PDA

View Full Version : سم الله ... قم ... فقاوم


USAMA LADEN
28-04-2005, 06:06 AM
بدأنا بالعنوان الى الخلف در...حيث القابعون ووجهم الى الحائط يصرخون ويندبون كالنساء، لكي يكونوا في وقتهم وزمانهم لا في ظلال التاريخ، ولا شعارات مثيرة لم يبذل مطلقيها مثقال حبة خردل من طاقة لتفعيلها الى الامام ولكن فقط شعارات ليلتقطها العامة فيصرخوا بها، ويصفقوا وببلاهة لمطلقيها، في حين كل الطاقة تبذل ومن نفس المصادر ولكن لقتل وتدمير أي بذل للطاقة نحو الهدف المنشود، بل وامتصاص قاتل للدم لحقنه في عروق الدولة اللقيطة، وانقاذها من أي محاولة للمساس بازدهارها ونموها بشريا واقتصاديا، بل أجزم ان المصدر الحقيقي للقوة البشرية للدولة اللقيطة قد جاء من طرف القوم الاوباش، مباشرة أو ببلاهة الاخرين المصفقين للشعار وللملهم القائد الرمز وبغض النظر عن الاسماء فكلهم "كوهين".
أيضا أردنا أن نقول للقابعين في ظلمة الحائط إلى الخلف در فالتاريخ لم يزل يكرر نفسه، نقول لهم اقرأوه جيدا ففي الخلف تاريخ استنهاض لكم ولا وقت للعويل والصياح والجدل، حرية أولا ثم يأتي التحرير، خلافة أولا وهي تقود للتحرير، غزل وكبرياء مستمد من التاريخ وسيأتي صلاح دين جديد فتحرير، فجئت لأقول لهم هيهات هيهات لكم فالعدو يغذي كل جدلكم وأنتم لا تعلمون، مسخ فكري، فجدل بيزنطي، وهاكم الدجاجة والبيضة... وهاكم سارتر وشكه... وهاكم الأمير بميكافيليته وقذارة الأساليب، وهاكم الكثير حتى ضاع الجهد فالعقل فضاعت الأرض والإنسان... إذن أنتم يا من ترفضون الاستيقاظ من سبات جدلكم وحربكم مع ذاتكم مساهمون ومن الدرجة الأولى اليوم بضياع الضياع نفسه ثم الزوال الزوال...
ولكن عندما يستنهض شعب بعقيدته فان الطاقة تكون متجددة قوية لا تنضب، فقلنا عندها للقابعين ووجوهم للحائط الى الخلف در... والحق بمن وسم بسم الله... قم ...فقاوم
من استعراض المراحل الأولى من ضياع الأرض والانسان، نستطيع التشخيص التالي:
مشروع استعماري معلن، ووعد بلفور معلن، وجاء قرار عصبة اللامم المعلن أيضا لتكريس هذا، والاهم قيادة والى اليوم رغم مرور الزمن وتغير الاشخاص تعلم كل هذا، وأهم المهم ان تلك القيادة ليس لديها أي برنامج مقاوم بل ,استعداد نفسي قبيح للخضوع للاستعمار بشكل أو بآخر، والسؤال الذي يكرر نفسه والى اليوم ايضا، أين الخلل؟
أستطيع أعادة الاجابة بالنقاط التاليه والتي ربما تكررت بشكل أو بآخر من خلال ما قلت سابقا في الجزء الاول الى الخلف در...
اولا: في البدايات، كان الفساد المستشري في جسد الدولة العثمانية الى درجة السرطنة التي يكاد يستحيل الشفاء منها، مع اختراق استعماري صهيوني مريع لجسم الدولة ورجالاتها، وما نتج عنه من ضعف وهزال مما أدي لوصول الأراضي التي بيعت بالمزاد العلني لدعم خزينة الدولة الى أيد غير أمينة.
ثانيا: ما يسمى بالقيادة الوطنية، لم تكن أبدا في مستوى المسؤولية، أقل ما يمكن وصفها به هو عدم أهليتها لقيادة شعب يتعرض الى اقبح واقذر واشنع مؤامرة في التاريخ الانساني.
ثالثا: التلاقي بين مصالح تلك القيادة في بقاءها على رأس السلطة والحفاظ على مكتسباتها المادية والجهوية، ومصالح الملاك ورأس المال والوجهاء المقنعين بالوجاهة القبلية أوالعشائرية في الحفاظ مبدأيا على المكتسبات الشخصية، المادية منها والمعنوية، رغم التنافس الداخلي على الزعامات الضيقة والتي كرست أكثر بالغذاء الاستعماري الدسم والمخطط له مسبقا.
ثالثا: التلاعب الاستعماري البريطاني الصهيوني بما سبق، وبالصورة التي يصل فيها المستعمر الى أعلى درجات الوقاحة باعلان كامل نواياه وشرعنة تلك النوايا، ومسارعة الاحداث بالطرق المدروسة والخطط المصممة على انجاز مهامه في ظل ما سبق ذكره بل وتكريسه وتغيير الوجوه فقط.
رابعا اخيرا: عمل المستعمر على نقل تلك النقاط السابقه وتطبيقها على المنطقة بأسرها في ظل دويلات الطوائف المخزية، وهذه النقطة لها دراستها الخاصة والتي ربما استطيع أن أكتب عنها لاحقا وبالتفصيل ان شاء الله. ولكن وباختصار شديد وجدت وبالمنطق المحض ان كل من قالوا وادعوا حرصهم وحملهم هم القضية الفلسطينية، لم يكونوا سوى الاسباب المباشرة في مساعدة المستعمر وبصورة مباشره على ابتلاع ارضنا وتشتيت شعبنا، ومن المؤسف المخجل ان تبقى الصورة كما هي والى الآن نصفق للجلاد الذي الهب ظهورنا طعنا وتقطيعا وفي الوقت نفسه نصرخ له ومعه.
ورغم كل هذا فهل استسلم هذا الشعب، الكل حاول تركيعه، مستعمر في الصورة وفوق الطاولة، ومن يدعون الاخوة والسند يبايعونه تحت الطاوله، ولكن الشعب لم يركع وكما قلت سابقا متطور الاستشعار ومستعد للتضحية بالروح وقبلها بكل ما يملك من أجل قضيته، وتقدم مرة أخرى على القيادات المخزية وثورة جديدة هي ثورة البراق والتي أيضا فاجات القيادة.
ولكنها بالتأكيد لم تفاجئ الشعب المتيقظ دوما، والذي بدأ حسه الوطني بالرقي وبسرعة نحو الثورة ولكن بمفاهيم عقدية سليمة بدأت تنضج بمجرد التذكير بحجم المشكل الذي تواجهه الأرض ويواجهه الانسان، فقد بدأ ومنذ باية العشرينات يقظة دينية يقودها الرجل الثائر في سوريا ثم فلسطين وبالتحديد ممن حيفا، انه البطل الشهيد عز الدين القسام رحمه الله شهيدا في عليين. وقبل الدخول في تاريخ الحركة القسامية فلا بد من المرور بالثورات المتزامنة مع تكوين التيار القسامي ان صحت التسمية في وقتها. اذن سنعود لذلك بالتفصيل المستطاع ان شاء الله.
ثورة البراق 1929
لقد كان القائمون على الاوقاف والشؤون الدينية أي المجلس الاسلامي الاعلى بقيادة الحاج أمين الحسيني يسمحون لليهود بزيارة حائط البراق رغم أنه وقف اسلامي وهو الحائط الغربي للمسجد الاقصى، وكان هذا السماح يتم الترويج له على أنه تسامح ديني، ويا له من تسامح لا أدري له أساس بعد العهدة العمرية، ويا له من تسامح بعد معرفة القيادات بكل المخططات، والله ىلا أجد تفسيرا ولا مبرر واحد يقنعني حتى أجد لتلك القيادات سوى البله، وأستذكر هنا مقولة لأينشتاين " شيئان ليس لهما حدود، الكون والغباء"، ولا أستطيع شخصيا تصور هذا التسامح لدى الشارع الفلسطيني، والذي بدأ يستشعر الخطر اليهودي وغدرهم المشهود له تاريخيا وموثق من لدن خبير عليم في كتابه القرآن الكريم.
