PDA

View Full Version : قصة توبة الشيخان عادل الكلباني & سعيد بن مسفر


MUSLIMAH
15-12-2003, 12:54 AM
توبة الشيخ عادل الكلباني

جامع الملك خالد بأم الحمام من المعالم البارزة في مدينة الرياض، مئات المصلين يقصدون هذا المسجد في رمضان وغيره، ليستمعوا إلى الشيخ عادل الكلباني (إمام المسجد) بصوته الخاشع الجميل، ونبرته الحزينة المؤثرة، وكغيره من شباب الصحوة كانت له قصة مع الهداية، يرويها لنا فيقول:

"لم أكن ضالاً بدرجة كبيرة، نعم.. كانت هناك كبائر وهفوات أرجعها إلى نفسي أولاً، ثم إلى الأسرة والمجتمع.

لم يأمرني أحد بالصلاة يوماً، لم ألتحق بحلقة أحفظ فيها كتاب الله، عشت طفولتي كأي طفل في تلك الحقبة، لعب ولهو وتلفاز و"دنانة" و"سيكل" ومصاقيل و"كعابة" ونتعلق بالسيارات، ونجوب مجرى البطحاء، ونتسكع في الشوارع بعد خروجنا من المدرسة، ونسهر على التلفاز، والرحلات وغيرها.

لم نكن نعرف الله إلا سماعا، ومن كانت هذه طفولته فلا بد أن يشب على حب اللهو والمتعة والرحلات وغيرها، وهكذا كان.

وأعتذر عن التفصيل والاسترسال. وأنتقل بكم إلى بداية التعرف على الله تعالى، ففي يوم من الأيام قمت بإيصال والدتي لزيارة إحدى صديقاتها لمناسبة ما –لا أذكر الآن- المهم أني ظللت أنتظر خروجها في السيارة، وأدرت جهاز المذياع، فوصل المؤشر –قدراً- إلى إذاعة القرآن الكريم، وإذ بصوت شجي حزين، يُرتل آيات وقعت في قلبي موقعها السديد لأني أسمعها لأول مرة: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي –رحمه الله- كان مؤثراً جداً.

صحيح أني لم أهتد بعدها مباشرة، لكنها كانت اللبنة الأولى لهدايتي، وكانت تلك السنة سنة الموت. مات فيها عدد من العظماء والسياسيين والمغنين، وظل معي هاجس الموت حتى كدت أصاب بالجنون. أفزع من نومي، بل طار النوم من عيني، فلا أنام إلا بعد أن يبلغ الجهد مني مبلغه. أقرأ جميع الأدعية، وأفعل جميع الأسباب، ولكن لا يزال الهاجس.

بدأت أحافظ على الصلاة في وقتها مع الجماعة، وكنت فيها متساهلاً، ولكن كنت أهرب من الصلاة، أقطعها، خوفاً من الموت.

كيف أهرب من الموت؟ كيف أحيد منه؟.. لم أجد إلا مفراً واحداً، أن أفر إلى الله، من هو الله؟ إنه ربي..إذن فلأتعرف عليه. تفكرت في القيامة.. في الحشر والنشر.. في السماء ذات البروج.. في الشمس وضحاها.. في القمر إذا تلاها، وكنت أقرأ كثيراً، علماً بأني كنت محباً لكتاب الله حتى وأنا في الضلالة.. ربما تستغربون أني حفظت بعض السور في مكان لا يذكِّر بالله أبداً.

عشت هذه الفترة العصيبة التي بلغت سنين عدداً حتى شمرت عن ساعد الجد، ورأيت –فعلاً- أن لا ملجاً من الله إلا إليه، وأن الموت آت لا ريب فيه، فليكن المرء منا مستعداً لهذا: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) . تفكروا –إخواني- في هذه الآية تروا عجباً، تفكروا في كل ما حولكم من آيات الله، وفي أنفسكم، أفلا تبصرون؟ عقلاً ستدركون أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.. فكيف –إذن- يكون الحل؟.. أن نعود إلى الله، أن نتوب إليه، أن نعمل بطاعته.

المهم أني عدت إلى الله، ,أحببت كلامه سبحانه، ومع بداية الهداية بدأ ارتباطي الحقيقي بكتاب الله العظيم، كنت كلما صليت خلف إمام أعجبتني قراءته أو الآيات التي قرأها، أعود مباشرة إلى البيت لأحفظها، ثم عينت إماماً بجامع صلاح الدين بالسليمانية، وصليت بالناس في رمضان صلاة التراويح لعام1405هـ نظراً من المصحف، وبعد انتهاء الشهر، عاهدت الله ثم نفسي أن أحفظ القرآن وأقرؤه عن ظهر قلب في العام القادم بحول الله وقوته، وتحقق ذلك، فقد وضعت لنفسي جدولاً لحفظ القرآن بدأ من فجر العاشر من شهر شوال من ذلك العام، واستمر حتى منتصف شهر جمادي الآخرة من العام الذي بعده (1406هـ) ، في هذه الفترة أتمتت حفظ كتاب الله –ولله الحمد والمنة-

وقد كانت "نومةُ بعد الفجر" عائقاً كبيراً في طريقي آنذاك، كنت لا أستطيع تركها إطلاقاً إلى أن أعانني الله، وعالجتها بالجد والمثابرة والمصابرة، حتى أني كنت أنام –أحياناً- والمصحف على صدري، ومع الإصرار والمجاهدة أصبحت الآن لا أستطيع النوم بعد صلاة الفجر إطلاقاً.

ثم وفقني الله فعرضت المصحف على شيخي فضيلة الشيخ أحمد مصطفى أبو حسين المدرس بكلية أصول الدين بالرياض، وفرغت من ذلك يوم الثلاثاء 19 رمضان1407هـ، وكتب لي الشيخ إجازة بسندها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية حفص عن عاصم ولعل الله أن يوفقني لإتمام العشر بحوله وقوته.

هذه قصتي مع القرآن، ونصيحتي لكل من يريد أن يحفظ القرآن.

وكلمة في ذيل القصة أشير فيها إلى مسئولية الأسرة في تربية الابن، ومسئولية المجتمع، ومسئولية الفرد نفسه في التفكر والبحث عن الحقيقة والعمل بها.

ثم أشير إلى أهمية كتاب الله، هذا الكتاب العظيم الذي يطبع بالملايين، وتصدر التسجيلات الإسلامية مئات الأشرطة منه.. تريدون الخير في الدنيا عليكم به، تريدون الخير في الآخرة عليكم به.. فوالله الذي رفع السماوات بغير عمد لا أجد في شخصي شيئاً أستحق به أن أصدر في المجالس، أو أن يشار إلي ببنان مسلم، أو أن يحبني شخص وهو لم يرني.. إلا بفضل كتاب الله علي.. ما أهون هذا العبد الأسود على الناس لولا كتاب الله بين جنبيه.. وكلما تذكرت هذا لا أملك إلا دمعة حرَّى تسيل على مقلتي فألجأ إلى الله داعياً أن يكون هذا القرآن أنيساً لي يوم أموت, وحين أوسد في التراب دفيناً، وحين أُبعثُ من قبري إلى العرض على ربي.

أرجوه –جلت قدرته- أن يُقال لي: إقرأ وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها.

وأسأله –جلت قدرته- أن أكون مع السفرة الكرام البررة، وأن يجعل حب الناس لي عنوان محبته، ورفعهم لي رفعة لدرجتي في الجنة إنه جواد كريم.

* ثم اسمعوا ما قاله القحطاني –رحمه الله- في نونيته:

أنت الذي أدنيتني وحبوتني *** وهديتني من حيرة الخذلان

وزرعت لي بين القلوب محبة *** والعطف منك برحمة وحنان

ونشرت لي في العالمين محاسناً *** وسترت عن أبصارهم عصياني

وجعلت ذكري في البرية شائعاً *** حتى جعلت جميعهم إخواني


والله لو علموا قبيح سريرتي *** لأبى السلام علي من يلقاني

ولأعرضوا عني وملوا صحبتي *** ولبؤت بعد قرابة بهوان

لكن سترت معايبي ومثالبي *** وحلمت عن سقطي وعن طغياني

فلك المحامد والمدائح كلها *** بخواطري وجوارحي ولساني


أبو عبدالإله عادل بن سالم الكلباني راجع: "العائدون إلى الله" (9-14)

http://www.aliman.org/sy17/sy5.htm

===========================

توبة الشيخ سعيد بن مسفر

في لقاء مفتوح مع الشيخ سعيد بن مسفر - حفظه الله - طلب منه بعض الحاضرين أن يتحدث عن بداية هدايته فقال: حقيقة.. لكل هداية بداية.. ثم قال: بفطرتي كنت أؤمن بالله ، وحينما كنت في سن الصغر أمارس العبادات كان ينتابني شيء من الضعف والتسويف على أمل أن أكبر وأن أبلغ مبلغ الرجال فكنت أتساهل في فترات معينة بالصلاة فإذا حضرت جنازة أو مقبرة، أو سمعت موعظة في مسجد ازدادت عندي نسبة الإيمان فأحافظ على الصلاة فترة معينة مع السنن ثم بعد أسبوع أو أسبوعين أترك السنن ..

وبعد أسبوعين أترك الفريضة حتى تأتي مناسبة أخرى تدفعني إلى أن أصلي. وبعد أن بلغت مبلغ الرجال وسن الحلم لم أستفد من ذلك المبلغ شيئا وإنما بقيت على وضعي في التمرد وعدم المحافظة على الصلاة بدقة لأن من شب على شيء شاب عليه.

وتزوجت .. فكنت أصلي أحيانا وأترك أحيانا على الرغم من إيماني الفطري بالله.. حتى شاء الله- تبارك وتعالى - في مناسبة من المناسبات كنت فيها مع أخ لي في الله وهو الشيخ سليمان بن محمد بن فايع - بارك الله فيه - وهذا كان في سنة 1387هـ نزلت من مكتبي - وأنا مفتش في التربية الرياضية - وكنت ألبس الزي الرياضي والتقيت به على باب إدارة التعليم وهو نازل من قسم الشئون المالية فحييته لأن كان زميل الدراسة وبعد التحية أردت أن أودعه فقال لي إلى أين؟ وكان هذا في رمضان - فقلت له : إلى البيت لأنام.. وكنت في العادة أخرج من العمل ثم أنام إلى المغرب ولا أصلي العصر إلا إذا استيقظت قبل المغرب وأنا صائم.. فقال لي: لم يبق على صلاة العصر إلا قليلا فما رأيك لو نتمشى قليلا؟

فوافقته على ذلك ومشينا على أقدامنا وصعدنا إلى السد (سد وادي أبها) - ولم يكن آنذاك سدا - وكان هناك غدير وأشجار ورياحين طيبة فجلسنا هناك حتى دخل وقت صلاة العصر وتوضأنا وصلينا ثم رجعنا وفي الطريق ونحن عائدون.. ويده بيدي قرأ علي حديثا كأنما أسمعه لأول مرة وأنا قد سمعته من قبل لأنه حديث مشهور..


لكن حينما كان يقرأه كان قلبي ينفتح له حتى كأني أسمعه لأول مرة.. هذا الحديث هو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه قال البراء رضي الله عنه: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر - قالها مرتين أو ثلاثا - ثم قال : " إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه…" الحديث. فذكر الحديث بطوله من أوله إلى آخره وانتهى من الحديث حينهما دخلنا أبها وهناك سنفترق حيث سيذهب كل واحد منا إلى بيته

فقلت له : يا أخي من أين أتيت بهذا الحديث؟ قال : هذا الحديث في كتاب رياض الصالحين فقلت له : وأنت أي كتاب تقرأ؟ قال: اقرأ كتاب الكبائر للذهبي.. فودعته.. وذهبت مباشرة إلى المكتبة - ولم يكن في أبها آنذاك إلى مكتبة واحدة وهي مكتبة التوفيق- فاشتريت كتاب الكبائر وكتاب رياض الصالحين وهذان الكتابان أو كتابين أقتنيهما.

وفي الطريق وأنا متوجه إلى البيت قلت لنفسي: أنا الآن على مفترق الطرق وأمامي الآن طريقان الطريق الأول طريق الإيمان الموصل إلى الجنة، والطريق الثاني طريق الكفر والنفاق والمعاصي الموصل إلى النار وأنا الآن أقف بينهما فأي الطريقين أختار؟. العقل يأمرني باتباع الطريق الأول.. والنفس الأمارة بالسوء تأمرني باتباع الطريق الثاني وتمنيني وتقول لي: إنك ما زلت في ريعان الشباب وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة فبإمكانك التوبة فيما بعد.

هذه الأفكار والوساوس كانت تدور في ذهني وأنا في طريقي إلى البيت.. وصلت إلى البيت وأفطرت وبعد صلاة المغرب صليت العشاء تلك الليلة وصلاة التراويح ولم أذكر أني صليت التراويح كاملة إلا تلك الليلة. وكنت قبلها أصلي ركعتين فقط ثم أنصرف وأحيانا إذا رأيت أبي أصلي أربعا ثم أنصرف.. أما في تلك الليلة فقد صليت التراويح كاملة .. وانصرفت من الصلاة وتوجهت بعدها إلى الشيخ سليمان في بيته، فوجدته خارجا من المسجد فذهبت معه إلى البيت وقرأنا في تلك الليلة - في أول كتاب الكبائر - أربع كبائر الكبيرة الأولى الشرك بالله والكبيرة الثانية السحر والكبيرة الثالثة قتل الصلاة وانتهينا من القراءة قبل وقت السحور

فقلت لصاحبي: أين نحن من هذا الكلام؟ فقال : هذا موجود في كتب أهل العلم ونحن غافلون عنه.. فقلت: والناس أيضا في غفلة عنه فلا بد أن نقرأ عليهم هذا الكلام. قال: ومن يقرأ؟ قلت له: أنت . قال : بل أنت ..

واختلفنا من يقرأ وأخيرا استقر الرأي علي أن أقرأ أنا فأتينا بدفتر وسجلنا في الكبيرة الرابعة كبيرة ترك الصلاة. وفي الأسبوع نفسه، وفي يوم الجمعة وقفت في مسجد الخشع الأعلى الذي بجوار مركز الدعوة بأبها- ولم يكن في أبها غير هذا الجامع إلا الجامع الكبير- فوقفت فيه بعد صلاة الجمعة وقرأت على الناس هذه الموعظة المؤثرة التي كانت سببا - ولله الحمد - في هدايتي واستقامتي وأسأل . الله أن يثبتنا وإياكم على دينه إنه سميع مجيب.


http://alshabab.net/html/gesa5.htm

===========================

هيونه
16-12-2003, 10:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي مسلمة جوزيت خيراً كنت أتوق لقراءة قصة التزام الشيخ سعيد بن مسفر
بارك الله فيك أختي العزيزة

MUSLIMAH
29-12-2003, 02:40 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

و فيكِ بارك الله و إياكِ جزى أختي الكريمة :)