PDA

View Full Version : القدس والحركة الصهيونية


يعسوب
15-04-2002, 11:12 PM
عملت الحركة الصهيونية، ومنذ أن تبلورت بنيتها التنظيمية بعد مؤتمر بازل في سويسرا سنة 1897، على تطوير مفاهيم لسياسة تعبوية في صفوف يهود العالم تسعى لإحداث تغيرات جوهرية في البنى الفكرية والاجتماعية والسياسية لليهود، مستغلة الظروف والأوضاع غير المستقرة التي كانت تجتاح معظم دول العالم، ومستفيدة من كل مرحلة تحول في الساحة العالمية. وبدأت الحركة الصهيونية بضخ جملة من الأفكار إلى أذهان وعقول اليهود في العالم لتهيئ الأجواء المساعدة والدافعة نحو تحول في مفهوم الفكرة الدينية لليهود من المستوى الديني العقائدي إلى المستوى القومي والاجتماعي. ليس هذا وحسب وإنما توظيف واستغلال بعض المفاهيم الدينية حول شعب الله والشعب المختار لتعزيز الرغبة الانعزالية التي عمقت وزادت من حالة الانعزال التي عاشها بعض اليهود في العالم، وصولاً الى درجات التقهقر والعنصرية، وذلك بهدف إظهار اليهود كأقلية قومية في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولتعزيز هذا الشعور لدى اليهود أنفسهم.

وترجمت الحركة الصهيونية هذه الأفكار من خلال توجيه العواطف والمشاعر اليهودية نحو (ارض الميعاد)، نحو فلسطين، وذلك لبلورة فكر جمعي وطني قومي لدى يهود العالم اتجاه فلسطين، ثم انطلقت ببرنامجها السياسي للتأثير على القوى السياسية في العالم والمنطقة لتحقيق الأهداف الصهيونية في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مستندين إلى مفاهيم خاصة في تفسير استحقاقات التواجد في فترة تاريخية على أرض معينة لاعتبارات ودوافع سياسية أو اقتصادية أو أيديولوجية، لو اعترف واقر لهم بها لقلبت خرائط الجغرافيا السياسية في العالم أجمع.

فإذا أعطيت الشعوب حق امتلاك البلاد التي أقامت بها لعهد من العهود ولأسباب محددة دينية أو اقتصادية فكيف سيكون شكل العالم اليوم عندما يطالب المسلمون بالأندلس والهنود بالباكستان والأتراك في بلغاريا إلى الخ.

يعسوب
15-04-2002, 11:15 PM
تجاهلت الحركة الصهيونية التاريخ الاجتماعي والوطني والديمغرافي لهذه المنطقة، وتصرفت كأن هذه الأرض بلا شعب تنتظر شعباً بلا ارض، وبدأت بزرع المفاهيم الخاصة بالاستيطان في فلسطين ارض المن والسلوى واللبن والعسل وقدس الذهب.

وبدأ الأطفال اليهود وهم على مائدة دخول السبت يسمعون أباءهم يقولون العام القادم في (يروشاليم شل هزهاف) قدس الذهب، أو يسمعون إخوانهم الشباب يقولون لتنساني يميني أن نسيتك يا قدس، ومع تسليط الضوء على القدس بشكل أو بأخر في التعبئة الفكرية والأيديولوجية للحركة الصهيونية إلا أنه لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن أباء الحركة الصهيونية لم يكن يشغلهم بشكل محدد موضوع القدس وإنما شكل أحد وسائل الجذب استناداً للمكانة التي اكتسبتها المدينة للاعتقاد بأن الهيكل كان مبنيا فيها، وأما ما كان يشغل بالهم فهو موضوع الدولة والكيان القومي بشكل محدد.

وإلا كيف يمكن تفسير قول وايزمن رئيس المؤتمر الصهيوني (لو أعطيت القدس لنا فلن نأخذها لأنها ستثير مشاكل لا حصر لها)، أو قول هرتزل بعد أن شاهد المدنية (لا شيء فيها لنا) أو غير ذلك من الأفكار التي تتطلب فحصاً وتقييماً خاصاً لانها شكلت دافعاً هاماً من دوافع البحث عن قدس خارج القدس كما سنرى في نشاط الحركة الصهيونية. ومع ذلك فهذه العبارات لا تقلل من أهمية سعي الحركة الصهيونية لترسيخ وعي عام لدى يهود العالم بأهمية القدس "كمدينة الهيكل وفيها مدينة داود" واليها يجب أن توجه قلوب اليهود.

لا شك أن جوهر الفكرة الصهيونية كان إقامة دولة يهودية في فلسطين وهذا هو الأمر الأكثر أهمية، أما موضوع القدس فهو جزء من تفاصيل المشروع الصهيوني الهامة لكنه ليس الجوهر ،لقد أعلن الإسرائيليون الدولة، والقدس تحت سيادة دول أخرى. صحيح أن العرب دافعوا بقوة عن القدس، لكن اليهود لم يستأسدوا في طلبها. كان الهدف الأكثر أهمية لهم هو قيام الدولة وليس القدس، إن محاولة العديد من السياسيين والمفكرين الإسرائيليين تجاهل تناول هذه الفكرة لا يعني على الإطلاق أنها غير موجودة .

إن فكرة الإجماع الإسرائيلي حول القدس التي تحاول الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إبرازها لم تكن موجودة قبل احتلال القدس سنة 1967، لان هذه القضية كانت تَبعد في الوعي الجمعي الإسرائيلي إلى الخلف ومن المهم الانتباه هنا أن هذا لا يعني أيضاً أن أطماعهم بالسيطرة على القدس لم تكن موجودة ، على العكس هذه الأطماع كانت دائمة موجودة في الفكر الصهيوني، لكن هذا الفكر يمتلك مهارة عالية في صياغة الأولويات وتعديلها وتبديلها وفقاً للظروف والمعطيات على ارض الواقع، سواء المعطيات والظروف الذاتية أو الموضوعية مستثمرين إمكانيات الواقع المتاح في صياغة الأولويات، فمرة الأولوية للأرض المقدسة وإسرائيل من النيل إلى الفرات ومرة للدولة ومرة للقدس وهكذا.

بعد احتلال القدس عام 1967 بدأت الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل تطور حالة جديدة في الوعي الجمعي الإسرائيلي حول مدينة القدس، وبدأت برسم انطباع إيحائي ليس لليهود في إسرائيل وإنما للعالم أجمع، هذا الانطباع يحاول فرض قضية الإجماع الإسرائيلي حول القدس باعتبارها قدر لا رد له، فهي القضية التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان في إسرائيل، وهي العاصمة الموحدة والأبدية لدولة إسرائيل، وعلى العالم أن يعترف ويقر بذلك . وعلى العرب والفلسطينيين أن يقبلوا هذا بخضوع!! ولجعل هذا الانطباع حقيقة على ارض الواقع لم يكتفِ الإسرائيليون بتسويق أفكارهم حول القدس وإنما انطلقوا في اكبر وأوسع عملية تزوير للحقائق على الأرض وفي بطن التاريخ، وبدوا برسم صورة للقدس التي يريدون وذلك بتنفيذ خطة صهيونية جهنمية تستهدف تغيير الحقائق الديمغرافية والتاريخية والإنسانية فيها .

* هل هناك إجماع إسرائيلي حول القدس .

