PDA

View Full Version : هل أنت مستعد للتغيير القادم ، أم لا زلت نائـم ؟


وميض
24-09-2002, 12:10 PM
التغيير سنة من سنن الكون ، وهو ضرورة حياة ، والتغيير الذي نريد ، هو التغيير من الحالة السيئة إلى الحالة الطيبة ، فانتهاء عصر التخلف والانحطاط بات وشيكاً ، وبإذن الله تعالى .

ولكن ما هو نوع التغيير الذي نريد ؟ ، بطبيعة الحال يجب أن يكون التغيير تغيير جذري برؤية جديدة للحياة تتشكل من خلال تفاعل الأمة مع بعضها البعض ، تفاعل تكشف به الحقائق وتراجع به الحسابات مع قوى التخلف والانحطاط ، تلك القوى التي باتت تحتضر وهي تحاول التعلق بالحياة وتديم بقائها ، وكما يحدث مع الحزب المتطفل الحاكم في مصر أو في سوريا أو في العراق وفي دول الجزيرة العربية والدول الإسلامية الأخرى ، فتلك الأحزاب المتهالكة والأنظمة الحاكمة الأخرى تبذل وسعها من أجل تغطية سوئتها وإدامة بقائها بشتى الطرق والوسائل ، ولكن لا فائدة من ذلك فهي إلى الهلاك تسير ، فنهايتها باتت وشيكة وبإذن الله تعالى ، قاصم ظهور الجبابرة الملك الحق المبين .

فمهما تغيرت الدماء والوجوه في تلك الأنظمة ، فالعقول هي العقول ، عقول مظلمة وأجساد جافة يعتريها خواء روحي وهي تعاني من أسر واسترقاق نفسي مزمن ، فهي أشبه بالمومياءات الفرعونية . فالعقول هي العقول ، لا جديد ، عقول منفصلة عن حقيقة الوحي الإلهي ، عقول تعاني من حالة انشقاق فكري ، أي - انفكاك التكامل بين الوحي الصحيح من ناحية والعقل الصحيح والحواس السليمة من ناحية أخرى - ، وتلك الحالة التي يعيشون بها تستدعي عزلهم من القيادة ما داموا يحكمون المسلمين ، وهم قد ينفعون لحكم الكفار والمشركين أو الشعوب والأمم المتمردة على ربها ، ونحن لسنا كذلك ، فنحن أمة مؤمنة موحدة يجب أن تعيش وتتعايش مع عقيدتها ، عقيدة التوحيد ، لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والأمة لا تعيش عقيدة التوحيد عملياً ولن تستشعر بها إلا من خلال إعادة ترتيب شبكة العلاقات الاجتماعية والمشاركة السياسية الحقة ، وبحسب الأصول .


فتلك القيادات لم تعد تستشعر بحال وأحوال الأمة ولم تعد تعيش الواقع ، فهي في واد والأمة في واد آخر ، فهم لهم مشاريعهم الخاصة - مشاريع الموتى واللصوص - التي تتعارض مع أمال وأحلام الأمة التي تريد أن تعود لها الحياة ، فالأمة لا تريد دماء جديدة وهي تحمل نفس العقلية المتخلفة والجثث الخاوية المحنطة التي تتدثر بأفخر الثياب وتتبخر وتتعطر بأطيب أصناف البخور والعطور ، بل تريد عقول رشيدة وأيادي نظيفة ووجوه مؤمنة مشرقة تنبعث منها الحياة .

وهنا يأتي دور العلماء المخلصين ، فالإخلاص والأمانة العلمية تستدعي مواجهة الأمة ومصارحتها بحال وأحوال تلك القيادات المنفصلة عن الأمة ، والأمة لن تتحرك وتتفاعل مع علمائها مالم تواجه بتلك الحقيقة ، حقيقة زوال عقول حكامها ، فعقولهم لم تكن في يوم من الأيام عقول رشيدة ، وهذا ما أثبتته الأيام وهذا ما شهد به الواقع ، فعلى أي أساس يحكمون ويتحكمون بمصير الأمة ، فإذا كان على أساس القوة يجب أن نعد القوة التي ستزيلهم ، فنحن أولى منهم بالحياة ، فلا يحق لهم حرماننا من الحياة وحرمان أبنائنا وأهلنا على حساب شذوذهم الفكري والنفسي ، فيجب أن يكون هناك من يقوم بشحن الأمة الشحنات الفكرية والروحية والنفسية المطلوبة التي ستعينها على النهوض .

فالناس تدور في أذهانهم أسئلة كثيرة لا يجدون الإجابة الواضحة والصريحة عليها ، فمن الواجب مصارحة المريض ومواجهته بحقيقة وبطبيعة مرضه ، إذا ما كانت تلك المصارحة والمواجهة لها أثر في العلاج ، فيكفي الناس تضليل وخداع ، ومن يجد نفسه دون المستوى العلمي والفكري والروحي والنفسي لتلك المرحلة الحرجة فصمته عباده ، وهو يأجر على ذلك ، ولا يجعل من نفسه ( لباساًَ ) أو ورقة توت تغطي عورة من أذن الله بكشف عورتهم العقلية وسوءتهم الفكرية ، والأمة تريد علماء تتحدث عن حالها وأحوالها المعيشية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية بكل وضوح وصدق ، تريد علماء توضح لها حقيقة حقوقها وضرورات حياتها الإنسانية ، وهي لا تريد من يعتذر عن الكلام إذا ما سأل عن ذلك وهو يعرف الحقيقة ، أو يسرح بها في متاهات ومسالك ليس لها أول ولا أخر ، فديننا دين الشفافية والوضوح ، والمسلم مالم يكن يتمتع بتلك الشفافية والوضوح لن يستطيع معرفة ورؤية الحقيقة الغائبة كما لن يستطيع تبليغها للآخرين .

وإذا كانت السياسة المتبعة هي سياسة التعتيم ، فمن أي سيأتي النور للعاملين في ذلك التعتيم ؟ !!! فأنا لم أسمع ولم أرى ، ولن أرى ولن أسمع عن عالم يعيش في تلك الأجواء المظلمة المعتمة سلم من عتمتها وظلمتها ، فهي ظلمات بعضها فوق بعض . ( ... ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) ( 40 ) ( النور ) ، فإذا كان العلم نور يلقيه الله في قلب المؤمن ، فبطبيعة الحال سيكون لهذا النور أثر على حياة الأمة ، فما بال حياة الأمة مظلمة ؟ ، فيكف يكون من يحمل النور يعمل في التعتيم ؟ ، إنها والله الفاجعة الكبرى .

وفي الختام نقول لمثل هؤلاء العمال العلماء العاملين في العتمة والمستأنسين بها ، أرجو أن تكرمونا بسكوتكم بارك الله فيك ، فصمتكم عبادة ، ولا تزايدوا علينا بكبر السن وبطول فترة المكوث بجوار الكتب الدينية وبين رفوف المكتبات ، فهناك أيضاً كبار في السن من الرجال والنساء لا يجدون لهم مأوى ومعيل وطال مكوثهم في العراء بسبب وجود تلك القوى المتطفلة على مقدرات الأمة والتي تقومون أنتم بخدمتها وبإدامة بقائها ، بل هناك جنس بشري - ومنذ فترة طويلة - ينحدر ويباد وأنتم تجلسون لتقلبون تلك الأوراق والقراطيس لتبحثون عن مبررات شذوذ الحكام وبطانتهم الفاسدة ، فأرجو أن تتركونا نتفاهم مع قوى التخلف والانحطاط ، فهي تستشعر بدنو أجلها ، فلا تمنحوا عناصرها أمل البقاء على حالهم ، فلا بد من التغيير ، ولا بد من الخلع لمن لا يتجاوب مع الآمال والأماني المشروعة للأمة ، فهي أمة تريد الحياة ، بل تريد أن تبعث الحياة من جديد ، والله على بعثها لقدير .

عبد الوهاب
24-09-2002, 09:55 PM
شـــــــــــــــــكرا



جزاك الله خيرا

وميض
25-09-2002, 08:51 AM
شكر الله لك يا أخي الفاضل ، وأشكرك جزيل الشكر على المشاركة بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .

ميجوووو
25-09-2002, 02:44 PM
جزاك الله كل خير

وميض
25-09-2002, 07:29 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

أخي الفاضل أشكرك على المرور والتعليق بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .

المحترمة
26-09-2002, 01:08 AM
السلام عليكم

اخي وميض

اعجبني موضوعك وفعلا صمتهم عبادة اضم صوتي الي صوتك

والسلام

وميض
26-09-2002, 08:47 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، شكرا يا أختي الفاضلة المحترمة ، أشكرك على المرور والمشاركة بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .