متدبر
29-10-2003, 09:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الاخوة الكرام :
موضوعنا اليوم عن مشكلة يعانى منها الملايين من البشر من كافة الاجناس ذكور وإناث ولكنها أكثر حدوثا عند النساء ويتضايقن منها أكثر.
فبعد التعريف بالمشكلة وأبعادها سأقدم بإذن الله لها حلا إسلاميا نغنم منه غنيمة قيمة.
هذه المشكلة قلما تجد لها ذكر فى الكتب والمجلات والصحف أو برامج الاذاعة والتلفزيون.
يعاني منها أناس كثيرون وكثير منهم لا يدري أنها مشكلة عامة.
هذه المشكلة تزداد فى أوقات وظروف دون غيرها
المشكلة تتمثل فى لحن او جزء صغير من أغنية مثل الاسطوانة المشروخة تظل تدور فى الرأس دون توقف وتستمر أحيانا لعدة أيام وتؤدى الى ضيق شديد لبعض الناس .
فكم مرة استيقظت من النوم لتجد نفسك تستمع لمقطع من أغنية لم تسمعها منذ زمن ولا تستطيع توقيفها لدرجة أنك تتضايق من تكرارها
فمثلا تسمع هذا المقطع " والموقة تقري ورا الموقة عايزة تطولها"
وأنت لا تستطيع أن توقف هذه الموجات من الدوران فى الرأس لدرجة انها تشوش عليك تفكيرك وتفقدك القدرة على التركيز ، والمصيبة أنها أحيانا تحدث فى يوم إمتحان أو يوم إجتماع مهم.
وأحيانا تمر من جانب محل أو سيارة (عند التوقف على إشارة المرور مثلا) وتسمع مقطع من أغنية عربية أو غربية ليلتصق ذلك المقطع بالرأس .
قد يقول قائل منكم ما دخل هذا الموضوع "بالذكرى" والصوم والعبادة ؟
هذه المشكلة قد تداهمك فى وقت حرج مثل وقت خطبة الجمعة
تجلس بالمسجد وتحاول التركيز على الخطبة ولكن هناك فرقة تعزف داخل رأسك
وتحمد الله أن لا احد يسمعها غيرك
كثيرا ما تسسب هذه المشكلة في حوادث سيارات
السائق يتضايق من هذه المشكلة تصل به الى درجة أن يبدأ في البحث عن ذلك الشريط ليرتاح من تلك الاسطوانة المشروخة وهو متعب فيفقد التركيز أثناء القيادة.
وهناك أغاني معينة أكثر إلتصاقا بالمخ من غيرها
الدعايات التجارية تلتصق بسرعة وتحاول شركات الاعلان إستغلال هذه الظاهرة
الظاهرة كما قلنا عالمية ولكنها لم تلق التغطية الكافية
يتناولها في العادة أطباء النفس والكتاب والمثقفون والموسيقيون وشركات الاعلانات
في اللغة الالمانية تسمى "ديدان الاذن"
وأعتقد أن هذه التسمية مقبولة جدا ومنطقية أو من الممكن أن نسميها اللحن اللاصق أو الاغنية اللاصقة .
بعض الناس في الغرب حاول إيجاد حل لها ولكنها لم تفلح ،بدء بسماع أغنية غيرها الى الغناء بصوت عال الى أخذ حمام بارد وأخيرا الالتجاء الى الطبيب النفساني.
سأحاول بإذن الله تعالى تقديم حل لهذه المشكلة بعد أن جربته لعدة أسابيع وأفلح معي والحمد لله.
فلقد عانيت من هذه المشكلة بعد ان توقفت عن سماع الاغاني مؤثرا الذكر والتسبيح ، فصارت هذه الديدان تهاجمني بكثرة وأحاول الابتعاد عن مصادر الاغاني حتى لا تلتصق برأسي.
التسبيح وحده أو الاستعاذة من الشيطان تساعد في التخفيف من حدتها ولكن لا يقضي عليها.
