PDA

View Full Version : سيد القمني بين الفكر والكفر !!


الطارق
24-07-2005, 09:49 PM
يقول مشاري الذايدي [الشرق الأوسط الثلاثـاء 13 جمـادى الثانى 1426 هـ 19 يوليو 2005 العدد 9730 ] :
(( سيـد القمني.. هـل هــذا هــو الحـل..؟!
تراجع الباحث المصري الشهير في مجال تمحيص ونقد التراث الاسلامي « سيد القمني »، هو تراجع مفتقد لطراوة البراءة وملمس الصدق...
كان، في تقديري، اتقاء شر، وليس تراجعا نقديا معمقا، فهل هذا ما يريده الذين هددوه بالقتل، تراجع، أي تراجع حتى لو كان خوفا منهم فقط؟!
تفاصيل القصة، لمن لم يتابع، أن سيد القمني نشر بيانا أعلن فيه تراجعه عن كل أفكاره «الكفرية» التي تضمنتها كتبه سابقا طيلة السنوات الماضية، بعدما تلقى تهديدا، يعتقد هو أنه جدي، يتضمن إزماع خمسة من «سيوف الجهاد» في مصر، القيام بقتله جزاء كفره المعلن في كتاباته، وأنه لن ينفعه أن يبلغ أمن الدولة، او يعين حرسا له، فأمن الدولة لن يحرسه أبد الدهر، ومن يقف على باب منزله لن يمنع رصاصة منطلقة من سيارة عابرة، او يرد سيارة مليئة بعجين الموت المتفجر.
وحسب التحذير، الذي قال القمني إنه تلقاه على بريده الالكتروني، فإن المهددين، وإمعانا في اقامة الحجة وقطع العذر، أمهلوا الكاتب القمني فرصة أسبوع، ليعلن «توبته» في مجلة «روز اليوسف» لأنها هي التي كانت تنشر كفرياته... لكنهم توقعوا أن يعاند القمني ويصر على ضلاله، لكن يبدو أن القمني خيب ظنهم فأعلن توبته الصراح، متخوفا من عدم قبولها من مهدديه... حيث قال في نص بيانه: «إقدامي على هذه الخطوة سيبقي لي من العمر ما يكفي لرعاية من يستحق رعايتي، فلذات كبدي، هذا في حال قبول هذا البيان».
وبالغ في التراجع فقال، رفعا لكل لبس او غموض قد يعتري السادة المهذبين الخمسة من أسود الجهاد في مصر: «أعلن براءة صريحة من كل (الكفريات) التي كتبتها في مجلة «روز اليوسف»، براءة تامة صادقة يؤكدها عزمي على اعتزال الكتابة نهائياً، من تاريخ نشر هذا البيان في مجلة «روز اليوسف»، حسب طلب البيان التحذيري ( «الشرق الأوسط» 17 يوليو 2005).
الخطوة لاقت حنقا من بعض الليبراليين العرب، بحسبانها جبنا وخورا من القمني، حسبما قال الناقد الفلسطيني (المقيم في امريكا!) شاكر النابلسي، في مقالة له نشرت بصحيفة «ايلاف» الالكترونية بعنوان «سيد القمني: بئس المفكر الجبان أنت!»، مبديا خيبة أمله من ضعف سيد القمني، مرجعا خنوع القمني للصوت الاصولي، الى سياق مصري قديم وخاص، مستشهدا بتراجعات سابقة، مثل تراجع الشيخ علي عبد الرازق عن كتابه (الإسلام وأصول الحكم، 1924)، وكذلك فعل طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي، 1926)، وألغى فصلاً منه لاحقا وكتب بعدها: (على هامش السيرة) و(في مرآة الإسلام)... تكفيراً عن «ذنبه»، كما يقول النابلسي. وكذلك فعل الشيخ خالد محمد خالد حين أصدر كتابه (الدولة في الإسلام، 1981) واعتبر النابلسي كل تلك الحالات مثالا على «عقدة الذنب الدينية»، التي تميّز بها الفكر المصري في القرن العشرين، مدرجا القمني ضمن هذا السياق.
لكن آخرين لا يرون الأمور مثلما يراها النابلسي، فهناك من يعتقد أنه تكتيك من القمني لتوبيخ الأمن المصري بشكل غير مباشر، خصوصا أنه شكا مر الشكوى من تراخي الأمن المصري في حمايته، وحماية المفكرين المصريين الاحرار من ارهاب الاصوليين. هذا التفسير جاء من الضفتين الأصولية والأخرى، فمنتصر الزيات، محامي الاسلاميين، يشكك في مصداقية التهديد، ويرى أنه «لعب عيال» للتراقص بأعصاب القمني. المشكلة أن مثل هذه الامور إذا كانت لعبا تسع مرات، فإنها تكون جدا في المرة العاشرة، والمشكلة اكثر، أن المرة الاولى هي المرة الاخيرة، مثل لعبة الروليت الروسي.
صديق خبير في عالم الصحافة قال: «ربما كان الأمر لعبا، فاستهداف الجماعات الاصولية للكتاب في مصر لم يعد حاضرا»، قلت له: إذن بماذا تفسر «توبة» القمني هذه؟ فقال لي ضاحكا: ربما تاب الرجل ونزلت عليه الهداية! قلت: ربما. لكن الذي أعرفه أن التوبة تكون من التكفير لا من التفكير، فالتفكير كما علمنا المعلمون الاوائل فضيلة يستزاد منها ولا يتاب...
