وفوووية
21-03-2004, 09:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اشترينا تذكرة الرحيل، ونسينا تذكرة العودة
وقف أمام المطعم، تأمله لبرهة، هو كما هو لم يتغير، في ما عدا الظلمة التي تلف المكان بوشاح كئيب، ولافتة كُتب عليها.." للبيع"..
دخل المطعم، ودخلت معه ذكريات سنين، خال أنها نُسيت، انتشرت رائحة الماضي في ذلك المكان الخالي، الحالك الظلمة، بحث عن مفاتيح الضوء، لكنها كانت معطلة، اكتفى بضوء ولاعته.
قصد زاوية منعزلة في ذلك المكان الموحش، أزال الأغطية التي تغطي قطع الأثاث القديمة، انتشرت الأغبرة وملأت المكان، وبدأ هو بالسعال، وازداد السعال ولم يتوقف حتى سكنت الأغبرة وعادت لتستقر فوق الأثاث.
جلس، وأخذ يرقب المكان، يسترجع الذكريات، ويتمنى العودة، أغمض عينيه، عندها سمع الأصوات المألوفة، فتح عينيه، ابتسم، فلقد عادت الحياة للمكان.
النور كان يحيط بالمكان، والناس منشغلين إما بالأكل، أو بالأحاديث الشيقة، والأطفال يتقافزون من هنا إلى هناك، وصراخهم البرئ يعج بالمكان.
وفجأة انطفأت الأنوار، وتلاشت الأصوات، الضحكات، والهمسات...كل ذلك كان مجرد خيالات..
اكفهر وجهه الحزين، لقد أراد العودة، أراد أن يعيش تلك اللحظات من جديد، أراد أن تحمله الطيور مرة أخرى ليحلق ويطير، ليشتم النسيم، بحرية ودون مسؤولية.
نهض من مكانه وصاح.."أعيدوني"..
ولكن أحداً لم يرد عليه، واكتفت الجدران الجامدة برد الصدى، ولسان حالها يقول.."لا عودة لمن رحل"
نعم لا عودة لمن رحل، لا عودة لمن آثر أن يكبر ويترك عالمه الوردي..
هو رحل، ونحن أيضاً سنرحل، أم ترانا رحلنا ونحن لا ندري؟؟
هكذا نحن، نرحل عن دنيا الطفولة، بتذكرة الرحيل..ولكن ننسى أن نسأل أنفسنا" ماذا بشأن العودة"..
http://www.al-fateh.net/images13/fa13p5.JPG
اشترينا تذكرة الرحيل، ونسينا تذكرة العودة
وقف أمام المطعم، تأمله لبرهة، هو كما هو لم يتغير، في ما عدا الظلمة التي تلف المكان بوشاح كئيب، ولافتة كُتب عليها.." للبيع"..
دخل المطعم، ودخلت معه ذكريات سنين، خال أنها نُسيت، انتشرت رائحة الماضي في ذلك المكان الخالي، الحالك الظلمة، بحث عن مفاتيح الضوء، لكنها كانت معطلة، اكتفى بضوء ولاعته.
قصد زاوية منعزلة في ذلك المكان الموحش، أزال الأغطية التي تغطي قطع الأثاث القديمة، انتشرت الأغبرة وملأت المكان، وبدأ هو بالسعال، وازداد السعال ولم يتوقف حتى سكنت الأغبرة وعادت لتستقر فوق الأثاث.
جلس، وأخذ يرقب المكان، يسترجع الذكريات، ويتمنى العودة، أغمض عينيه، عندها سمع الأصوات المألوفة، فتح عينيه، ابتسم، فلقد عادت الحياة للمكان.
النور كان يحيط بالمكان، والناس منشغلين إما بالأكل، أو بالأحاديث الشيقة، والأطفال يتقافزون من هنا إلى هناك، وصراخهم البرئ يعج بالمكان.
وفجأة انطفأت الأنوار، وتلاشت الأصوات، الضحكات، والهمسات...كل ذلك كان مجرد خيالات..
اكفهر وجهه الحزين، لقد أراد العودة، أراد أن يعيش تلك اللحظات من جديد، أراد أن تحمله الطيور مرة أخرى ليحلق ويطير، ليشتم النسيم، بحرية ودون مسؤولية.
نهض من مكانه وصاح.."أعيدوني"..
ولكن أحداً لم يرد عليه، واكتفت الجدران الجامدة برد الصدى، ولسان حالها يقول.."لا عودة لمن رحل"
نعم لا عودة لمن رحل، لا عودة لمن آثر أن يكبر ويترك عالمه الوردي..
هو رحل، ونحن أيضاً سنرحل، أم ترانا رحلنا ونحن لا ندري؟؟
هكذا نحن، نرحل عن دنيا الطفولة، بتذكرة الرحيل..ولكن ننسى أن نسأل أنفسنا" ماذا بشأن العودة"..
http://www.al-fateh.net/images13/fa13p5.JPG