هذا التخفيف أوصلني الى يقين بأن هذه الالحان هي من الشيطان الرجيم ويبدو لي أن هناك شيطانا متخصص فى هذه العملية كما سنرى فيما بعد.
ولقد ورد فى الاثر عدة أسماء لشياطين منها الحباب والولهان الذي يغري الانسان بكثرة إستعمال الماء عند الوضوء إلا أني لم أجد إسم الشيطان الذى أظنه متخصص بهذه العملية
والحل الذي يطيب لي أن أقدمه لكم في هذا الشهر الكريم مستوحى من وظيفة الشيطان كما ورد فى سورة الانعام:
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {91}
فما دام الشيطان يوحي لنا بهذه الانغام من أجل أن يصدنا عن الذكر فخير وسيلة لهزيمته هي إستخدام هذه الالحان كتذكير بالذكر.
والطريقة تتلخص فى مواجهة هذه الاغنية اللاصقة بآية أو جزء من آية تشترك مع هذه الاغنية في كلمة أو معنى ، وإن تعذر تذكر آية مناسبة فمن الممكن
تكرار ذكر او تسبيح او دعاء يكون بنفس طول الاغنية اللاصقة.
ولنجرب هذه الطريقة على بعض الاغاني
ولنبدأ بالمثل الذي سقناه سابقا فلربما تكون قد إلتصقت برأس أحدكم
تلك الاغنية المشهورة "والموقة (الموجة) تقري ورا الموقة عايزة تطولها"
فما علينا سوى إختيار آية مذكور فيها الموج مثل:
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ
فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ
ويكفى تكرار الجزء الاول من الآية سرا بالطبع
أو قوله تعالى :
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن
فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ
يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ
ومرة أخرى يكفى تكرار الجزء الاول من الآية الكريمة
أو قوله تعالى :
وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ
فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُور
ستندهشون من التأثير الفورى لهذه الطريقة ، مثل رش النار بالماء
وسيلاحظ بعظكم إنكماش اللحن بشكل وصفه الجبيب المصطفى خير وصف فى موقف مشابه :
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عثرت بك الدابة فلا تقل تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت ويقول بقوته صنعته ولكن قل بسم الله الرحمن الرحيم فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب).
فالحبيب المصطفى صور لنا الشيطان وهو يتصاغر حتى يصبح مثل الذبابة.
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله
فحالما يدرك الشيطان أن ما قام به صار واعز لك للذكر أو فلنقل بالتعبير الحديث أن الشيطان الرجيم أعطاك الايقاع الذى جعلك تبنى عليه الذكر سيقوم ذلك الشيطان بسحب ذلك الايقاع لانه أصبح ضده وضد هدفه .
فالذكر هنا هي الغنيمة الكبيرة التى غنمناها من هذه المشكلة ولكن علينا ألا نتوقف ونستمر فى الذكر بتكرار ذكر آخر مناسب .
وأستطيع أن أضرب لكم العديد من الامثلة التى جربتها شخصيا ولكن الفكرة واضحة ، ولا أريد مط الموضوع أكثر من اللازم.
ونستطيع أن نطبق نفس الطريقة حتى مع الاغاني الاجنبية
فهناك مثلا مقطع من أغنية أمريكية تكرر فيها كلمة "مارلين مارلين ...."
فالرد عليها ممكن أن يكون بدعاء "اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين"
أو الاكتفاء فقط بتكرار "اللهم اجعلنا هادين مهتدين " لتتزامن كلمتي "هادين مهتدين" مع كلمتي "مارلين مارلين"
وقد يتعجب بعضكم من طرحي لهذه الموضوع بجدية
وردي هو في سرد ما وقع بين الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام فلقد ورد فى السيرة ما يلي:
فلما يئس الشيطان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالإغراء والإضلال أخذ يشوش عليهم أوقاتهم بتلك الألقيات. والوساوس: الترهات؛ فنفرت عنها قلوبهم وعظم عليهم وقوعها عندهم فجاؤوا - كما في الصحيح - فقالوا: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: "أو قد وجدتموه"؟ قالوا: نعم. قال: (ذلك صريح الإيمان رغما للشيطان حسب ما نطق به القرآن في قوله: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" [الحجر: 42].