الحركة الصهيونية، عندما انطلق مشروعها الاستيطاني في القدس، كانت تريد أن تعكس المنطق بحيث جعلت الأسباب تأتي من النتائج. الإسرائيليون يدركون أن الجوهر الأساسي لأهدافهم هو الدولة ويهودية هذه الدولة وان موضوع القدس هو جزء من التفاصيل الهامة ، وانهم حتى بعد احتلال القدس لو قدر لتسوية سياسية ما أن تكون في ذلك الوقت فإن انسحاباً اسرائيلياً من القدس العربية لم يكن ليلقى معارضة شديدة في إسرائيل حين ذاك، سوى من غلاة اليمينيين. لكن الإسرائيليين صنعوا صيغة الإجماع حول القدس بعد أن وضعوا على الأرض صورة لقدس يريدونها وبدا لهم أن حلماً لإعادة بناء الهيكل ربما ليس مستحيلاً .... هذا الإجماع لم يكن قائماً دائماً. ومن هذه الأجواء تشكل الهجوم السياسي والديمغرافي للمشروع الصهيوني الذي اجتاح العقول في العالم وفي المنطقة، ولدينا في فلسطين، قبل اجتياحه للأرض والناس. ومع هذه الأجواء، إن التدقيق بمحتوى الوعي الجمعي والإجماع حول قضية القدس يشوبه الكثير من المغالطات لأن الإسرائيليين في الشارع الإسرائيلي يعتقدون إن هذه المسألة تخضع أساساً لتوازن القوى أكثر من خضوعها لاستحقاقات العقائد والعواطف، ويدرك الإسرائيليون أيضاً أنهم يتمسكون بموقفهم هذا حول القدس استناداً لفهمهم لموضوع التوازن، وأن العرب والفلسطينيين قبلوا بالتسوية السياسية لانهم لم يتمكنوا من تغيير ميزان القوى في المنطقة. وقبول هذا الواقع لا يعني التنازل عن الثوابت، وتحديداً المتمثلة بموضوع القدس، وإن الإسرائيليين يدركون أيضا بأن قبول الفلسطينيين بهذه التسوية سيجعلهم يوافقون على التعايش معها إذا حققت لهم هدفهم بالدولة، والقدس عاصمة لها، لأن القدس للفلسطينيين أوسع من حساب ميزان القوى وأنها ستبقى قضية مؤججة للصراع أن لم تلق حلاً عادلاً. هذا هو أساس أي تسوية يحقق رضى الفلسطينيين، وإن الإجماع حول القدس هو مجرد شعار على سطح البرنامج الإسرائيلي ،لكن جذور هذا الإجماع في العمق مهزوزة. قد يبدو هذا تحليل يحلق في الفضاء ،لكن قراءة واعية للفكر والقوى السياسية في إسرائيل وللأفكار السياسية لمختلف الأحزاب ،عدا اليمينية الموغلة بالتطرف ،ستجد أن هذه الأحزاب مستمرة في البحث عن حلول لموضوعة القدس تحت سقف هذا الإجماع الذي يدعونه. فمثلاً أفكار السيادة المبعثرة أو السيادة المشتركة أو التقاسم الوظيفي أو المدينة المفتوحة عاصمة لدولتين كلها انطلقت من الإسرائيليين ولم تبدأ عندنا. ثم إن أهم ما يعزز هذا الفهم هو قبول أن تتضمن اتفاقيات أوسلو بنداً يتعلق بالقدس باعتبارها قضية للمفاوضات على جدول مفاوضات الحل النهائي ، ناهيك عن مشاركة الفلسطينيين في القدس لانتخابات المجلس التشريعي والسلطة الوطنية، إضافة إلى أطر رسمية وشبه رسمية كلفت بعقد لقاءات وإجراء دراسات وصولا لتفاهم حول قضية القدس مقبول للطرفين كما سنأتي على تفصيله لاحقاً. ألا يكفي هذا لنقول أن شعار القدس موضوع إجماع وطني إسرائيلي وغير قابلة للتفاوض وغير ذلك هو مجرد هجوم نفسي له إمتداداته على أرض الواقع هذا صحيح ، ولكنه أيضاً متطلب من متطلبات إدارة المعركة وخفض سقف طموحات الطرف الآخر وليس اجماعاً بالمعنى الحقيقي .

* الإستراتيجية الإسرائيلية في القدس :

لا يمكن، ولا يجوز، فصل الاستراتيجية الإسرائيلية في فلسطين عن استراتيجيتها في القدس العربية وان سياسة العزل لمدينة القدس لا تعني أن هناك استراتيجيات إحداهما للضفة والقطاع وأخرى للقدس . الاستراتيجية الصهيونية واحدة توظف إلى حد كبير قضية القدس لتحقيق أهداف سياسية أوسع وابعد من السيطرة على مدينة القدس فقط فهي تستغل قضية صنعت حولها انطباعاً بإجماع وطني لتحقيق أهداف سياسية لقضايا ليس عليها إجماع في إسرائيل. لم يكن ولن يكون الاستراتيجية الإسرائيلية في القدس الا هدفان:-

الأول :- القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل :

ولتحقيق ذلك لابد من إجراء التغيرات الديمغرافية والجغرافية التي تؤدي إلى سحق الوجود العربي الفلسطيني في القدس وتعزيز وتطور الوجود الصهيوني الإسرائيلي فيها. ومن اجل تحقق هذا الهدف. يستخدم الإسرائيليون سياسة تستند على خمسة أركان سوف نتحدث عنها في فصل لاحق، هذه الأركان هي العزل والتهجير والاستيطان والأسرلة والتهويد.

الثاني: استخدام انطباع الإجماع الوطني حول القدس عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل وذلك لتحقيق أهداف سياسة أخرى إضافة للقدس الموحدة والعاصمة لإسرائيل وهي :

1. القدس التي تتمدد وتتوسع على حساب أراضي الضفة الغربية ستكون العقبة الأساسية أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة بحيث ستشكل مانعاً طبيعياً للتواصل الجغرافي بين أجزاء الضفة الغربية وستمنع وحدة الولاية الجغرافية على الأرض.

2. القدس الموسعة ستحقق الترابط للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بعضها ببعض ومع إسرائيل من جهة أخرى ،وذلك من خلال مجموعة من الطرق الالتفافية الواسعة التي تتحرك حول المدن والقرى الفلسطينية وتعمل على ترابط هذه المستوطنات بإسرائيل.

3. القدس الموسعة ستكون الحاجز والعقبة الرئيسية أمام تواصل بين أجزاء الضفة الغربية.

4. في المعركة ذات البعد الأيديولوجي ستكون القدس عاملاً هاماً يستهدف أيضاً التأثير على القوة الإسلامية والعربية المساندة للكيان الفلسطيني بحيث يتم تحييد هذه القوى المؤثرة في بناء وتطور وقوة هذا الكيان. وعند ما تصبح الأماكن الدينية للعالم العربي والإسلامي بيد اليهود فان قدرة إسرائيل على التأثير في العالمين ستوفر لها مساحة أوسع للمناورة مثال ذلك العلاقات مع الأردن والمعاهدة الأردنية الإسرائيلية والإيحاء لباقي الدول العربية والإسلامية بإمكانية التفاهم معها على مستوى البعد المتعلق بالأماكن المقدسة، وإمكانية وجود بنود في الاتفاقيات تعطيها دوراً ما هناك.

يعسوب
15-04-2002, 11:17 PM
إضافة إلى الدور الهام بعلاقاتها مع العالم المسيحي كراعية للاماكن الأكثر قدسية لدى العالم المسيحي.

