سلسلة مختارات المـــــنـفلوطـــــــــــــــــــي

[دوامة القدر]

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة والأخوات الأفاضل \

أبدأ معكم سلسلة مختارات من الكاتب المبدع مصطفى لطفي المنفلوطي..

من أهم الأسباب والتي دعتني لاختيار هذا الكاتب بالذات هو إعجابي الكبير بكتاباته وأسلوبه المقنع والتي تخلو من المقالات الانحرافيه، وهي في الحد ذاته تحمل الكثير من عناصر التشويق والكلمات المصاغه بتأنٍ ودقه، وإلى الآن لم أجد من يحتل مكانته المتصدره في الأدب والتي في تقييمي لها ووجهة نظري الشخصيه أضعها بجانب الرقم واحد.

يحمل في كتاباته نقاطاً مهمة، بل ترى كثيراً من المشاكل والمواضيع التي يناقشها من الحياة العمليه، وتعتبر مهمةً لنا جميعاً لأننا في بعض الأحيان نواجه ذات المشاكل، فهو يربط الواقع بالخيال ويوصل الفكرة بشكلٍ مبسط ليرسم في الذهن الصورة الصحيحه .. فما أجمل هذا الأسلوب الراقي الرفيع !

وسأسلك بإذن الله الطريق التالي في هذه السلسله:

1- نبذة مبسطة عن حياة المنفلوطي
2- أخلاقه
3- أسلوبه وأدبه
4- مؤلفاته وترجماته
5- مختارات من مقالات المنفلوطي وكتاباته، كل قصة على حده.

وأتمنى للجميع وقتاً ممتعاً في قراءتها والاستفادة منها بإذن الله.
_______________________
***********************
وباديء ذي بدء ، أضع بين أيديكم نبذةً مختصرةً عن كاتبنا، فإليكم مختصر حياته أكتبها لكم:
_______________________
***********************

مصطفي لطفي المنفلوطي


1343 - 1293 هجريه

1942 - 1876 ميلاديه


ولد السيد مصطفى لطفي المنفلوطي في بلدة " منفلوط " من أعمال مديرية أسيوط سنة 1293 ه \ 1876 م ، ونشأ في بيت كريم بالدين، جليل بالفقه، توارث أهله قضاء الشريعة ونقابة الصوفية والإشراف قرابة مائتي سنة !

ونهج المنفلوطي سبيل آبائه في الثقافة فحفظ القرآن في المكتب، ثم التحق بالأزهر فأخذ بنصيب وافر من علوم الدين واللغة، ولكنه كان على نقيض ما أراده له والده فقد مال إلى علوم اللسان وفنون الأدب ، ولم يعط اهتمامه كله إلى العلوم الدينية، فراح يحفظ الأشعار ، ويصوغ القريض وينشيء الرسائل ، وتسير له شهرة كبيرة بين الأزهريين بذكاء القريحة وروعة الأسلوب ، فيقربه الأستاذ الكبير الشيخ محمد عبده ويرسم له الطريقة المثلى إلى الغاية من الأدب والحياة ، وكان تلميذاً ملازماً للشيخ محمد عبده ، ومن أبر تلاميذه.

كانت ملازمته للإمام محمد عبده ذات فائدة كبيرة له حيث مكنته من الاتصال بسعد باشا زغلول ، فكان هذان العظيمان بالإضافة إلى صاحب المؤيد أقوى العناصر في تكوين المنفلوطي الأديب بعد استعداده الفطري ، وتشجيع والده الذي رضي عن خطه في الحياة بعد أن لمس رغبته القوية في الأدب وتفوقه فيه.

وفي أثناء تلقيه العلم في الأزهر نسب إليه أنه هجا الخديوي عباس حلمي الثاني بقصيدة نشرها في إحدى المجلات الأسبوعية ، فحكم عليه من أجلها بالحبس وقضى في السجن مدة العقوبة.

وحين انتقل الإمام محمد عبده إلى جوار ربه جزع المنفلوطي على سنده ورجائه ، وعاد إلى بلدته "منفلوط" يائساً مقطوع الرجاء.

وبعد فترة من الزمن أحيا الله ميت رجائه ، فذهب إلى جريدة ( المؤيد ) يبتغي فيها الوسيلة والنجح.

ثم صارت إلأى سعد باشا وزارة المعارف فعينه محرراً عربياً لها . ولما تحول إلى وزارة العدل حوله معه وولاه فيها مثل هذا المنصب . ثم انتقل الحكم إلى غير حزبه فنقل من عمله .. حتى إذا قام البرلمان عينه سعد باشا زغلول في وظيفة كتابية بمجلس النواب ظل فيها إلى أن وافاه الأجل وهو في العقد الخامس من عمره .

[متاهه]

بعد طلب السلام والرحمة والبركة من الخالق ..

أنني معك عزيزتي ..
منذ الخطوة الأولى ..

وأهنئك..
فرغم أن المعلومات مرجعيتها لمصادر..
إلا أنك جعلتي لنا نصيباً..
في ملاقاة قلمك..

في أسبابك..تقديمك..وتعليقك..

وها أنت أختي..
تخرجين بنا عن دائرة..
المنقول المجرد..
فما أطيب الحقائق..
ولمسات الإنسان..

نحلق مع ضيفك..
نستفد من المعلومات..
ونستمتع بتعليقك..

أختك..
متاهــــــه..

[دانا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....

أهلااااااااا دوامة القدر ....:)

تصدقين لما أسمع اسم هذا الكاتب أو أقرأه .... أتذكر على طووول بنية عندنا الله يذكرها بالخير لما كنا ناخذ درس للمنفلوطي (أحب لولدي ) يات تقرأ اسمه إلا عفست فيه ..... عاد أنا ما قدرت أسكت كله ضحك :D :D

شكلي ثرثارة :o

بس شكرا لك على هالاختيار ..... وهو فعلا كتاباته حلوة وإن شاء الله نستمتع بها قريبا ......شكلك ما شاء الله تقرأي واااايد ;)


تحياتي لك :)

[دوامة القدر]

وعليكن السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .......

يا أهلاً ويا مرحباً بكن .. حلت البركه !

___________________________

العزيزة متاهه ...

بل الشكر لقلمك الندي ، والذي ينشر درراً بين السطور .. ولعباراتك المشجعه ، والتي تحمل عبق الزهور ....

ولنستمتع سوياً قارئاً وناقلاً ..

مع خالص شكري واحترامي لك

___________________________

الأخت العزيزه دانا ...

لقد شغفت ضحكاً عندما قرأت ما كتبته !!! :D

وبالمناسبه .. هو إسمه من أول مره صعب شوي .. يعني لازم التعفيس .. وإنت يلى عاد ما صدقتي تلقين شي تضحكين عليه :D

كثري من جياتك يالدانا .. كلامك جواهر وخفة دم :)

العفو عزيزتي .. ونسمع منك أكثر إن شاء الله

مشكوره .. والسلام عليكم

__________________________

إن شاء الله سأتابع البقيه في نفس الموضوع ..... بسم الله نبدأ ...

[دوامة القدر]

أخلاقه

"كان المنفلوطي قطعة موسيقية في ظاهره وباطنه، فهو مؤتلف الخلق، متلائم الذوق، متناسق الفكر، متسق الأسلوب، منسجم الزي. لا تلمح في قوله ولا في فعله شذوذ العبقرية.

كان صحيح الفهم في بطء، سليم الفكر في جهد، دقيق الحس في سكون ، هبوب اللسان في تحفظ، وهذه الصفات تظهر صاحبها للناس في مظهر الغبي الجاهل، فهو لذلك كان يتقي المجالس، ويتجنب الجدل ويكره الخطابة، ثم هو إلى ذلك رقيق القلب عف الضمير سليم الصدر صحيح العقيدة نفَّاح اليد موزع العقل والفضل والهوى بين أسرته ووطنيته وإنسانيته"

لعل أخلاقه والتي قرأتها منذ لحظات ستعطيك انطباعاً عن كتاباته شديدة الشفافية .. نتيجة لرقة قلبه . وكل ما ذكر عنه يتلاءم مع كاتبٍ مبدعٍ يستحق منا التقدير. يعطي كل كلمة حقها ، ويؤنب الضمير المذنب ويجعلك تشعر وكأنك أحد القائمين بالأدوار في قصته .. فأي إبداعٍ هذا !!!

[متاهه]

عذراً عزيزتي..
وعدت بالمتابعة لكني لم أتوقع..
أن يكون في ذات الموضوع..

استوقفت عيناي..
عبارة شذوذ العبقرية..
وأخذت تتقافز ملامح شبه خيالية..
وتصرفات أشبه بهوس غريب!!
أمام ناظري..
كم هي غربة تلك الشعرة..
الفاصلة بين العبقرية و....
لاأستطيع أن أجد لها مسمى يناسب..
ما أشعربه تجاه هذه الحالة..

غاليتي..
لطالما ترددت على مسامعي..
فكرة أن من تستهويه الكتابة..
غالباً..ما يكره اللقاء المباشر..
ولعلها اتفقت مع صاحبنا..

انتظر البقية..
وموفقة عزيزتي...

متاهــــه

[دوامة القدر]

العزيزة متاهه ..