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله
تدبروا معي فى هذا الموقف وهذا الرد الجميل
الصحابة رضوان الله عليهم جاؤا الى الحبيب المصطفى وهم مهمومون وخجلون مما فى أنفسهم ولم يتمكنوا حتى من البوح بما يجدوا في أنفسهم
ولكن الطبيب النفساني العظيم لم ينهرهم كما يفعل بعض من مشايخ اليوم مع تلاميذه بل فاجأهم بأنه على دراية من المشكلة وبدل حزنهم فرحا بقوله "ذلك صريح الايمان"
وأستطيع أن أتصور الحبيب المصطفى مبتسما مشرق الوجه وهو يقول "أو قد وجدتموه؟"
الصلاة والسلام عليك وعلى آلك يا سيدى يا رسول الله.
وأتوقف هنا الآن لنكمل الموضوع في يوم آخر بإنتظار ردودكم.
وهذا الموضوع هو الثاني فى سلسلة من المواضيع أخترت لها عنوان "الذكرى" سيتم نشرها بالعديد من المنتديات العربية خلال شهر رمضان الكريم
والاسم مشتق من قوله تعالى :
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِين
فهو للذكرى وللتدبر وللتفكير
ولكنه ليس للجدال والمراء فأرجو المعذرة إن لم أرد على كل رد او إستفسار
وفقنا الله جميعا الى فهم كتابه والتدبر فى آياته والامتثال لاوامره وإجتناب نواهيه
والصلاة والسلام عليك يا سيدى يا رسول الله
وعلى آلك وصحبك ومن والاك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم مهندس / محمد خالد الكيلاني
بنغازي ليبيا
= = = = = = = =
إقرأ أيضا لنفس الكاتب
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=177371
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=175058
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=171153
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=161950
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الاخوة الكرام :
موضوعنا اليوم عن مشكلة يعانى منها الملايين من البشر من كافة الاجناس ذكور وإناث ولكنها أكثر حدوثا عند النساء ويتضايقن منها أكثر.
فبعد التعريف بالمشكلة وأبعادها سأقدم بإذن الله لها حلا إسلاميا نغنم منه غنيمة قيمة.
هذه المشكلة قلما تجد لها ذكر فى الكتب والمجلات والصحف أو برامج الاذاعة والتلفزيون.
يعاني منها أناس كثيرون وكثير منهم لا يدري أنها مشكلة عامة.
هذه المشكلة تزداد فى أوقات وظروف دون غيرها
المشكلة تتمثل فى لحن او جزء صغير من أغنية مثل الاسطوانة المشروخة تظل تدور فى الرأس دون توقف وتستمر أحيانا لعدة أيام وتؤدى الى ضيق شديد لبعض الناس .
فكم مرة استيقظت من النوم لتجد نفسك تستمع لمقطع من أغنية لم تسمعها منذ زمن ولا تستطيع توقيفها لدرجة أنك تتضايق من تكرارها
فمثلا تسمع هذا المقطع " والموقة تقري ورا الموقة عايزة تطولها"
وأنت لا تستطيع أن توقف هذه الموجات من الدوران فى الرأس لدرجة انها تشوش عليك تفكيرك وتفقدك القدرة على التركيز ، والمصيبة أنها أحيانا تحدث فى يوم إمتحان أو يوم إجتماع مهم.
وأحيانا تمر من جانب محل أو سيارة (عند التوقف على إشارة المرور مثلا) وتسمع مقطع من أغنية عربية أو غربية ليلتصق ذلك المقطع بالرأس .
قد يقول قائل منكم ما دخل هذا الموضوع "بالذكرى" والصوم والعبادة ؟
هذه المشكلة قد تداهمك فى وقت حرج مثل وقت خطبة الجمعة
تجلس بالمسجد وتحاول التركيز على الخطبة ولكن هناك فرقة تعزف داخل رأسك
وتحمد الله أن لا احد يسمعها غيرك
كثيرا ما تسسب هذه المشكلة في حوادث سيارات
السائق يتضايق من هذه المشكلة تصل به الى درجة أن يبدأ في البحث عن ذلك الشريط ليرتاح من تلك الاسطوانة المشروخة وهو متعب فيفقد التركيز أثناء القيادة.
وهناك أغاني معينة أكثر إلتصاقا بالمخ من غيرها
الدعايات التجارية تلتصق بسرعة وتحاول شركات الاعلان إستغلال هذه الظاهرة
الظاهرة كما قلنا عالمية ولكنها لم تلق التغطية الكافية
يتناولها في العادة أطباء النفس والكتاب والمثقفون والموسيقيون وشركات الاعلانات
في اللغة الالمانية تسمى "ديدان الاذن"
وأعتقد أن هذه التسمية مقبولة جدا ومنطقية أو من الممكن أن نسميها اللحن اللاصق أو الاغنية اللاصقة .
بعض الناس في الغرب حاول إيجاد حل لها ولكنها لم تفلح ،بدء بسماع أغنية غيرها الى الغناء بصوت عال الى أخذ حمام بارد وأخيرا الالتجاء الى الطبيب النفساني.
سأحاول بإذن الله تعالى تقديم حل لهذه المشكلة بعد أن جربته لعدة أسابيع وأفلح معي والحمد لله.
فلقد عانيت من هذه المشكلة بعد ان توقفت عن سماع الاغاني مؤثرا الذكر والتسبيح ، فصارت هذه الديدان تهاجمني بكثرة وأحاول الابتعاد عن مصادر الاغاني حتى لا تلتصق برأسي.
التسبيح وحده أو الاستعاذة من الشيطان تساعد في التخفيف من حدتها ولكن لا يقضي عليها.
هذا التخفيف أوصلني الى يقين بأن هذه الالحان هي من الشيطان الرجيم ويبدو لي أن هناك شيطانا متخصص فى هذه العملية كما سنرى فيما بعد.
ولقد ورد فى الاثر عدة أسماء لشياطين منها الحباب والولهان الذي يغري الانسان بكثرة إستعمال الماء عند الوضوء إلا أني لم أجد إسم الشيطان الذى أظنه متخصص بهذه العملية
والحل الذي يطيب لي أن أقدمه لكم في هذا الشهر الكريم مستوحى من وظيفة الشيطان كما ورد فى سورة الانعام:
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {91}
فما دام الشيطان يوحي لنا بهذه الانغام من أجل أن يصدنا عن الذكر فخير وسيلة لهزيمته هي إستخدام هذه الالحان كتذكير بالذكر.
والطريقة تتلخص فى مواجهة هذه الاغنية اللاصقة بآية أو جزء من آية تشترك مع هذه الاغنية في كلمة أو معنى ، وإن تعذر تذكر آية مناسبة فمن الممكن
تكرار ذكر او تسبيح او دعاء يكون بنفس طول الاغنية اللاصقة.
ولنجرب هذه الطريقة على بعض الاغاني
ولنبدأ بالمثل الذي سقناه سابقا فلربما تكون قد إلتصقت برأس أحدكم
تلك الاغنية المشهورة "والموقة (الموجة) تقري ورا الموقة عايزة تطولها"
فما علينا سوى إختيار آية مذكور فيها الموج مثل:
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ
فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ
ويكفى تكرار الجزء الاول من الآية سرا بالطبع
أو قوله تعالى :
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن
فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ
يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ
ومرة أخرى يكفى تكرار الجزء الاول من الآية الكريمة
أو قوله تعالى :
وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ
فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُور
ستندهشون من التأثير الفورى لهذه الطريقة ، مثل رش النار بالماء
وسيلاحظ بعظكم إنكماش اللحن بشكل وصفه الجبيب المصطفى خير وصف فى موقف مشابه :
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عثرت بك الدابة فلا تقل تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت ويقول بقوته صنعته ولكن قل بسم الله الرحمن الرحيم فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب).
فالحبيب المصطفى صور لنا الشيطان وهو يتصاغر حتى يصبح مثل الذبابة.
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله
فحالما يدرك الشيطان أن ما قام به صار واعز لك للذكر أو فلنقل بالتعبير الحديث أن الشيطان الرجيم أعطاك الايقاع الذى جعلك تبنى عليه الذكر سيقوم ذلك الشيطان بسحب ذلك الايقاع لانه أصبح ضده وضد هدفه .
فالذكر هنا هي الغنيمة الكبيرة التى غنمناها من هذه المشكلة ولكن علينا ألا نتوقف ونستمر فى الذكر بتكرار ذكر آخر مناسب .
وأستطيع أن أضرب لكم العديد من الامثلة التى جربتها شخصيا ولكن الفكرة واضحة ، ولا أريد مط الموضوع أكثر من اللازم.
ونستطيع أن نطبق نفس الطريقة حتى مع الاغاني الاجنبية
فهناك مثلا مقطع من أغنية أمريكية تكرر فيها كلمة "مارلين مارلين ...."
فالرد عليها ممكن أن يكون بدعاء "اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين"
أو الاكتفاء فقط بتكرار "اللهم اجعلنا هادين مهتدين " لتتزامن كلمتي "هادين مهتدين" مع كلمتي "مارلين مارلين"
وقد يتعجب بعضكم من طرحي لهذه الموضوع بجدية
وردي هو في سرد ما وقع بين الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام فلقد ورد فى السيرة ما يلي:
فلما يئس الشيطان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالإغراء والإضلال أخذ يشوش عليهم أوقاتهم بتلك الألقيات. والوساوس: الترهات؛ فنفرت عنها قلوبهم وعظم عليهم وقوعها عندهم فجاؤوا - كما في الصحيح - فقالوا: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: "أو قد وجدتموه"؟ قالوا: نعم. قال: (ذلك صريح الإيمان رغما للشيطان حسب ما نطق به القرآن في قوله: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" [الحجر: 42].
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله
تدبروا معي فى هذا الموقف وهذا الرد الجميل
الصحابة رضوان الله عليهم جاؤا الى الحبيب المصطفى وهم مهمومون وخجلون مما فى أنفسهم ولم يتمكنوا حتى من البوح بما يجدوا في أنفسهم
ولكن الطبيب النفساني العظيم لم ينهرهم كما يفعل بعض من مشايخ اليوم مع تلاميذه بل فاجأهم بأنه على دراية من المشكلة وبدل حزنهم فرحا بقوله "ذلك صريح الايمان"
وأستطيع أن أتصور الحبيب المصطفى مبتسما مشرق الوجه وهو يقول "أو قد وجدتموه؟"
الصلاة والسلام عليك وعلى آلك يا سيدى يا رسول الله.
وأتوقف هنا الآن لنكمل الموضوع في يوم آخر بإنتظار ردودكم.
وهذا الموضوع هو الثاني فى سلسلة من المواضيع أخترت لها عنوان "الذكرى" سيتم نشرها بالعديد من المنتديات العربية خلال شهر رمضان الكريم
والاسم مشتق من قوله تعالى :
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِين
فهو للذكرى وللتدبر وللتفكير
ولكنه ليس للجدال والمراء فأرجو المعذرة إن لم أرد على كل رد او إستفسار
وفقنا الله جميعا الى فهم كتابه والتدبر فى آياته والامتثال لاوامره وإجتناب نواهيه
والصلاة والسلام عليك يا سيدى يا رسول الله
وعلى آلك وصحبك ومن والاك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم مهندس / محمد خالد الكيلاني
بنغازي ليبيا
= = = = = = = =
إقرأ أيضا لنفس الكاتب
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=177371
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=175058
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=171153
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=161950