تراجع القمني، بتجاوز ظروفه الشخصية وحرصه على امضاء ما بقي من عمره بقرب اسرته الصغيرة، فهذا أمر يخصه، وله الحق في صنع ما يشاء، من دون وصاية من أحد، لا من اليمين ولا من اليسار، لكنني أردت التوقف عند هذه النفوس المكتنزة يقينا وثقة وانغلاقا على لوح ثلج من المطلقات الزائفة، وسرعان ما تذوب تحت حرارة النقد وسخونة الواقع.. وهم لا يشعرون، فقط ممسكون بهيئة تمثالية على لوح الثلج «المعدوم»!
شيء مذهل هذا العمى والامتلاء الكامل بالحقيقة، الذي يملكه شاب أو رجل لا يعرف من العلوم الدينية الا نتفا عابرة، لكنها كافية لقتل كاتب او تفجير حافلة أو بذر الخراب في كل مكان.
في هذا السياق كنت اتابع أخبار محاكمة الاصولي الهولندي، من أصل مغربي، ولا أدري بأي الجنسيتين يعترف؟! ربما يكفر بهما جميعا، فهذا الشاب محمد بويري (26)، قتل المخرج الهولندي ماثيوفان غوخ، رميا بالرصاص ثم طعنا بالسكين، بحجة الانتقام للاسلام منه، ولما مثل امام المحكمة تحدث بالهولندية، رافضا الاعتراف بالمحكمة والديموقراطية، وقال انها كفر في كفر! ثم قال انه لو اطلق سراحه لعاود فعلته، ثم رفض ان يوجه رسالة اعتذار لوالدة القتيل، وقال: «لا استطيع ان اشعر معك لانني اعتقد انك كافرة، لقد تصرفت انطلاقا من ايماني، وليس لانني اكره ابنك».
كلمات مذهلة، وخروج كامل على فلسفة حياة شاملة، وهدم جذري لاسس الحياة في هولندا، إنه انسان يختلف معك من الالف الى الياء... لا توجد نقطة التقاء واحدة، والأخطر أنه انسان لا يكتفي بالخلاف، بل يريد فرض نموذجه بالقوة، لأنه «يتصرف باسم دينه» حسب نص افادة بويري، الأمر الذي دعا المدعين الى المطالبة بتجريد بويري من حقه في التصويت او التنافس في الانتخابات بقية حياته.
مشهد آخر من هذا الكفر بالحياة الحديثة، لنذهب الى الاردن، التى شهدت في 13 يوليو الحالي محاكمة خلية الجيوسي التابعة للزرقاوي، والتي قبض عليها بتهمة التخطيط للقيام بهجمات شاملة على الاردن، وهدد المتهم، احمد سمير، خلال إفادته لدى محكمة أمن الدولة، هيئة المحكمة والمدعي العام بالقتل، وقال: «انتظروا الرد من إخوتنا، ان دماءكم أطيب الدماء فانتظرونا».
وألقى خطبة في المحكمة كفر فيها النظام الاردني، مما استدعى المحكمة الى إحالته إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة بتهمة إطالة اللسان. وقال المتهم الرابع، حسن عمر السميك: «لقد خرجت من الاردن للإعداد للجهاد في سبيل الله، ثم بعد ذلك عدت الى الاردن، لإقامة فريضة الجهاد، حيث أن قتال المرتدين من الحكام وأعوانهم، هو أولى من قتال الكفار الأصليين من يهود ونصارى».
وهكذا يمضي الانقلاب الشامل على نظام حياتنا الحالي، إنك امام أناس يسعون بجد واجتهاد لقلب الحياة رأسا على عقب وصوغها على طريقتهم هم، قد يقال: ما هو الجديد في ذلك؟ هكذا كان الاخوان المسلمون، في مصر مثلا منذ ثلاثينيات القرن المنصرم، وهم يسعون لإقامة «دولة الاسلام»، كما يرونها.
قد يقال هذا، وأقول في الجوهر لا يوجد جديد، لكن هذه المرحلة هي جديد الشباب الثائرين على تربص وأناة الشيوخ، التي طالت أكثر مما ينبغي، ويجب استرداد الشرعية الدينية، واقامة حكم الله بما يتيسير من «قوة ومن رباط الخيل»، لإرهاب أعداء الله... الجديد هو ضجر التلاميذ وتقريرهم أخذ حقهم، الذي هو حق الله، باليد.
صحيح، وكما قلنا في سياق مختلف، أن هذا الفكر لا يمثل كل المسلمين العاديين، وان هناك ظروفا موضوعية، سياسية واجتماعية وغيرها، تسرع بتهيئة مثل قاتل المخرج الهولندي أو شباب خلية الجيوسي في الاردن، أو نماذج عبد العزيز المقرن في السعودية، لكن كل هذا يجب أن لا يجعل عيننا تزيغ عن رؤية لهب النار الاصولية القابعة في تلافيف الفكر، او ملاحظة النحت العقلي والعجن النفسي المستمر الذي يأتي من ادبيات تسرح وتمرح بيننا، تعلم امثال بويري وشهزاد تنوير مفجر باصات لندن، أن القتل وإراقة الدماء بجنون هو اقرب الطرق الى الله...
وهذا يتطلب شجاعة توازي او تقارب شجاعة الخصم الذي تريد مواجهته، فعلى من يقرر المواجهة مع الاصولية، عليه ان يستمر لآخر الشوط، لا أن يضعف نفسه وموقفه، وموقع المعركة بشكل عام، مثلما صنع الاستاذ سيد القمني، الذي أذكره في ليلة قاهرية يشكو لحضور الجلسة، وانا منهم، من تواطؤ النظام الرسمي مع التيارات الاصولية، على حساب الليبرالية والليبرالليين، ويتذكر رفيق دربه فرج فودة الذي قتله الاصوليون، وأهملت اسرته الحكومة. ولكن اسأل المفكر سيد القمني: أهذا هو الحل؟! الانكفاء والتراجع؟! أشك في ذلك. ))

