PDA

View Full Version : رسالة من د. عوض بن محمد القرني


صدى الحق
25-08-2002, 08:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسالة موجهة للأُمة من فضيلة الشيخ الداعية الدكتور / عوض بن محمد القرني .

منقولة من :-

مـــــنــــــتــــــدى الــــــرســــــالــــــة (http://www.resalah.net/modules.php?op=modload&name=XForum&file=viewthread&tid=439)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحرب الإعلامية الدعائية الأمريكية ضد السعودية وسبل مواجهتها

إن المتأمل في وحي الله المنزل على نبيه – صلى الله عليه وسلم - الذي جاء من الحكيم الخبير ليدرك يقينا أن عداوة اليهود والنصارى للمسلمين هي الأصل في مسيرة حياتهم وأن سبب هذه العداوة هو بقاء المسلمين على دينهم قال تعالى :-
{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } (البقرة : 120) .
وقال تعالى : { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكَمْ حَتَّى يَرُدُّوْكُمْ عَن دِيْنِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } (البقرة : 217) .
وقال تعالى : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بَأَفْوَاهِهِمْ } (التوبة : 32) .
وعلى ضوء هذه الحقائق اليقينية يمكننا أن نسترجع تاريخ العلاقة بين المسلمين والغرب بدءاً من الحروب الدامية مع دولة الروم ومروراً بالحروب الصليبية ومذابح الأندلس وجزر المتوسط وانتهاء بالاستعمار الحديث الذي بدأ بالبرتغال وإسبانيا ثم هولندا وفرنسا وروسيا ثم انتهاء ببريطانيا ووريثة ذلك كله الآن أمريكا .

لقد جرت العادة في دوائر صنع القرار السياسي أن يسبق اتخاذ القرارات الخطيرة بتمهيد إعلامي دعائي يتم من خلاله إعادة رسم الصورة الذهنية لدى أمة أو قيادة أو مجتمع عن قضية معينة ، والمراقب يدرك أن المنطقة الإسلامية تتعرض منذ 11 سبتمبر لإعادة صياغة لصورتها في مدركات العالم كله وبالذات في إدراك ووعي الشعوب الغربية ، وقد نالت السعودية النصيب الأوفى من ذلك وهذا ولا شك تمهيد لقرارات سياسية خطيرة تعدلها أمريكا في المنطقة وبالتالي فنحن أمام حملة مدروسة وفق مخطط واضح يستهدف تحقيق أهداف معينة .

إن الحرب الصليبية التي أعلنتها إدارة بوش على ما يسمى بالإرهاب إمتد تأثيرها على العالم كله وبالذات البلاد الإسلامية وبصورة خاصة السعودية ؛ لاعتبارات كثيرة وفي تقديري أن النظام الاجتماعي والثقافي والدين الإسلامي في السعودية يتعرض لضغوط خطيرة ، وإذا ما أدركنا أهمية السعودية في العالم الإسلامي أدركنا خطورة الأمر وما ينبغي أن يقابل به من مسئولية .

وإن المتابع لما يجري في الساحة الإعلامية الأمريكية من هجوم على المملكة العربية السعودية في جميع جوانب كيانها و مكونات وجودها ومن تشويه للحقائق وتضخيم للأخطاء ؛ ليدرك أن الأمر جد خطير ، وأن القوم يعدون العدة لأمور خطيرة لا يجوز بحال من الأحوال أن نتغافل عنها أو أن نظن أن التنازلات والاستجابة للضغوط ستثني القوم عما يسعون إليه ، إنهم يعتقدون أن هذه الأمة شوكة في خاصرة إسرائيل وعقبة في وجه الخطط الأمريكية ؛ لتغيير المنطقة وإلحاقها ببيت الطاعة الأمريكي تحت إشراف الربيبة إسرائيل وإن الرفض لهذا المطلب في نظر أمريكا جريمة لا تغتفر .

وهذه الحملة الضارية الظالمة تستدعي منا وقفة عاقلة متأنية ؛ لدراسة أبعادها ومراميها وأهدافها وما يمكن أن تصل إليه وما السبيل لمواجهتها .