إن إرهاصات ثورة البراق تعودالى سنة سابقه أي 30/9/1928 عندما حاول اليهود استغلال ذلك المدخل والذي ولجوا منه تحت ما سميه الغفلة من القوم على أنه تسامح ديني لتغيير حالة الأمر الواقع وتحويل المكان إلى ما أشبه بكنيس يهودي، كيف لا وهم المشهود لهم تاريخيا بكل فنون السرقة والقذارة التي يعف اللسان والقلم على ذكرها هنا في سياق ما نهدف إليه (اشرنا إلى ذلك في مقالات سابقه تحت عنوان "أغوار النفس اليهودية" و"هل نحن صفر أم تحت الصفر"). فتنبه شرفاء المسلمين وكان أقصى ما استطاعوا فعله هو تأسيس "لجنة الدفاع عن البراق الشريف" وعقدوا وكالعادة اليوم (سلبية متوارثة) مؤتمر في القدس في 1/11/1928 حضرته وفود من الأردن والعراق ولبنان وسوريا والهند، وقرر المجتمعون تشكيل "جمعية حراس المسجد الأقصى والأماكن المقدسة".
في 15/8/1929 نظم اليهود مظاهرات في القدس نظم اليهود مظاهرات في القدس واتجهت إلى حائط البراق، وزادوا طبعا على ما سبق من مظاهرات برفع العلم الصهيوني، ووصلت بهم الوقاحة ذات الصفة المتأصلة بأن تطالوا على بشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، طبعا هذه نتيجة طبيعية ومصداقها قول الله عز وجل "إن يظهروا عليكم لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة" صدق الله العظيم. فرد المسلمين في اليوم التالي بمظاهرة مضادة منطلقين من المسجد الأقصى، وفي 17/8/1929 حدث شجار مع اليهود زاد في توتر الأجواء، وفي يوم الجمعة 22/8/1929 وبعد الصلاة، وقعت صدامات قوية وواسعة في القدس، وما أن وصلت الأخبار إلى المدن الأخرى حتى عمت الثورة كامل تراب الوطن الفلسطيني، كيف لا والشعب يختزن طاقة الثورة بمسبباتها في وعيه وحسه، ولكن للأسف يفتقد القيادة، فما أن يزداد الاحتقان حتى ينفجر هذا الشعب تلقائيا وبلا قيادة. إنها الثورة...
في 24/8/1929 وفي الخليل قتل الشعب الثائر أكثر من ستين يهوديا في حي اليهود، وجرحوا أكثر من خمسين، ومكنت الشرطة من الحؤول دون وقوع ابادة لليهود، حيث تصدت للشعب الثائر فاستشهد عشرة رجال، ولم يعرف عدد الجرحى.
في 29/8/1929 هاجم الشعب الثائر الحي اليهودي في صفد فقتلوا عشرين يهوديا وجرحوا خمسة وعشرين.
ما بين 24/8 و 2/9/1929 هوجمت كثير من المستوطنات ودمرت ستة منها تدميرا كاملا.
هوجم اليهود في كافة المدن الفلسطينية، وتحولت فلسطين إلى ساحة قتال، ولم تستطع القوات البريطانية إخماد الثورة إلا بعد وصول التعزيزات العسكرية، وكيف لا تخمد ثورة شعبية تلقائية الاندلاع وبلا قيادة تضمن لها الاستمرارية والنضوج الثوري الحق.
