صدى الحق
25-08-2002, 08:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة موجهة للأُمة من فضيلة الشيخ الداعية الدكتور / عوض بن محمد القرني .
منقولة من :-
مـــــنــــــتــــــدى الــــــرســــــالــــــة (http://www.resalah.net/modules.php?op=modload&name=XForum&file=viewthread&tid=439)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب الإعلامية الدعائية الأمريكية ضد السعودية وسبل مواجهتها
إن المتأمل في وحي الله المنزل على نبيه – صلى الله عليه وسلم - الذي جاء من الحكيم الخبير ليدرك يقينا أن عداوة اليهود والنصارى للمسلمين هي الأصل في مسيرة حياتهم وأن سبب هذه العداوة هو بقاء المسلمين على دينهم قال تعالى :-
{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } (البقرة : 120) .
وقال تعالى : { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكَمْ حَتَّى يَرُدُّوْكُمْ عَن دِيْنِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } (البقرة : 217) .
وقال تعالى : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بَأَفْوَاهِهِمْ } (التوبة : 32) .
وعلى ضوء هذه الحقائق اليقينية يمكننا أن نسترجع تاريخ العلاقة بين المسلمين والغرب بدءاً من الحروب الدامية مع دولة الروم ومروراً بالحروب الصليبية ومذابح الأندلس وجزر المتوسط وانتهاء بالاستعمار الحديث الذي بدأ بالبرتغال وإسبانيا ثم هولندا وفرنسا وروسيا ثم انتهاء ببريطانيا ووريثة ذلك كله الآن أمريكا .
لقد جرت العادة في دوائر صنع القرار السياسي أن يسبق اتخاذ القرارات الخطيرة بتمهيد إعلامي دعائي يتم من خلاله إعادة رسم الصورة الذهنية لدى أمة أو قيادة أو مجتمع عن قضية معينة ، والمراقب يدرك أن المنطقة الإسلامية تتعرض منذ 11 سبتمبر لإعادة صياغة لصورتها في مدركات العالم كله وبالذات في إدراك ووعي الشعوب الغربية ، وقد نالت السعودية النصيب الأوفى من ذلك وهذا ولا شك تمهيد لقرارات سياسية خطيرة تعدلها أمريكا في المنطقة وبالتالي فنحن أمام حملة مدروسة وفق مخطط واضح يستهدف تحقيق أهداف معينة .
إن الحرب الصليبية التي أعلنتها إدارة بوش على ما يسمى بالإرهاب إمتد تأثيرها على العالم كله وبالذات البلاد الإسلامية وبصورة خاصة السعودية ؛ لاعتبارات كثيرة وفي تقديري أن النظام الاجتماعي والثقافي والدين الإسلامي في السعودية يتعرض لضغوط خطيرة ، وإذا ما أدركنا أهمية السعودية في العالم الإسلامي أدركنا خطورة الأمر وما ينبغي أن يقابل به من مسئولية .
وإن المتابع لما يجري في الساحة الإعلامية الأمريكية من هجوم على المملكة العربية السعودية في جميع جوانب كيانها و مكونات وجودها ومن تشويه للحقائق وتضخيم للأخطاء ؛ ليدرك أن الأمر جد خطير ، وأن القوم يعدون العدة لأمور خطيرة لا يجوز بحال من الأحوال أن نتغافل عنها أو أن نظن أن التنازلات والاستجابة للضغوط ستثني القوم عما يسعون إليه ، إنهم يعتقدون أن هذه الأمة شوكة في خاصرة إسرائيل وعقبة في وجه الخطط الأمريكية ؛ لتغيير المنطقة وإلحاقها ببيت الطاعة الأمريكي تحت إشراف الربيبة إسرائيل وإن الرفض لهذا المطلب في نظر أمريكا جريمة لا تغتفر .
