فتى الإيمان
09-12-2003, 02:14 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
في رحاب آيـة
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}
يالله! ويالروعة الإيمان والطاعة والتسليم. هذا إبراهيم الشيخ. المقطوع من الأهل والقرابة. المهاجر من الأرض والوطن. ها هو ذا يرزق في هرمه بغلام. طالما تطلع إليه. فلما جاءه جاء غلاماً ممتازاً يشهد له ربه بأنه حليم. وها هو ذا ما يكاد يأنس به، وصباه يتفتح ويبلغ معه السعي، ويرافقه في الحياة. حتى يرى في منامه أنه يذبحه. ويدرك أنها إشارة من ربه بالتضحية. فماذا؟ إنه لا يتردد، ولا يخالجه إلا شعور الطاعة، ولا يخطر له إلا خاطر التسليم. يبدو ذلك في كلماته لابنه وهو يعرض عليه الأمر الهائل في هدوء وفي اطمئنان عجيب: {قال: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك. فانظر ماذا ترى}. والأمر شاق ما في ذلك شك. وهو مع هذا يتلقى الأمر هذا التلقي، ويعرض على ابنه هذا العرض؛ ويطلب إليه أن يتروى في أمره، وأن يرى فيه رأيه! فماذا يكون من أمر الغلام، الذي يعرض عليه الذبح، تصديقاً لرؤيا رآها أبوه؟ {قال : يا أبت افعل ما تؤمر. ستجدني - إن شاء الله - من الصابرين}. إنه يتلقى الأمر لا في طاعة واستسلام فحسب. ولكن في رضى كذلك وفي يقين. {يا أبت}. في مودة وقربى. {افعل ما تؤمر}. فهو يحس ما أحسه من قبل قلب أبيه. ثم هو الأدب مع الله، ومعرفة حدود قدرته وطاقته في الاحتمال؛ والاستعانة بربه على ضعفه ونسبة الفضل إليه في إعانته على التضحية، ومساعدته على الطاعة: {ستجدني إن شاء الله من الصابرين}.
دعاء اليوم:
اللهم يا مؤنس كل وحيد يا صاحب كل فرِيد .
يا قريباً غير بعيد يا غالباً غير مغلوب
يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام
لا إله إلا أنت اللهم كن لنا ولا تكن علينا
اللهم كن لنا ولا تكن علينا اللهم كن لنا ولا تكن علينا اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر .
حـديث اليــوم
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول: ” إذا هَمّ أحدُكُم بالأمرِ فليَركَع رَكعَتينِ مِن غيرِ الفَريضة ثُمّ ليَقُل: اللّهُمَ إنّي أستَخيرُكَ بِعِلمِكَ وأستَقدِرُكَ بِقُدرَتِكَ وأسألُكَ مِن فَضلِكَ العَظيم فإنّكَ تَقدِرُ ولاأقدِرُ وتَعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علاّمُ الغُيوبِ، اللّهم إن كُنتَ تَعلَمُ أنّ هذا الأمرَ خير لي في ديني وَمَعاشي وعاقِبَة أمري (أو قال عاجِلِ أمري وآجِلِهِ) فاقدِرهُ لي ويَسِّرهُ لي ثُمّ بارِك لي فيهِ وإن كُنتَ تَعلَمُ أنّ هذا الأمرَ شَرّ لي في ديني وَمَعاشي وعاقِبَةَ أمري (أو قال عاجِلَ أمري وآجِلِهِ) فاصرِفهُ عَني واصرِفني عَنهُ واقدِر لي الخيرَ حيثُ كانَ ثُمّ رَضِّني به ، ثم قال " ويُسَمّي حاجَتَهُ ” (رواه البخاري)
إذا مر بالإنسان أمر من أمور دينه سأل أهل العلم ، وإن أشكل عليه أمر من أمور دنياه استشار من يثق به عقلا وعلما ونصيحة ، فما ندم من استشار وأمر الله تعالى بالمشورة حتى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان ينزل عليه الوحي فقال: ” وشاورهُم في الأمرِ فإذا عَزَمتَ فَتوَكَّل على اللّهِ ” ، وحث المؤمنين على المشورة: ” وأمرُهم شورى بينَهُم ”. ومن استنصحه أخاه فلينصحه وليشر عليه أفضل ما يصل إليه جهده فالمشورة أمانة ومن قصّر فيها فقد خان الأمانة . ولكن مع كل جهد الإنسان وما يسمع من مشورة ، قد يصل إلى حالات من عدم التأكد في أي الأمور أفضل له ، لأنه لا يعلم ما يخبؤه المستقبل الذي علمه عند الله تعالى ، وهنا تكون الاستخارة. فالاستخارة تحكيم عملي من المؤمن للشرع في ما ليس بإمكانه التأكد منه من أموره والدعاء من الله تعالى بالتسديد والهداية للأفضل في الدنيا والآخرة ثم بعد ذلك التوكل على الله فيما تؤول إليه النتائج بحيث لا يلوم نفسه ولا غيره فيما يقرر فينعم بعد ذلك بالرضى عن النتائج حتى ولو كانت النتائج مكروهة إلى نفسه: "وعسى أن تَكرهوا شيئا وهو خير لَكُم وعَسى أن تُحِبّوا شيئا وهو شَرّ لَكُم واللّهُ يَعلَمُ وأنتُم لا تَعلَمونَ ". فالمؤمن كلما مر عليه أمر ذي بال يريد أن يقرر فيه ، يصلي ركعتي الاستخارة ويدعو بهذا الدعاء ، وبعد ذلك يرضى عن النتائج ويعتقد أن فيها الخير طالما قد دعى الله تعالى وهو موقن بالإجابة بأن ييسر له الأمر الذي فيه الخير ويرَضيه به. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة
حكمة اليوم
قال لُقمانُ لابنه يا بني لا تضحك من غير عَجَب ولا تَمْش في غير أرب ولا تسأل عما لا يَعْنيك.
ابتسامة اليوم
ضاع حمار لجحا فجعل يبحث عنه ويقول: الحمد لله، فسألوه: ولماذا تقول ذلك؟ فقال: أحمد الله لأني لم أكن راكبا الحمار وإلا لكنت قد ضعت معه.
من قصص الصالحين
الحسن يصف الدنيا لعمر بن عبد العزيز
كتب عمرُ بن عبد العزيز إلى الحسن: اجمع لي أَمْر الدنيا وصِفْ لي أَمرَ الآخرة. فكتب إليه: إنما الدُّنيا حُلْم والآخرة يَقَظَة والموت متوسِّط ونحن في أضغاث أحْلام من حاسَبَ نَفْسَه ربح ومن غَفلَ عنها خَسِر ومن نَظر في العواقِب نَجَا ومن أطاعَ هواه ضَلَّ ومن حَلُم غَنِم ومن خافَ سَلِمَ ومن اعتبر أَبْصَرَ ومن أبصرَ فَهِمَ ومن فَهِمَ عَلِمَ ومن عَلِم عَمِلَ فإذا زَلَلْتَ فارْجعِ وإذا نَدِمْتَ فأَقْلِع وإذا جَهِلْت فاسأل وإذا غَضِبْتَ فأمْسِك واْعلم أن أفضل الأعمال ما أُكْرِهَت النفوس عليه.
بنت الجنوب
في رحاب آيـة
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}
يالله! ويالروعة الإيمان والطاعة والتسليم. هذا إبراهيم الشيخ. المقطوع من الأهل والقرابة. المهاجر من الأرض والوطن. ها هو ذا يرزق في هرمه بغلام. طالما تطلع إليه. فلما جاءه جاء غلاماً ممتازاً يشهد له ربه بأنه حليم. وها هو ذا ما يكاد يأنس به، وصباه يتفتح ويبلغ معه السعي، ويرافقه في الحياة. حتى يرى في منامه أنه يذبحه. ويدرك أنها إشارة من ربه بالتضحية. فماذا؟ إنه لا يتردد، ولا يخالجه إلا شعور الطاعة، ولا يخطر له إلا خاطر التسليم. يبدو ذلك في كلماته لابنه وهو يعرض عليه الأمر الهائل في هدوء وفي اطمئنان عجيب: {قال: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك. فانظر ماذا ترى}. والأمر شاق ما في ذلك شك. وهو مع هذا يتلقى الأمر هذا التلقي، ويعرض على ابنه هذا العرض؛ ويطلب إليه أن يتروى في أمره، وأن يرى فيه رأيه! فماذا يكون من أمر الغلام، الذي يعرض عليه الذبح، تصديقاً لرؤيا رآها أبوه؟ {قال : يا أبت افعل ما تؤمر. ستجدني - إن شاء الله - من الصابرين}. إنه يتلقى الأمر لا في طاعة واستسلام فحسب. ولكن في رضى كذلك وفي يقين. {يا أبت}. في مودة وقربى. {افعل ما تؤمر}. فهو يحس ما أحسه من قبل قلب أبيه. ثم هو الأدب مع الله، ومعرفة حدود قدرته وطاقته في الاحتمال؛ والاستعانة بربه على ضعفه ونسبة الفضل إليه في إعانته على التضحية، ومساعدته على الطاعة: {ستجدني إن شاء الله من الصابرين}.
دعاء اليوم:
اللهم يا مؤنس كل وحيد يا صاحب كل فرِيد .
يا قريباً غير بعيد يا غالباً غير مغلوب
يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام
لا إله إلا أنت اللهم كن لنا ولا تكن علينا
اللهم كن لنا ولا تكن علينا اللهم كن لنا ولا تكن علينا اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر .
حـديث اليــوم
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول: ” إذا هَمّ أحدُكُم بالأمرِ فليَركَع رَكعَتينِ مِن غيرِ الفَريضة ثُمّ ليَقُل: اللّهُمَ إنّي أستَخيرُكَ بِعِلمِكَ وأستَقدِرُكَ بِقُدرَتِكَ وأسألُكَ مِن فَضلِكَ العَظيم فإنّكَ تَقدِرُ ولاأقدِرُ وتَعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علاّمُ الغُيوبِ، اللّهم إن كُنتَ تَعلَمُ أنّ هذا الأمرَ خير لي في ديني وَمَعاشي وعاقِبَة أمري (أو قال عاجِلِ أمري وآجِلِهِ) فاقدِرهُ لي ويَسِّرهُ لي ثُمّ بارِك لي فيهِ وإن كُنتَ تَعلَمُ أنّ هذا الأمرَ شَرّ لي في ديني وَمَعاشي وعاقِبَةَ أمري (أو قال عاجِلَ أمري وآجِلِهِ) فاصرِفهُ عَني واصرِفني عَنهُ واقدِر لي الخيرَ حيثُ كانَ ثُمّ رَضِّني به ، ثم قال " ويُسَمّي حاجَتَهُ ” (رواه البخاري)
إذا مر بالإنسان أمر من أمور دينه سأل أهل العلم ، وإن أشكل عليه أمر من أمور دنياه استشار من يثق به عقلا وعلما ونصيحة ، فما ندم من استشار وأمر الله تعالى بالمشورة حتى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان ينزل عليه الوحي فقال: ” وشاورهُم في الأمرِ فإذا عَزَمتَ فَتوَكَّل على اللّهِ ” ، وحث المؤمنين على المشورة: ” وأمرُهم شورى بينَهُم ”. ومن استنصحه أخاه فلينصحه وليشر عليه أفضل ما يصل إليه جهده فالمشورة أمانة ومن قصّر فيها فقد خان الأمانة . ولكن مع كل جهد الإنسان وما يسمع من مشورة ، قد يصل إلى حالات من عدم التأكد في أي الأمور أفضل له ، لأنه لا يعلم ما يخبؤه المستقبل الذي علمه عند الله تعالى ، وهنا تكون الاستخارة. فالاستخارة تحكيم عملي من المؤمن للشرع في ما ليس بإمكانه التأكد منه من أموره والدعاء من الله تعالى بالتسديد والهداية للأفضل في الدنيا والآخرة ثم بعد ذلك التوكل على الله فيما تؤول إليه النتائج بحيث لا يلوم نفسه ولا غيره فيما يقرر فينعم بعد ذلك بالرضى عن النتائج حتى ولو كانت النتائج مكروهة إلى نفسه: "وعسى أن تَكرهوا شيئا وهو خير لَكُم وعَسى أن تُحِبّوا شيئا وهو شَرّ لَكُم واللّهُ يَعلَمُ وأنتُم لا تَعلَمونَ ". فالمؤمن كلما مر عليه أمر ذي بال يريد أن يقرر فيه ، يصلي ركعتي الاستخارة ويدعو بهذا الدعاء ، وبعد ذلك يرضى عن النتائج ويعتقد أن فيها الخير طالما قد دعى الله تعالى وهو موقن بالإجابة بأن ييسر له الأمر الذي فيه الخير ويرَضيه به. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة
حكمة اليوم
قال لُقمانُ لابنه يا بني لا تضحك من غير عَجَب ولا تَمْش في غير أرب ولا تسأل عما لا يَعْنيك.
ابتسامة اليوم
ضاع حمار لجحا فجعل يبحث عنه ويقول: الحمد لله، فسألوه: ولماذا تقول ذلك؟ فقال: أحمد الله لأني لم أكن راكبا الحمار وإلا لكنت قد ضعت معه.
من قصص الصالحين
الحسن يصف الدنيا لعمر بن عبد العزيز
كتب عمرُ بن عبد العزيز إلى الحسن: اجمع لي أَمْر الدنيا وصِفْ لي أَمرَ الآخرة. فكتب إليه: إنما الدُّنيا حُلْم والآخرة يَقَظَة والموت متوسِّط ونحن في أضغاث أحْلام من حاسَبَ نَفْسَه ربح ومن غَفلَ عنها خَسِر ومن نَظر في العواقِب نَجَا ومن أطاعَ هواه ضَلَّ ومن حَلُم غَنِم ومن خافَ سَلِمَ ومن اعتبر أَبْصَرَ ومن أبصرَ فَهِمَ ومن فَهِمَ عَلِمَ ومن عَلِم عَمِلَ فإذا زَلَلْتَ فارْجعِ وإذا نَدِمْتَ فأَقْلِع وإذا جَهِلْت فاسأل وإذا غَضِبْتَ فأمْسِك واْعلم أن أفضل الأعمال ما أُكْرِهَت النفوس عليه.
بنت الجنوب