لقد ابتدأت هذه الحملة من خلال مقالات بعض كبار كتاب الصحف الأمريكية مثل دانيال بايبس ، وكوربت كنج ، وفريدمان ، ودوجلاس هيل ، ونيل ماك ، وبرنارد لويس وغيرهم ، ممن هم ليسو ببعيدين عن دوائر صنع القرار الأمريكي ، وكذلك ممن هم في الوقت نفسه من رموز اللوبي الصهيوني ، ثم انتقلت الحملة بعد ذلك إلى مراكز البحوث والدراسات ودشنت في ندوات خُدمت إعلاميا ثم تلقف الخيط ليواصل الافتراء بعض أعضاء الكونجرس ، ومن خلال التأمل والمتابعة لبعض ما ينشر في تلك الحملة يمكننا أن نشير إليها في النقاط الآتية :

أهداف الحملة :

1 – القضاء على الوجه الإسلامي للبلد في جوانب مختلفة من الحياة باعتبار ذلك يقف سداً منيعاً أمام المشاريع الصهيونية في المنطقة وفي الوقت نفسه يشكل دعماً متميزاً للعمل الإسلامي في العالم على المستويين الرسمي والشعبي .

2 – ابتزاز الحكومة السعودية والضغط عليها لتمرير العديد من المشاريع الصهيونية في المنطقة دون مقاومة مثل القضاء على الانتفاضة الفلسطينية وفرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة من خلال ما يسمى بالتطبيع وفق المقاييس الإسرائيلية وضرب وتمزيق العراق .

3 – تشويه صورة الإسلام والهجوم على الثقافة والحضارة الإسلامية والقيم الاجتماعية الإسلامية واتهام الإسلام بالإرهاب والتطرف والدموية .

4 – التمهيد لإعادة رسم خارطة المنطقة بما يضمن الهيمنة الأمريكية المستقبلية ويضمن إمدادات النفط بالأسعار المناسبة خلال القرن الحادي والعشرين .

5 – محاولة دفع الحكومة السعودية للتنكر لتاريخها ، ومحاولة إشعال نار مواجهة بينها وبين شعبها المتدين .

أسباب الحملة الأمريكية :

1 – البعد الديني فعلى الرغم من أن ظاهر الحياة الأمريكية ودستورها يقولان أنها مجتمع علماني لا ديني إلا أن الغوص في حقائق الأمور واستجلاء بواطنها يؤكد أن أكثر المجتمعات الغربية دعماً للنشاط النصراني التبشيري وأن أكثرها تأثراً بالدين النصارى في سياستها هي أمريكا ، ومن آخر الأدلة على ذلك إعلان بوش للحرب الصليبية تحت شعار ما يسمى بمكافحة الإرهاب والصليبيون يعلمون أن الدولة السعودية قامت في أصل مشروعيتها على الإسلام والدعوة إليه ، وأنها تعلن صباحاً ومساءً أن دستورها هو القرآن وأن أكثر المجتمعات الإسلامية تبنيا لقضايا الجهاد والدعوة الإسلامية هو المجتمع السعودي ، وبالتالي فهي مواجهة تستلهم من التاريخ صلاح الدين وريتشارد .

2 – الدور الصهيوني اليهودي وما يملكه من مال وإعلام وتأثير في السياسة الأمريكية ، وعداء الصهيونية في أمريكا للسعودية دولة ومجتمع أمر واضح لكل متابع .

ولم تبلغ الهيمنة الصهيونية على الحكومة الأمريكية ما بلغته في عهد جورج بوش الابن ، ولذا فإنها تنفس عن أحقادها وتنفث سمومها وهي في مأمن من أي امتعاض من الحكومة الأمريكية بل إنها تلقى الدعم والتأييد من أركان الحكومة .

3 – الجهل الأمريكي بحقيقة الإسلام وواقع السعودية وتاريخ المنطقة مما سهل على عصابات الافتراء والدجل والحقد من الصهاينة والإنجيليين أن يتقولوا ما شاءوا ، وهم في مأمن من أن تكشف أباطيلهم أو تدحض افتراءاتهم على الإسلام عامة وعلى المملكة بخاصة ، وخاصة أن الرئيس الأمريكي قد ظهر للقريب والبعيد جهله الفاضح بالعالم من حوله ، ولك أن تتصور جاهلاً سفيهاً في يديه قوة هائلة ويتعامل مع العالم بغطرسة ونظرة سوداء قاتمة .