لن نتحدث هنا عن مقتل المخرج الهولندي الذي وضع الأيات القرآنية على جسد امرأة عارية مثيراً سخط مسلمي هولندى وغضبهم فكان هذا سبب في قتله !

وإنما هنا حديثنا عن سؤال مشاري الذايدي حين يتساءل بصيغة الاستنكار :
(( قلت: ربما. لكن الذي أعرفه أن التوبة تكون من التكفير لا من التفكير، فالتفكير كما علمنا المعلمون الاوائل فضيلة يستزاد منها ولا يتاب )) .

وسؤاله للمفكر كما ادعى يقول : (( ولكن اسأل المفكر سيد القمني: أهذا هو الحل؟! الانكفاء والتراجع؟! أشك في ذلك ))

فالذايدي يزعم كما ترى أن كتابات وأفكار سيد القمني لم تخرج عن الإسلام !! مع العلم أنك إن اطلعت على حوارات هذا الكاتب أو المفكر كما يزعم الذايدي فلن تشك للحظة أنه ليس في قلب هذا أي ذرة من الإسلام فما بالك بالإيمان ! [ يؤكد سيد القمني في كتابه ( شكراً .. ابن لادن أنه : ( أنه علماني حتى النخاع ) ]

وهذه مقابلة لهذا المفكر كما يزعم الذايدي تؤكد لك شكوكنا في هذا الرجل :

يقول فيها ((ما الذي يشغل فكرك وما هي الخطوط التي ينبني عليها ؟

- إن شاغلي الأساسي هو تخلف وطني وهزيمته الحضارية الفادحة، ومن ثم فإن أي بحث أقوم به يكمن وراءه الكشف عن مجهول أو شبه مجهول، أو قصد نقدي لفكرة أو مفهوم أو رؤية خاطئة تساهم في تخلفنا أو تحجب عنا رؤية ما نحن فيه مقارنة بالأمم الراقية. وقد ارتسمت دراساتي بهذا الصدد عدة خطوط. من بينها إعادة قراءة السيرة النبوية بمنهج سوسيوتاريخي يربط النص المقدس بواقع الدعوة وهو يتغير ويتطور ليقيم دولته السياسية، وذلك كما في كتابي الإسلاميات. هناك خط قصد إلى دراسة جذور الأساطير، ومنابعها، والظروف التاريخية التي صيغت فيها أو من أجلها، ومقاصدها وكيف وصلت إلى الديانات الكبرى الشرق أوسطية وضمنها الإسلام لتصبح مقدسات، وذلك كما في كتاب الأسطورة والتراث، وكتاب قصة الخلق. ))

فهو يزعم أن ما في الإسلام هو أساطير ويؤكد هذه النقطه بجوابه عن السائل الذي سأله (( العقيدة الإسلامية مليئة بالأساطير، كيف يمكن تنقيتها من كل هذه الشوائب؟ ))

