وميض
08-10-2002, 01:56 PM
رد على رسالة أسامة بن لادن بالنيابة عن أمريكي غافل يريد أن يعيش بسلام مع الله ومع نفسه ومع الآخرين ، وهو يتبرأ من أعمال المجرمين .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،،
يا سيد أسامة ، في بداية الأمر أحب أن أشكرك على الرسالة التي بعثتها للشعب الأمريكي وأسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويسدد خطاك .
يا سيد أسامة ، قد تكون الرسالة لم ترسل من جانبكم أو على الأقل بهذه الصورة التي وصلتنا ، وهي يراد من ورائها تحقيق أحد الأهداف الشريرة لأعداء الدين والإنسانية ، فهذا الأمر لا يعنيني ، فأنا سأعتبر بأن الرسالة دعوة لنا من أجل الدخول في الإسلام ، وسأعذرك في موقفك من قادتنا فإنهم وبلا شك أحد العصابات التي تحكم الدول – وكما تفضلت - ولا أريدهم أن يضيعوا على فرصة الالتحاق بزمرة المؤمنين .
نحن يا أسامة لا نشك بصدقك لدعوتنا و نصيحتنا ، فنحن نشعر بأنك تحمل رسالة ما تريد إيصالها لنا ، فأنت صاحب قضية ، وهي قضية أكبر من حجم الدمار الذي شاهدناه ، فهي قضية التوحيد ونظام وقوانين الخلق ، قضية الإجرام العالمي الذي تقوده دولتنا ، فأنا أعتقد بأن تلك كانت صرخة من صرخات الحق التي عادة ما تدمر وتبيد الأمم ، ولكن يبدوا بأن الله لطف بنا وجعلها صرخة محدودة الضرر كبيرة الأثر ، وهذا يعني بأن هناك شيىء ما يختبأ لنا خلف السحب أكبر مما واجهناه ، وهو أكبر مما تعتقد يا سيد أسامة ، فقائمة حسابنا أصبحت كبيرة ، فنحن أمة كفرت بأنعم الله وأفسدت في الأرض وأسرفت في ذلك وخالفت نظام وقوانين الخلق مخالفات صريحة وهي لا تعبأ بتلك المخالفات حتى وصلنا إلى مرحلة تحدي الإله ، وهي أخطر المراحل التي تمر بها الأمم قبل هلاكها ، وأخشى أن يكون مصير أمتنا مصير الباخرة التي كانت تسمى ( تايتنك ) أو بـ( تحدي الإله ) ، فهو مصير كل من تحدى الإله من الأمم ، فمصير تلك الباخرة العملاقة كأنها رسالة وإشارة تبعث لنا من الزمن الماضي ... إياكم وتحدي الإله ! فهي داخل وجدان كل أمريكي سمع بالحدث أو شاهده ، ولكن ، هل هناك من يفهم ويتعظ ؟
يا سيد أسامة ، لقد وصفت حياتنا بالجافة البئيسة ، وهذا الأمر صحيح ، ونحن لا ننكر ذلك ، ونحن نبحث عن ما يروي أرواحنا ويسموا بها ، فأين تلك الحياة الغنية بالروح ... أين منبع الإرواء الروحي ... أين عين الحياة ؟ وأين تلك السعادة الدنيوية التي ستقودنا إلى سعادة الآخرة ؟ ، أين ذلك النظام الذي تدعوننا إليه ؟ فهل هو نظرية ؟ فنحن ذقنا مرارة كل نظرية ، مثل الرأسمالية والشيوعية والاشتراكية والليبرالية و البرجماتية و الميكافيلية ...الخ ، فأين ذلك النظام الذي يحفظ لنا إنسانيتنا وكرامتنا ويمنح لنا حريتنا الحقيقية ويشعرنا بالمساواة ؟ ، أين ذلك النظام الذي يحفظ لنا الأمن ؟ أمننا العام ( الأمن الفكري والروحي والنفسي والمادي ) .