ليست المشكلة هي واقع السعودية أو غيرها إن المشكلة الحقيقية هي الرؤية الأمريكية للعالم وللإسلام وشعوبه بصورة أخص الرؤية المبنية على الجهل والحقد
.

4 – النفسية الأمريكية المتغطرسة الدموية التي تصنف الآخر إما تابعاً ذليلاً يأتمر بأمرها أو عدواً لدوداً لا حل إلا في القضاء عليه .

وللتدليل على صحة هذا القول ما عليك إلا أن تتابع تصريحات أي مسئول أو مفكر أمريكي لتدرك حقيقة ذلك ، فهذا كسينجر مثلاً يرسم في مقالة له ملامح دور أمريكا في بداية الألفية الثالثة بأنه يتلخص في :

أ ) – أن القوات الأمريكية يجب أن تنتشر في أغلب بقاع العالم ، وأن تتدخل في
أي قضية مهما كانت إقليمية وأن تفرض الحل الذي تراه .

ب ) - وأنها يجب أن تكون المصدر والضامن والمقوم لجميع أنظمة الحكم الديموقراطية في العالم .

ج ) – وأن تسيطر على النظام المالي العالمي .

د ) – وأن الثقافة الأمريكية والعادات الأمريكية يجب أن تشكل معايير الذوق في جميع أنحاء العالم .

ولئن كانت هذه نظرة الثقافة الأمريكية في مجملها للآخر فإنها حين يكون هذا الآخر هو الإسلام تزداد عمى وحقداً كما في مقولات فوكوياما وصامويل هنتجتون .

هذه النفسية التي ترسخت في الوجدان الأمريكي منذ إبادة الهنود الحمر واستعباد السود الأفارقة ، ورسخها الانتصار في حربين عالميتين ، وسقوط الاتحاد السوفيتي بعد الحرب الباردة ، هي التي تعامل بها أمريكا اليوم الإسلام كدين والسعودية كمركز للعالم الإسلامي .

يقول بريجسنكي – مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق – في معرض حديثه عن نزاع أمريكا والإتحاد السوفيتي " الفائز سيسيطر على العالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى إذ لن يكون هناك من سيعترض طريقه " .

وهذا المنطق هو الذي تتعامل به أمريكا مع العالم الآن وبالذات الدول الإسلامية وإن للسعودية من ذلك النصيب الأوفى ، ولكن بشرانا أن ذلك مصادم لسنن الله في الحياة ولذلك كانت عاقبة قول فرعون { مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى } أن أهلكه الله سبحانه وتعالى .

5 – استعداء بعض العلمانيين العرب وبخاصة الليبراليين منهم لأمريكا على الإسلام وعلى السعودية في كتاباتهم وأبحاثهم ولا شك أن تقاريرهم السرية أكثر استعداء ، وإنك لتعجب حين ينبري مجموعة ممن يسمون برموز الثقافة العربية الحديثة الحداثية في إصدار البيانات وتدبيج المقالات في الدفاع عن الصهيونية ، بينما تاريخهم كله ينضح بالحقد الأسود على الإسلام والعروبة وتاريخها ، ومنذ 11 سبتمبر وهذا الطابور الخامس يحرض الغرب ويستعدي أمريكا ضد المسلمين ويبارك ويتشفى لقتل أطفال ونساء وشيوخ أفغانستان ، ويحتج على قتل اليهود الغزاة في فلسطين ويعتبر ذلك عملاً إرهابياً بل إن بعض المثقفين الخليجيين كانوا في الفضائيات يستعدون أمريكا ضد بلدانهم ومناهجها ومساجدها وتاريخها .

6 – أحداث 11 سبتمبر وتداعياتها واستغلال الإعلام الغربي لها وما زُعم من أن المنفذين لها من السعودية أوجد فرصة تاريخية للقوى الحاقدة في المجتمع الأمريكي لتشويه صورة الإسلام والهجوم على السعودية باعتبارها مصدر الإرهاب ومركز كل شرور العالم ، كما يقول تقرير مجلس سياسات الدفاع الأمريكي ، وهو مركز بحثي قريب من دوائر الحكم في البنتاغون .

7 – رفض السعودية السماح لأمريكا بالمشاركة في التحقيق مع المعتقلين لديها بتهم إرهابية ، فالصحافة الأمريكية ترى أن السعودية ليس من حقها هذا الرفض ، وأن من حق أمريكا أن تتدخل في أدق تفاصيل شئون أي بلد ما دام لذلك علاقة بالإرهاب كما تزعم .

8 – عدم موافقة السعودية على استعمال القوات الأمريكية للقواعد السعودية في حربها ضد أفغانستان إذ اعتبر الإعلام الأمريكي ذلك دليلاً على عدم التعاون الكافي في حرب الإرهاب .

9 – الدعم السعودي الشعبي وشبه الرسمي للمدارس والمراكز الإسلامية في العالم وبالذات في أفغانستان والباكستان وشرق آسيا حيث زعموا أن ذلك سبب وجود الإرهاب في هذه المناطق .

هذه هي أهم الأسباب التي استند إليها الهجوم الأمريكي على السعودية .

صدى الحق
25-08-2002, 08:41 AM
محاور الهجوم الأمريكي على السعودية :

لقد تداخلت الأمور في الحرب الدعائية الأمريكية حتى أصبح الهجوم على الإسلام هو الهجوم على السعودية وأصبح الهجوم على السعودية هو الهجوم على الإسلام ، ولكن المتابع لهذه الحرب الإعلامية الدعائية يستخلص أن الهجوم المنسق كان يستهدف العديد من المحاور من أهمها :

1 – الأساس الديني الشرعي الذي تقوم عليه السعودية واعتبارها دولة ثيوقراطية خرافية تعيش على مقولات عفى عليها الزمن من القرون الوسطى وتشويه الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية في السعودية من المحاكم وهيئات الأمر بالمعروف والجمعيات الخيرية وخطباء المساجد ، ورابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية ، بل وصل الأمر ببعضهم إلى أن طالب بقصف المسجد الحرام ليتوقف الناس عن الحج إلى مكة ! وطالبوا بمنع الحدود الشرعية وإلغائها .

وشبهوا السعودية بنظام طالبان وأنه يجب معاملتهما سواء ، وأن الوهابية هي التي تخرج ابن لادن وأشباهه وأن كل ما يمت للإسلام بصلة يجب أن ينظر إليه باعتباره عدو خطير لأمريكا وحضارتها .

2 – مناهج التعليم عموماً والمناهج الدينية بالذات باعتبارها من وجهة نظرهم تنشر ثقافة الكراهية وتقسم العالم إلى مسلم وكافر وتربي الإرهابيين الذين يطالبون بإزالة إسرائيل ويبحثون عن الجنة في الشهادة والجهاد ، ولقد تجاوب العلمانيون السعوديون مع هذا الطرح في وسائل الإعلام الأمريكية وشنوا حملة ضارية على المناهج التعليمية السعودية .

وزعموا أن المناهج التعليمية تركز على التلقين وأنها بعيدة عن الفهم والتحليل العلمي بل زعم بعضهم أن التعليم السعودي يوجِد شخصيات عدوانية لا تقبل بوجود الآخر ، وطالبوا بإحداث تغييرات جذرية وسريعة في المناهج التعليمية وبالذات في المناهج الدينية ومناهج تعليم البنات .

3 – تحرير المرأة السعودية ومساواتها بالرجل في كل شيء وإعطائها حقوقها السياسية والاجتماعية والوظيفية المحرومة منها كما زعموا ، والهجوم على الحجاب وعلى تعليم المرأة غير المختلط ، وعموماً فقد تعرضت الحملة لقضية الحقوق الشخصية للمرأة وكذلك للحقوق العامة للمرأة وطالبت المقالات الصحفية من أمريكا ومن الأمم المتحدة ومن منظمات حقوق الإنسان الضغط على السعودية لإعطاء المرأة حقوقها وحريتها التي سلبتها في المجتمع السعودي الذكوري كما سموه .

4 – ما أسموه بالفساد السياسي والإداري والاقتصادي وطالبوا بتطبيق الديموقراطية ، وفصل السلطات وإعادة هيكلة الاقتصاد والقضاء على الرشوة والمحسوبية ، وتركز الحملة على أن النظام السياسي السعودي نظام عشائري قبلي تقليدي وأنه يجب تطوير النظام السياسي السعودي ليتوافق مع العصر أو استبداله إذا تعذر تطويره ، وأن أمريكا لابد أن تضطلع بالدور الأهم في ذلك .

وأن النظام الجديد لا بد أن يتحرر من هيمنة الثقافة التراثية والمثقف التقليدي وإسقاطاتها التاريخية ، وأنه لابد من إنشاء مؤسسات حديثة يشرف عليها ويديرها التكنوقراط والليبراليون الذين يتبنون قيم الحداثة العصرية ويدافعون عنها ، وألاّ تتاح الفرصة لأصحاب الاتجاهات الدينية للمشاركة في هذه المؤسسات ، وألح أكثر هؤلاء الكتاب على وجوب المسارعة لهذا الحل الجذري لتخرج البلاد كما زعموا من عقلية العصور الوسطى وتتحرر من الاستبداد لتصلح لدخول القرن الحادي والعشرين ، وقال فريدمان في بعض مقالاته إن الضغوط ستفلح في تطويع السعودية لأنه ليس لها سند شعبي تتكيء عليه ، وإنما سندها الوحيد كما زعم أمريكا ولذلك على أمريكا أن تضغط لفرض برنامج إصلاحي حداثي .

وقد كدت أن أصعق ؛ هل يعقل أن أمريكا تطالب بهذا للشعوب الإسلامية ؟ وهي سبب كل بلاء في هذه الجوانب بالذات واحترت في تفسير هذه المطالبة الملحة بهذه الأمور ، هل يا ترى آمن إبليس ؟! ولكن عجبي تبدد حين اطلعت على إحدى تلك المقالات فإذا بها تقول : ( يجب إعادة رسم الخرائط والحدود فكثير من الأنظمة الموجودة لم تعد لها منفعة تذكر وقد انتهى عمرها الافتراضي وتعيش الآن على عمر مفترض وقد استشرى فيها الفساد ، وأصبحت تشكل عبئاً مالياً وأخلاقياً على الدول الكبرى التي أنشأتها والمظالم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية سوف تمكن في النهاية " الأصولية الإسلامية " من الوصول إلى السلطة ولهذا يجب أن يتم التغيير تحت شعار " حقوق الإنسان وحماية الأقليات ومحاربة الفساد " .

يجب أن تقدم هذه الحرب للعالم ولشعوب المنطقة خاصة بأنها حرب من أجل العدالة والحرية والتعليم والانفتاح والرخاء ، وتخليص الإنسان العربي المظلوم من براثن المرض والجهل والتخلف والسير به نحو حياة كريمة أفضل .

ومن أجل ذلك وجب القضاء على " التعصب والجمود والإرهاب " لب الصراع العربي الإسرائيلي والعائق الوحيد أمام شرق أوسط جديد تسوده مقاييس الحداثة والتقدم العلمي وحقوق المرأة والطفل ) .

ولذلك يجب أن نكون على بينة من أمرنا وألا نستدرج ونخدع كما خدعت أمتنا مراراً .

5 – تحرير وسائل الإعلام من الهيمنة الرسمية وإعطاء المثقفين الليبراليين مزيداً من الحريات ومزيداً من الدور في التوجيه للوقوف في وجه المد الأصولي المتطرف كما زعموا ، واتهموا وسائل الإعلام بمعاداة السامية ونفي الآخر وأنها لا تتمتع بأي مصداقية وأن جميع مسئولي الإعلام يتم تعيينهم من قبل الحكومة .