لكم أتوق شوقاً لأسمع تعليقك .. والذي ألتمس فيه الشفافية والرقة في انتقاء الألفاظ . كل ما تنشرينه من اللآليء والدرر يطفي على الموضوع لمعة إضافية تزيد من توهج الكلمات وتألقها.

شكراً لمتابعتك وسأكمل بإذن الله قريباً، لكن اعذريني إن تأخرت فيما بعد لأنني سأنشغل ببعض الأمور الأخرى لكنني سأداوم على الكتابة بإذن الله ، ولا تنسي أنني أحب سماع كلماتك و تعليقك المميز.

شكراً لكِ.

[دوامة القدر]

أسلوبه وأدبه

استوقفتني الكثير من العبارات في هذا الصدد ، وعلى أية حال سأناقشها بينما أنقلها لكم ..

تأثر المنفلوطي بالأدب النثري العباسي، فقد هزه سر الجمال في إطراد العبارة لدى عبد الله بن المقفع، وموسيقى العبارة لدى عبد الحميد الكاتب، وطبيعة السياق لجى الجاحظ، فاعتمد هذه الصفات وأضاف إليها ما أوحت به شخصيته وموضوعاته من توقيع حزين في المواقف الأليمة، وهو ما سنراه في كتاباته ومقالاته، وأخص بالذكر مقالاته والتي بعنوان الحجاب والزوجة الجاهلة والبعث .. .. فكثيراً ما أستشعر الألم في نهاية قصته، بل أحس أنها نهايات تراجيدية (مأساوية) يدمي لها القلب.

وعندما نكمل الحديث عن نبرته الخطابية فنجد أنها أقرب ما تكون إلى مواقف التحريض، وتشابيهه وصوره المنتزعة من قلب الطبيعة الإنسانية والجمادية.

والمنفلوطي أديب موهوب- وبودي أن أضيف إلى كلمة موهوب أن موهبته فطرية حِسِّيَّةٌ مرهفة - حظ الطبع في أدبه أكثر من حظ الصنعة، لأن الصنعة لا تخلق أدباً مبتكراً ولا أديباً ممتازاً ولا طريقة مستقلة.

" وكان أسلوب المنفلوطي في عصره كأسلوب ابن خلدون في عصره، بديعاً أنشأه الطبع القوي على غير مثال " ..

عالج المنفلوطي الأقصوصة وبلغ في إجادتها شأواً ما كان ينتظر ممن نشأ كنشأته في جيلٍ كجيله. وسر الذيوع في أدب المنفلوطي أنه ظهر في قائمة الأدب الجديد، وفاجأ الناس بهذا القصص الرائع الذي يصف الألم ويمثل العيوب في أسلوب طلي وبيان عذب وسياق مطرد ولفظ مختار . ولم تكن القصة في نظر المنفلوطي سوى وسيلة للبلوغ إلى إصلاح المجتمع على الخطة التي رسمها لنفسه... وستلمس هذا كثيراً في كتاباته الغنية بالمواعظ والإرشاد والعبرة !

" والمنفلوطي يكتب بقلبه وعقيدته - ملموس - فكان إنشاؤه مشبعاً من نفسيته وعاطفته الرقيقة، وكانت كل عبارة من عباراتها تخفي طي توقيعها الشجي وموسيقاها المختلجة فلذة من قلب ذاك الرجل الوفي المخلص الذي وقف على وطنه ومجتمعه ودينه وحبه وجهوده. ولذلك أبقى أسلوبه، على ما فيه من بعض الهفوات والعيوب ، أثراً عميقاً ، فكان حجة على الذين يرمون النثر العربي بالجمود، ونموذجاً جرة عليه جماعة من النشء المثقف، وقد فتح باباً جديداً في الكتابة يروق النفس العربية الحديثة ".

وبالرغم من انتسار قصصه ذلك الانتشار الواسع إلا أن صفة الخلود فيه بمن يمنع من تحققها أمران هما:

ضعف الأداة وضيق الثقافة.

أما ضعف الأدارة فلأن المنفلوطي لم يكن واسع العلم بلغته ولا قوي البصر بأدبها، لذلك تجد في تعبيره الخطأ والفضول ووضع اللفظ في غير موضعه.

وأما الضيق فلأنه لم يتوفر على تحصيل علوم الشرق، ولم يتصل اتصالاً مباشراً بعلوم الغرب، لذلك تلمح في تفكيره السطحية والسذاجة والإحالة.

- رغم أني لا أتفق مع الكاتب في القول : " ضعف الأداة وضيق الثقافة "، لأن ثقافته محط إعجاب القارئين فهو لم يكن بالضحالة والتي يتحدث بها الكاتب ، إلا أنني أفضل أن أكون بموقع حيادي.

وجملة القول أن المنفلوطي في النثر كان كالبارودي في الشعر : كلاهما أحيا وجدد، ونهج وعبد، ونقل الأسلوب من حال إلى حال.

[دوامة القدر]

هذه المرة سأكتب لكم بعض المؤلفات لهذه الشخصية البارزة ، ولعل في نقلها مجرد النفع والفائدة من معرفتها دونما إرفاق أية تحليلات ..

مؤلفاته وترجماته

1- المؤلفات :

-كتاب النظرات:

في ثلاثة أجزاء ، جمع ما نشره في جريدة المؤيد من الفصول في النقد والاجتماع والوصف والقصص.

-كتاب العبرات:

وهو مجموعة من الأقاصيص المنقولة والموضوعة.

-مختارات المنفلوطي:

وفيها منتخبات من أشعار المتقدمين ومقالاتهم.

2- الترجمات:

ترجم له بعض أصدقائه عن الفرنسية :

-في سبيل التاج لفرنسوا كوبيه.

-مجدولين أو تحت ظلال الزيزفون: لألفونس كار.

- الفضيلة أو بول وفرجيني: لبرناردي سان بيير.

- الشاعر أو سيرانو دي برجراك: لأدمون روستان فصاغها بأسلوبه البليغ الرصين صياغة حرة لم يتقيد فيها بالأصل، فأضافت إلى ثراء الأدب العربي ثروة، وكانت للفن القصصي الحديث قوة وقدرة.

[متاهه]

سلام الله عليك غاليتي ..

صدقت عزيزتي حيال الصنعة..
فإنها تجعل الحرف يبدو..
وكأنه فتاة لم تترك مسحوقاً إلا وضعته..
حتى استحالت ملامحها إلى علبة ألوان..
وفقدت أبسط تفاصيل جمالها..

تلك هي الكلمة..
جمالها ببساطتها......

نعم أختي ..
حجة وأيما حجة..
فلكلماته وقعاً تسمعه النبضات قبل الأذان....

لا أخفيك سراً....
بأن النثر يستهويني...
ولعل الشعر وخصوصاً من يتقيد بقافية..
لا أستحمله.....! :)

وأخيراً عزيزتي أعترض.... :(
أرجو أن ترفقي عبارات وكلمات نسجها صاحبنا..
كي نستمتع أكثر معه ومعك....
اقتراح قابل للرفض... ;)

وها نحن معاً من جديد..
واتلهف لمعرفة أين ستذهبين بي في المرة القادمة...

أختك..
متاهـــــه..

[NoorUAE]

هلا فيج أختي دوامة القدر .....:) :)


ما أجمل تأريخك لهذا الكاتب المبدع ، الذي يلهب الخيال بكتاباته المتميزة....


لقد مرت فترة طويلة لم أقرأ فيها شيئا من كتاباته المتميزة ...((الجامعة ما خلت شي حق حد))


جزاك الله خيرا



تحياتي لج

نورالإمارات

[كهرمانة العين]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:


أختي دوامة القدر ...جزاك الله خيرا لكتابتك عن الكاتب والأديب المبدع والمميز مصطفى لطفي المنفلوطي...... وتقديمك الرائع لسيرة حياته وذكرك لبعض مؤلفاته القيمة ...... بارك الله فيك أخيتي .. ووفقنا وإياك لكل ما يحب ويرضى.......



لك تحياتي:)

[دوامة القدر]

الأخت الغالية .. متاهه ..

لعل هذه النغمات ، والتي تصنعين منها لحناً بكلماتك العذبة والتي تتأرجح بين السطور ، وأسلوبك المتميز في دقات حرفه ، ورموز شكله .. والذي يرسم في المخيلة تصويراً غنياً عن التعريف، ويعزف لنا من الرقة ما تستهويه المسامع والأبصار .. شكراً لكِ على هذا الجميل .. ولا بد لي بعد هذا .. أن أبادر في تنفيذ الاقتراح :)

أختي الغالية .. نور الإمارات ..

أشكرك كثيراً عزيزتي .. من الجميل أن أجد من يشاركني ذات الاهتمامات لذات الكاتب .. ويستلذ معي بجميل العبارات لهذا المبدع .. ووجودك اسمك في هذا المقال يثري الموضوع :)

أختي الغالية .. كهرمانة العين ..

الله .. الله .. من زمان .. وين الناس؟؟

وإياك .. وإياك .. أثابك الله .. وبإذن الله أن تستمتعي بقراءة البقية معنا .. فهو كما وصفته أخية .. شكراً على ذوقك الرفيع والذي أحترمه !

[lovely apple]

شكرن اختي لكي لتعريفنا عليه:)

[دوامة القدر]

الأخت الكريمة .. lovely apple ...

شكراً لك .. وبإذن الله ستجدين الفائدة ..