يا سيد أسامة ، ما هو الإسلام ؟ وما هي ملامح منهج الله ؟ ، أرجو أن تعذرنا يا سيد أسامة فنحن لا نشاهد أمامنا ما تحدثنا عنه ، فنحن نشاهد دول تدعي تطبيق الإسلام ، وأنت تعرف من أعني ، ونحن نقرأ شيىء ونشاهد أمامنا شيىء آخر ، فأين عقيدة التوحيد وأين حقيقة فكرة الإسلام ؟
يا سيد أسامة ، لقد فهمت أخيراً حقيقة العدوان الأمريكي على أفغانستان ، فالقيادة الأمريكية لم تكن صادقة مع الشعب الأمريكي ، فهي - وكما يتضح لي الأن - شنت تلك الحرب بعد ما استشعرت بخطورة عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام على مشروعها الإجرامي الذي ستنفذه ضد الجنس البشري ، فهي لم تكن تريد لتلك العقيدة أن تتجسد لكي يتعرف عليها الناس ، وهناك أدلة كثيرة على ذلك لا يسع المجال لحصرها ، فالإعلام يغطي ويكفر الحقيقة .
يا سيد أسامة لقد زال عجبي عندما عرفت حقيقة الكفر ، وعرفت لماذا لا يتم الحديث عنها بصراحة ، فهي تدين حكام المسلمين وتثبت جهالة علمائهم وحقيقة أحوال رعاياهم ، فكيف سيهدي كافر كافر مثله وكيف سيهدي الأعمى الأعمى ؟ ، فأنت وفي أحد رسائلك كفرت حكام المسلمين ، وأنا كنت أعتقد بأن الكفر هوية ، وعندما سألت وبحثت اتضح لي بأنه حالة تصيب الإنسان بسبب تغطيته و إخفاءه وتكفيره للحقيقة ، وحكامك بمساعدة بعض علمائكم يقومون بذلك ، لذلك هم أصبحوا كفار ، فالنظام الذي يكفر الحقائق ( covering the facts ) عن رعاياه ولا يعمل بنظام وبقوانين الخلق يكون نظام كافر ، والفرد الذي يكفر ويخفي الحقيقة سيدخل في حالة الكفر ، بالفعل إنها مسألة بحاجة للدارسة والبحث والتأمل من جديد ، فلا بد أن يصاحب ذلك شعور ما ، فيجب أن نكتشف ذلك الشعور ، فهو وكما أعتقد سيقودنا إلى حكمة أعمق وهذا ما نبحث عنه ، وهذا ما ينقص حياتنا .
يا سيد أسامة أنت تدعونا إلى الإسلام ، فلا تطلب منا ما لا نطيقه ، فنحن لم نولد في نفس ظروف بيئتك ولم نورث الإسلام كما ورثه غيرنا ، ألا تجد لنا عذر في ذلك ؟ ، أليس من حقنا رؤية ما تدعوننا إليه وهو متجسد على أرض الواقع وعلى شكل مؤسسات ترسخ وتجذر فينا تلك العقيدة من خلال العلم والعمل والتعامل وليس من خلال السلطة القهرية والإجبار ، فنحن نرى كذا إسلام ، ونحن لا نرى الإسلام مجسدا أمامنا على شكل دولة لها مؤسسات ، ونحن في الحقيقة نجد العدل في بلداننا مطبق أكثر من البلاد الإسلامية ، فأي عدل تدعوننا إليه ؟ كما نجد الظلم أصبح من السمات التي تميز بلدانكم ، والإجرام أصبح عندكم إجرام مقنن ومنظم ويرعاه بعض علمائكم كما يقننون النفاق في مجتمعاتكم ، فأي عدل وأي ظلم وأي إجرام تقصد يا سيد أسامة ؟.
يا سيد أسامة ، لقد قلت ( والبادئ أظلم ) ، ونحن بالفعل بدأنا نتساءل بعد ذلك الحادث ، ما الذي ساق هذا الدمار إلينا ؟ ولماذا أصبح الآخرين يكرهوننا ويحقدون علينا ؟ ماذا فعلنا لهم ؟ هل هذا بسبب سكوتنا عن إجرام الساسة وظلمهم الخارجي ؟ وهل هذا بسبب النظام الديمقراطي الذي نحتكم إليه ؟ أين كوابحه ؟ أم أصبح يسير بلا كوابح بعد ما تحول إلى ( دكتاتورية تسلطية ) جماعية منظمة مشتركة تتوزع اختصاصاتها بين أهل القوة وأصحاب النفوذ ؟ نحن نبغض الدكتاتورية والتسلط والاستبداد بجميع أشكاله وألوانه وصوره ، فمن أين خرج لنا هذا التسلط والاستبداد ؟ لا بد بأن هناك خطا وخلل ما ؟ و أنا في الحقيقة بدأت أشعر بأن ممارسات الدكتاتورية تمارس علينا ولكن بشكل وبصورة مقننة ومنظمة وجديدة ، لذلك يجب أن ننتبه لهذا الأمر ونراجع - وبكل صدق - مسألة الديمقراطية القائمة على الأحزاب والفئات المحدودة .