6 – المطالبة بالحريات الشخصية والدينية لغير المسلمين وبالذات الأمريكان ، وقد طالبوا بالسماح بإنشاء الكنائس واحتفالات عيد الميلاد ، بل تجرأ بعضهم وزعم أن لليهود حقوقاً تاريخية في السعودية وبالذات في خيبر والمدينة ، وتهكم بعضهم بأن المجندين الأمريكان بعيدون عن وطنهم لحماية السعودية ؛ فلماذا لا يسمح لهم بأداء شعائرهم الدينية بحرية وعلناً ؟ وقد شبهوا السعودية بالنظام العنصري في جنوب إفريقيا سابقاً وطالبوا بفرض حصار اقتصادي عليها ، حتى تسمح للناس من غير السعوديين بحرياتهم في اللباس والاختلاط وشرب الخمور والفن وغير ذلك من الحريات الشخصية .

7 – المطالبة بالتطبيع الكامل مع إسرائيل وإنهاء أي صورة من صور المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل وحلفائها ، واعتبار ذلك تمييز عنصري ودعم للإرهاب .
هذه هي أهم المحاور التي استهدفها الهجوم الدعائي الإعلامي الأمريكي .

الخطوات العملية المقترحة أمريكياً :

لقد تعددت المقترحات من قبل من ساهموا في هذه الحملة من صهاينة أمريكا التي اقترحوها للنيل من السعودية وأهم هذه المقترحات التي طرحوها هي :

1 – الاحتلال العسكري للمنطقة الشرقية وإقامة جمهورية فيه ترتبط بأمريكا وتجزئة بقية البلد ، وحصر الحكومة السعودية في صحراء نجد .

2 – العمل على إسقاط النظام السعودي واستبداله بنظام ليبرالي تقدمي يقضي على التطرف والإرهاب ويتعاون مع أمريكا من وجهة نظرهم .

3 – الاحتلال العسكري لجميع منطقة الخليج وفرض الرؤى الأمريكية على المنطقة تماماً كما في كوريا واليابان وغيرها .

4 – مواصلة الضغوط السياسية وأيضاً الاقتصادية إذا دعت الحاجة على السعودية ؛ لتنصاع للرغبات الأمريكية وتعيد تشكيل ورسم صورة الدولة والمجتمع داخلياً وخارجياً .

سبل المواجهة :

إن المتابع لما ينشر في وسائل الإعلام الأمريكية يدرك أن الأمر جد خطير ، وأن الخطط التآمرية على بلاد الحرمين تجري على قدم وساق في بلاد العم سام ، وأنه يجب على كل ذي دين وغيرة أن يسهم بما يستطيع في مواجهة هذه المؤامرة ، وإنني أقترح هذه الخطوات للإسهام في مواجهة هذه المؤامرة :

1 – تنبيه الناس إلى هذه المؤامرة وخطورتها على البلد والأمة والمقدسات وذلك من خلال المنابر ووسائل الإعلام والانترنت والمجالس واللقاءات وغيرها .

2 – العودة الصادقة إلى الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه وإصلاح الأحوال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

3 – بيان حقيقة عداوة اليهود والنصارى للمسلمين وكشف تاريخ هذه العداوة أمام الشعوب وتعميق عقيدة الولاء والبراء .

4 – التلاحم الصادق بين الراعي والرعية القائم على الحوار والنصح والمصارحة فالأمر لا يحتمل الاختلاف ، وبالذات أن الأمة تمر بفترة تاريخية حرجة عصيبة تحتاج إلى بعد نظر وتغليب للعقل والحكمة والإرجاء لصغار الأمور لئلا تفوت كبارها ، فالوطن والمجتمع مستهدفان في أصل وجودهما ولذلك يجب بذل الجهود للحفاظ على هويتنا وثوابتنا ، والتوحد في مواجهة ما يراد بنا والحذر من الاستدراج لمعارك خاسرة أو هامشية ، إننا في حاجة إلى الحفاظ على الجبهة الداخلية ووحدة الصف وتنقيتها من كل دخيل ومغرض .

5 – مطالبة الأنظمة والحكومات بتجاوز خلافاتها والتوحد في وجه الطوفان الذي يسعى لاجتياح الجميع وأن يتم التنسيق في هذه المطالبة بين الفعاليات الشعبية في الدول المختلفة .

6 – المطالبة القوية بمعالجة الفساد بجميع صوره وبالذات في الميادين السياسية والاقتصادية والإدارية والإعلامية ، فهي الثغرات التي منها ينفذ المتآمرون الصهاينة الأمريكان .

