إلى حيث المكان الذي يليق به من السماء ليباهي ملائكته بهؤلاء الذين أتوه شعثا غبرا من كل فج عميق، على كل ضامر، ودارج،وطائر يرجون رحمته ورضاه.