الخير
25-04-2005, 11:00 PM
كن ابن من شئت واكتسب أدباً *** يُغنيك محموده فضلاً عن النسب
ان الوجاهة والمنصب ليست سببا رئيسيا في صناعة التأثير والقادة .. فكم من أُناس ليسوا من أشراف الناس واذا حضروا لم يُعرفوا واذا غابوا لم يُفتقدوا ، أحدثوا التأثير الكبير وصنعوا ما لم يستطع غيرهم ، فلله درهم ..
*********************
هذا سالم مولى أبي حذيفة الذي سَمَى وعلا ونقش بصماته في دنيا الناس حتى حمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ربَّه أن جعل في أمته مثله ، وحتى تمنى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن يكون عنده رجالاً كسالم مولى أبي حذيفة .
لقد كان سالم من أوائل الذين دخلوا في الإسلام ، وكان بدرياً ، وقد اعتنى بالقرآن أيّما اعتناء ، فكانت هذه العناية هي مصدر عزة ورفعته وهي الجوهرة الثمينة التي بها صنع الحياة ، إذ كان مقدماً على غيره من الأشراف والأسياد - رغم أنه مولى- وكان يؤمهم في الصلاة .
روى لابخاري وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " لمّا قَدِمَ المهاجرون الأولون العصبة قبل مقدَم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة ، وكان أكثرهم قرآناً ". وفي رواية أخرى للبخاري :" فأمهم سالم مولى لأبي حذيفة ، لأنه كان أكثرهم قرآناً ، فيهم عمر وأبو سلمة بن عبد الأسد " .
وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول :" استقرئوا القرآن من أربعة : من ابن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأُبي ، ومعاذ بن جبل ".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : استبطأني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فقال : " ما حبسك؟ " " قلت : إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتاً بالقرآن ، فأخذ رداءه وخرج يسمعه ، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة ، فقال :" الحمد لله الذي جعل يف أمتي مثلك " .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأصحابه : تمنّوا ، فقال كل ما يتمناه ، فقال عمر : أتمنى لو أنها ( أي الدار التي يجلسون بها) مملوءة رجالاً مثل : أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وحذيفة بن اليمان ".
وروى ابن المبارك : أن لواء المهاجرين في اليمامة كان مع سالم ، فقيل له في ذلك ، فقال : بئس حامل القرآن أنا – يعني: إن فررت – فقُطِعَت يمينه ، فأخذه بيساره فقُطعت ، فاعتنقه إلى أن صرع .
ولمّا انكشف المسلمون في معركة اليمامة قال سالم : ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وتكفّن بكفنه ، وتحنّط بحنوطه ، وحفر لنفسه حفرة فقام فيها ، وقُتل وهو يتلوا قول الله عز وجل : { وَكَأَيِن مِن نَّبيٍ قتَلَ مَعَهُ رِبِيونَ كَثيرٌ فَمَا وَهَنوا لِمَآ أصَابَهُم فيِ سَبِيِلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا استَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّبرِينَ } .
==========================
مهندسوا الحياة .. د.علي الحمادي .
ان الوجاهة والمنصب ليست سببا رئيسيا في صناعة التأثير والقادة .. فكم من أُناس ليسوا من أشراف الناس واذا حضروا لم يُعرفوا واذا غابوا لم يُفتقدوا ، أحدثوا التأثير الكبير وصنعوا ما لم يستطع غيرهم ، فلله درهم ..
*********************
هذا سالم مولى أبي حذيفة الذي سَمَى وعلا ونقش بصماته في دنيا الناس حتى حمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ربَّه أن جعل في أمته مثله ، وحتى تمنى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن يكون عنده رجالاً كسالم مولى أبي حذيفة .
لقد كان سالم من أوائل الذين دخلوا في الإسلام ، وكان بدرياً ، وقد اعتنى بالقرآن أيّما اعتناء ، فكانت هذه العناية هي مصدر عزة ورفعته وهي الجوهرة الثمينة التي بها صنع الحياة ، إذ كان مقدماً على غيره من الأشراف والأسياد - رغم أنه مولى- وكان يؤمهم في الصلاة .
روى لابخاري وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " لمّا قَدِمَ المهاجرون الأولون العصبة قبل مقدَم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة ، وكان أكثرهم قرآناً ". وفي رواية أخرى للبخاري :" فأمهم سالم مولى لأبي حذيفة ، لأنه كان أكثرهم قرآناً ، فيهم عمر وأبو سلمة بن عبد الأسد " .
وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول :" استقرئوا القرآن من أربعة : من ابن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأُبي ، ومعاذ بن جبل ".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : استبطأني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فقال : " ما حبسك؟ " " قلت : إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتاً بالقرآن ، فأخذ رداءه وخرج يسمعه ، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة ، فقال :" الحمد لله الذي جعل يف أمتي مثلك " .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأصحابه : تمنّوا ، فقال كل ما يتمناه ، فقال عمر : أتمنى لو أنها ( أي الدار التي يجلسون بها) مملوءة رجالاً مثل : أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وحذيفة بن اليمان ".
وروى ابن المبارك : أن لواء المهاجرين في اليمامة كان مع سالم ، فقيل له في ذلك ، فقال : بئس حامل القرآن أنا – يعني: إن فررت – فقُطِعَت يمينه ، فأخذه بيساره فقُطعت ، فاعتنقه إلى أن صرع .
ولمّا انكشف المسلمون في معركة اليمامة قال سالم : ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وتكفّن بكفنه ، وتحنّط بحنوطه ، وحفر لنفسه حفرة فقام فيها ، وقُتل وهو يتلوا قول الله عز وجل : { وَكَأَيِن مِن نَّبيٍ قتَلَ مَعَهُ رِبِيونَ كَثيرٌ فَمَا وَهَنوا لِمَآ أصَابَهُم فيِ سَبِيِلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا استَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّبرِينَ } .
==========================
مهندسوا الحياة .. د.علي الحمادي .