PDA

View Full Version : يا ببغاوات ما يقول كلب الروم لماذا تنقمون من العلاّمة سفر الحوالي !!


أبو لـُجين ابراهيم
16-11-2003, 07:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:

فإن الله قد قسم العقول كما قسم الأرزاق فجعل لكلٍ نصيباً، وقسم العلم بين العقول فجعل لكل عقلٍ نصيباً، وقسم العمل به بين أصحابه فجعل لكل عالمٍ نصيباً. فتفاوت الرجال فبرز أهل العقل ثم برز أهل العلم ثم برز أهل العمل به ، فهم بين الخلق كالقمر بين الكواكب.

قال تعالى (يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)

وقال البخاري: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)

هو أرضٌ نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، فعلم وعمل وعلّم . لله دره ما أقل أمثاله في عصرنا . وهذه من حكم الله تعالى الواضحة، ليعَرّف الناس بقدْرهم، فليسوا كُثُر فيزهدوا فيهم. ولا يظهرهم للناس، حتى ييأسوا فيمن حولهم ممن لا هم له إلا المناصب والمال.

علا شأنه في قلوب الصالحين وارتفع ذكره بين الناس فحسده شانئوه فما وجد الشيطان وأتباعه غيرهم مطيّة فسخّروا ألسنتهم وأقلامهم ليسقطوه .

وإذا رأيت الجاهل يتكلم في العالم بدون بينة فاعلم أن الحسد قد استولى على شغاف قلبه، (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) .

وصدق فيه وفي حساده قول القائل:


ما زال يسبق حتى قال حاسده

هذا طريق إلى العلياء مختصر

حُرم من الدعوة فصبر، أُلقي في السجن فصبر، أُتهم في نيته فصبر، كذّب فصبر، يقول بالصبر وبه يعمل قالها مراراً وتكراراً (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ).

منهجه الوسط فليس بالغالي ولا بالجافي ولا هو بالمكفر وليس بالمميع لا يعبد الأمراء والوجهاء فيرجوا رحمتهم ولا يبغضهم فيخاف عذابهم ونقمتهم. يدعوا إلى الله على بصيرة بمنهج واضح وضوح الشمس لا تخفى إلا عن أعمى البصر والبصيرة وقدوته في ذلك إمامه الأول من أُنزل عليه (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).

يريدونه أن ينطق بما يرضيهم ويأبى أن ينطق إلا بما يرضي الله سمعها من أراد أن يسمعها "لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوا لنا".

منهم من يريده أن يعبد الأمراء فيمشي في فلكهم يسبح بحمدهم بكرةً وعشياً، ومنهم من يريده أن يلعنهم كما لُعن أصحاب السبت، طرفي نقيض هو بينهم وسطاً فسبحان من هداه لما اختلف فيه من الحق.

لبت له الأرض في استراليا وماليزيا إلى مغربها في كندا وأمريكا مرورا بأدغال أفريقيا ودول أوروبا فضلاً عن بلدان الجزيرة وعلماءها الذين سلموا له بالعلم والقوة والأمانة.

فتجاوز حب الناس له الحدود فهو ألفٌ في رجل، كأن القائل قصده عندما قال:


فلم تر أمثال الرجال تفاوتوا

إلى الفضل حتى عد ألف بواحد

يتكلم بالكلمة فينصت الدهر لكلامه ويكتب الحرف فيقرأ الزمان أحرفه، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ). وإذا ما ذكر اسمه تولت شياطين الإنس لا تلوي على أحد، لا يأمر إلا بالمعروف ولا ينهى عن المنكر.

ولله دره يوم نصر السنة وقمع البدع وأهلها، فعندما أرادت بعض "الطوائف المارقة" الاصطياد في الماء العكر فقدمت ديناً جديداً للدولة في وقت ضعفها فانبرى لها فكان "جوابه" بياناً (يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِين) ، أتى به بنيانهم من أساسه فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، ولم يقف مع الدولة في هذا الشأن أحد غيره. والحمد لله الذي (جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا).

ثم خرج أقوام (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)، ببغاوات يقولون ما يقول "كلب الروم"، لا هم لهم إلا ذلك فصبحونا بكلامه ومسونا به. قال سيدهم (الإرهاب) فقالوا (الإرهاب)، قال (المناهج) فقالوا (المناهج)، فلاكها ولفظها فتلقفوها من بعده ولاكوها.

زعموا أنه ينبذ "الآخر وقد خرجوا هم على "الأول" من سلف الأمة فنبذوهم! وأخذوا "الآخر" بالأحضان من أهل الكفر والرجس وعبّاد الطاغوت ورفضوا "أهل الإسلام" من إخواننا ممن بغوا علينا، فاجتمع فيهم الرفض والإرجاء والخروج، وهؤلاء هم خصومه.

كالضباع لا يجرؤون على المواجهة إلا جماعات، إقصائيون، إحاديون، يريدوا أن يكونوا أوصياء على الناس في حرية اختيار شيخهم، ليختاروا هم للأمة شيخاً على ما تشتهي سيدتهم أمريكا، ولكنها فطنت فلم يعد يهمها إن كان "الأمير" رضي عن "العالِم" فقربه أم لم يرض فأقصاه. فاختارته تقرباً وحباً في الله لا زلفى لأمير ولا خوفاً من وزير.

قال ابن القيم فيهم وفي أمثالهم: (إن النجاسة تارة تكون محسوسة ظاهرة وتارة تكون معنوية باطنة فيغلب على الروح والقلب الخبث والنجاسة حتى إن صاحب القلب الحي ليشم من تلك الروح والقلب رائحة خبيثة يتأذى بها كما يتأذى من شم رائحة النتن)

خرج عليهم العلامة وإن رغمت أنوف- في قناة الجزيرة ليفضح من يستحق الفضح وليبري ذمته وليقول ما يأمره الله به فلما خشي (المفسدون في الأرض) أن يظهر فسادهم للعيان أمروا أتباعهم فكتبوا وتواصوا به وصدق قول الله فيهم (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ)، فتردوا في مهاوي الردى، وانزلقت أقدمهم إلى أوعر المهالك.

(وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ )

المشاركة مفتوحة لجميع الأخوة الأعضاء والقرّاء في كتابة كلمة حق في الشيخ العلامة سفر الحوالي والقرّاء بإمكانهم إرسال مشاركاتهم على بريدي

abulojin@hotmail.com

والله أعلم