الحركة الصهيونية والقدس

نشاط الحركة الصهيونية في القدس قبل قيام دولة إسرائيل

سنوات كثيرة قبل اجتماع بازل في سويسرا، عملت الحركة الصهيونية العالمية على توجيه ناشطيها إلى فلسطين عامة والقدس بشكل خاص، وذلك بهدف دراسة واستقصاء السبل والإمكانيات التي يمكن توفيرها وتجنيدها لصالح هجرة يهود العالم إلى فلسطين. وأخذت هذه البعثات الصهيونية أشكال مختلفة واستفادت من مساندة الحكومة البريطانية التي وظفت معظم بعثاتها الدراسية لتنقيب عن آثار تؤيد الأطماع اليهودية في فلسطين. وقد تمكنت الحركة الصهيونية العالمية، وبالتواطئ مع البريطانيين، من الضغط على العثمانيين لاستصدار مجموعة من "الفرامانات" التي سمحت لليهود بإقامة عدد من المؤسسات اليهودية في فلسطين. وقد توخت الحركة الصهيونية العالمية أن تجتمع هذه المؤسسات في مدينة القدس وذلك على طريق بناء الأسس الأولى التي تساعد في السيطرة على مدينة القدس مستقبلاً. فأقامت الحركة الصهيونية العالمية مقر اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية العالمية في مدينة القدس، كذلك مقر الوكالة اليهودية، والصندوق التأسيسي كيرن هيود، والصندوق القومي اليهودي هيكرن هكيمت، إضافة للمجلس الوطني للتشوف (الاستيطان)، ومركز اللجنة القومية اليهودية أعلى سلطة يهودية سياسية وإدارية في فلسطين والتي أقيمت سنة 1920، وجعلت القدس مقراً للجامعة العبرية التي أسست سنة 1925، وكذلك مستشفى هداسا الذي أسس سنة 1935. وتم إقامة كنيس يهودي عرف بخربة الحاخام أو كنيس الراب يهودا هنبي 1855 الذي أقامه شمعون فرانكل. جميع هذه المؤسسات أقيمت في القدس واعتبرت مجموعة من المنظمات الهامة التي شكلت الروافع الأهم للمشروع الصهيوني الإسرائيلي في فلسطين وساعدته على تحقيق السيطرة وتثبيت الاستيطان على الأرض الفلسطينية، وذلك بدعم ومساندة البريطانيين حتى في مرحلة الحكم العثماني.
وبعد أن وقعت فلسطين تحت سلطة الانتداب البريطاني، وأثر وعد بلفور، بدأ البريطانيون يمهدون الطريق أمام الاستيطان الصهيوني في فلسطين وذلك من خلال القوانين الخاصة بالتخطيط العمراني، ومن خلال فتح الأبواب أمام الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مصرعيها حيث بدأت قوافل المستوطنين اليهود تجتاح الأراضي الفلسطينية، وبدأت مظاهر الاستيطان الإسرائيلي بالظهور على سطح الأرض الفلسطينية، وفي سنة 1903 قام هرنزل مؤسس الحركة الصهيونية بزيارة إلى فلسطين، وكان قبلها قد قابل الإمبراطور الألماني غليون وقدم له مذكرة عن أهداف الحركة الصهيونية في فلسطين وخلال زيارته جال هرتزل مختلف المستوطنات اليهودية التي أقيمت في فلسطين، وكذلك قام بزيارة مدينة القدس .
قدس لليهود خارج القدس:-

وكانت التوجهات الصهيونية للاستيطان في قلب مدينة القدس حتى ذلك الوقت، لكن هرتزل الذي صدم بما شاهده في المدينة من طابع عربي إسلامي سواء على مستوى العمارة والتاريخ أو على مستوى حجم الفلسطينيين في المدينة (وعددهم حينذاك حوالي 25 ألف مواطن) بينما كان هناك قلة من اليهود يسكنون البلدة القديمة. ليس من الصعب التصور أن هذه اللحظة قد أثرت بشكل أو بأخر على وجهة الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس بعد ذلك ، حيث بدأ الإسرائيليون يبحثون لهم عن قدس خارج القدس وبدأوا بإنشاء المستوطنات اليهودية في القدس الغربية، وقد ساهمت وشجعت الحكومة البريطانية هذا التوجه وبدأت بإعداد المخططات الهيكلية التي توسع مدينة القدس باتجاه الغرب، والتي تستوعب من خلالها الأحياء اليهودية كمرحلة سابقة لأي تطور في الصراع. ولم يتم توسيع الحدود اتجاه الشرق متراً واحداً. وبهذا يمكننا أن نفهم عبارة هرتزل التي اطلقها خلال زيارته تلك (لا شيء في هذه المدينة لنا). وعندما جاءت لحظة الحسم بعد اتفاق الهدنة كان اليهود قد أقاموا قدساً أخرى في محيط القدس، وقامت باحتلالها وضموا إليها الأحياء العربية في القدس الغربية وعدداً من القرى والبلدات المحيطة بها، وشكلت حوالي 80% من مساحة القدس، بل وعملوا على تهجير سكانها وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم كما حصل في مذبحة دير ياسين. وبمراجعة لهذا الواقع التاريخي لفكر الحركة الصهيونية التي أقامت مركزاً جديداً في القدس، وأعلنتها عاصمة، يمكن لنا أن نفهم التصورات الإسرائيلية الجديدة لحل مشكلة القدس والتي تحاول أن تجد للفلسطينيين قدسا خارج القدس عاصمة خارج الحدود الحالية للمدينة، وذلك على نفس الطريقة التي صنعوا لهم فيها عاصمة. ولكن وإذا كانت القدس لهرتزل مدينة لم تلتحم بها صوره التاريخ الأسطورة مع الواقع والتاريخ الحقيقي، فإن صورته تلتحم في أعماقنا مع نبض الحياة والروح ولن تجد فلسطينياً واحداً يقبل عنها في الخلد بديلاً.
الاستيطان في القدس قبل قيام الدولة:-

بدأ الإسرائيليون بناء أحياء يهودية في محيط القدس الغربية المحتلة منذ سنة 1833، حيث أقيمت أول مستوطنة في مدينة القدس "أوهل موشيه" تلاها بناء ما يزيد عن عشرين مستوطنة ما بين العام 1833-1933 على النحو التالي1:-

1833 أوهل موشه (خيمة موسى منتفيوري).
1843 المركز اليهودي برأسة شمعون فرانكل.
1854 مصنع نسيج.
1859 شخنوت شئنينيم.
1860 شخنوت سأتيم.
1868 محنية يسرائيل (معسكر إسرائيل).
1869 نحلات شفعا.
1873 شخنات هيبخاريم.
1874 مئه شعاريم.
1875 ايفن يسرائيل.
1876 نحلات شمعون هصديق.
1877 محنة يهودا.
1882 أربعة أحياء جديدة لمهاجرين يمينيين بصورة مفاجئة.
1888 سكوت هشلوم.
1890 زخرون طوبيا.
1891 أوهل شلومو.
1892 كريات نئمان.
1893 عزرات يسرائيل.
1892 يمين موشه تخليداً لموشه مونتفيوري
1894 نحلات تسفي.
1897 بيت اونغرين -شمال مئة شعريم للهنغاريين.


وعندما بات واضحا عدم إمكانية الحصول على البلدة القديمة تصاعد النشاط الاستيطاني لبناء أكثر من عشرين حياً يهودياً في القدس الغربية على النحو التالي2:-



حي شفعات شاؤول 1914
غرب القدس على أراضي دير ياسين.
حي بيت فغان 1921 7كم غرب القدس
حي روحافا 1921 وسط غرب القدس
حي روميما 1921 غرب القدس
هكيرم 1923 غرب القدس
كريات موشيه 1923 غرب المدينة
مكور باروخ 1924 وسط الشطر الغربي
حي غيئولا 1926 وسط الشطر الغربي
محائيم 1926 شمال شرق القدس
مكور حاييم 1926 جنوب غرب القدس
نفيه بتسائيل 1927 وسط شمال المدينة
المركز التجاري 1928 خاص
عيفس حايم 1928 المدخل الغربي
كريات شموئيل 1928 وسط جنوب القدس
اموزات بني يريت 1929 الشطر الغربي
باغيه نوف 1929 غرب المدينة
شوشتان تسيون 1930 جنوب غرب القدس
مستوطنة ارنونا 1931 جنوب القدس يليون
كيرم أفراهام 1933 وسط الشطر الغربي لمدينة القدس
حي افروت اميم 1934 وسط الشطر الغربي
فاجي 1946 شمال غرب المدينة
سكون ريسكو.بالغرب من جبعات فارديم



وبعد سنة 1948، وبعد إعلان القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، بدأ الإسرائيليون بتعزيز سكان القدس وجلب المستوطنين إليها من مختلف المناطق وتوجيه القادمين الجدد باتجاه القدس، وبناء أحياء جديدة لاستيعابهم حيث تم بناء الأحياء التالية منذ سنة 19481967.
و حتى

كريات الفرى غرب شمال روميما
كريات هئونيفيرتا جنوب عرب (التجمع الجامعي) ،الجامعة العبرية.
كريات هداسا إلى العرب من القدس مستشفى طابع للجامعة.
بسغات زئيف غرب القدس.
قموميون وسط القدس
جبعات هيورتسيم
ضاحية توطين الطمطون
كرياد فرديم 1951.
كريات يوفال 1955.
كريات إمت 1955.
جبعات مردخاي 1955.
كريات دافيد بن عورين 1955.
كريات مناحيم 1955.
عير جنيم 1961.
نيوز 1961.
كريات متروسورف 1963.
جبعات هيكرن 1963.
رمات دانيا 1963.

وبهذا أكمل الإسرائيليون سيطرتهم على القدس الغربية ونقلوا إليها مؤسساتهم الحكومية والكنيست الإسرائيلي، وأقاموا مراكز جديدة للمدينة. إلا أن غالبية الدول وليومنا هذا لم تعترف لهم بالسيادة على هذه المدينة ولم يعترف بها عاصمة لإسرائيل وما زال الفلسطينيون في القدس الغربية يحملون في أعناقهم مفاتيح بيوتهم ينتظرون اليوم الذي يعودون به إلى القطمون والطالبية والشيخ بدر ومأمن الله ودير ياسين وعين كارم.

يعسوب
15-04-2002, 11:19 PM
التوسيع الأول لحدود القدس وضم المدينة.

* ضم القدس والتوسيع الأول لحدود القدس

وفقاً للقوانين والأعراف الدولية، وإثر احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والقدس وغزة، أصبحت إسرائيل كدولة محتلة لهذه الأراضي ملزمة بتطبيق أحكام القانون الدولي بشكل عام وأحكام قانون الاحتلال الحربي بشكل خاص في كل ما يتعلق بسلوكها في هذه المنطقة.

لكن إسرائيل منذ اللحظة الأولى تجاهلت التعامل كدولة محتلة، وقامت بمخالفة كافة القوانين والأعراف الدولية في كل المناطق العربية التي احتلتها - وفيما يتعلق بالقدس قامت بضم القدس إلى دولة إسرائيل حيث أصدرت مجموعة من القوانين الخاصة بذلك. ومن الجدير ذكره أن هذه القوانين لم تستعمل كلمة ضم وهذا ليس صدفة إنما أريد له أن يحمل دلالات سياسية وتاريخية مضللة .

ولم يمض عشرون يوماً على الاحتلال حتى قامت الحكومة الإسرائيلية بإصدار قرار بتاريخ 25/6/1967 يقضي بسريان القانون الإسرائيلي على القدس ثم أقر هذا القرار من الكنيست الإسرائيلي بتاريخ 27/6/1967 كتعديل لقانون أنظمة السلطة والقضاء لسنة 1948 حيث أضيفت مادة 11 ب " 3يسري قانون الدولة وقضاءها وإدارتها على كل مساحة من أرض إسرائيل حددتها الحكومة في مرسوم (2). وعلى هذا الأساس بينت الحكومة الإسرائيلية، بتاريخ 28/6/1967، بمرسوم أنظمة السلطة والقضاء المنطقة التي يسري عليها هذا القانون وشملت هذه المنطقة منطقة حدود بلدية القدس العربية ومنطقة أخرى من أراضي الضفة الغربية تصل إلى 70.5 كم2 ولغرض التوسيع هذا تم تعديل قانون البلديات (تعديل رقم 6 لسنة 1967) منح على أثره وزير الداخلية صلاحيات توسيع نطاق بلدية ما وضم مناطق إليها حيث أصدر وزير الداخلية القرار التالي " يوسع نطاق بلدية القدس بحيث يشمل المنطقة المبينة في الذيل" 107 والذي طابق تماماً ما ورد في قرار الضم وشمل التوسيع وادي الجوز ، الشيخ جراح ، المصرارة ،العيساوية ،شعفاط ،بيت حنينا ، حتى مطار قلنديا ضم المطار وطريق القدس رام الله إضافة إلى بيت صفافا ،سلوان ،الثوري ،صور باهر ،أم طوبا ، جبل المكبر آخذين بعين الإعتبار إبعاد المناطق المكتظة بالسكان من عملية التوسيع قدر الإمكان، ورفع الخط الأخضر وتوحيد القدس الغربية والقدس الشرقية .

وقد كلفت لجنة حكومية لتعيين حدود الضم برئاسة وزير الداخلية يهود تامير4 واشتراك ممثلين عن قسم التخطيط بالبلدية وضباط أمن وجيش، وكان هنالك تصورات للتوسيع الأول يعتبر الأمر فرصة لضم أكبر مساحة ممكنة، والثاني عنصري لا يرغب بضم مناطق بها كثافة سكانية، والثالث عسكري مهتم بالجوانب الاستراتيجية وقدم حل وسط يؤدي إلى ضم قطاع كبير مع تجنب الكثافة السكانية العربية 70.5 كم والذي جاء على خلفية نقاش لثلاث اقتراحات وحد بينها رحبعام زئيفي زعيم حركة موليدت العنصرية اليمينية اليوم وقد امتد خط ضيق باتجاه الشمال خمسين متراً على طريق رام الله القدس لتجنب الضواحي السكنية والمخيمات وصولا الى مطار قلنديا. وقد عبر عن هذه السياسة رئيس اللجنة الذي قال "أن هدف اللجنة كان ضم أقل جزء ممكن من السكان العرب داخل حدود البلدية، وتأكيداً لذلك كان من الممكن أن يكون الجزء الشمالي من المدينة والذي يضم مناطق شعفاط وبيت حنينا جزءاً من الضفة الغربية نظراً لاحتواءه على نسبة عالية من السكان العرب ولم يتم ضم هذه المنطقة إلا لسبب الرغبة في إقامة مستوطنة النبي يعقوب" واستمر يقول "أن مسألة احتواء النبي يعقوب كانت أكثر المشاكل تعقيداً وأمام اللجنة، حيث أن ضمها يعني تحمل كثافة سكانية كبيرة إضافة إلى مطار قلنديا الذي لولا وجوده بهذه المنطقة لكان هناك شك في ضم النبي يعقوب إلى القدس.

