PDA

View Full Version : عندما تبكي الشموع :..


فتى الإيمان
02-03-2003, 12:32 PM
شموع صغيرة..تحبو نحو عالم أفضل..في أشعة تخبو وسط ظلام شبح الموت..تُخنق الشعلة..وما تحمله من آمال وأحلام..شموع لا ذنب سوى أنها أوقدت في مهد ينبض بالذهب..هناك..خلف حصار الموت..أسمع أنات شمعة..عيناها..تحمل مآسي الكون، ويداها تتهالك تحت وطأة اعتصار الجلد.. ورأس صغير..يتشنج في لهفة إذا ما تنسم رائحة الشبع..وصوت خافت مكتوم يئن في توجع..أقصى ما يتمنى نقطة دواء..
أنات..توجعات..أهات تمزق نياط القلب..دموع تذرف وتتجمد على خدود الشمعة لأنها لا تجد يدا تمسحها..ياإلهي..كم تذرف هذه الشموع من دموع..
--------------------------------------------------
ذلك ما شعرت به حين رأيت ذلك الجسد شبه الآدمي على التلفاز..طفل بريء لا ذنب له سوى أنه....
عراقي!!
قد يكون مثله في هذا الكون كثير..لابدون قد.. بل أكيد.. لكن.. إن أوقفت أصابعك المشهد.. واقتربت لتتأمل ذلك الكائن...
لا اقترب..
اقترب أكثر..
اقترب حتى يكاد يكسر رأسك هذه الشاشة..
والآن صف لي ماذا ترى..ما أراه أنا جسد معدوم الملامح.. وجه مكان العين فيه حفرتين غائرتين.. تحيط بهما هالة قاتمة السواد.. ومكان الشفاه..مساحات متشققة..ميتة..تخجل حتى من السقوط.. ومكان عضلات الصدر..جلد مشدود في إصرار..إصرار قتل ما يمكن أن يوجد مما يسمى لحم فوق ذاك الصدر.. ذلك الجلد الذي يكاد يتمزق فوق عظام الهيكل المتحجر...
وإذا تابع نظرك الأعمى ذاك الجسد... ترى مكان الذراعين عصاتين أسطوانتين... وفي أطرافهما قطع صغيرة تجاهد للإلتحام بهما.. تلك العصاتين إياك.. ثم إياك أن تفكر في أن تمسكهما.. لأنهما سيتفتتان تحت وطأة يديك، لأنهما بكل بساطة بلغت الهشاشة منهما كل مبلغ.. حتى أنها خالية من النخاع ...
تلك شموع بريئة.. تبكي بدون ذنب جنته..
ومثلها في فلسطين الكثير.. والجميع ينظر ..وبعد النظر.. النسيان..
والحكام العرب.. قمم!!!



:cry: :damp: :cry: :damp: :cry: :damp: :cry: :damp: :cry: