توربو
06-04-2006, 03:51 AM
بدأ ولله ماقصدت في ذلك إلى نفسي وحربا دائمه ومستعره مع الشيطان في ذاتي
كيف نتحاور ؟
الحوار المنهجي مفيد في إيصال الفكرة للآخرين ومفيد في تدريب المحاور نفسه إذ يرتقي بطريقته
في التفكير والأداء ويدربه على كبح جماحه وضبط نفسه ولسانه ، ويقوي لديه ملكة المحاكمة
والتفكير المتزن مما يجعله مقبولا بدرجة أكبر
ولهذا عني القرآن به عناية بالغة، فهو الطريق الأمثل للإقناع الذي ينبع من الأعماق
إلا أن المتأمل في حوارات الناس يلحظ تقصيراً في هذا الجانب،وقبل الدخول في ذكر جوانب التقصير
في أدب الحوار يحسن أن يفرق بين الحوار والجدال تفريقاً يوضح مدلول كل منهما، فهما يلتقيان
في أنهما حديث أومناقشة بين طرفين أو أكثر ولكنهما يفترقان بعد ذلك
أما الجدال فهو على الأغلب اللدد في الخصومة وما يتصل بذلك،ولكن في إطار التخاصم بالكلام
فالجدال والمجادلة والجدل كل ذلك ينحو منحى العناد والتمسك بالرأي والتعصب له
وأما الحوار والمحاورة فهو مراجعة الحديث ومداولة الكلام بين طرفين ينتقل من الأول إلى الثاني ثم
يعود إلى الأول وهكذا دون أن يكون بين هذين الطرفين ما يدل بالضرورة على تخطئة الأخر وقله
الأخلاص للموضوع ذاته وذلك بأن يدخل المرء في حوار لا يريد به وجه الله ولا الوصول به من خلاله
إلى معرفة الحق، وإنما يريد أن يظهر براعته ويبرز مقدرته، ويبز أقرانه وينتزع إعجاب الحاضرين،
والأمام الشافعي يقول :
" ما ناظرت أحداً إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ وما ناظرت أحداً إلا ولم أبالي ان بين الله الحق على لساني أو لسانه "
الدخول في النيات:
وذلك بإلصاق التهم بالمحاور وحمل كلامه على أسوأ ممايحتمل أو أن يقول له أنت لم ترد بما قلت
وجه الله أو نحو ذلك فهذا مما يفسد جو الحوار ويفقده مصداقيته وفائدته ويخرجه إلى المهاترة و
المسابة، فيجمل بالمرء أن يحسن الظن بمن يحاوره وأن لا يدخل في نيته وأن يحمل كلامه على
أحسن المحامل ما وجد إلى ذلك سبيلاً
- الغضب:
فكثير من المحاورين إذا أبدى وجه نظر قابلة للأخذ و الرد ثم عارضه صاحبه ولم يوافقه عليهاغضب
عليه أشد الغضب وهذا لا يحسن بالمحاور بل يحسن به أن يضبط نفسه وألا يحمل الناس على ما
يراه صواباً. إن المحاورة والمناقشة تؤثر على القلوب وتكدر الخواطر فتذكر ذلك جيداً وأنت تحاور
فتذكر انا في الرأي تضطغن العقول وليس تضطغن الصدور فليست المشكلة أن نختلف وليس الحل
بأن لا نختلف أبداً فهذا غير ممكن ولا متصور، وإنما هو ألا نصعد الخلاف وألا نسعى إلى إذكاءه وأن
نعرف كيف نختلف كما نعرفكيف نتفق
كما كان الصحابة رضي الله عنهم فهم خير الناس حال الوفاق وحال الخلاف فمع أن الخلاف وقع بينهم في العديد من المسائل إلا أن قلوبهم كانت متحابة
- إغفال الجوانب العاطفية:
فالجوانب العاطفية لها دور كبير في المحاورة وغيرها فكثير من المحاورين يغفل هذا الجانب ولا يأبه
به، وهذا خلل يحسن بالمحاور أن يتجنبه فقد لا ينفع المنطق والبرهان وإنما يجدي التودد
والإحسان، وكثيراً ما تبدأ المناقشة وروح العداوة مسيطرة على أحد الطرفين، فإذا ما دفع الآخر
بالتي هي أحسن انقلبت العداوة إلى مودة والوحشة إلى ألفة ومحبة، وعلى المحاور أن يكسب
صاحبه فيثني عليه إذا أجاد،ويسلم له إذا أصاب، ويرده إلى الصواب بلطف إذا هو أخطا وهذه الأمور
ليس بالسهل تحصيلها بل تحتاج إلى توفيق وتدريب وصبر وشجاعة " وما يلقاها إلا الذين صبروا،
وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"
- قلة الإنصاف:
هي خصلة قبيحة تقود صاحبها إلى الظلم والكبر وتجره إلى الهجر والقطيعة قال الحكيم العربي :
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
ثم أن قلة الإنصاف تسقط الاحترام من العيون والقلوب، وتحول بين الرجل وبين أن يزداد علماُ وفضلا
فإذا لم ينصفك محاورك، فرد عليك الحق بالشمال واليمين، أو جحد جانباً من فضلك
أو تعامى عما معك من الحق وهو يراه رأي العين فلا تسايره في ذلك ، ولا تكن قلة إنصافه حاملة
لك على العناد فترد عليه حقا أو تجحد له فضلا
أرض للناس جميعا ***مثلما ترضى لنفسك
إنما الناس جميـــعا ***كلــــهم أبناء جنسك
فلهم نفس كنفســك ***ولهم حس كحســــك
التحدي و الإفحام :
فتلك آفة يعاني منها كثير من المحاورين فتجد كثيرا ًمنهم يحرص كل الحرص على إفحام صاحبه و
إسكاته و ربما الإطاحة به وهذا الأسلوب لا ينبغي و لو كان بالحجة و البرهان ذلك أنه يورث التنافر
ويهيج العداوة ويبغض صاحبه إلى الآخرين، فلا تلجأ إليه لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف،
ثم إنك قد تفحم محاورك وقد تسكته بقوة حجتك ولحن منطقك ومع ذلك لا يسلم لك لأنك قد
أحرجته وملأت قلبه غيظاً وحنقاً عليك ويزداد الأمر شدة إذا كان أمام جمع من الناس أما إذا تلطفت
معه وترفقت به فإنه سينقاد إلى الحق وسيسلم لك ويذعن إن عاجلاً أو اجلا
ومع ذلك يبقى الإفحام هو الأسلوب الأمثل إذا استدعاه المقام، واقتضاه الحال، كما هو الشأن مع
من يتعامى عن الحق، ويثير الشبه والأباطيل وكان ذلك فعل إبراهيم الخليل عليه السلام حينما
حاجه النمرود في ربه الذي آتاه الملك، فأفحمه الخليل وأسكته
" ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال
أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي
كفر والله لا يهدي القوم الظالمين"
قلة العلم بمادة الحوار:
فقد يحاور المرء بدون علم، فإذا فعل ذلك عرض نفسه للإحراج بل ربما خذل الحق خصوصاً إذا كان الذي أمامه محاوراً بارعاً، فلربما أقنع السامعين بفكرة خاطئة وشككهم بفكرة صحيحة
فكم ضاع من حق بسبب سوء العبارة وقلة العلم وكم ظهر من باطل بسبب حسن العرض وجمال
العبارة . ولكم مني حب برائحة المطر . اخوكم محمد
كيف نتحاور ؟
الحوار المنهجي مفيد في إيصال الفكرة للآخرين ومفيد في تدريب المحاور نفسه إذ يرتقي بطريقته
في التفكير والأداء ويدربه على كبح جماحه وضبط نفسه ولسانه ، ويقوي لديه ملكة المحاكمة
والتفكير المتزن مما يجعله مقبولا بدرجة أكبر
ولهذا عني القرآن به عناية بالغة، فهو الطريق الأمثل للإقناع الذي ينبع من الأعماق
إلا أن المتأمل في حوارات الناس يلحظ تقصيراً في هذا الجانب،وقبل الدخول في ذكر جوانب التقصير
في أدب الحوار يحسن أن يفرق بين الحوار والجدال تفريقاً يوضح مدلول كل منهما، فهما يلتقيان
في أنهما حديث أومناقشة بين طرفين أو أكثر ولكنهما يفترقان بعد ذلك
أما الجدال فهو على الأغلب اللدد في الخصومة وما يتصل بذلك،ولكن في إطار التخاصم بالكلام
فالجدال والمجادلة والجدل كل ذلك ينحو منحى العناد والتمسك بالرأي والتعصب له
وأما الحوار والمحاورة فهو مراجعة الحديث ومداولة الكلام بين طرفين ينتقل من الأول إلى الثاني ثم
يعود إلى الأول وهكذا دون أن يكون بين هذين الطرفين ما يدل بالضرورة على تخطئة الأخر وقله
الأخلاص للموضوع ذاته وذلك بأن يدخل المرء في حوار لا يريد به وجه الله ولا الوصول به من خلاله
إلى معرفة الحق، وإنما يريد أن يظهر براعته ويبرز مقدرته، ويبز أقرانه وينتزع إعجاب الحاضرين،
والأمام الشافعي يقول :
" ما ناظرت أحداً إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ وما ناظرت أحداً إلا ولم أبالي ان بين الله الحق على لساني أو لسانه "
الدخول في النيات:
وذلك بإلصاق التهم بالمحاور وحمل كلامه على أسوأ ممايحتمل أو أن يقول له أنت لم ترد بما قلت
وجه الله أو نحو ذلك فهذا مما يفسد جو الحوار ويفقده مصداقيته وفائدته ويخرجه إلى المهاترة و
المسابة، فيجمل بالمرء أن يحسن الظن بمن يحاوره وأن لا يدخل في نيته وأن يحمل كلامه على
أحسن المحامل ما وجد إلى ذلك سبيلاً
- الغضب:
فكثير من المحاورين إذا أبدى وجه نظر قابلة للأخذ و الرد ثم عارضه صاحبه ولم يوافقه عليهاغضب
عليه أشد الغضب وهذا لا يحسن بالمحاور بل يحسن به أن يضبط نفسه وألا يحمل الناس على ما
يراه صواباً. إن المحاورة والمناقشة تؤثر على القلوب وتكدر الخواطر فتذكر ذلك جيداً وأنت تحاور
فتذكر انا في الرأي تضطغن العقول وليس تضطغن الصدور فليست المشكلة أن نختلف وليس الحل
بأن لا نختلف أبداً فهذا غير ممكن ولا متصور، وإنما هو ألا نصعد الخلاف وألا نسعى إلى إذكاءه وأن
نعرف كيف نختلف كما نعرفكيف نتفق
كما كان الصحابة رضي الله عنهم فهم خير الناس حال الوفاق وحال الخلاف فمع أن الخلاف وقع بينهم في العديد من المسائل إلا أن قلوبهم كانت متحابة
- إغفال الجوانب العاطفية:
فالجوانب العاطفية لها دور كبير في المحاورة وغيرها فكثير من المحاورين يغفل هذا الجانب ولا يأبه
به، وهذا خلل يحسن بالمحاور أن يتجنبه فقد لا ينفع المنطق والبرهان وإنما يجدي التودد
والإحسان، وكثيراً ما تبدأ المناقشة وروح العداوة مسيطرة على أحد الطرفين، فإذا ما دفع الآخر
بالتي هي أحسن انقلبت العداوة إلى مودة والوحشة إلى ألفة ومحبة، وعلى المحاور أن يكسب
صاحبه فيثني عليه إذا أجاد،ويسلم له إذا أصاب، ويرده إلى الصواب بلطف إذا هو أخطا وهذه الأمور
ليس بالسهل تحصيلها بل تحتاج إلى توفيق وتدريب وصبر وشجاعة " وما يلقاها إلا الذين صبروا،
وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"
- قلة الإنصاف:
هي خصلة قبيحة تقود صاحبها إلى الظلم والكبر وتجره إلى الهجر والقطيعة قال الحكيم العربي :
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
ثم أن قلة الإنصاف تسقط الاحترام من العيون والقلوب، وتحول بين الرجل وبين أن يزداد علماُ وفضلا
فإذا لم ينصفك محاورك، فرد عليك الحق بالشمال واليمين، أو جحد جانباً من فضلك
أو تعامى عما معك من الحق وهو يراه رأي العين فلا تسايره في ذلك ، ولا تكن قلة إنصافه حاملة
لك على العناد فترد عليه حقا أو تجحد له فضلا
أرض للناس جميعا ***مثلما ترضى لنفسك
إنما الناس جميـــعا ***كلــــهم أبناء جنسك
فلهم نفس كنفســك ***ولهم حس كحســــك
التحدي و الإفحام :
فتلك آفة يعاني منها كثير من المحاورين فتجد كثيرا ًمنهم يحرص كل الحرص على إفحام صاحبه و
إسكاته و ربما الإطاحة به وهذا الأسلوب لا ينبغي و لو كان بالحجة و البرهان ذلك أنه يورث التنافر
ويهيج العداوة ويبغض صاحبه إلى الآخرين، فلا تلجأ إليه لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف،
ثم إنك قد تفحم محاورك وقد تسكته بقوة حجتك ولحن منطقك ومع ذلك لا يسلم لك لأنك قد
أحرجته وملأت قلبه غيظاً وحنقاً عليك ويزداد الأمر شدة إذا كان أمام جمع من الناس أما إذا تلطفت
معه وترفقت به فإنه سينقاد إلى الحق وسيسلم لك ويذعن إن عاجلاً أو اجلا
ومع ذلك يبقى الإفحام هو الأسلوب الأمثل إذا استدعاه المقام، واقتضاه الحال، كما هو الشأن مع
من يتعامى عن الحق، ويثير الشبه والأباطيل وكان ذلك فعل إبراهيم الخليل عليه السلام حينما
حاجه النمرود في ربه الذي آتاه الملك، فأفحمه الخليل وأسكته
" ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال
أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي
كفر والله لا يهدي القوم الظالمين"
قلة العلم بمادة الحوار:
فقد يحاور المرء بدون علم، فإذا فعل ذلك عرض نفسه للإحراج بل ربما خذل الحق خصوصاً إذا كان الذي أمامه محاوراً بارعاً، فلربما أقنع السامعين بفكرة خاطئة وشككهم بفكرة صحيحة
فكم ضاع من حق بسبب سوء العبارة وقلة العلم وكم ظهر من باطل بسبب حسن العرض وجمال
العبارة . ولكم مني حب برائحة المطر . اخوكم محمد