وهذه الحملة الضارية الظالمة تستدعي منا وقفة عاقلة متأنية ؛ لدراسة أبعادها ومراميها وأهدافها وما يمكن أن تصل إليه وما السبيل لمواجهتها .
لقد ابتدأت هذه الحملة من خلال مقالات بعض كبار كتاب الصحف الأمريكية مثل دانيال بايبس ، وكوربت كنج ، وفريدمان ، ودوجلاس هيل ، ونيل ماك ، وبرنارد لويس وغيرهم ، ممن هم ليسو ببعيدين عن دوائر صنع القرار الأمريكي ، وكذلك ممن هم في الوقت نفسه من رموز اللوبي الصهيوني ، ثم انتقلت الحملة بعد ذلك إلى مراكز البحوث والدراسات ودشنت في ندوات خُدمت إعلاميا ثم تلقف الخيط ليواصل الافتراء بعض أعضاء الكونجرس ، ومن خلال التأمل والمتابعة لبعض ما ينشر في تلك الحملة يمكننا أن نشير إليها في النقاط الآتية :
أهداف الحملة :
1 – القضاء على الوجه الإسلامي للبلد في جوانب مختلفة من الحياة باعتبار ذلك يقف سداً منيعاً أمام المشاريع الصهيونية في المنطقة وفي الوقت نفسه يشكل دعماً متميزاً للعمل الإسلامي في العالم على المستويين الرسمي والشعبي .
2 – ابتزاز الحكومة السعودية والضغط عليها لتمرير العديد من المشاريع الصهيونية في المنطقة دون مقاومة مثل القضاء على الانتفاضة الفلسطينية وفرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة من خلال ما يسمى بالتطبيع وفق المقاييس الإسرائيلية وضرب وتمزيق العراق .
3 – تشويه صورة الإسلام والهجوم على الثقافة والحضارة الإسلامية والقيم الاجتماعية الإسلامية واتهام الإسلام بالإرهاب والتطرف والدموية .
4 – التمهيد لإعادة رسم خارطة المنطقة بما يضمن الهيمنة الأمريكية المستقبلية ويضمن إمدادات النفط بالأسعار المناسبة خلال القرن الحادي والعشرين .
5 – محاولة دفع الحكومة السعودية للتنكر لتاريخها ، ومحاولة إشعال نار مواجهة بينها وبين شعبها المتدين .
أسباب الحملة الأمريكية :
1 – البعد الديني فعلى الرغم من أن ظاهر الحياة الأمريكية ودستورها يقولان أنها مجتمع علماني لا ديني إلا أن الغوص في حقائق الأمور واستجلاء بواطنها يؤكد أن أكثر المجتمعات الغربية دعماً للنشاط النصراني التبشيري وأن أكثرها تأثراً بالدين النصارى في سياستها هي أمريكا ، ومن آخر الأدلة على ذلك إعلان بوش للحرب الصليبية تحت شعار ما يسمى بمكافحة الإرهاب والصليبيون يعلمون أن الدولة السعودية قامت في أصل مشروعيتها على الإسلام والدعوة إليه ، وأنها تعلن صباحاً ومساءً أن دستورها هو القرآن وأن أكثر المجتمعات الإسلامية تبنيا لقضايا الجهاد والدعوة الإسلامية هو المجتمع السعودي ، وبالتالي فهي مواجهة تستلهم من التاريخ صلاح الدين وريتشارد .
2 – الدور الصهيوني اليهودي وما يملكه من مال وإعلام وتأثير في السياسة الأمريكية ، وعداء الصهيونية في أمريكا للسعودية دولة ومجتمع أمر واضح لكل متابع .
ولم تبلغ الهيمنة الصهيونية على الحكومة الأمريكية ما بلغته في عهد جورج بوش الابن ، ولذا فإنها تنفس عن أحقادها وتنفث سمومها وهي في مأمن من أي امتعاض من الحكومة الأمريكية بل إنها تلقى الدعم والتأييد من أركان الحكومة .
3 – الجهل الأمريكي بحقيقة الإسلام وواقع السعودية وتاريخ المنطقة مما سهل على عصابات الافتراء والدجل والحقد من الصهاينة والإنجيليين أن يتقولوا ما شاءوا ، وهم في مأمن من أن تكشف أباطيلهم أو تدحض افتراءاتهم على الإسلام عامة وعلى المملكة بخاصة ، وخاصة أن الرئيس الأمريكي قد ظهر للقريب والبعيد جهله الفاضح بالعالم من حوله ، ولك أن تتصور جاهلاً سفيهاً في يديه قوة هائلة ويتعامل مع العالم بغطرسة ونظرة سوداء قاتمة .
ليست المشكلة هي واقع السعودية أو غيرها إن المشكلة الحقيقية هي الرؤية الأمريكية للعالم وللإسلام وشعوبه بصورة أخص الرؤية المبنية على الجهل والحقد
.
4 – النفسية الأمريكية المتغطرسة الدموية التي تصنف الآخر إما تابعاً ذليلاً يأتمر بأمرها أو عدواً لدوداً لا حل إلا في القضاء عليه .
وللتدليل على صحة هذا القول ما عليك إلا أن تتابع تصريحات أي مسئول أو مفكر أمريكي لتدرك حقيقة ذلك ، فهذا كسينجر مثلاً يرسم في مقالة له ملامح دور أمريكا في بداية الألفية الثالثة بأنه يتلخص في :
أ ) – أن القوات الأمريكية يجب أن تنتشر في أغلب بقاع العالم ، وأن تتدخل في
أي قضية مهما كانت إقليمية وأن تفرض الحل الذي تراه .
ب ) - وأنها يجب أن تكون المصدر والضامن والمقوم لجميع أنظمة الحكم الديموقراطية في العالم .
ج ) – وأن تسيطر على النظام المالي العالمي .
د ) – وأن الثقافة الأمريكية والعادات الأمريكية يجب أن تشكل معايير الذوق في جميع أنحاء العالم .
ولئن كانت هذه نظرة الثقافة الأمريكية في مجملها للآخر فإنها حين يكون هذا الآخر هو الإسلام تزداد عمى وحقداً كما في مقولات فوكوياما وصامويل هنتجتون .
هذه النفسية التي ترسخت في الوجدان الأمريكي منذ إبادة الهنود الحمر واستعباد السود الأفارقة ، ورسخها الانتصار في حربين عالميتين ، وسقوط الاتحاد السوفيتي بعد الحرب الباردة ، هي التي تعامل بها أمريكا اليوم الإسلام كدين والسعودية كمركز للعالم الإسلامي .
يقول بريجسنكي – مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق – في معرض حديثه عن نزاع أمريكا والإتحاد السوفيتي " الفائز سيسيطر على العالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى إذ لن يكون هناك من سيعترض طريقه " .
وهذا المنطق هو الذي تتعامل به أمريكا مع العالم الآن وبالذات الدول الإسلامية وإن للسعودية من ذلك النصيب الأوفى ، ولكن بشرانا أن ذلك مصادم لسنن الله في الحياة ولذلك كانت عاقبة قول فرعون { مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى } أن أهلكه الله سبحانه وتعالى .
5 – استعداء بعض العلمانيين العرب وبخاصة الليبراليين منهم لأمريكا على الإسلام وعلى السعودية في كتاباتهم وأبحاثهم ولا شك أن تقاريرهم السرية أكثر استعداء ، وإنك لتعجب حين ينبري مجموعة ممن يسمون برموز الثقافة العربية الحديثة الحداثية في إصدار البيانات وتدبيج المقالات في الدفاع عن الصهيونية ، بينما تاريخهم كله ينضح بالحقد الأسود على الإسلام والعروبة وتاريخها ، ومنذ 11 سبتمبر وهذا الطابور الخامس يحرض الغرب ويستعدي أمريكا ضد المسلمين ويبارك ويتشفى لقتل أطفال ونساء وشيوخ أفغانستان ، ويحتج على قتل اليهود الغزاة في فلسطين ويعتبر ذلك عملاً إرهابياً بل إن بعض المثقفين الخليجيين كانوا في الفضائيات يستعدون أمريكا ضد بلدانهم ومناهجها ومساجدها وتاريخها .
6 – أحداث 11 سبتمبر وتداعياتها واستغلال الإعلام الغربي لها وما زُعم من أن المنفذين لها من السعودية أوجد فرصة تاريخية للقوى الحاقدة في المجتمع الأمريكي لتشويه صورة الإسلام والهجوم على السعودية باعتبارها مصدر الإرهاب ومركز كل شرور العالم ، كما يقول تقرير مجلس سياسات الدفاع الأمريكي ، وهو مركز بحثي قريب من دوائر الحكم في البنتاغون .
7 – رفض السعودية السماح لأمريكا بالمشاركة في التحقيق مع المعتقلين لديها بتهم إرهابية ، فالصحافة الأمريكية ترى أن السعودية ليس من حقها هذا الرفض ، وأن من حق أمريكا أن تتدخل في أدق تفاصيل شئون أي بلد ما دام لذلك علاقة بالإرهاب كما تزعم .
8 – عدم موافقة السعودية على استعمال القوات الأمريكية للقواعد السعودية في حربها ضد أفغانستان إذ اعتبر الإعلام الأمريكي ذلك دليلاً على عدم التعاون الكافي في حرب الإرهاب .
9 – الدعم السعودي الشعبي وشبه الرسمي للمدارس والمراكز الإسلامية في العالم وبالذات في أفغانستان والباكستان وشرق آسيا حيث زعموا أن ذلك سبب وجود الإرهاب في هذه المناطق .
هذه هي أهم الأسباب التي استند إليها الهجوم الأمريكي على السعودية .
رسالة موجهة للأُمة من فضيلة الشيخ الداعية الدكتور / عوض بن محمد القرني .
منقولة من :-
مـــــنــــــتــــــدى الــــــرســــــالــــــة (http://www.resalah.net/modules.php?op=modload&name=XForum&file=viewthread&tid=439)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب الإعلامية الدعائية الأمريكية ضد السعودية وسبل مواجهتها
إن المتأمل في وحي الله المنزل على نبيه – صلى الله عليه وسلم - الذي جاء من الحكيم الخبير ليدرك يقينا أن عداوة اليهود والنصارى للمسلمين هي الأصل في مسيرة حياتهم وأن سبب هذه العداوة هو بقاء المسلمين على دينهم قال تعالى :-
{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } (البقرة : 120) .
وقال تعالى : { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكَمْ حَتَّى يَرُدُّوْكُمْ عَن دِيْنِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } (البقرة : 217) .
وقال تعالى : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بَأَفْوَاهِهِمْ } (التوبة : 32) .
وعلى ضوء هذه الحقائق اليقينية يمكننا أن نسترجع تاريخ العلاقة بين المسلمين والغرب بدءاً من الحروب الدامية مع دولة الروم ومروراً بالحروب الصليبية ومذابح الأندلس وجزر المتوسط وانتهاء بالاستعمار الحديث الذي بدأ بالبرتغال وإسبانيا ثم هولندا وفرنسا وروسيا ثم انتهاء ببريطانيا ووريثة ذلك كله الآن أمريكا .
لقد جرت العادة في دوائر صنع القرار السياسي أن يسبق اتخاذ القرارات الخطيرة بتمهيد إعلامي دعائي يتم من خلاله إعادة رسم الصورة الذهنية لدى أمة أو قيادة أو مجتمع عن قضية معينة ، والمراقب يدرك أن المنطقة الإسلامية تتعرض منذ 11 سبتمبر لإعادة صياغة لصورتها في مدركات العالم كله وبالذات في إدراك ووعي الشعوب الغربية ، وقد نالت السعودية النصيب الأوفى من ذلك وهذا ولا شك تمهيد لقرارات سياسية خطيرة تعدلها أمريكا في المنطقة وبالتالي فنحن أمام حملة مدروسة وفق مخطط واضح يستهدف تحقيق أهداف معينة .
إن الحرب الصليبية التي أعلنتها إدارة بوش على ما يسمى بالإرهاب إمتد تأثيرها على العالم كله وبالذات البلاد الإسلامية وبصورة خاصة السعودية ؛ لاعتبارات كثيرة وفي تقديري أن النظام الاجتماعي والثقافي والدين الإسلامي في السعودية يتعرض لضغوط خطيرة ، وإذا ما أدركنا أهمية السعودية في العالم الإسلامي أدركنا خطورة الأمر وما ينبغي أن يقابل به من مسئولية .
وإن المتابع لما يجري في الساحة الإعلامية الأمريكية من هجوم على المملكة العربية السعودية في جميع جوانب كيانها و مكونات وجودها ومن تشويه للحقائق وتضخيم للأخطاء ؛ ليدرك أن الأمر جد خطير ، وأن القوم يعدون العدة لأمور خطيرة لا يجوز بحال من الأحوال أن نتغافل عنها أو أن نظن أن التنازلات والاستجابة للضغوط ستثني القوم عما يسعون إليه ، إنهم يعتقدون أن هذه الأمة شوكة في خاصرة إسرائيل وعقبة في وجه الخطط الأمريكية ؛ لتغيير المنطقة وإلحاقها ببيت الطاعة الأمريكي تحت إشراف الربيبة إسرائيل وإن الرفض لهذا المطلب في نظر أمريكا جريمة لا تغتفر .
وهذه الحملة الضارية الظالمة تستدعي منا وقفة عاقلة متأنية ؛ لدراسة أبعادها ومراميها وأهدافها وما يمكن أن تصل إليه وما السبيل لمواجهتها .
لقد ابتدأت هذه الحملة من خلال مقالات بعض كبار كتاب الصحف الأمريكية مثل دانيال بايبس ، وكوربت كنج ، وفريدمان ، ودوجلاس هيل ، ونيل ماك ، وبرنارد لويس وغيرهم ، ممن هم ليسو ببعيدين عن دوائر صنع القرار الأمريكي ، وكذلك ممن هم في الوقت نفسه من رموز اللوبي الصهيوني ، ثم انتقلت الحملة بعد ذلك إلى مراكز البحوث والدراسات ودشنت في ندوات خُدمت إعلاميا ثم تلقف الخيط ليواصل الافتراء بعض أعضاء الكونجرس ، ومن خلال التأمل والمتابعة لبعض ما ينشر في تلك الحملة يمكننا أن نشير إليها في النقاط الآتية :
أهداف الحملة :
1 – القضاء على الوجه الإسلامي للبلد في جوانب مختلفة من الحياة باعتبار ذلك يقف سداً منيعاً أمام المشاريع الصهيونية في المنطقة وفي الوقت نفسه يشكل دعماً متميزاً للعمل الإسلامي في العالم على المستويين الرسمي والشعبي .
2 – ابتزاز الحكومة السعودية والضغط عليها لتمرير العديد من المشاريع الصهيونية في المنطقة دون مقاومة مثل القضاء على الانتفاضة الفلسطينية وفرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة من خلال ما يسمى بالتطبيع وفق المقاييس الإسرائيلية وضرب وتمزيق العراق .
3 – تشويه صورة الإسلام والهجوم على الثقافة والحضارة الإسلامية والقيم الاجتماعية الإسلامية واتهام الإسلام بالإرهاب والتطرف والدموية .
4 – التمهيد لإعادة رسم خارطة المنطقة بما يضمن الهيمنة الأمريكية المستقبلية ويضمن إمدادات النفط بالأسعار المناسبة خلال القرن الحادي والعشرين .
5 – محاولة دفع الحكومة السعودية للتنكر لتاريخها ، ومحاولة إشعال نار مواجهة بينها وبين شعبها المتدين .
أسباب الحملة الأمريكية :
1 – البعد الديني فعلى الرغم من أن ظاهر الحياة الأمريكية ودستورها يقولان أنها مجتمع علماني لا ديني إلا أن الغوص في حقائق الأمور واستجلاء بواطنها يؤكد أن أكثر المجتمعات الغربية دعماً للنشاط النصراني التبشيري وأن أكثرها تأثراً بالدين النصارى في سياستها هي أمريكا ، ومن آخر الأدلة على ذلك إعلان بوش للحرب الصليبية تحت شعار ما يسمى بمكافحة الإرهاب والصليبيون يعلمون أن الدولة السعودية قامت في أصل مشروعيتها على الإسلام والدعوة إليه ، وأنها تعلن صباحاً ومساءً أن دستورها هو القرآن وأن أكثر المجتمعات الإسلامية تبنيا لقضايا الجهاد والدعوة الإسلامية هو المجتمع السعودي ، وبالتالي فهي مواجهة تستلهم من التاريخ صلاح الدين وريتشارد .
2 – الدور الصهيوني اليهودي وما يملكه من مال وإعلام وتأثير في السياسة الأمريكية ، وعداء الصهيونية في أمريكا للسعودية دولة ومجتمع أمر واضح لكل متابع .
ولم تبلغ الهيمنة الصهيونية على الحكومة الأمريكية ما بلغته في عهد جورج بوش الابن ، ولذا فإنها تنفس عن أحقادها وتنفث سمومها وهي في مأمن من أي امتعاض من الحكومة الأمريكية بل إنها تلقى الدعم والتأييد من أركان الحكومة .
3 – الجهل الأمريكي بحقيقة الإسلام وواقع السعودية وتاريخ المنطقة مما سهل على عصابات الافتراء والدجل والحقد من الصهاينة والإنجيليين أن يتقولوا ما شاءوا ، وهم في مأمن من أن تكشف أباطيلهم أو تدحض افتراءاتهم على الإسلام عامة وعلى المملكة بخاصة ، وخاصة أن الرئيس الأمريكي قد ظهر للقريب والبعيد جهله الفاضح بالعالم من حوله ، ولك أن تتصور جاهلاً سفيهاً في يديه قوة هائلة ويتعامل مع العالم بغطرسة ونظرة سوداء قاتمة .
ليست المشكلة هي واقع السعودية أو غيرها إن المشكلة الحقيقية هي الرؤية الأمريكية للعالم وللإسلام وشعوبه بصورة أخص الرؤية المبنية على الجهل والحقد
.
4 – النفسية الأمريكية المتغطرسة الدموية التي تصنف الآخر إما تابعاً ذليلاً يأتمر بأمرها أو عدواً لدوداً لا حل إلا في القضاء عليه .
وللتدليل على صحة هذا القول ما عليك إلا أن تتابع تصريحات أي مسئول أو مفكر أمريكي لتدرك حقيقة ذلك ، فهذا كسينجر مثلاً يرسم في مقالة له ملامح دور أمريكا في بداية الألفية الثالثة بأنه يتلخص في :
أ ) – أن القوات الأمريكية يجب أن تنتشر في أغلب بقاع العالم ، وأن تتدخل في
أي قضية مهما كانت إقليمية وأن تفرض الحل الذي تراه .
ب ) - وأنها يجب أن تكون المصدر والضامن والمقوم لجميع أنظمة الحكم الديموقراطية في العالم .
ج ) – وأن تسيطر على النظام المالي العالمي .
د ) – وأن الثقافة الأمريكية والعادات الأمريكية يجب أن تشكل معايير الذوق في جميع أنحاء العالم .