على أثر هذه القوانين قامت الحكومة الإسرائيلية بتاريخ 28/6/1967 بحل بلدية القدس العربية ورفعت الحواجز التي كانت تفصل بين القرى الغربية والقرى الشرقية، وكانت قد أجرت إحصاء للفلسطينيين في المدينة، وفرضت عليهم بطاقة إقامة، ودمرت الحالة الكيانية العربية في المدينة بإغلاق البنوك العربية والمحاكم ، وفرض نظام تعليمي إسرائيلي، وفرض الضرائب، ووضع مخطط هيكلي جديد يشمل القدس الشرقية والقدس الغربية لم يتم استعمال واستبدال بمخططات تساعد على تنفيذ السياسة الإسرائيلية في القدس ونقل أملاك الدولة الأردنية إلى إسرائيل من حارس أملاك العدو إلى حارس الأملاك العام بإسرائيل .

القدس موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل :

وعلى أثر مداولات طويلة في المحاكم الإسرائيلية حول سريان القانون الإسرائيلي على القدس يجعلها جزء من دولة إسرائيل، حسمت الحكومة الإسرائيلية هذا الأمر بسنها لقانون أساسي : بتاريخ 3/7/1980 باعتبار "القدس الكاملة عاصمة إسرائيل". وكانت النائبة المتطرفة غيئولا كوهين 5قد تقدمت باقتراح الكنيست الإسرائيلي بهذا الشأن، وصادق عليه ب 69 صوتا من أصل 120 ومعارضة 15 وامتناع ثلاثة وتغيب الباقي.



* الضم والتوسيع وشرعية الإجراءات الإسرائيلية في القـدس:

عالم فاقد للذاكرة، ومؤسسات وقرارات دولية للأرشفة والحفظ، لا أدري كيف يمكن للعالم أن يصدق رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكيف يمكن أن تصمت الشرعية الدولية على مسلسل التنكيل بالقانون الدولي والقرارات الدولية، هذا العالم الفاقد للذاكرة ولقدرة المتابعة نسي، أو كاد، تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أبا إبان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29/6/1967 وإثر حالة الغليان في العالم ضد فرض الضم والتوسيع والقوانين الإسرائيلية على القدس، حيث قال:ذ أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية هو عمل بريء وليس له صبغة سياسية ، وأن هناك فهم خاطئ لهذه التشريعات الإدارية والقضائية التي تستهدف إعادة بناء وتأهيل وتقديم الخدمات البلدية والاجتماعية. نفس هذه العبارات كان ايبان قد قالها بخصوص القدس الغربية بتاريخ 5/5/1949 6تعليقاً على مشروع قرار لبناني يتعلق بالقدس "أن التصريح الوارد في مشروع القرار اللبناني بأن مدينة القدس الجديدة أعلنت جزء من دولة إسرائيل خاطئ وعاكس لأن الشكل الملحوظ لتوجه الحكومة الإسرائيلية بالنسبة لمشكلة القدس هو الرغبة الجادة بأن ترى تقرير الوضع القانوني يتم بشكل مرضي بواسطة قبول عالمي".وذلك في محاولة لتضليل العالم وامتصاص الاحتجاج العالمي وبهدف تمرير قبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة. هذا كان سنة 1949 ثم سنة 1967 والآن في سنة 1998.

أليست هذه التصريحات مشابهةً تماماً لتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" على ردة الفعل في العالم ضد خطة تعزيز القدس الإسرائيلية الأخيرة القاضية بتوسيع حدود القدس إلى ما يزيد من 600 كم2؟ ألم يقل نتنياهو عن التوسيع الجديد أن هذا إجراء إداري يعنى توسيع بلدية وليس له أبعاد سياسية؟

لم يتغير شيء في السياسة الإسرائيلية، والتضليل الإسرائيلي. صحيح أن رئيس الحكومة نتنياهو قد تغلب على جميع السياسيين الإسرائيليين بقدرته على التحدث بألف وجه ولسان دالاً على أن السياسة الإسرائيلية عبر عمرها وحتى اليوم تمارس تضليل العالم وتقدم نفسها في الحرب ضحية ، وفي العدوان دفاع ، وفي الجريمة موت عفوي أو عمل جنوني، وعندما تحضر للأقدام على خطوة سياسية خطيرة تقدمها وكأنها إجراء إداري عادي أو عمل بريء لا أبعاد له. ولكن عندما تهدأ الضجة من حول الحدث ويذهب العالم للانشغال بقضايا أخرى تضع القضايا بقهرها الساحق بوجه العالم وتكشف عن وجه مشروعها الحقيقي. هكذا فعلت عندما ضمت القدس، وهكذا فعلت عند احتلال الأراضي العربية، وعند انطلاق استيطانها الخطير على الأرض الفلسطينية ، وهكذا تستمر في تعطيل الاتفاقات وفي توسيع الحدود البلدية للقدس أمام بصر وسمع العالم دون وازع من أخلاق أو رادع من قوة أو قانون .

وأما نحن، الذين نحفر في عمق الزمن صورتنا ، ونقرع جدران الحزان بقبضات لا تلين، نتوجه للعالم الذي يستظل بالمؤسسات الدولية والقانون الدولي (هذا القانون الذي اعتبرت فلسفته الأساسية تنظيم العلاقات بين الدول والأمم ومعالجة الخلاف والحفاظ على حقوق الأمم والدول والشعوب وحفظ السلام والأمن العالميين) إننا نذكر هذا العالم أن أهم أساس لتحقيق ذلك هو الإعتراف بحق الشعوب في الحياة في وطنها والسيادة عليه بعيداً عن تهديد القوى الغاشمة. أن مفهوم السيادة وفقاً للقانون الدولي كامن في الشعب لا يمكن إطلاقاً أن يسحب أو يخلع عنه. وأن دولة الاحتلال وأن ملكت السلطة، فإنها لا تملك السيادة، وأن أي قوانين تصدرها مؤسسات هذه الدولة تستهدف ضم أو إلحاق أجزاء من الوطن المحتل مخالف القوانين والأعراف الدولية تعتبر باطلة، وان المواد 54،14،47 من معاهدة جنيف الرابعة وكذلك أنظمة لاهاي لسنة 1907 تؤكد بما لا شك فيه أن كافة الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس باطلة ولاغية ولا يحق التعامل معها وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر من هذه القرارات ، قرارات مجلس الأمن رقم7 251، 252 لعام 1968 ورقم 267 و271 لعام 1969 وقرار 298 لعام 1971 وقرارات 446 و452 لعام 1980 وقرارات 465 و478 لعام 1980 وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2253 ، 2254 ، لعام 1967 وقرار 3525 لعام 1975.

ومن الأهمية بمكان الانتباه لما قال الشخص الذي صاغ القرار 242 فيما يتعلق بالقدس، حيث قال اللورد كارادون سنة 1979: بالتأكيد أن القرار يشمل القدس الشرقية باعتبارها محتلة .واقترح أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة العربية، والغربية عاصمة إسرائيل وحتى القانونين اليهود امثال يوارام دينشتاين عميد كلية الحقوق في جامعة تل أبيب يقول "بموجب القانون الدولي فإن الوضع القانوني للقدس الشرقية هو احتلال بالقوة العسكرية تماماً كما هو الحال بالنسبة للضفة الغربية. ولهذا السبب تتجنب الحكومة الإسرائيلية استعمال كلمة ضم نظراً لمخالفتها للقوانين الدولية فبموجب القانون الدولي فإن ضم أي منطقة محتلة لا يتم إلا في حالتين :-

1- عند تأثر الأمة المهزومة بشكل ينهي وجوها السياسي.
2- نتيجة تقادم الاحتلال على منطقة وعدم مقاومته والتعايش السلمي وعدم الممانعة.

ولا ينطبق ذلك على القدس على الإطلاق، حيث المواجهة المستمرة للاحتلال وحيث الاحتفاظ بالهوية الوطنية وتعبيراتها السياسية.

* القـــــدس - نحــــن والآخـــــر

* العزل التهجير الاحلال الاسرلة

فهم الإسرائيليون بعمق أن المقولة التي سوّقوها للعالم "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" يمكن لها أن تؤثر في عقول الذين لا يعرفون هذه الأرض لكنها لن تؤثر في عقول أبناء هذه الأرض وبمن يعرف الحقائق عليها. وكذلك ومنذ البداية استخدم الإسرائيليون سياسة اسرائيلية إرهابية، واستخدم كلمة الإرهاب هنا ليس اسقاطاً لغوياً أو مبالغة تعبيره ، وانما هي الكلمة الوحيدة التي تعبر عن الأفعال التي قام بها الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني منذ بدايات هذا القرن. ولم يتوان الإسرائيليون عن ارتكاب أبشع المذابح والمجازر لنشر الرعب والإرهاب، ودفع الناس بالقوة المسلحة إلى ترك بيوتهم وأملاكهم في عملية ترانسفير بشعة، أمام نظر وبصر العالم، وذلك ليكون لمقولتهم درجة من حقيقة ويسوقوها للعالم "أرض بلا شعب" هذا ما فعله الإسرائيليون في فلسطين بشكل عام، وما يفعله الإسرائيليون في القدس الآن لا يختلف كثيراً ، وان اختلفت وسائله .

يعسوب
15-04-2002, 11:20 PM
وكما فهم الإسرائيليون أن مقولتهم تلك لا مكان لها على الأرض، فهموا أيضاً بعمق أن انتصارهم الساحق في سنة 1967 لن يعني شيئاً ان لم يعملوا على تغيير الواقع الديمغرافي على الأرض. وأدركوا تماماً أن وجودنا الفلسطيني في القدس سيجعل من أي إجراء سياسي لهم في القدس حبراً على ورق ، وإن الضم لن يعني شيئا ان لم يسحق الوجود الفلسطيني في القدس ولذلك استخدم الإسرائيليون برنامجاً استراتيجياً لتحقيق ذلك وبواسطة أساليب متعددة منها : . التهجيـــــر : الذي بدأ كما أوضحنا خلال الحرب واستمر بعد ذلك من خلال تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني في القدس ، وعدم اتاحة الفرصة له للإستجابة للنمو الطبيعي للسكان مما دفع حوالي 70 ألف فلسطيني أو يزيد للخروج الى خارج القدس ومحيطها.

2. التهويــــد : يقوم الإسرائيليون بعملية تهويد واسعة للمدينة بدأ من البرنامج الإستيطاني وصولاً بتغيير المعالم الحضارية للمدينة وتزوير نتائج الحفريات والآثار وتغيير التسميات .

3. الأســرلـة : استكمالاً للمشروع الإسرائيلي في القدس، يعمل الإسرائيليون على أسرلة أقلية تبقت في المدينة من الفلسطينيين لا تزيد عن 20% وحتى هؤلاء لن يتم أسرلتهم جميعاً ، وكذلك تسعى اسرائيل لربط القطاعات الصحية والتعليمية والتجارية والصناعة والخدماتية باسرائيل ، وكذلك ربط المستوطنات كأحياء باسرائيل .

ولكن، هل تمكن وجودنا الفلسطيني في المدينة، رغم حالة التحدي الذي شكلها، من الانتظام في مشروع استراتيجي في مواجهة الشروع الإسرائيلي .

من الواضح أننا من البداية اندفعنا لمواجهة المشروع الإسرائيلي في القدس بدوافع وطنية ونضالية ، ولكننا لم نملك مشروعاً استراتيجياً (لا سابقاً ولا الآن) ولكن كفاءة ومستوى قدرتنا على المواجهة مع الاحتلال في القدس تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل واضح، ويرجع الأمر في أساسه الى مجموعة من العوامل والمتغيرات التي لم يتم التعامل معها وتتطلب تطوير الوسائل النضالية لاستكمال عملية المواجهة للشروع الإسرائيلي في القدس. ويقتصر عملنا اليوم على رد فعل رسمي فوقي عاجز عن توظيف طاقة الجماهير المقدسية في المعركة ، ويقوم كذلك رد الفعل الجماهيري على هبات عفوية موسمية لا تستطيع القيادة المقدسية استثمارها وتطويرها، وهناك تراجع واضح في دور القوى والفصائل السياسية ، ويشعر الناس بحواجز تفصل بينهم وبين الأداء القيادي الذي يخطط، ولكن دون سعي لمشاركة الجماهير في عملية التخطيط ، واذا كنا قد حققنا نجاحاً في الحفاظ على مؤسسات وطنية في مدينة القدس ، هناك شك كبير في قدرتنا على الحفاظ على هذه المؤسسات الآن ، حيث هناك غياب كامل لرؤية مبدعة تتمكن من استخدام امكانيات الواقع. بعد ما يزيد على ثلاثين عاماً على قرار الضم بقي هذا القرار حبراً على ورق ، والآن تتقدم اسرائيل لهضم المواطن الفلسطيني في السنوات الأربع الأخيرة حيث الإنهيار التام في جهاز الصحة الفلسطيني والتبعية شبه الكاملة للجهاز الصحي الإسرائيلي، وحيث التعليم ومؤشرات سيطرة الإسرائيليين عليه، وتقدم المعارف باتجاه السيطرة على المؤسسات الأهلية ، وحيث التدمير لقطاع الخدمات المواصلات من 502 باص 8الى 73 باص فقط تعمل على خطوط القدس، والفصل الكامل بين القدس والضفة الغربية وعزلها وطنياً وعربيا .

ان المواجهة التي تقتصر على النخبة لن تؤثر على الإطلاق على المشروع الإسرائيلي ومواجهة الإحتلال وان التغيب المقصود وغير المقصود للطاقات القادرة على العمل والمواجهة سيجعل قدرتنا على تحدي هذا المشروع في القدس تحت ألف علامة سؤال.

* المشــــروع الإستيطـــاني الإسرائيـــلي في القـــدس .

* القـــــدس الغربيـــة :

خلال حرب سنة 1948 وبسبب الأعمال الحربية قسمت المدينة عملياً قبل صدور قرار التقسيم في 28/11/1947. خط التقسيم لم يتم وضعه الا بتاريخ 22/7/1948 9، ثم بتاريخ 30/11/1948 تم توقيع وقف إطلاق النار الهدنة بين الأردن واسرائيل. وبذلك قطع الاتصال بين جزئي المدينة، ولم يسمح سوى لرجال الهدنة والدبلوماسيين ورجال الكنائس والقوافل العبور من بوابه وحيدة هي بوابة مندالبمومب . وبعد سقوط القدس بأيدي اليهود سيطرواعلى حوالي 38 كم هي مساحة القدس الغربية ذلك الوقت، ويشكل 80% من مساحة القدس الكلية، وضمت أحياء البقعة الفوقا والتحتا والقطمون ،والطالبية ، ماميلا ، الشماعة ، عين كارم وبلديات لفتا ، دير ياسين ،المالحة. وأجبر حوالي 80 ألف فلسطيني على ترك القدس الغربية ووضعت أملاكهم 10 في أيدي حارس أملاك الغائبين علماً أن معظم أملاك القدس العربية هي أملاك فلسطينية (40% أملاك مواطنين فلسطينيين) 34% أملاك أوقاف إسلامية ومسيحية) و24% فقط كانت أملاك يهودية تم تملكها في منتصف القرن التاسع عشر .

وقد قام حارس أملاك الغائبين ببيع وتأجير هذه الأملاك لليهود. وبدأ تشجيع الهجرة اليهودية إلى القدس الغربية، وقد سجل الأحصاء الأول للسكان في شهر تشرين ثاني 1948 وجود 84 ألف نسمة 11في القدس الغربية، وفي 1949 وصلوا إلى 103 وأظهر إحصاء 1961 وجود 67 ألف نسمة..وصلوا في حزيران 1967 إلى 197 نسمة وذلك من خلال عملية تهجير منظمة للسكان باتجاه القدس وتسكين المستوطنين الجدد بها. سنة 1952 تم توسيع حدود القدس الغربية إلى القرى العربية التي أجلي عنها سكانها عين كارم والمالحة ، ودير ياسين ولفتا لتصل 52,5 كم مربع حيث أعد مخطط الهيكلي سنة 1955 الذي صودق عليه سنة 1959 حيث بدأ إنشاء مركز جديد للقدس بدل المركز التاريخي في القدس القديمة لوضع المكانة الحضارية للقدس الغربية لا تليق بمكانة عاصمة، وتناوبت على إدارة بلدية القدس لجان مدينة وعسكرية حتى 1950 انتخب 21 عضواً من تيارات مختلفة، وحل المجلس سنة 1955 بسبب المشاكل بين العلمانيين والمتدينين ،وعانت المدينة من مشاكل اقتصادية بسبب الهجرة.

يعسوب
15-04-2002, 11:21 PM
وقد بدأ الإسرائيليون بإنشاء مؤسساتهم الرسمية الحكومية والإقتصادية والإجتماعية في القدس الغربية، وأعلنت عاصمة لإسرائيل. أقيم فيها الكنيست (البرلمان) ومقر الحكومة والوزارات والإدارات الحكومية المختلفة وأنشأت المؤسسات الخدماتية والبلدية، وقاموا بطمس المعالم العربية في الجزء الغربي من مدينة القدس بشكل شبه كامل وأحلوا السكان اليهود مكان الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة هذا الجزء من المدينة الذي اعتبر لغاية 1967 عاصمة لإسرائيل حتى توقيع الاتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية الذي اعتبر القدس بأكملها موضوعاً للمفاوضات والحل النهائي .

* القـــدس الشرقيــــــة :

عانت القدس الشرقية بعد عام 1948، كون هذا الجزء من المدينة لم يكن مؤهلاً إدارياً. فمرافق الخدمات معظمها في القدس الغربية والأحياء الأساسية كذلك هنالك عدا البلدة القديمة ،وأنابيب المياه ومحطة الكهرباء اللتان تم تعطيلهم خلافاً لاتفاق الهدنة. وبقيت المدينة عاماً كاملاً لا ماء ولا كهرباء ،بقي في المدينة 33 ألف مواطن من أصل 96 ألف ثم ارتفع عام 1951 إلى 45 ألف وصل 80 ألف، وكانت مساحة القدس ثلاث كم مربع وسعت إلى ستة كم وكان هناك مخطط لتوسيع المدينة من قبل امانة القدس تصل إلى قلنديا، منعت الحرب تنفيذه عام 1967. ولم يلق الجزء الشرقي من المدينة الاهتمام الذي لقاه الجزء الغربي.

في العام 1967 وبعد قيام اسرائيل بلإحتلال الجزء الشرقي من المدينة لجأت، كما أشرت سابقاً، الى ضم المدينة الى اسرائيل وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها ، وبدأت بتنفيذ مخطط رهيب لتغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية للقدس العربية منطلقة، كما ذكرنا، من محاولتها لهدم المؤسسات العربية في المدينة وتهجير سكانها وبناء المستوطنات الإسرائيلية على أرض القدس الفلسطينية. وكان مخططها الإستيطاني يستهدف خلق أغلبية يهودية في الجزء الشرقي من مدينة القدس وأغلبية يهودية ساحقة في القدس الموحدة ، فبدأت بتنفيذ المخطط التالي :

* المرحلة الأولى :

ويهدف ازالة الخط الأخضر الذي كان يفصل بين جزئي مدينة القدس ، بدأت بإنشاء المستوطنات اليهودية على طول هذا الخط حتى تلغي حالة الفصل بين القدس الغربية والشرقية بشكل نهائي .

* المرحلة الثانية :

بدأت اسرائيل ببناء المستوطنات بين الأحياء العربية في القدس الشرقية، وذلك لعزل هذه الأحياء عن بعضها البعض، ولخلق تواصل حالة سكانية يهودية بين الفلسطينيين وحصار هذه الأحياء ومنع امتدادها وتواصلها ووحدتها الجغرافية، وتضييق الخناق على التطور الطبيعي للسكان، ودفعه للإمتداد خارج حدود القدس العربية. وقد أقيمت هذه المستوطنات واستوعب بها 186 الف مستوطن بما فيها مستوطنات الخط الأخضر. ويستهدف الإسرائيليون الوصول الى استيعاب 250 ألف داخل القدس الشرقية .

* المرحلة الثالثة :

إقامة حزام من المستوطنات حول مدينة القدس وذلك لعزلها عن الضفة الغربية بشكل تام وخلق كثافة عمرانية وسكانية يهودية في محيط القدس تساهم في فصل مدينة القدس تماماً على المحيط العربي ودمجها جغرافياً باتجاه الغرب، وربطها باسرائيل بشكل تام وفصل أهل المدينة الفلسطينيين عن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. وقد تمكنوا من اقامة المستوطنات في هذا المحيط، والتي استوعبت لغاية الآن 60 ألف مستوطن. ويستهدف المخطط الإسرائيلي لهذا الحزام ضم 250 ألف مستوطن في محيط القدس .

* المرحلة الرابعة :

وتجري هذه المرحلة الآن وتستهدف استكمال تنفيذ الطوق الإستيطاني في محيط القدس من خلال إقامة مستوطنة جبل أبو غنيم وتواصل حالة الإستيطان المحيطة بالقدس ببعضها البعض من خلال عدد من الطرق الإلتفافية التي توصل بين مستوطنات كفار عصيون ، ومعاليه أدوميم ، وكريات شكول ، وبسكات زئيف والنبي يعقوب .

اضافة الى تكثيف البناء الإستيطاني داخل الأحياء الفلسطينية وليس في محيطها، فقط وذلك بإنشاء خمسة مستوطنات داخل الأحياء العربية في رأس العامود والشيخ جراح وواد الجوز والبلدة القديمة وسلوان والصوانه ، ناهيك عن احتلال البيوت داخل الأحياء العربية وفق مخطط متكامل وجاهز للتنفيذ وفق تطور المعطيات السياسية المساعدة والظروف المناسبة لصالح المخطط الإسرائيلي ، آخذين بعين الإعتبار توفر الجاهزية التامة لكامل المخططات الهيكلية لهذه المشاريع وكذلك المخططات المعمارية وجهات التمويل والإدارة والتنفيذ .

* الفكرة الأساسية للتغيير الديمغرافي للقدس الشرقية :

مساحة مدينة القدس قبل سنة 1967 هي 6 كم2 حسب حدود البلدية في عهد الأردن، وتضم البلدة القديمة ، واد الجوز ، الشيخ جراح. عدد السكان في ذلك الحين حوالي 75 ألف نسمة يعيشون في حوالي 13500 وحدة سكنية .

وطبقاً للزيادة السكانية الطبيعية كان مفترض أن يعيش في القدس الآن حوالي 280 ألف فلسطيني عدا المهجرين بعد حرب 1967. منذ بداية الإحتلال قام الإسرائيليون بتنفيذ سياسة اسرائيلية تستهدف تهجير الفلسطينيين من مدينة القدس، فقاموا بهدم حي الشرف بكامله في البلدة القديمة ورحلوا 135 عائلة من هذا الحي 650 مواطن الى مخيم شعفاط وكذلك حي المغاربة وبلغ عدد المهجرين في مدينة القدس حوالي 5500 مواطن خلال الأعوام الأولى للإحتلال. وقام الإحتلال بإسكان 2500 مستوطن في حي الشرف والمغاربة، والملفت للانتباه أن الحكومة الأردنية كانت قد بدأت في بناء مخيم شعفاط قبل عام واحد، من الحرب وبدأ باخلاء سكان الحي إلى هذا المخيم ؟! واستكمال مشروع الاستيطان ثم اسكان حوالي 180 ألف مستوطن في المستوطنات التي أقيمت بين الأحياء العربية وعلى الخط الأخضر وحوالي50 ألف في محيط القدس في مستوطنات معاليه أدوميم ، وغوش عصيون ، وأفرات .

وبالمقارنة بين الحالة العمرانية والديمغرافية فلسطينياً واسرائيلياً في القدس الشرقية نلاحظ ما يلي : 12

قبل سنة 1967 * قبل سنة 1967
سكان يهود - صفر فلسطين 88 ألف
وحدات سكنية يهودية - صفر وحدات سكنية فلسطينية 13500

بعد سنة 1967 * بعد سنة 1967
سكان يهود 200 ألف فلسطينيين 216 ألف
وحدات سكنية يهودية 60 ألف وحدات سكنية للضفة 21 ألف .

لإستيعاب هذا العدد الكبير من المستوطنين قام الإسرائيليون ببناء 15 مستوطنة في حدود القدس بعد أن قاموا بتوسيع الحدود الشرقية الى 75.5 كم مربع لتصبح القدس الموحدة 123 كم. يعيش الآن في القدس الغربية حوالي 275 ألف اسرائيلي إضافة الى 186 ألف في القدس الشرقية .

المخطط الإسرائيلي يستهدف احاطة القدس بحوالي 250 ألفاً وداخل القدس الشرقية 250 ألف في القدس الموسعة وحوالي 500000 آخرين في القدس الغربية ومحيطها ليبلغ عدد سكان القدس مليون. وهم على الدوام يقومون بكافة الإجراءات حتى لا يزيد عدد الفلسطينيين في القدس عن 20% من سكان القدس الموحدة. ولم ينجح العدو رغم كافة الإجراءات التي أخذها الإحتلال بما فيها هدم البيوت وعدم السماح للمواطنين بالبناء داخل حدود البلدية وتصعب اجراءات الحصول على الترخيص والتميز في قوانين البناء بحيث يسمح لليهودي بناء ثماني طوابق بينما لا يسمح للفلسطيني حتى لو حصل على ترخيص بناء أن ينشيء أكثر من طابقين الأمر الذي دفع السكان للإمتداد العمراني خارج القدس بشكل قصري وأدى الى وجود حوالي 100 ألف فلسطيني يعيشون خارج حدود بلدية القدس المعلنة.

رغم كافة هذه الإجراءات يشكل الفلسطينيون حوالي 30% من سكان القدس الشرقية والغربية وكانوا لسنوات السبعينات حوالي 23% الأمر الذي لم يتحمله الإسرائيليون وقد يكون أحد العوامل التي سرعت بالإعلان عن خطة التوسيع الجديدة .

1. السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في مجال البناء :

منذ العام 1967 نسبة البناء العربي لليهودي هي 88% بناء لليهود 12% بناء عربي، وأعلنت بلدية القدس 52% من اراضي القدس الشرقية مناطق خضراء يمنع البناء بها، اذا تقدم مواطن عربي اما غير العربي يمكنه تعديل إستخدام الأرض وفق قوانين خاصة، وعادة تأخذ من هذه الاراضي لبناء المستوطنات، 14% من اراضي القدس فقط لاستخدام العرب وهي بالطبع مكتظة بهم، 34% اراضي مصادرة ،ميرون بنفستي "الخطوط السياسية العامة التي تتبعها كل الدوائر الإسرائيلية التي تعاملت مع القدس الشرقية أدت إلى تفكيك أي شكل من أشكال التنظيم العربي المستقل، وفي الوقت نفسه امتنعت هذه الدوائر عن تشكيل أي دائرة خاصة للتعامل مع القدس الشرقية وذلك بهدف تثبيت الأمر الواقع للضم غير المبهم".

2. اجـــراءات تمييـــزية :

طبقا للمخططات الهيكلية، تقوم اسرائيل بأجراء تمييز بين المواطنين الفلسطينين واليهود بحيث تمنح للاسرائيليين البناء على موقع معين ثماني طوابق بينما لا تسمح للفلسطيني الا طابقين .... (مثال) :-

هناك مخطط تفصيلي مقدم للجنة المحلية لبلدية القدس للموافقة علية بأسم مواطني رأس العامود رقم المشروع 2668 على مساحة 1600دونم مطلوب بناء 560 وحدة سكنية 25% فقط أي معدل طابقيين ورغم ذلك المشروع مرفوض بينما على نفس الحوض هناك مشروع تفصيلي رقم 4489 على مساحة 14 دونم مطلوب 132 وحدة سكنية مسموح بناء 115% تقول سارة كامينكر (مستشارة في بلدية القدس سابقاً مُواطنو القدس العرب يخضعون لاجراءات قاسية تمنع إمكانية استخدامهم لأرضهم من خلال قانون البناء ،أن هناك كوتا غير رسمية لدى الحكومة تتعلق بمقدار الاسكان المسموح به للفلسطينيين ويستخدم التخطيط الهيكلي لمنع الفلسطينيين من الخروج من هذه الكوتا أراضٍ مصادرة أراضٍ خضراء وغير ذلك.

3. تعقيــد اجـــراءات الترخيـــــص :

تطالب بلدية القدس الفلسطينيين بأجراءات صعبة للحصول على الترخيص ومبالغ طائلة قد تساوي قيمة البناء المنوي اقامته، وتدخل معاملة الترخيص لفترة زمنية طويلة الأمر الذي يحد من تقدم المواطنين العرب لطلب التراخيص للبناء لانهم يعلمون الأجابة مسبقا .

4. سياســة هـدم البيـوت بحجــة عـــدم الترخيـــــص :

تلجأ الحكومة الاسرائيلية الى اجراءات تسمى قانونية لهدم المنازل العربية وهناك الآن 3000 منزل معرض للهدم ويتم هدم 50 بيت سنوياً وقد تم هدم حوالي 1882 بيتاً منذ سنة 1967 .

5. سياســة إستخــــــدام الأراضــــي :

تستخدم اسرائيل سياسة عنصرية في توزيع استخدام الأراضي الهدف منها منع الفلسطينيين من البناء في القدس الشرقية وحصارهم على مستويات النمو الطبيعي للسكان ليجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرين استجابة لنمو الأسرة الطبيعي مضطرين للبحث عن مكان للسكن خارج المدينة، لأن الأراضي المتوفرة في المدينة لا يسمح لهم بإستغلالها والبناء عليها. الجدول اللاحق يبين توزيع استخدام الأراضي ونرى أن حوالي 86% في هذه الأراضي إما مصادرة أو أراضي خضراء ممنوع البناء عليها ، ثم فجأة يعلن الإسرائيليون عن أجزاء من هذه الأراضي مساحات للإستيطان أي أن المنع هو فقط على الفلسطينيين ويشغل الفلسطينيون 14% من الأراضي وهي مستغلة بأكملها ولا يوجد مجال للتوسع عليها .


منقول من احد المنتديات

تحياتي

1

يعسوب
15-04-2002, 11:22 PM
الموضوع السابق منقول من منتدى صوت الارض

وقمت بنقله لكم لاهمية الموضوع من الناحية التاريخية
فجزى الله كاتب الموضوع خير الجزاء


تحياتي