فيجيب (( كل الأديان مليئة بالأساطير وليس الإسلام وحده، بل ربما كان الإسلام هو أقل الأديان احتواء على الأساطير، لكنه يعتمد كسر قوانين الطبيعة بالمعجزات كأدوات دالة على النبوة والاتصال بالقوى السماوية، فهو يعتمد كثيراً من الأساطير عن الملك الإسرائيلي سليمان، ولمحمد معجزة خاصة في الإسراء بالبراق الأسطوري ثم المعراج إلى السماء على سلم من نور، وأساطير عربية مثل ناقة صالح التي أنجبتها صخرة وغيرها. لكن لا أعتقد أن مهمتنا عصرنة الإسلام بهذا المعنى أو تنقيته من الشوائب كما تقول، لأنها لم تكن شوائب في زمنه بل متوافقة مع منطق قائم في أديان أخرى تصدقها أمم بكاملها على أنها حقائق. وقد قبل مسلمو عصر النبوة هذه المعجزات واعتبروها دلائل على صدق النبوة. لكن المشكلة أن مسلمي اليوم لم ينغرسوا في مناهج عصرهم كما انغرس أهل الغرب، لذلك تحولت أساطير الكتاب المقدس إلى ما يشبه الفولكلور اللطيف، وليس عن اقتناع بإمكان كسر قوانين الطبيعية اليوم كما هو حال الاعتقاد الإسلامي في انتظار خلاص إعجازي أدى إلى تبلد عقلي طويل. ومع التبلد تغيب الحقائق ومن ثم الإرادة والعقل والفعل انتظاراً للحل الإعجازي. لذلك علينا أن نقبل مأثورناً كما هو دون غربلة ولا تنقية إلا فيما هو ضروري كإضافة للموجود فعلاً وليس مزيحاً له ولا مغيباً له، لأن في قراءته فوائد جمة تضيء لنا ذلك الزمن وكيف كان يفكر وماذا كان منطقه في القبول والرفض، إضافة على أنها تلقي ضوءاً على أشكال المجتمع ونظمه لمن أراد درسها بغض النظر عن الإيمان بهذه الأساطير (الشوائب) من عدمه. ))

وأنت عندما تقرأ هذا لا تشك للحظة أن هذا على طريق كفار قريش الذين زعموا أن ما أنزله الله عز وجل على رسوله الكريم ما هي إلا أساطير الأولين ! وتكذيبه للإسراء والمعراج وتكذيبه لناقة صالح ورغم ما ترى في هذا الحوار من كفر إلا أن الذايدي يزعم أن هذا لم يخرج عن الفكر !!!!!

ورغم أن الكاتب يزعم في أحد كتبه ( حروب دولة الرسول ) أنه لم يخرج عن الإسلام فيقول بعد أن ينقل عن ابن الراوندي الذي يصفه بالملحد مقالته المعروفة في إنكار نزول الملائكة لنصر الرسول وصحبه الكرام : (( وإذا كنا نورد كلام ذلك الملحد فلكي نرى إلى أي حد يمكن أن تبلبل تلك الروايات الفؤاد ، ولا شك أن موقفه كملحد مرفوض بالقط من جانبنا لكنا ربما تساءلنا تساؤلاً مشروعاً من مسلم يريد الإطمئنان لطوية فؤاده ، حرصاً على صيانة إيمانه ونقائه ))

بل إن الكاتب لا يذكر الرسول في أحيانا كثيرة إلا ويتبعها بالصلاة والسلام عليه ويصفه بسيد الخلق [ في مواضع من الكتاب لن تشك للحظة أنه يستعمل هذه الكلمة ساخرا من الرسول صلى الله عليه وسلم أو طعنا فيه ] ، بل إنه يذكر الجملة الشهيرة في آخر كتابه ذاك قائل : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله ) !!!

لكنك إن اطلعت على ذلك الكتاب عجبت من تلك المطاعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه الكرام رضوان الله عليهم بل إنكاره لمعجزات الرسول وحتى تلك التي أتت مؤيده بالقرآن الكريم ، وستخرج بقناعه معي أن هذا الذي يزعم الذايدي أنه مفكر لم يؤلف كتابه ذلك إلا طعنا في الإسلام ونبيه الكريم وصحبه الكرام !

ذكرنا من قبل أن هذا الرجل لا يؤمن في حوار له بأي معجزة للرسول ويتضح ذلك في كتابه ( حروب دولة الرسول ) في حديثة عن غزوة بدر الذي يرجع انتصارها إلى ظروف أدت لذلك من تفكك قريش وتلاحم المسلمين مشككا بإمداد الله الملائكة كما في سورة الانفال !! [ في كتابه ( شكرا .. بن لادن ) يسخر من قصة أصحاب الفيل ويسال لما لم يحمي الله القدس والعراق من غزو أمريكا وإسرائي مردداً ما قاله من قبله القرامطة ]

وفي كتابه ( حروب دولة الرسول ) يظهر هذا الكاتب الكثير من المطاعن في الرسول صلى الله عليه وسلم كالزعم بتناقض الرسول في تصرفاته بعد بدر وقبلها وبنقضه للمواثيق ويظهر ذلك في حديثه عن صلحه مع أهل مكة الذي يزعم أن الرسول هو الذي نقض صلح الحديبة ومع يهود بني النضير وهو هنا يزعم أن صحيفة المقالع [ وتؤكد المصادر ان هذه المعاهدة كانت بعد الهجرة أو على الأكثر بعد بدر مباشرة ، ولكن لكي يثبت أفكاره واستنتاجاته المنحطة حاول أن يكذب تلك المصادر فيلوي الحقيقة ليجعلها بعد أحد ] التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت بعد أحد ونتاج هزيمة الرسول صلى الله عليه وسلم زاعما أن الرسول أجبر بني النضير على الصلح بعد أن دعوه للمناظرة والمجادلة فرد عليهم بالتجهز للحرب من اجل إقامة هذه المعاهدة لتوحيد جبهته الداخلية ولا أدري كيف ينقض الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك هذه المعاهدة وهو الذي أرغمهم على توقيعها بزعمه !؟


