فتى دبي
28-12-2005, 09:09 AM
يقول المولي عز وجل إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا. فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا. والله عزيز حكيم صدق الله العظيم. (التوبة: 40).
كلما قرأت هذه الآية أستحضر عظمة هذا الخالق الذي أيد بنصره فردين ضعيفين مطاردين من ظلم وجبروت طغاة عصرهما، ولك أن تتصور تلك الحالة التي كان فيها الرسول الكريم وصاحبه مطاردين في رحلتهما من مكة إلي المدينة في مسافة ييبلغ طولها حوالي 450 كم، ثم ضع بجانب تلك الصورة بلوغ هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها، فمن ذلك الضعف والهوان إلي العزة والانتصار، نعم إنها قدرة الله ومشيئته التي أرادت أن يظهر هذا الدين ولو كره الكافرون، فلو قيل لأحد هؤلاء الكفار وقتها أن هذا الدين سيصل إلي كل بقاع الأرض وسيكون له شأن عظيم لاستلقي علي ظهره من الضحك والسخرية، ولكن كانت هناك مشيئة الله التي هي فوق كل إرادة.
لقد شاء الله أن يتربي جيل من المؤمنين بحق، جيل من الذين استمعوا القول فاتبعوا أحسنه، وآمنوا وعملوا بما سمعوا فبلغوا مشارق الأرض ومغاربها وصاروا سادة للأرض ورعاة للأمم، فلك أن تتصور مدي إيمان هؤلاء الصفوة برسالة نبيهم واتباعهم لأوامر الله ورسوله فتجدهم مثلاً ومنذ أربعة عشر قرناً ينزل القرآن علي نبيهم قائلاً وتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون النمل: 88 فيؤمنون بما سمعوا دون جدال ويقولون سمعنا وصدق ربنا ورسوله، مع أنهم نشأوا ومن قبلهم آباؤهم وأجدادهم ولم يروا الجبال تتحرك أو تنتقل من مكانها، ولكنهم كذبوا حواسهم وصدقوا كلام الله، فإذا أمعنا النظر في هذا الموقف وغيره من جانب الصحابة وطاعتهم لأوامر ربهم وتسليمهم بكلام بارئهم نعرف جيداً لماذا كتب الله النصر لهؤلاء بينما كتب علينا الهزيمة والذل والانكسار أمام أحقر أهل الأرض.
هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم فيها الكثير من العبر والدروس وينبغي ألا تمر علينا مرور الكرام فالانسلاخ من هويتنا وجذورنا قد بلغ فينا مبلغه لدرجة أننا لا نشعر بانقضاء العام الهجري وبداية آخر وربما تجد الكثيرين من المسلمين لا يعرفون في أي عام هجري نحن، في حين نجد الكثير من مظاهر الاحتفال ببداية عام ميلادي جديد مع علمنا أن كل هذه الأمور التي طرأت علي مجتمعاتنا الإسلامية ليست من الإسلام في شيء، فلا بد أن نعي أن الإسلام يختلف عن كل ما سواه ولا بد أن يكون المسلم متفرداً متميزاً عن غيره من غير المسلمين، ومن ثم فإن استقبالنا للعام الهجري الجديد لا يجب أن يكون من خلال المظاهر الاحتفالية فقط مع اعتقادي بأهميتها في أن نُظهر للعالم تمسكنا بهويتنا الإسلامية ولكن الأهم هو مراجعة النفس وتصحيح المسار حتي ننهض بهذه الأمة التي طالت غفوتها.
ومع نهاية عام وقدوم آخر يُطلق كل منا العنان لأحلامه وتطلعاته للعام الجديد، فتعالوا نحلم معاً بغد يُعلي فيه الله كلمته علي أيدينا حتي يمكننا ربنا من أن نلقم حجراً لكل من يتجرأ علي هويتنا ويخوض في ركائز عقيدتنا أو يطعن في ديننا فهو أعز ما نملك، وهذا لن يكون إلا بالعودة إلي تعاليم ديننا وتطبيقها في جميع مناحي حياتنا، فعزتنا ونصرنا لن يأتي إلا بالتمسك بهذا المنهاج الذي يتوافق مع الفطرة البشرية ولا يتناقض معها لأنه باختصار منهاج مَنْ خلق هذه النفس وسواها.
كلمة خالدة قالها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله صدقت يا صحابي رسول الله، نعم منا من طلب العزة في المال وتجاهل دينه فأذله الله، ومنا من طلب العزة في الانغماس في الملذات فأذله الله إلي ما يسعي إليه، ومنا من سعي إلي جاه أو سلطان فأذله الله لمن هو أدني منه، ومنا.. ومنا...، حقاً إنه البعد عن طريق الله، فنحن أعزاء كرماء وعزتنا وكرامتنا تأتيان فقط من كوننا مسلمين ملتزمين بديننا ولا شيء آخر، فالتمسك بديننا وأوامر ربنا ورسوله هو طريق الخلاص وطوق النجاة من الغرق القادم لا محالة.
وأختم بقول الشاعر الذي يخاطب ضمائرنا قائلاً:
يكفي البكاء علي تراب ضائع
يكفي الفخار بذاهب متنقل
والمجد لا يُشري بقول كاذبٍ
إن كنت تبغي المجد يوماً فافعل
كلما قرأت هذه الآية أستحضر عظمة هذا الخالق الذي أيد بنصره فردين ضعيفين مطاردين من ظلم وجبروت طغاة عصرهما، ولك أن تتصور تلك الحالة التي كان فيها الرسول الكريم وصاحبه مطاردين في رحلتهما من مكة إلي المدينة في مسافة ييبلغ طولها حوالي 450 كم، ثم ضع بجانب تلك الصورة بلوغ هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها، فمن ذلك الضعف والهوان إلي العزة والانتصار، نعم إنها قدرة الله ومشيئته التي أرادت أن يظهر هذا الدين ولو كره الكافرون، فلو قيل لأحد هؤلاء الكفار وقتها أن هذا الدين سيصل إلي كل بقاع الأرض وسيكون له شأن عظيم لاستلقي علي ظهره من الضحك والسخرية، ولكن كانت هناك مشيئة الله التي هي فوق كل إرادة.
لقد شاء الله أن يتربي جيل من المؤمنين بحق، جيل من الذين استمعوا القول فاتبعوا أحسنه، وآمنوا وعملوا بما سمعوا فبلغوا مشارق الأرض ومغاربها وصاروا سادة للأرض ورعاة للأمم، فلك أن تتصور مدي إيمان هؤلاء الصفوة برسالة نبيهم واتباعهم لأوامر الله ورسوله فتجدهم مثلاً ومنذ أربعة عشر قرناً ينزل القرآن علي نبيهم قائلاً وتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون النمل: 88 فيؤمنون بما سمعوا دون جدال ويقولون سمعنا وصدق ربنا ورسوله، مع أنهم نشأوا ومن قبلهم آباؤهم وأجدادهم ولم يروا الجبال تتحرك أو تنتقل من مكانها، ولكنهم كذبوا حواسهم وصدقوا كلام الله، فإذا أمعنا النظر في هذا الموقف وغيره من جانب الصحابة وطاعتهم لأوامر ربهم وتسليمهم بكلام بارئهم نعرف جيداً لماذا كتب الله النصر لهؤلاء بينما كتب علينا الهزيمة والذل والانكسار أمام أحقر أهل الأرض.
هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم فيها الكثير من العبر والدروس وينبغي ألا تمر علينا مرور الكرام فالانسلاخ من هويتنا وجذورنا قد بلغ فينا مبلغه لدرجة أننا لا نشعر بانقضاء العام الهجري وبداية آخر وربما تجد الكثيرين من المسلمين لا يعرفون في أي عام هجري نحن، في حين نجد الكثير من مظاهر الاحتفال ببداية عام ميلادي جديد مع علمنا أن كل هذه الأمور التي طرأت علي مجتمعاتنا الإسلامية ليست من الإسلام في شيء، فلا بد أن نعي أن الإسلام يختلف عن كل ما سواه ولا بد أن يكون المسلم متفرداً متميزاً عن غيره من غير المسلمين، ومن ثم فإن استقبالنا للعام الهجري الجديد لا يجب أن يكون من خلال المظاهر الاحتفالية فقط مع اعتقادي بأهميتها في أن نُظهر للعالم تمسكنا بهويتنا الإسلامية ولكن الأهم هو مراجعة النفس وتصحيح المسار حتي ننهض بهذه الأمة التي طالت غفوتها.
ومع نهاية عام وقدوم آخر يُطلق كل منا العنان لأحلامه وتطلعاته للعام الجديد، فتعالوا نحلم معاً بغد يُعلي فيه الله كلمته علي أيدينا حتي يمكننا ربنا من أن نلقم حجراً لكل من يتجرأ علي هويتنا ويخوض في ركائز عقيدتنا أو يطعن في ديننا فهو أعز ما نملك، وهذا لن يكون إلا بالعودة إلي تعاليم ديننا وتطبيقها في جميع مناحي حياتنا، فعزتنا ونصرنا لن يأتي إلا بالتمسك بهذا المنهاج الذي يتوافق مع الفطرة البشرية ولا يتناقض معها لأنه باختصار منهاج مَنْ خلق هذه النفس وسواها.
كلمة خالدة قالها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله صدقت يا صحابي رسول الله، نعم منا من طلب العزة في المال وتجاهل دينه فأذله الله، ومنا من طلب العزة في الانغماس في الملذات فأذله الله إلي ما يسعي إليه، ومنا من سعي إلي جاه أو سلطان فأذله الله لمن هو أدني منه، ومنا.. ومنا...، حقاً إنه البعد عن طريق الله، فنحن أعزاء كرماء وعزتنا وكرامتنا تأتيان فقط من كوننا مسلمين ملتزمين بديننا ولا شيء آخر، فالتمسك بديننا وأوامر ربنا ورسوله هو طريق الخلاص وطوق النجاة من الغرق القادم لا محالة.
وأختم بقول الشاعر الذي يخاطب ضمائرنا قائلاً:
يكفي البكاء علي تراب ضائع
يكفي الفخار بذاهب متنقل
والمجد لا يُشري بقول كاذبٍ
إن كنت تبغي المجد يوماً فافعل