لقد كانت النتائج أيضا غريبة فقد قتل 133 يهوديا وجرح 339، في حين استشهد 116 وجرح 232 ، ولم يصب البريطانيين بسوء، لأن الثورة وكما قلت تلقائية وموجهة ضد اليهود، أهل الغدر والخسة. وبدأ اليهودي القذر مسؤول العدالة البريطانية في فلسطين "بينتويش" ، بالقبض ومحاكمة العرب المسلمين بالآلاف، وإطلاق سراح من أعتقل من اليهود بلا مقابل غالبا، أو بكفالات بخسة، حتى للذي قتل 4 من المسلمين حرقا، وكان من أهم تلك المحاكمات ونتائجها إعدام الثلاثة المشهورين في تاريخ فلسطين ، عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي ، وكان ذلك يوم "الثلاثاء الحمراء" 17/6/1930 والذين أصبحوا نموذجا ثوريا إلى يومنا هذا، حيث مضوا إلى الإعدام وأيديهم مخضبة بالحناء تعبيرا عن الفخر والاعتذار تماما كالعريس يوم فرحه، وانشدوا وأنشد الشعب معهم




يا ظلام السجن خيم إننا نهوى الظلاما
ليس بعـد الليـل إلا نـور فجـر يتسامـى



ولكن هذا الظلم التحيز الفاضح حر الشرفاء إلى محاولة اغتياله ولكنه نجا منها، إلى أن أعفته بريطانيا من منصبه عام 1931 .

ربما يتساءل البعض عن سر اعتبار تلك الثورة بداية جديدة لفصل جديد، وهو تسائل في محله، فقد كانت الثورة وكل ما سبقها موجه ضد اليهود بتلقائية وعمق معرفي مبني على العقيدة وبالتالي الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس ومعرفة ، ثم العمق التاريخي بغدر اليهود ,أيضا بتوثيق مطلق من الله عز وجل، ثم الواقع حيث السرقة ولا بد من قطع يد تلك العصابة من اللصوص، ولم يكن هناك توجه لمهاجمة البريطانيين، ولكن من هنا بدأ التحول واعتبار البريطانيين ليسوا أعضاء عصابة سارقة فحسب، بل هم رأس الأفعى أيضا.
المهم إن بعض الكتاب، قد كتبوا أدعاء بأن الحاج أمين الحسيني وراء التخطيط لتلك الثورة، وهذا ينفيه الواقع والطبيعة التي سارت بها الأحداث، بل وطبيعة شخصية الرجل، فقد أعلن من جديد وجهاء القوم بما فيهم الحاج أمين الحسيني عدم مسئوليتهم عن اندلاع العنف، ووقعوا على بيان جاء فيه “... نطالبكم جميعا بالتزام الهدوء والسكينة، وأن تساعدوا لإعادة النظام، ولا تستمعوا إلى التقارير الشائعات المغرضة، كونوا على ثقة نبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق مطالبكم وطموحاتكم الوطنية عبر الوسائل السلمية" وما أشبه اليوم بالأمس، أما أن تجير الأحداث لهذا وذك فتلك المهمة الأسهل في كتابة التاريخ.

ثورة الكف الأخضر

كان القمع في منتهى القسوة والاعتقالات بالآلاف أثناء وبعد ثورة البراق، ولكن هناك 27 رجلا فروا إلى شمال وخصوصا منطقة عكا وصفد فلسطين وتبنوا الخط الثوري المسلح، حيث وجدوا تعاطفا منقطع النظير، كيف لا وقد التقى رقيهم برقي شعب، وخلال بضعة شهور تجاوز عددهم الثمانين رجلا، وقاموا بهجمات عدة على اليهود والشرطة، وكان مجمل نشاطهم في الفترة ما بين أكتوبر وديسمبر من العام 1929 أي شهرين فقط، وكانت المجموعة بقيادة أحمد طافش، ويبدو أن أعمالهم وجرأتهم كانت قد أثارت غيظ المحتل البريطاني وبشده حيث قامت القوات البريطانية بمسح شامل ومكثف، وفتشت القرى والطيران شارك بكثافة في البحث والمسح، وشاركت قوات حرس الحدود الأردنية في ذلك الوقت في البحث والتفتيش والملاحقة (وما أشبه اليوم بالأمس) إلى أن قبض على قائدها في شرق الأردن في 27/1/1930 .
إذن ورغم التعاطف الشعبي إلا أن القيادة الفلسطينية المزعومة لم تقدم يد العون والدعم لتلك المجموعة الناهضة بل ولم تؤيد أسلوبها الثوري المسلح (كما اوسلو وتبعاتها والى اليوم، وإرهاق المقاومة ووصمها بالإرهاب تماما كما يصفها العدو نفسه...لك الله يا شعبي ...كم لك من أعداء يسرون في شرايينك وأوردتك هم أشر من اليهود ومغتصبيك وأرضك...)
وهناك بعض من قال أن تلك المجموعة هي من المجموعات المشكلة على يد القائد الإيماني الفذ عز الدين القسام ولكن ليس لدي دليل بالانتماء ولكن لا يمكن نفي التأثير العقدي الذي بثه الشيخ في قلوب الناس، والحض على الجهاد كما سنأتي على ذكره لاحقا إن شاء الله.
انتفاضة أكتوبر 1933
إن أغلب أعضاء اللجنة التنفيذية والتي اشرنا إليها سابقا قد تنبهوا إلى ازدياد الهجرة اليهودية، والشعب أصبح وعيه يزداد بسرعة مع بدء بث الخطاب الديني، وقد حاول المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الحاج أمين ورجالاته ركوب الموجه حتى لا يسحب البساط من تحت قدميه وسخر كل الإمكانيات المادية والمعنوية والتي كانت متوفرة لديه ، وسأقدم دليل كلامي هذا لاحقا وسأشير إلى ما قلت هنا، أعود فأقول إن الشعب وبعض القيادات الشريفة قد وعت تماما أن بريطانيا هي اصل الداء وسبب البلاء، فطالبت تلك اللجنة بريطانيا بوقف الهجرة مهددة بتبني سياسة العصيان المدني، ولم تستجب بريطانيا لمطالبهم، فقررت اللجنة التصعيد وتسيير المظاهرات رغم الحظر وبدأت الاضرابات (تماما كما الانتفاضة الأولى 1987 ) فكان أول إضراب في 13/10/1933 وقيام مظاهرة كبرى في القدس، بحيث تتوالى المظاهرات في كل أرجاء فلسطين يتزامن معها الاضرابات، وهنا العجب حيث أجبر الشرفاء في اللجنة التنفيذية جميع الأعضاء بتقدم المتظاهرين وأصدرت بياناتها المتتالية حيث البداية "إن عرب فلسطين قد يئسوا يأسا تاما من الحكومة البريطانية، فهم لا يخاطبونها بشيء ولا يريدون منها شيئا".
إذن 13/10/1929 كانت الانطلاقة، ومن المسجد الأقصى المبارك، وجرح 11 شخصا بينهم خمسة من الشرطة.
في 27 /10/1929 إضراب شامل ومظاهرة في يافا بعد صلاة الجمعة، تحولت إلى مواجهات عنيفة سقط فيها 30 شهيدا، وجرح 200 واعتقل 12 قياديا، بينهم ثلاثة من أعضاء اللجنة ( قيل بأن موسى كاظم الحسيني قد أصيب بكدمات، حيث توفي متأثر بها، ولم أعلم في حياتي أن كدمات تقتل إلا بتزوير التاريخ).
وقد أدت تلك المجزرة في يافا إلى غضب شعبي عارم، إضراب ومواجهات لأسبوع كامل، حيث استشهد العشرات وجرح المئات.
إذن من الواضح أن مشاعر العداء أصبحت موجهة ضد بريطانيا وسياستها، وقد حاول المندوب السامي البريطاني التهدئة عند اجتماعه باللجنة في 25/10/1029 أي قبل أحداث يافا، فما كان من أحد لأعضاء إلا أن قابلة بثورة رافعا إليه طلب الشعب ورسالته التي حمله إياها قائلا"إن الشعب يقول لكم انه ليس لدينا ما نخسره، لقد فقدنا الثقة بالحكومة، لقد فقدنا أرضنا‘ فقدنا كل شيء، ولن نبالي بما سيحدث لنا"