PDA

View Full Version : المساجد السبعة تاريخاً وأحكاماً لأبي جابر عبد الله عثمان الأنصاري


محب السنة
19-06-2005, 02:58 PM
المساجد السبعة تاريخاً وأحكاماً




مقدمةٌ في فضلٍ بناءِ المساجدِ وإعمارهِا وفقَ ما شرعَ اللهُ


الحمدُ للهِ رب العالمينَ ، أن جعلَ بيوتًا ومساجدَ للمصلينَ ، يسبحونهُ فيها بالغدوِ والآصالِ ، سبحانهُ الكبيرُ المتعال ، الَّذي في كتابهِ قالَ : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (1)


وقد حذَّر الله أشدَّ الحذرِ أن يمنعَ مانعٌ من أن ترفعَ هذِه البيوتُ ويُذكَر فيها اسمه فقال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(2)


ورغَّبَ سبحانه وتعالى في رفعِ بُيوتِهِ وإعمارها معنويًا أو حسيًا فكان لمن أعمرها أجرٌ عظيمٌ من الرحمنِ ، وشهادةٌ بالإيمانِ قال تعالى :{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }(3)


وقد جاءتِ السُّنَّة أيضًا في الترغيب بإعمارها وفق ما شرع الله فقال -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- : (( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ بَنَى اللهُ لَهُ مِثْلَهُ في الجَنَّةِ ))( 4).


وقال عليه الصَّلاة والسَّلام : (( أَحَبُّ البِلادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا … ))( 5) .


وهكذا نجد نصوصَ الكتابِ والسُّنَّة تتفق على التَّرغيب في إعمار المساجدِ ، وهي كثيرةٌ جدًا .
بيد أننا في الوقت الذي نجد نصوص الوَحْيَين تُرغِّب في إعمار المساجد نجدُ نصوصًا أخرى من الكتابِ والسُّنَّة وأقوالاً للسَّلفِ ، تُحَذِّرُ من إعمار المساجد على وجه السَّرف(6) ، أو التَّردُّد عليها وزيارتها على طريقة الخَلَف(7 ) ، وأنَّه ليس كُلُّ من بنى مسجدًا أوزاره يكون مأجورًا ، بل قد يكون آثمًا مأزورًا .

ولهذا قال تعالى فيمن بنى مسجد ضرار أو تردد عليه وصلًّى فيه : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }(8)


فكذَّبهم سبحانهُ وتعالى وَشهدَ عليهم بالكذبِ وإن قالوا وحَلَفُوا أنَّهم لم يعمروه ولم يُصَلُّوا فيه ويتردَّدوا عليه إلا ابتغاء مرضاة الله والله يشهدُ إنهم لكاذبون .


فكانت سُنَّةً ماضيةً ، وبالإثم قاضيةً على من بنى مسجدًا أو تردَّد عليه وصلَّى فيه ولم يكن ذلك وفق ما شرعَ الله .

ومن هنا كان جديرًا البحث عن تلك الضوابط التي من بنى عليها مسجدًا أو زاره يكون مأجورًا بلا نزاع ولا ابتداع .


وقد سمعت وقرأت كثيرًا لمن ينادي بإعادة تشيِيدِ وبناء المساجد السبعة .


ورأيتُ أيضًا من الجانب الآخر كثرةَ الزائرينَ لها عن غيرهَا من المزارات ؛ مما كان دافعًا لي على هذه الكتابة والقيام بهذه الدراسة والتي وجدتُ نفسي مضطرة إليها .


وقد عُنِيتُ في دراستي للمساجد السبعة بأمرين :

الأول : يتعلَّق بدراسة بناء هذه المساجد وما يلتحق به من أحكام .

الثاني : يتعلَّق بدراسة زيارة هذه المساجد وما يلتحق بها من أحكام .


وقسَّمت هذه الدراسة إلى مقدِّمة ، واثني عشر فصلاً ، وخاتمة .

مقدمة في فضلِ بناء المساجد وإعمارها وفق ما شرع الله .
الفصل الأول : تعريف بالمساجد السبعة .
الفصل الثاني : تخريج الأحاديث الواردة في هذه المساجد .
الفصل الثالث : تاريخ بناء هذه المساجد عبر السنين والأيام .
الفصل الرابع : عدم ثبوت أسماء هذه المساجد .
الفصل الخامس : عدم ثبوت مواقع هذه المساجد .
الفصل السادس : كيف ذاع وشاع بين الناس وجود هذه المساجد كمواقع للصحابة من تاريخ غزوة الأحزاب ؟!!
الفصل السابع : حكم بناء المساجد على الوضع الذي عليه بناء المساجد السبعة ومشابهتها مسجد ضرار .
الفصل الثامن : حكم هدم المساجد السبعة .
الفصل التاسع : حكم زيارة المساجد السبعة .
الفصل العاشر : حكم الصلاة في هذه المساجد .
الفصل الحادي عشر : حكم الدعاء في هذه المساجد .
الفصل الثاني عشر : أقوال العلماء والمؤرخين في المساجد السبعة .
خاتمة البحث ونتائجه وما أوصي به .

وقبل أن أختم مقدمتي هذه ؛ اعترافًا بالجميل ، وشكرًا على المعروف ، فإنني أتقدم بالشكر لكلِّ من ساعدني على إخراج هذا الكتاب في هذه الحلَّة القشيبة ، وأخصُّ بالذكر منهم الأخوين الفاضلين صلاح بن علي العربي ، والأخ عبد العزيز بن علي أبو رحلة على ما أمدَّاني به من مراجع ، وأحالاني عليه من مصادر ، وجزى الله الجميع كل خير .



واللهَ الجليل أسألُ أن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم إنه سميع مجيب ، وبالإجابة جدير ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .





الحواشي



(1 ) سورة النور آية (36) .
(2 ) سورة البقرة آية (114)
(3 ) سورة التوبة آية (18)
(4 ) أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الصلاة (1/172/450) باب من بنى مسجدًا . ومسلم في صحيحه ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (1/378/برقم533) ، باب فضل بناء المساجد والحث عليها .
(5 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (1/464/671) ، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد .
(6 ) انظر ص (100) .
(7 ) انظر الفصل التاسع من هذا الكتاب ص (109-114) .
(8 ) سورة التوبة آية (107) .



تجد الكتاب كاملاً على هذا الرابط :

http://www.otiby.net/book/open.php?cat=4&book=16


أو هنا -مباشرة- :

http://www.otiby.net/book/files/elemia/msajed.rar