على كل حال ، نحن بالفعل بحاجة أن نكتشف حقيقة الإسلام التي زيفها ساستنا وساستكم اللئام وبعض علمائهم ، فهناك من يمنعنا من معرفة الحقيقة ، فهناك من يضللنا ولا يريد لنا معرفة المعلومة الصحيحة الحقيقية الكاملة ، فهو وبلا شك سينتفع من جهالتنا وغفلتنا ، فلا يجب أن نسلم له زمام أمورنا وعقولنا ، فنحن بحاجة لإعادة النظر في قادتنا ونظامنا ، ونحن يجب أن نعينكم ونعين أنفسنا من أجل معرفة الحقيقة الغائبة التي تدعوننا إلى معرفتها ، فنحن أيضاً نريد أن نراها ونعرفها ونتلمسها ، فنحن فقدنا طعم الحيـاة .
يا سيد أسامة ، هل ممكن إلغاء أعمال العنف التي تستهدف الغافلين والأبرياء ، فمعظم الشعب الأمريكي يشعر بأن هناك شيىء ما خطأ ، و بعضهم يعيش حالة من حالات البحث و التساؤل وهو لا يجد الإجابة على أسئلته ، وأنت تعرف بأن قادتنا يقومون بإخفاء الحقيقة عنا وكما يفعلون قادتكم ، فهذا يحملكم مسؤولية التبليغ والإخبار والإجابة على كل التساؤلات التي تدور في أذهان شعبنا ، فلماذا لا تجتهد اجتهاد فكري من أجل تبليغها وإظهارها لنا ؟ فالله يأمرك بذلك ، قال تعالى ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا (52) ) ( الفرقان ) ، أي جاهدهم بالقرآن وبالبيان من أجل كشف الحقيقة الغائبة عن الناس .
ولا يفوتني أن أقول بأننا يجب أن نتحمل مسؤولية تنقية الأجواء من أجل سماع ورؤية الحقيقة ، فالساسة وكما يظهر لنا يحرصون على تعفير الأجواء وملئها بالضجيج من أجل منعنا من معرفة ما خفي عنا ، فيا سيد أسامة ، ألا تعتقد بضرورة بذل جهدكم من أجل تنبيه الغافلين بدلاً من قبرهم ؟ فأنا سمعت وعرفت بأن رسولكم رسول الرحمة وهو رسول الإنسانية ، فنحن نريد من يسوق لنا الرحمة بدلا من النقمة .
يا سيد أسام إن دينكم يأمركم بالصبر على المكاره وبالحلم ، وستأجرون على ذلك ، والله يحب المحسنين ، فإن لم يكن هذا العمل ، أي صبركم وحلمكم علينا من العدل فهو من الإحسان ، ألا تعلم بأن الله مع المحسنين ، قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ( 69 ) ) ( العنكبوت ) . فلم لا تكون من المحسنين ونكون نحن كذلك منهم لكي يهدينا الله وإياك إلى سواء السبيل ويصلح حالنا وأحوالنا الروحية والفكرية والنفسية والمادية وحال أهلنا وعيالنا ، إنها فكرة أعتقد بأنها تنبع من عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام ، والإسلام دين الفطرة وهذا ما تهدينا إليه الفطرة السليمة ، نحن بالفعل بحاجة لكي نتعرف على عقيدة وفكرة الفطرة ، عقيدة وفكرة الإسلام .
ونحن بحاجة لبعض الوقت من أجل ترتيب أمورنا وستجدون ما يسركم إن شاء الله ، فيجب أن نفكر بطريقة ما لكي نعيش بسلام مع الله ومع أنفسنا ومع الآخرين ، فإلى متى سيبقى الأمريكي مطارد ومكروه حاله حال اللص والمجرم ؟!
قال تعالى (...ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ( 3 ) ) ( الطلاق ) .
وأخيرا شكراً على رسالتك التي وجهتها إلى شعبنا الغافل ، فهو بحاجة لمزيد من التوضيح ، فلا تتركونا للاستغلال وللاستغفال وللحرمان الفكري الذي يمارسه كل ساسة هذا الزمان ، فهو أقسى أنواع الحرمان ، فرسولكم كان يجاهد من أجل تأمين الناس فكرياً بعد إبلاغهم بالحقيقة الغائبة عن أبصارهم وأسماعهم ، ونحن نريد معرفة نظام وقوانين الخلق وهذا ما نفتقده ، وعلى ذلك جاهد ونحن معك بإذن الله .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،،
يا سيد أسامة ، في بداية الأمر أحب أن أشكرك على الرسالة التي بعثتها للشعب الأمريكي وأسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويسدد خطاك .
يا سيد أسامة ، قد تكون الرسالة لم ترسل من جانبكم أو على الأقل بهذه الصورة التي وصلتنا ، وهي يراد من ورائها تحقيق أحد الأهداف الشريرة لأعداء الدين والإنسانية ، فهذا الأمر لا يعنيني ، فأنا سأعتبر بأن الرسالة دعوة لنا من أجل الدخول في الإسلام ، وسأعذرك في موقفك من قادتنا فإنهم وبلا شك أحد العصابات التي تحكم الدول – وكما تفضلت - ولا أريدهم أن يضيعوا على فرصة الالتحاق بزمرة المؤمنين .
نحن يا أسامة لا نشك بصدقك لدعوتنا و نصيحتنا ، فنحن نشعر بأنك تحمل رسالة ما تريد إيصالها لنا ، فأنت صاحب قضية ، وهي قضية أكبر من حجم الدمار الذي شاهدناه ، فهي قضية التوحيد ونظام وقوانين الخلق ، قضية الإجرام العالمي الذي تقوده دولتنا ، فأنا أعتقد بأن تلك كانت صرخة من صرخات الحق التي عادة ما تدمر وتبيد الأمم ، ولكن يبدوا بأن الله لطف بنا وجعلها صرخة محدودة الضرر كبيرة الأثر ، وهذا يعني بأن هناك شيىء ما يختبأ لنا خلف السحب أكبر مما واجهناه ، وهو أكبر مما تعتقد يا سيد أسامة ، فقائمة حسابنا أصبحت كبيرة ، فنحن أمة كفرت بأنعم الله وأفسدت في الأرض وأسرفت في ذلك وخالفت نظام وقوانين الخلق مخالفات صريحة وهي لا تعبأ بتلك المخالفات حتى وصلنا إلى مرحلة تحدي الإله ، وهي أخطر المراحل التي تمر بها الأمم قبل هلاكها ، وأخشى أن يكون مصير أمتنا مصير الباخرة التي كانت تسمى ( تايتنك ) أو بـ( تحدي الإله ) ، فهو مصير كل من تحدى الإله من الأمم ، فمصير تلك الباخرة العملاقة كأنها رسالة وإشارة تبعث لنا من الزمن الماضي ... إياكم وتحدي الإله ! فهي داخل وجدان كل أمريكي سمع بالحدث أو شاهده ، ولكن ، هل هناك من يفهم ويتعظ ؟
يا سيد أسامة ، لقد وصفت حياتنا بالجافة البئيسة ، وهذا الأمر صحيح ، ونحن لا ننكر ذلك ، ونحن نبحث عن ما يروي أرواحنا ويسموا بها ، فأين تلك الحياة الغنية بالروح ... أين منبع الإرواء الروحي ... أين عين الحياة ؟ وأين تلك السعادة الدنيوية التي ستقودنا إلى سعادة الآخرة ؟ ، أين ذلك النظام الذي تدعوننا إليه ؟ فهل هو نظرية ؟ فنحن ذقنا مرارة كل نظرية ، مثل الرأسمالية والشيوعية والاشتراكية والليبرالية و البرجماتية و الميكافيلية ...الخ ، فأين ذلك النظام الذي يحفظ لنا إنسانيتنا وكرامتنا ويمنح لنا حريتنا الحقيقية ويشعرنا بالمساواة ؟ ، أين ذلك النظام الذي يحفظ لنا الأمن ؟ أمننا العام ( الأمن الفكري والروحي والنفسي والمادي ) .
يا سيد أسامة ، ما هو الإسلام ؟ وما هي ملامح منهج الله ؟ ، أرجو أن تعذرنا يا سيد أسامة فنحن لا نشاهد أمامنا ما تحدثنا عنه ، فنحن نشاهد دول تدعي تطبيق الإسلام ، وأنت تعرف من أعني ، ونحن نقرأ شيىء ونشاهد أمامنا شيىء آخر ، فأين عقيدة التوحيد وأين حقيقة فكرة الإسلام ؟
يا سيد أسامة ، لقد فهمت أخيراً حقيقة العدوان الأمريكي على أفغانستان ، فالقيادة الأمريكية لم تكن صادقة مع الشعب الأمريكي ، فهي - وكما يتضح لي الأن - شنت تلك الحرب بعد ما استشعرت بخطورة عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام على مشروعها الإجرامي الذي ستنفذه ضد الجنس البشري ، فهي لم تكن تريد لتلك العقيدة أن تتجسد لكي يتعرف عليها الناس ، وهناك أدلة كثيرة على ذلك لا يسع المجال لحصرها ، فالإعلام يغطي ويكفر الحقيقة .
يا سيد أسامة لقد زال عجبي عندما عرفت حقيقة الكفر ، وعرفت لماذا لا يتم الحديث عنها بصراحة ، فهي تدين حكام المسلمين وتثبت جهالة علمائهم وحقيقة أحوال رعاياهم ، فكيف سيهدي كافر كافر مثله وكيف سيهدي الأعمى الأعمى ؟ ، فأنت وفي أحد رسائلك كفرت حكام المسلمين ، وأنا كنت أعتقد بأن الكفر هوية ، وعندما سألت وبحثت اتضح لي بأنه حالة تصيب الإنسان بسبب تغطيته و إخفاءه وتكفيره للحقيقة ، وحكامك بمساعدة بعض علمائكم يقومون بذلك ، لذلك هم أصبحوا كفار ، فالنظام الذي يكفر الحقائق ( covering the facts ) عن رعاياه ولا يعمل بنظام وبقوانين الخلق يكون نظام كافر ، والفرد الذي يكفر ويخفي الحقيقة سيدخل في حالة الكفر ، بالفعل إنها مسألة بحاجة للدارسة والبحث والتأمل من جديد ، فلا بد أن يصاحب ذلك شعور ما ، فيجب أن نكتشف ذلك الشعور ، فهو وكما أعتقد سيقودنا إلى حكمة أعمق وهذا ما نبحث عنه ، وهذا ما ينقص حياتنا .
يا سيد أسامة أنت تدعونا إلى الإسلام ، فلا تطلب منا ما لا نطيقه ، فنحن لم نولد في نفس ظروف بيئتك ولم نورث الإسلام كما ورثه غيرنا ، ألا تجد لنا عذر في ذلك ؟ ، أليس من حقنا رؤية ما تدعوننا إليه وهو متجسد على أرض الواقع وعلى شكل مؤسسات ترسخ وتجذر فينا تلك العقيدة من خلال العلم والعمل والتعامل وليس من خلال السلطة القهرية والإجبار ، فنحن نرى كذا إسلام ، ونحن لا نرى الإسلام مجسدا أمامنا على شكل دولة لها مؤسسات ، ونحن في الحقيقة نجد العدل في بلداننا مطبق أكثر من البلاد الإسلامية ، فأي عدل تدعوننا إليه ؟ كما نجد الظلم أصبح من السمات التي تميز بلدانكم ، والإجرام أصبح عندكم إجرام مقنن ومنظم ويرعاه بعض علمائكم كما يقننون النفاق في مجتمعاتكم ، فأي عدل وأي ظلم وأي إجرام تقصد يا سيد أسامة ؟.
يا سيد أسامة ، لقد قلت ( والبادئ أظلم ) ، ونحن بالفعل بدأنا نتساءل بعد ذلك الحادث ، ما الذي ساق هذا الدمار إلينا ؟ ولماذا أصبح الآخرين يكرهوننا ويحقدون علينا ؟ ماذا فعلنا لهم ؟ هل هذا بسبب سكوتنا عن إجرام الساسة وظلمهم الخارجي ؟ وهل هذا بسبب النظام الديمقراطي الذي نحتكم إليه ؟ أين كوابحه ؟ أم أصبح يسير بلا كوابح بعد ما تحول إلى ( دكتاتورية تسلطية ) جماعية منظمة مشتركة تتوزع اختصاصاتها بين أهل القوة وأصحاب النفوذ ؟ نحن نبغض الدكتاتورية والتسلط والاستبداد بجميع أشكاله وألوانه وصوره ، فمن أين خرج لنا هذا التسلط والاستبداد ؟ لا بد بأن هناك خطا وخلل ما ؟ و أنا في الحقيقة بدأت أشعر بأن ممارسات الدكتاتورية تمارس علينا ولكن بشكل وبصورة مقننة ومنظمة وجديدة ، لذلك يجب أن ننتبه لهذا الأمر ونراجع - وبكل صدق - مسألة الديمقراطية القائمة على الأحزاب والفئات المحدودة .
