View Full Version : قطوف من الحكمة
USAMA LADEN
05-01-2004, 03:42 AM
قطوف من الحكمة
أضاع الثقة: عاتب مصعب بن الزبير الأحنف بن قيس في كلام لا يسر فأنكره الأحنف، فقال مصعب: أبلغني الثقة.. قال الأحنف: الثقة لا يبلغ.
"سريرة وعلانية": قال الإمام علي لمنافق مدحه في وجهه مبالغاً: أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك.
بعض الظن: قال مروان بن الحكم للحسن بن دلجة: يا هذا، إني أظنك أحمق، فقال الحسن: أشد ما يكون المرء حمقاً إذا عمل بظنونه.
البادي أظلم: مر رجل بجماعة فكبا به حماره فضحكوا منه، فقال: ما يضحككم؟ لقد رأى وجوهكم فسجد لله شكراً!!
لست بسيد: سأل عمر بن عبدالعزيز رجلاً عن سيد قومه فقال: أنا، قال عمر: لو كنت كذلك لما قلته.
الهول فيما بعده
قال أبوالعتاهية:
فلو أنا إذا متنا تُركنا
لكان الموت راحة كل حيٍّ
ولكنا إذا متنا بعثنا
ونُسأل بعده عن كل شيء
الحث على طلب العلم
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ص يقول: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" (أخرجه البخاري ومسلم).
إرشادات الحديث:
1 فضيلة التفقه في الدين على سائر العلوم.
2 أن من لم يتفقه في الدين فقد حُرِم الخير الكثير.
3 العلم حياة القلوب ونور البصائر وبه يعبد المسلم ربه على بصيرة ويعلو شأنه في الدنيا والآخرة.
4 إخلاص النية في طلب العلم يجعله عبادة يؤجر عليها الإنسان.
USAMA LADEN
05-01-2004, 03:44 AM
قطّاع الطريق على القلب
القلب المؤمن في سيرة إلى الله تعالى... يخرج عليه بعض قطاع الطرق... حري به أن يعرفهم وأن يحذر منهم وأن يجيد التعامل معهم... وهؤلاء القطاع هم:
1 كثرة الخلطة:
أنواع الخطلة:
خلطة في الخير نشارك فيها.
خلطة في الشر نبتعد عنها.
خلطة في المباحات، نقلب مجلسها إلى مجلس طاعة.
2 التمني: كتمني القوة والسلطان والمال والنساء، وصاحب الهمة العالية أمانيه حول العلم والإيمان.
3 التعلق بغير الله وهو أضر شيء وأساس الشرك، ولصاحبه الذم والخذلان، ومثل المتعلق بغير الله كالمستظل ببيت العنكبوت.
4 الشبع، وأضراره كثيرة منها:
يثقل الطاعة.
سبب في قسوة القلب.
سبب في بعض الأمراض.
5 النوم الزائد: مضاره:
يميت القلب.
يثقل البدن.
يضيع الوقت.
يورث كثرة الغفلة والكسل.
وأنفع النوم ما كان الإنسان في حاجة إليه، وأضره ما كان قريباً من طرفي الليل والنهار.
من آثار الطاعات وآثار المعاصي:
1 جعل الله للطاعات لذة طيبة فوق لذة المعصية بأضعاف، وجعل للمعصية آلاماً تزيد على لذة تناولها أضعافاً.
2 الذنوب مثل السموم مضرة بالإنسان، فإن تداركها وإلا قهرت قوة الإيمان.
3 للحسنات والسيئات آثار في القلوب، والأبدان، والأموال.
من كتاب مدارج السالكين لابن القيم
الوقت أنفاس لا تعود
رأس مال المسلم في هذه الدنيا وقت قصير.. أنفاس محدودة وأيام معدودة. فمن استثمر تلك اللحظات والساعات في خير فطوبى له، ومن أضاعها وفرط فيها فقد خسر زمناً لا يعود إليه أبداً، فليضن المؤمن بوقته وليحذر فواته، خاصة في هذا العصر الذي تفشى فيه العجز وظهر فيه الميل إلى الدعة والراحة... وأصاب كثيراً من المسلمين جدب في الطاعة وقحط في العبادة وإضاعة للأوقات فيما لا فائدة فيه.
مولد عالم جديد
قال الشيخ أبوالحسن الندوي رحمه الله تعالى:
لم يكن مولد رسول الله ص وبعثته مولد نبي فحسب، أو مولد أمة فحسب، أو مولد عصر فحسب، إنما كان مولد عالم جديد بدأ من ولادته وبعثته، وسيبقى إلى أن يرث الله هذه الأرض ومن عليها، وقد تسربت آثار بعثته إلى هذا العالم وتغلغلت في أحشائه، وخضع لها هذا العالم في عقيدته وفي أسلوب تفكيره، وفي مدنيته، وفي أخلاقه واجتماعه، وفي علمه وثقافته، حتى لا يمكن تجريده عنها، ولو جرِّد منها لحُرم أغنى ثروة يملكها وأعظم قوة يعتز بها، ولنكص على أعقابه، ورجع إلى الوراء، وهو يدين له في حياته، لأن بعثته ص هي التي منحته حق الحياة ومدت في أجله، ولعنة الله التي حقت عليه، والشؤم الذي أظله.
وأمته ص أكمل الأمم في كل فضيلة، فإذا قيس علمهم بعلم سائر الأمم ظهر علمهم، وإن قيس دينهم وعبادتهم وطاعتهم لله بغيرهم، ظهر أنهم أدْين من غيرهم، وإذا قيست شجاعتهم وجهادهم في سبيل الله وصبرهم على المكاره في ذات الله، ظهر أنهم أعظم جهاداً وأشجع قلوباً، وإذا قيس سخاؤهم وبذلهم وسماحة أنفسهم لغيرهم تبين أنهم أسخى وأكرم من غيرهم، وهذه الفضائل، به نالوها ومنه تعلموها وهو الذي أمرهم بها ص.
ولم يزل رسول الله ص قائماً بأمر الله على أكمل طريقة وأتمها، من الصدق والعدل والوفاء، لا يحفظ له كذبة واحدة، ولا ظلم لأحد، ولا غدر بأحد، بل كان أصدق الناس، وأعدلهم وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم، وأمن وخوف، وغنى وفقر، وقلة وكثرة، وظهوره على العدو تارة، وظهور العدو عليه تارة، وهو على ذلك كله ملازم لأكمل الطرق وأتمها، حتى ظهرت الدعوة في جميع أرض العرب التي كانت مملوءة من عبادة الأوثان، ومن أخبار الكهان وطاعة المخلوق، في الكفر بالخالق، وسفك الدماء المحرمة وقطيعة الأرحام، لا يعرفون آخرة ولا معاداً فصاروا أعلم أهل الأرض وأدينهم وأعدلهم وأفضلهم، حتى إن النصارى لما رأوهم من حين قدموا الشام قالوا: ما كان الذين صحبوا المسيح بأفضل من هؤلاء، وهذه آثار علمهم وعملهم في الأرض وآثار غيرهم، يعرف العقلاء فرق ما بين الأمرين.
التجافي عن الدنيا
قال تعالى: فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور (5) (فاطر).
فلتكن الدنيا لكم معبراً للآخرة، ولا تجعلوها همكم، وتركنوا إليها وهي الفانية، وتعرضوا عن الآخرة وهي الباقية، فإن الدنيا ليست ليست بدار إقامة، وإنما نزل آدم إليها عقوبة فاحذروها، احذروا هذه الدار الغرَّارة الخيالة التي قد تزينت بخدعها وفتنت بغرورها، وخيلت بآمالها وشوقت لخطابها، فأصبحت كالعروس المجلوة، فالعيون إليها ناظرة، والقلوب عليها والهة، والنفوس لها عاشقة، وهي لأزواجها كلهم قاتلة، فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا بالأول مزدجر، والعارف بالله حين أُخبر عنها مدكر، وإن صاحب الدنيا كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصته إلى مكروه، أمانيها كاذبة، وآمالها باطلة، وصفوها كدر، وعيشها نكد، وقد حقر الله عز وجل الدنيا بالنسبة للآخرة إلى ما أعده الله وادخره لعباده الصالحين، فقال تعالى: قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى (النساء).
قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبداً صحبها على حسب ذلك"، يعني أن متاعها قليل".
حكمة بالغة: إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها".
الفوائد لابن القيم ص45