ولئن كانت هذه نظرة الثقافة الأمريكية في مجملها للآخر فإنها حين يكون هذا الآخر هو الإسلام تزداد عمى وحقداً كما في مقولات فوكوياما وصامويل هنتجتون .
هذه النفسية التي ترسخت في الوجدان الأمريكي منذ إبادة الهنود الحمر واستعباد السود الأفارقة ، ورسخها الانتصار في حربين عالميتين ، وسقوط الاتحاد السوفيتي بعد الحرب الباردة ، هي التي تعامل بها أمريكا اليوم الإسلام كدين والسعودية كمركز للعالم الإسلامي .
يقول بريجسنكي – مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق – في معرض حديثه عن نزاع أمريكا والإتحاد السوفيتي " الفائز سيسيطر على العالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى إذ لن يكون هناك من سيعترض طريقه " .
وهذا المنطق هو الذي تتعامل به أمريكا مع العالم الآن وبالذات الدول الإسلامية وإن للسعودية من ذلك النصيب الأوفى ، ولكن بشرانا أن ذلك مصادم لسنن الله في الحياة ولذلك كانت عاقبة قول فرعون { مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى } أن أهلكه الله سبحانه وتعالى .
5 – استعداء بعض العلمانيين العرب وبخاصة الليبراليين منهم لأمريكا على الإسلام وعلى السعودية في كتاباتهم وأبحاثهم ولا شك أن تقاريرهم السرية أكثر استعداء ، وإنك لتعجب حين ينبري مجموعة ممن يسمون برموز الثقافة العربية الحديثة الحداثية في إصدار البيانات وتدبيج المقالات في الدفاع عن الصهيونية ، بينما تاريخهم كله ينضح بالحقد الأسود على الإسلام والعروبة وتاريخها ، ومنذ 11 سبتمبر وهذا الطابور الخامس يحرض الغرب ويستعدي أمريكا ضد المسلمين ويبارك ويتشفى لقتل أطفال ونساء وشيوخ أفغانستان ، ويحتج على قتل اليهود الغزاة في فلسطين ويعتبر ذلك عملاً إرهابياً بل إن بعض المثقفين الخليجيين كانوا في الفضائيات يستعدون أمريكا ضد بلدانهم ومناهجها ومساجدها وتاريخها .
6 – أحداث 11 سبتمبر وتداعياتها واستغلال الإعلام الغربي لها وما زُعم من أن المنفذين لها من السعودية أوجد فرصة تاريخية للقوى الحاقدة في المجتمع الأمريكي لتشويه صورة الإسلام والهجوم على السعودية باعتبارها مصدر الإرهاب ومركز كل شرور العالم ، كما يقول تقرير مجلس سياسات الدفاع الأمريكي ، وهو مركز بحثي قريب من دوائر الحكم في البنتاغون .
7 – رفض السعودية السماح لأمريكا بالمشاركة في التحقيق مع المعتقلين لديها بتهم إرهابية ، فالصحافة الأمريكية ترى أن السعودية ليس من حقها هذا الرفض ، وأن من حق أمريكا أن تتدخل في أدق تفاصيل شئون أي بلد ما دام لذلك علاقة بالإرهاب كما تزعم .
8 – عدم موافقة السعودية على استعمال القوات الأمريكية للقواعد السعودية في حربها ضد أفغانستان إذ اعتبر الإعلام الأمريكي ذلك دليلاً على عدم التعاون الكافي في حرب الإرهاب .
9 – الدعم السعودي الشعبي وشبه الرسمي للمدارس والمراكز الإسلامية في العالم وبالذات في أفغانستان والباكستان وشرق آسيا حيث زعموا أن ذلك سبب وجود الإرهاب في هذه المناطق .
هذه هي أهم الأسباب التي استند إليها الهجوم الأمريكي على السعودية .