على كل حال ، نحن بالفعل بحاجة أن نكتشف حقيقة الإسلام التي زيفها ساستنا وساستكم اللئام وبعض علمائهم ، فهناك من يمنعنا من معرفة الحقيقة ، فهناك من يضللنا ولا يريد لنا معرفة المعلومة الصحيحة الحقيقية الكاملة ، فهو وبلا شك سينتفع من جهالتنا وغفلتنا ، فلا يجب أن نسلم له زمام أمورنا وعقولنا ، فنحن بحاجة لإعادة النظر في قادتنا ونظامنا ، ونحن يجب أن نعينكم ونعين أنفسنا من أجل معرفة الحقيقة الغائبة التي تدعوننا إلى معرفتها ، فنحن أيضاً نريد أن نراها ونعرفها ونتلمسها ، فنحن فقدنا طعم الحيـاة .
يا سيد أسامة ، هل ممكن إلغاء أعمال العنف التي تستهدف الغافلين والأبرياء ، فمعظم الشعب الأمريكي يشعر بأن هناك شيىء ما خطأ ، و بعضهم يعيش حالة من حالات البحث و التساؤل وهو لا يجد الإجابة على أسئلته ، وأنت تعرف بأن قادتنا يقومون بإخفاء الحقيقة عنا وكما يفعلون قادتكم ، فهذا يحملكم مسؤولية التبليغ والإخبار والإجابة على كل التساؤلات التي تدور في أذهان شعبنا ، فلماذا لا تجتهد اجتهاد فكري من أجل تبليغها وإظهارها لنا ؟ فالله يأمرك بذلك ، قال تعالى ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا (52) ) ( الفرقان ) ، أي جاهدهم بالقرآن وبالبيان من أجل كشف الحقيقة الغائبة عن الناس .
ولا يفوتني أن أقول بأننا يجب أن نتحمل مسؤولية تنقية الأجواء من أجل سماع ورؤية الحقيقة ، فالساسة وكما يظهر لنا يحرصون على تعفير الأجواء وملئها بالضجيج من أجل منعنا من معرفة ما خفي عنا ، فيا سيد أسامة ، ألا تعتقد بضرورة بذل جهدكم من أجل تنبيه الغافلين بدلاً من قبرهم ؟ فأنا سمعت وعرفت بأن رسولكم رسول الرحمة وهو رسول الإنسانية ، فنحن نريد من يسوق لنا الرحمة بدلا من النقمة .
يا سيد أسام إن دينكم يأمركم بالصبر على المكاره وبالحلم ، وستأجرون على ذلك ، والله يحب المحسنين ، فإن لم يكن هذا العمل ، أي صبركم وحلمكم علينا من العدل فهو من الإحسان ، ألا تعلم بأن الله مع المحسنين ، قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ( 69 ) ) ( العنكبوت ) . فلم لا تكون من المحسنين ونكون نحن كذلك منهم لكي يهدينا الله وإياك إلى سواء السبيل ويصلح حالنا وأحوالنا الروحية والفكرية والنفسية والمادية وحال أهلنا وعيالنا ، إنها فكرة أعتقد بأنها تنبع من عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام ، والإسلام دين الفطرة وهذا ما تهدينا إليه الفطرة السليمة ، نحن بالفعل بحاجة لكي نتعرف على عقيدة وفكرة الفطرة ، عقيدة وفكرة الإسلام .
ونحن بحاجة لبعض الوقت من أجل ترتيب أمورنا وستجدون ما يسركم إن شاء الله ، فيجب أن نفكر بطريقة ما لكي نعيش بسلام مع الله ومع أنفسنا ومع الآخرين ، فإلى متى سيبقى الأمريكي مطارد ومكروه حاله حال اللص والمجرم ؟!
قال تعالى (...ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ( 3 ) ) ( الطلاق ) .
وأخيرا شكراً على رسالتك التي وجهتها إلى شعبنا الغافل ، فهو بحاجة لمزيد من التوضيح ، فلا تتركونا للاستغلال وللاستغفال وللحرمان الفكري الذي يمارسه كل ساسة هذا الزمان ، فهو أقسى أنواع الحرمان ، فرسولكم كان يجاهد من أجل تأمين الناس فكرياً بعد إبلاغهم بالحقيقة الغائبة عن أبصارهم وأسماعهم ، ونحن نريد معرفة نظام وقوانين الخلق وهذا ما نفتقده ، وعلى ذلك جاهد ونحن معك بإذن الله .