7 – دعم الانتفاضة الفلسطينية فهي خط الدفاع الأول عن الأمة ، وإخفاقها وفشلها لا قدر الله سينقل المعركة إلى ميادين أخرى في قلب الأمة .

8 - وضع برنامج إعلامي علمي مدروس لخطاب الشعب الأمريكي وتوضيح الحقائق أمامه ، وبيان ما تجنيه حكومته عليه بإستعداء العالم والوقوف مع الظلم اليهودي وكشف الأسباب الحقيقية لعداء المسلمين لأمريكا .

9 – أن يطلب من الإسلاميين في جميع البلدان وبالذات في أمريكا الوقوف في وجه هذه الهجمة الظالمة الشرسة الحاقدة .

10 – الحكومات العربية وبالذات السعودية مطالبة أكثر من أي يوم مضى بإعادة النظر في تأييد أمريكا في حربها ضد ما أسمته بالإرهاب ، " وإنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض " .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،

د. عوض بن محمد القرني


المراجع :

1) توماس فريدمان [ وسيلة الانتخابات الباكستانية ] نيويورك تايمز في 20 يناير 2002م .
2) توماس فريدمان [ أجري يا أسامة أجري ] نيويورك تايمز في 23 يناير 2002م .
3) إلى رئيس التحرير [ العرب والأمريكان وابن لادن ] نيويورك تايمز في 25 يناير 2002م .
4) دوجلاس هيل [ المسلمون المعتدلون يخشون أن تُتَجَاهَل رسالتهم ] نيويورك تايمز في 21 أكتوبر 2002م .
5) نيل ماك فاركوار [ الجماعة المصرية تتابع بصبر حلم الدّولة الإسلاميّة ] نيويورك تايمز في 20 يناير 2002م .
6) أيلين شيولينو [ السعوديون يحذرون بوش من تهميش عرفات ] نيويورك تايمز في 27 يناير 2002م .
7) لان فيشر [ مسلمو أوربا يبحثون عن طريق وسط لمواجهة الثقافة المنافسة ] نيويورك تايمز في 8 ديسمبر 2001م .
8) سيرجي شميمان [ تحليل الثقافة ( المؤامرة ) التي تسببت في وقوع أحداث 11 سبتمبر ] نيويورك تايمز في 25 يناير 2002م .
9) دوجلاس قيل [ خطوات مضطربة وغير ديمقراطية في العالم الإسلامي ] نيويورك تايمز في 23 نوفمبر 2001م .
10) كار لوتا جال [ النفوذ الإيراني وأثره في غرب أفغانستان ] نيويورك تايمز في 22 يناير 2002م .
11) جون كيفنر [ السلطة الجديدة للرّأي العامّ العربيّ ] نيويورك تايمز في 11 نوفمبر2001م .
12) استيفن كِنْزَرْ [ لماذا لا يعرفونا ؟ ] نيويورك تايمز في 11 نوفمبر2001م .
13) برنارد لويس [ ما الذي ساء ؟ ] نيويورك تايمز في 27 يناير 2002م .
14) باول كنيدي [ برنارد لويس يتساءل " ما الذي ساء بين الإسلام والغرب ؟ ] نيويورك تايمز في 27 يناير 2002م .
15) نيل ماك فاركوار [ حريق ابن لادن الهائل يهدد الحكام السعوديين ]
نيويورك تايمز في 6 نوفمبر 2002م .
16) جون إيف برنز [ ابن لادن يقاتل باسم الجهاد ] نيويورك تايمز في 27 يناير 2002م .
17) رويل مارك قريت [ مستقبل اللادنية – نسبة إلى بن لادن - ] نيويورك تايمز في 11 يناير 2002م .
18) سوزان ساكس [ حيث تقابل التقاليد المسلمة العصرنة ؟ ] نيويورك تايمز في 7 ديسمبر 2001م .

THE GAME187
25-08-2002, 10:27 PM
AND I WISH FROM GOD TO DESTROY AMRICA & ISRAIL
AND ALL WHOE STAND WITH THEM

YOUR BROTHER THE GAME187