بل إنه يردد مطاعن المستشرقين في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين وذلك في حديثه عن غزوة خيبر وفي مواضع كثيرة من كتابه [ يقول هذا الحقير عند حديثه عن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بجويرية بنت الحارث ص 281 : ( وهنا يطلع سيد الخلق العارف بمواطن الجمال والملاحة .. ) ] ثم ليعلن في غزوة خيبر أن الرسول ليس إلا ملك كسليمان وليس كأنبياء إسرائيل الدراويش !! [ لاحظ أن المؤلف يرى أن سليمان ملك مع العلم أننا نعلم أن سليمان عليه السلام هو أحد الأنبياء عليهم السلام ، والكاتب يرجح ما ترويه التوراة المحرفة عن ما يوجد في القرآن الكريم ويظهر ذلك في حديثه عن قصة طالوت والتي ذكرها الكاتب في غزوة بدر زاعما أن التوراة تتطابق في قصة طالوت مع واقع فلسطين بينا قصة طالوت في القرآن تتطابق مع واقع الحجاز !!! ]

بل أنه يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقتل أعداءه غدراً ومن دون سبب [ عندما ترجع لمصادره التي يذكر تعجب كثيرا عندما ترى أن هذا الشخص لا يتنقل الحقيقة في كتابه إنما ينقل بعض المقاطع التي يحاول أن يثبت بها فكرة المنحرف واستنتاجاته الخبيثة والتي تتعارض مع الحقيقة ومع ما في المصادر التي ذكرها ، ومثال ذلك قتل كعب بن الأشراف الذي زعم أنه قتل بلا سبب مع أن هذا أظهر العداء للمسلمين بعد بدر بل وذهب إلى مكة ليحرض على الرسول ثم رجع إلى المدينة ليدعو لحرب الرسول صلى الله عليه وسلم بل وليتهجم على الرسول صلى الله عليه وسلم ويتشبب بنساء المسلمين وبرغم كل هذا فيزعم أن قتل هذا وأمثاله كان بلا سبب !! ) ويتهم الرسول صلى الله عليه وسلم ( بالعنف والاغتيالات والتصفية الجسدة ) ص 208 من كتاب ( حروب دولة الرسول ) !

والعجيب أنه بقدر ما يصف الرسول بهذه الصفات بقدر ما يمتدح كفار قريش كعتبة بن ربيعة في مواضع من كتابه الذي وصفه بالحكيم ويمدح أبي بن سلول رأس النفاق ويدافع عنه ويسخر من وصف المصادر الإسلامية هذا المنافق بأنه رأس النفاق [ مع أن نفاق ابن سلول ثبت في الكثير من آيات القرآن ] زاعما أن كل تصرفاته ترجع إلى الحنكة والبصيرة الحربية ( انظر حديثة عن غزوة أحد )
بل أنه يصف حيي بن أخطب ذلك اليهودي المعادي للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ( الشريف السيد الداهية ) !

ولا يكتفي بكل ذلك بل أنه وفي كثير من كتبه ومنها ( حروب دولة الرسول ) و ( الناسخ في القرآن ) وكتاب ( شكرا .. بن لادن ) يزعم أن القرآن الكريم الذي بيدينا الآن ناقص وان هذا النقص نتاج جمع القرآن في زمن عثمان بن عفان !! [ في الناسخ في القرآن يردد كما ردد من قبله المستشرقين قصة الغرانيق والتي اثبت الكثير من العلماء ومنهم ابن كثير والألباني يرحمهما الله أنها قصة موضوعة وردوا عليها ، وهذا الشخص في كتاباته كثير ما يستقل الروايات الضعيفة والموضوعة أو ما يؤلفه الملاحدة والروافض كما ذكر القرطبي في تفسيره في قصة الصحيفة التي أكلها الدواجن في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ليثبت استنتاجاته وأفكاره القبيحة ]

وحسب علمي أن من يعتقد بنقصان القرآن الذي ذكر الله عز وجل حفظه في سورة الحجر فهو كافر ورغم هذا فالذايدي وغيره كما ترى يزعم أن حديث هذا ليس إلا فكر !!

وفي كتابه ( شكرا .. بن لادن ) [ تقول بدرية البشر ( الشرق الأوسط : الاحـد 11 جمـادى الثانى 1426 هـ 17 يوليو 2005 العدد ) : ((شكرا بن لادن
لست أول من شكر بن لادن، قبلي شكره كثيرون! الكاتب المصري السيد القمني نشر كتابا أسماه «شكرا بن لادن» عبر فيه عن شكره لابن لادن الذي أسدى عملا عظيما للمسلمين والعرب بزيف مشروع سياسي معين، وكشفه لأميركا أنها لا يمكن أن تدعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية وتبقى بمعزل عن أذاها! )) ولا أدري هل استحضار العنوان هنا مجرد اقتباس من العنوان أم هو موافقه على ما جاء في الكتاب من أفكار !!! [ كتبت هذا قبل ما ذكرته في مقالتها أمس والذي يؤكد أنها على درب هذا الرجل الذي يطعن في الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ]

يزعم أن الإسلام يضطهد المرأة بل إنه يلمح على أن الرسول لم يكن عادل مع زوجاته ، ثم يتهجم على الصحابة رضوان الله عليهم فيصفهم بالوحشية في تعاملهم مع المرتدين والمعارضين لحكمهم بزعمه ، زاعما أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه اغتصب الحكم من علي رضي الله عنه ومن الأنصار هو وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما بل ومتهما عمر بقتل سعد بن عبادة رضي الله عنه ، بل إنه يصف زمان الرسول بأنه أفسد من زماننا هذا متهما الفتوحات الإسلامية بأنها اغتصبت الأراضي وفرضت الدين واللغة على شعوب المنطقة ، [ كتاب ( شكرا .. بن لادن ) مليء بالهجوم على الصحابة وعلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ] !!!!!

هذا بعض ما سجله هذا الكاتب في كتبه وإن أطلعت على كتبه ستجد أكثر من هذا طعنا في الإسلام وفي الرسول صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه الكرام رضوان الله عليهم وإن قرأته فستحسب أنك تقرأ أحد كتب المستشرقين او الملاحدة الذين يضعون السم في العسل !!!

وبعد كل هذا ينتقد الذايدي هذا الشخص على تراجعه على بعض كتاباته مع ما فيه من الطعن على الإسلام ورسوله الكريم وصحبه الكرام ، ليأتي من بعده عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط [ الصحيفة التي بالفعل أصبحت مأوى للكثير من أصحاب الفكر العلماني المؤيد لأمريكا وحربها على المسلمين وأخرهم منى الطحاوي التي وجدت نفسها بعد صلاتها خلف آمنة ودود تقول [لاحـد 17 صفـر 1426 هـ 27 مارس 2005 العدد 9616 ] : (( حينما وجدت نفسي.. وصليت خلف آمنة ودود
يوم الجمعة قبل الماضي (18 مارس)، ارتديت أجمل ملابسي وانطلقت استقل سيارة أجرة، أجاهد للسيطرة على دموعي قدر المستطاع، وانا في طريقي إلى صلاة الجمعة، التي كانت موضوعا لحديث ملايين الناس في العالم الإسلامي. لا أتذكر على وجه التحديد آخر مرة حضرت فيها صلاة الجمعة، لكنني لا يمكن ان أنسى صلاة الجمعة هذه. فقد سجل التاريخ ان البروفيسورة آمنة ودود، استاذة الدراسات الاسلامية بجامعة الكومونويلث في فيرجينيا، كانت أول امرأة تؤم صلاة جمعة مختلطة. )) وقد شاهدت صورتها في تلك الصحيفة في صلاتهم تلك وكانت فضيحة ! ] أقول يأتي عبد الرحمن الراشد ليقول [ الشرق الأوسط : الخميـس 15 جمـادى الثانى 1426 هـ 21 يوليو 2005 العدد 9732 ] : (( كلنا سيد القمني
فقهاء، ومحدثون، ومفكرون، وكتاب، كلهم مروا بمثل مأساة سيد القمني، المفكر المصري الذي اذاع نبأ توقفه عن الكتابة خوفا على حياته وأطفاله، بعد تهديدات تلقاها من جماعات متطرفة. كلهم عاشوا نفس اجواء الخوف، وساروا عبر نفس الطريق، واعتزلوا فكرهم قهرا، باستثناء انهم لم يصدروا بيانات او يذيعوا اعترافاتهم بالخوف..
ومن ابرز تطورات هجمة التخويف انها لم تعد تهتم بعموم الكتاب والمفكرين بل صار هدفها المفضل مجتمع علماء الدين. فالكثير من المفتين والأئمة والفقهاء تعرضوا، ربما اكثر من غيرهم، للتخويف من خلال خطب علنية تهزأ بهم تارة وتهددهم تارة أخرى. اكثر من شيخ أسر بأنه تعرض للتهديد، واحدهم قال ان التهديدات صارت تصله عبر رسائل هاتفية. النتيجة مؤسفة لأن قلة من الكتاب التي تعرضت للتخويف استمرت متمسكة برأيها، في حين ان فئة منهم صارت تتحاشى معالجة القضايا التي يمكن ان تثير المتاعب ضدها.
اما بعضهم فقد انساق وراء رغبة من هددهم فبدلوا لغتهم ومواقفهم، وصارت لهم لغتان واحدة علنية والأخرى سرية يتداولونها فقط في بيوتهم. والضغوط ليست بالضرورة رسائل تهديد الكترونية، فهي تمارس بصيغ مختلفة من بينها التلويح بسيف التكفير، وهناك ضغوط الاحراج الشخصية او الاجتماعية التي تستنكر على الكاتب رأيه وتعيره بما يقوله وتعزله من محيطه، وتهاجمه من على المنابر وتحرض عليه.
سيد القمني فعل ما سبقه إليه عشرات المؤلفين والكتاب، فتوارى في الظل وبدل اهتماماته، وهو امر مفهوم في الظرف النفسي الذي وضعوه فيه ، لكنه ارتكب خطأ ليس بالهين عندما قبل ان يجعلوا منه اداة لنشر الخوف واشاعة الاحباط. فالقمني تجاوز توقفه عن الكتابة الى التصريح عنه علانية، محدثا هذه الضجة الاعلامية، فكان بذلك خير معين للمتطرفين. ولا اود ان اقول ما قاله محامي الاسلاميين ان التهديدات كانت «لعب عيال»، لأن أي تهديد يجب ان يؤخذ على محمل الجد، انما كان بامكانه ان ينسحب بصمت او يعلن عن توقفه عن الكتابة بدون الترويج للجريمة نفسها.
فنحن في الساحة العربية نعيش في مناخ عام يكمم افواه الكتاب، بدأ منذ الثمانينات في اعقاب ظهور المتطرفين على سطح الاحداث، في اعقاب نجاح الثورة الايرانية. وصار همُّ معظم المتطرفين العرب ملاحقة اصحاب الآراء والكتاب ومؤلفي الروايات والسينمائيين، وحديثا جدا اضافوا الى القائمة الائمة وعلماء الدين المعتدلين، مستخدمين الاسلوب نفسه، التهديد العلني والمبطن.
وما لم يتضامن المجتمع بفئاته المختلفة ضد ظاهرة التخويف والتكفير والتخوين والتهديد المباشر، فان العديد من امثال سيد القمني سيعلنون اعتزالهم. واذا كان يسر البعض ان يروا مفكرا كالقمني يغادر الساحة، فإنهم يفتحون على انفسهم النار نفسها. وكما رأينا فالتهديدات لم تتوقف عند فئة واحدة ، بل وصلت الى اعلى السلم ومست علماء دين كبار ومفكرين اسلاميين أيضا. فكل متطرف ستجد على يمينه متطرفا آخر.
))
ولن تعجب أبداً لتعليقات عبد الرحمن الراشد ومن قبل الذايدي ومن بعدهما بدرية البشر إذا علمت أن 60 بالمائة الليبراليين الذين وقعوا على طلب محاكمة العلماء وقدموها للأمم المتحدة هم من منطقة الخليج العربي !!!!

والسؤال هنا هو : وبعد الحادي عشر من سبتمبر هل ما نراه من هجوم لبعض الكتاب يتوقف على العلماء وما يسمونهم بالإسلاميين وخطفهم للإسلام كما يقول أسيادهم الأمريكيين ونقدهم للتعليم لدينا ولثقافتنا وقيمنا أم هو عداوة للإسلام ورسوله الكريم ومحاربه له ولما يمثله من قيم !!


قد تكون الإجابة في ما يراه سيد القمني الذي يؤكد في كتابه أن ما صنعه ابن لادن ليس مناقض للإسلام !!!! بل يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صنع مثل هذا وأمر أسامة بن زيد بحرق الناس يقول سيد القمني [ شكرا .. بن لادن ص 191 ] : (( وإذا احتججنا على بشاعة الوسيلة التي أدت إلى تحريق البشر الأحياء بالنار في مركز التجارة العالمي لردوا علينا بوصية النبي لأسامة بن زيد وهو يشرع بتجهيز جيش للإغارة على بلقاء الروم بأن يدهمهم في عماية الصبح وأن يمضي فيهم تقتيلا وان يحرقهم بالنار فيغزوهم ويعود بالغنيمة )) ( 1 ) [ اطلع على الهامش في الأسفل ليتضح لك كذب هذا الدعي ]

فهكذا ترى أنت كيف أن تحايل هذا الشخص والمنافحين عنه يؤكد أن القضية ليست انتقاد لتطرف بعض الجماعات الإسلامية أو ما يسمى بالإرهاب الإسلامي والمنظرين له بل هي تقية يراد بها أكبر من هذا وهو الإسلام وتعاليمه !


=======================================


( 1 ) هذا يؤكد لك أن الكاتب مخادع كاذب مدعي في اتهامه للإسلام فبعد أن يذكر هذا المقطع يذكر بعض المصادر التي اخذ منها هذا الكذب فيقول : (( انظر : ابن حبيب في المحبر ص 117 وابن كثير البداية والنهاية ج 4 ص 139 : 142 وابن سيد الناس في عيون الأثر ج 2 ص 145 والسهيلي في الروض الأنف ومعه ابن هشام ج 4 ص 244 و 245 والطبري في تاريخ الرسل والملوك ج3 ص 156 وهيكل في حياة محمد ص 495 وسائر كتب التاريخ )) انتهى

والعجيب في الأمر أني بحثت في كتاب البداية والنهاية عن هذا الأمر على نفس ما ذكره في مصدره أي [ ج 4 ص 139 : 142 ] وفوجئت أن تلك الصفحة لا تتحدث عن سرية أسامة وإنما عند مقتل ابن رافع اليهودي !!

وقد بحثت عن سرية أسامة رضي الله عنه فلم أجد وصية لقتل وإنما وجدت التالي : البداية والنهاية [ جزء 5 - صفحة 222 ] (( وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم اسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام وأمرة أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتجهز الناس وأوعب مع اسامة المهاجرون الأولون قال ابن هشام وهو آخر بعث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال البخاري حدثنا اسماعيل ثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وأمر عليهم اسامة بن زيد فطعن الناس في امارته فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن تطعنوا في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للامارة )) وشبيه لهذا في الطبري وسيرة ابن هشام !!!!! [ يدلك هذا على أن الرجل ليس بثقة في ذكر المصادر والعجيب أن بعض من على شاكلته يمتدح كتاباته الموثقة العلمية !!!

وقد بحثت في بعض الكتب التي ذكرها في هذا المصدر ولم أجد مثل ما ذكر !

إلا أن الرجل لربما يقصد ما ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى وهو لم يذكر المصدر هذا كما رأيت ، قال [ الطبقات الكبرى [ جزء 2 - صفحة 190 ] ] :
(( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الأخبار فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع أمامك ))

ومثل ذلك في تاريخ دمشق تاريخ دمشق [ جزء 2 - صفحة 54 ]
(( لما أصبح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الغد يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من صفر دعا أسامة بن زيد فقال يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر ( 5 ) صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير بسبق الخبر فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون أمامك والطلائع ))

والمقصود هنا في ( حرق عليهم ) ليس حرق الناس وإنما الزرع ومثاله وهو معروفة في الحروب في ذلك الزمن وفي كل عصر لإضعاف الخصم إلا أن النية السيئة حولتها إلى حرق الناس وقتلهم ليثبت أن الإسلام يأمر بحرق الناس وقتلهم وليؤكد أن ما فعله ابن لادن في أمريكا إنما كان مصدره الإسلام !!!

وما يدل على هذا ما ذكره الشافعي في كتابه الأم [ جزء 4 - صفحة 363 ]
(( وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع نخل من ألوان نخلهم [ يقصد بني النضير ] فأنزل الله تبارك وتعالى رضا بما صنعوا من قطع نخيلهم : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين } فرضي القطع وأباح الترك فالقطع والترك موجودان في الكتاب والسنة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وترك وقطع نخل غيرهم وترك وممن غزا من لم يقطع نخله قال الشافعي : أخبرنا أنس بن عياض عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما [ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير ] قال الشافعي : أخبرنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن ابن شهاب [ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق أموال بني النضير ] فقال قائل :
( وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير )

فإن قال قائل : ولعل النبي صلى الله عليه وسلم حرق مال بني النضير ثم ترك قيل : على معنى ما أنزل الله عز وجل وقد قطع وحرق بخيبر وهي بعد النضير وحرق بالطائف وهي آخر غزاة قاتل بها وأمر أسامة بن زيد أن يحرق على أهل أبنى قال الشافعي رحمه الله تعالى : أخبرنا بعض أصحابنا عن عبد الله بن جعفر الأزهري قال : سمعت ابن شهاب يحدث عن عروة [ عن أسامة بن زيد قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغزو صباحا على أهل أبنى وأحرق ]

الأم [ جزء 4 - صفحة 369 ]

الخلاف في التحريق
قلت للشافعي رحمه الله تعالى : فهل خالف ما قلت في هذا أحد ؟ فقال : نعم بعض إخواننا من مفتي الشاميين فقلت : إلى أي شيء ذهبوا ؟ قال : إلى أنهم رووا عن أبي بكر أنه نهى أن يخرب عامر وأن يقطع شجر مثمر فيها فيما نهى عنه قلت : فما الحجة عليه ؟ قال : ما وصفت من الكتاب والسنة فقلت : علام تعد نهي أبي بكر عن ذلك ؟ فقال : الله تعالى أعلم أما الظن به فإنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر فتح الشام فكان على يقين منه فأمر بترك تخريب العامر وقطع المثمر ليكون للمسلمين لا لأنه رآه محرما لأنه قد حضر مع النبي صلى الله عليه وسلم تحريقه بالنضير وخيبر والطائف فلعلهم أنزلوه على غير ما أنزله عليه والحجة فيما أنزل الله عز وجل في صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وكل شيء في وصية أبي بكر سوى هذا فبه نأخذ ))

فهنا يتضح لك بما لا يدعو للشك أن المقصود هو الزرع والنخل وليس الناس ، لكن لعن الله النية السيئة والهوى الفاسد !! [ سيد القمني يرفض الآيات الكريمة الكثيرة التي في القرآن والتي تعبر عن التسامح ليتعلق بهذه الرواية التي يحرفها حسب هواه ليثبت فقط أن الإسلام هو الذي يأمر بحرق الناس كما حدث في أمريكا !!! ]