PDA

View Full Version : كلمة عن تقبيح الوجه وأن الله خلق آدم على صورته


أبوعبيدة
23-02-2006, 02:01 PM
للشيخ بن باز رحمه الله
السؤال :
ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهي فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته . . فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث ؟

الجواب :
الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته)) وفي لفظ آخر : ((على صورة الرحمن)) وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل .
والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا هو وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .
وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق ، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ، وهكذا خلق الله آدم ، سميعا بصيرا ، ذا وجه وذا يد وذا قدم ، ولكن ليس السمع كالسمع ، وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال عز وجل : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[1] وقال سبحانه : {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }[2] فلا يجوز ضرب الوجه ، ولا تقبيح الوجه .


--------------------------------------------------------------------------------

[1] - سورة الشورى الآية 11.
[2]- سورة الإخلاص الآية 4.

محب الشيخ العثيمين
23-02-2006, 05:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب أبو عبيدة

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ,

واسمح لي أن أعلق على موضوعك :

هذا الحديث له تفسيران عند أهل العلم

الأول : هو ما نقلته أنت عن سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ,,
مع التأكيد على نفي التشبيه والتمثيل , وأن الله تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " سبحانه وتعالى وعز وجل .

الثاني : أن الضمير ( الهاء ) في كلمة " على صورته " عائد على آدم عليه السلام ,,
والمعنى : أن آدم مخلوق على هيئته التي كان عليها ، ولم يمر بأطوار الخلق المعروفة ( نطفة ثم علقة ثم مضغة )

والله تبارك وتعالى أعلم .

إحسان
24-02-2006, 08:10 PM
جزاكما الله خيرا

وأنا أيضا سمعت تفسير الحديث على أن الضمير ( الهاء ) في كلمة " على صورته " عائد على آدم عليه السلام

ولكن لقول الشيخ ابن باز - نصيب

ولا أدري الأرجح ، فإن كان أحد الإخوان يعلم قول الشيخ الألباني - رحمه الله - أو قول أي تلامذته المتمكنين ، نرجو منه إفادتنا .. فهم أهل الحديث

علي عبدالله
25-02-2006, 05:33 PM
السلام عليكم

اخي محب الشيخ العثيمين
واخي وادي
يبدو من سياق الحديث ان الضمير في كلمة ( صورته ) عائد الى الله سبحانه وليس للانسان ..


وهناك حديث روي ابن أبي عاصم (516) أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه"
وقال الشيخ الألباني : إسناده صحيح .
نلاحظ هنا ان الضمير في هذا الحديث قد عاد الى الله سبحانه


وقد رد شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله على من قال ان الضمير عائد الى الانسان
فقد قال رحمه الله

( لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة ) نقض التأسيس 3/202



ونستدل ايضا ان شيخ الاسلام قد فسر اصل (عودة الضمير الى الانسان ) بأنه من وضع الجهمية
ثم نقل عنهم ذلك بعض علماء السنة ..
فيكون الاصل ان الضمير عائد الى الله وليس على الانسان ..
هذا رأيي ..والله اعلم

إحسان
27-02-2006, 06:21 PM
إذا كان رأي العلماء سابقاً كابن تيمية بأن الضمير عائد على الله تعالى
ورأي العلماء حاليا ً كابن باز

فالأرجح بأن الضمير عائد إلى الله .. بل نكاد نجزم

والحمدلله رب العالمين

إحسان
27-02-2006, 06:23 PM
وكما قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

" وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل .
والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا هو وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .
وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق ، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ، وهكذا خلق الله آدم ، سميعا بصيرا ، ذا وجه وذا يد وذا قدم ، ولكن ليس السمع كالسمع ، وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء "