PDA

View Full Version : جزر القمر


BU SAAD
01-04-2003, 10:26 PM
جزر القمر

القصة حدثت في جزر القمر ، ذلك البلد الإسلامي ، الذي يحيط الفقر والمرض بالناس ، مثلما يحيط الماء بجزرها . (عبد الله) هو أحد الناس الفقراء ويعيش في قرية نائية على بعد عشرات الأميال من العاصمة مروني ، في بيته المتواضع المصنوع من جريد النخل ، حاله حال باقي الناس .
نهض في ثلث الليل الأخير وركع ركعتين ، قرا في أحدهما أواخر سورة يوسف عليه السلام:(ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يأبت هذا تأويل روياي من قبل قد جعلها ربي حقا). وكان صراخ ابنه المريض ينغص عليه لحظات خشوعه ، فقد أصيب ابنه بداء مبرح يكاد يقتله ، وقد مر عليه زمن طويل وهو لا يملك المال الكافي لشراء الدواء لابنه ، حيث اشرف على الموت ، هذا الدواء الذي ينجو به الطفل قدره الطبيب ب(150)فرنكا فرنسيا ، كيف له بهذا المبلغ ، بالحالة الاقتصادية في كساد ، ولا يملك الإنسان قوت يومه.
بعد صلاة الفجر نام (عبد الله) ورأى في المنام انه يسجد في رماد ، وعندما سجد وجد بين أكوام الرماد (200) فرنك فرنسي ، حاول أن يلمسها بيده ، وإذا بصراخ ابنه الصغير يوقظه ، ما أحلى الأحلام ، وما أضنى الآلام ، مضى اليوم والرجل يتشاور مع زوجته: كيف ندبر
المال لشراء الدواء؟
عند العصر توقفت سيارة لهيئة خيرية تقوم بالإشراف على أعمال الخير الكويتية في جزر القمر إمام مسجد القرية تقل الشيخ (أحمد) والشيخ (فرج) ترجل الشيخ أحمد والشيخ فرج لصلاة العصر ، بينما ظل المرافقين الذين جمعوا بين صلاتي الظهر والعصر في السيارة.
عندما أقيمت الصلاة ودخل الناس فيها قال أحد مرافقي الهيئة لصاحبه: ألا ترى ذلك الدخان المتصاعد؟ ألا تظن أنه حريق ؟ قال له صاحبه: هذا الدخان طبيعي ، لان الناس يطبخون طعامهم باستخدام جريد النخل الذي يقيمون به مساكنهم. ازداد الدخان كثافة وتصاعدا فجأة ، ارتفعت أصوات النساء والأطفال : (حريق.. حريق) ، تدافع الشباب من الشارع الرئيسي إلى سكك المنازل ، أحد البيوت قد تصاعد منه لهيب حريق يخشى أن ينتقل إلى باقي المساكن، حيث أنها كلها من جريد النخل وهي متلاصقة، ترجل مرافقا الهيئة مع الناس وهرولوا مسرعين إلى البيت المحترق من البيت بسرعة مذهلة دونما خسائر. خرج الرجال المصلون ليتفقدوا الجلبة والصراخ، وإذا البيت هو بيت (عبد الله)، كانت لحظات حزن شديدة لعبد الله الفقير البائس، فهو الآن يعيش آلام ابنه والام بيته المحترق ، في لحظات سريعة صاح مرافقا الهيئة للشيخ (أحمد): نحن مررنا بهذه القرية ، ولزاما علينا أن نساعد أهلها خذ يا شيخ هذا المبلغ أعطه الصاحب المسكن المحترق)
كانت لحظات سعادة لا توصف عندما استلم الفقير (عبد الله) 2000 فرنك فرنسي ، آية سعادة هذه 150 فرنكا دواء لابنه، وخمسون أخرى يعوض بها في بناء مسكنه. عندها لم يتمالك عبد الله نفسه، فسجد فإذا هو يسجد على رماد بيته المحترق ، بكى وهو ساجد .. رفع رأسه وبصره إلى السماء قائلا مرددا (هذا تأويل من قبل قد جاء ربي حقا). عندها تابع مرافقا الهيئة سيرهما، توقفا عند المغيب في قرية أخرى ، سال أحدهما الآخر (ألا ترى يا أخي أن وقوفنا عند المغيب في تلك القرية التي توقفنا بها لصلاة العصر لم يكن في البرنامج ، حيث يفترض أن نكون عصرا في القرية التي نحن بها
الآن؟
تمتم صاحبه قائلا: قدر الله وما شاء فعل.


منقول

moon_back
02-04-2003, 11:40 AM
سبحان الله :)