إبن الإسلام
16-04-2006, 12:20 PM
لصوص الموت.. ظرفاء كالعادة!
http://admins.20at.com/aly/42-15265126.jpg
حين تفكر يوما بأن تصبح نصابا فهناك مجموعة من القواعد ينبغي أن تلتزم بها، وأول هذه القواعد هي أن تنسى تماما أي **** لأي شيء، وأن تستغل كل الفرص لتزيد من نسب فوزك بـ"سبوبة" تأكل منها عيش.. وربما "جاتوه"!
الموت رغم أنه ظرف طارئ حزين له جلاله ورهبته، إلا أنه ربما يكون فرصة جيدة لأي نصاب يستطيع بها أن يكسب قوت يومه، وربما تكون بعد ذلك هي مهنته الرئيسية في الحياة.
في مصر، وحيث يجد النصابون لأنفسهم مجالا واسعا للحركة والكسب، يبرز الموت كواحد من أهم موارد النصابين، والقصص لا تنتهي..
شيلوا الميتين اللي هنا!
صلاة العصر برمضان سابق، مسجد بالإسكندرية، أعداد كبيرة نوعا من المصلين لزوم عبادات رمضان، قبل الإقامة يدخل مجموعة من الشباب يحملون نعشا وينضمون سريعا لصفوف المصلين على أمل أن يصلوا عليه بعد انتهاء صلاة العصر، تنتهي الصلاة، يحملون النعش إلى الأمام، ويبدأ الإمام في ذكر فضل الموت في رمضان، وفي شرح كيفية صلاة الجنازة.. وقبل أن يقول الله أكبر يصرخ أحد الداخلين إلى المسجد.. "الله يجحمه مكان ما راح".
يلتفت الجميع، فيدخل رجل غاضب يصرخ فيهم، لا يصلي أي منكم على هذا الميت، لأن عليه دين لم يسدده لي قدره عشرة آلاف جنيه"!
ولأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يصلي على المتوفى الذي عليه دين، ولأن المصلين في رمضان يرغبون في إتباع سنة النبي الكريم، فقد قرر بعضهم بالفعل أن ينصرف في هدوء وعدم المشاركة في صلاة مشبوهة.
يبكي شاب يخبر الحضور أنه ابن المنوفي، وأن أبوه سيدخل النار لو لم يسدد الين، وأنه لا يملك أي أموال لسداد الدين لأن كل أموال أبيه ضاعت في علاجه، ويعلو الاقتراح الذي نادى به أحد المصلين، إذن نجمع نحن المبلغ.
بقليل من المحايلة يقرر صاحب الدين أن يرضى بمبلغ 5 آلاف جنية على أن يسدد الابن الباقي على شهور، وأخيرا يبدءوا من جديد في التجهيز لصلاة الجنازة، وتبدأ الصلاة بالفعل، لكن ما أنت تنتهي حتى يختفي كل أقارب المتوقي، ويقترب الإمام من النعش ليكتشف أنه فارغ إلا من بعض قطع الحجارة.
موت.. الصورة تطلع حلوة!
ولأن صفحة الوفيات هي المكان الطبيعي لخبر الوفاة، فمن الطبيعي أن تكون هي مورد النصابين الأول وطريقتهم المضمونة في اختيار ضحاياهم، والطريقة المعروفة هي تلك التي شاهدناها في فيلم "Two much" لأنطونيو بانديرس، وحالة حب لمحمد فؤاد، فصباح اليوم التالي للوفاة يأتي النصاب وهو يحمل صورة للمتوفى مرسومة ومنقولة من صورته في صفحة الوفيات، ويخبر أهل الميت بأنه كان قد اتفق معه سلفا على رسم هذه الصورة ودفع جزءا من ثمنها وباقي جزءا آخر.. وأمام الصورة الجميلة يدفع الأهل.
وشروط الطريقة السابقة هي أن يكون الميت ثري، وأن لا يكون قد عانى لغيبوبة ثلاثة شهور قبل وفاته كما حدث في الفيلم الأجنبي!
حسنة قليلة!
ومن صفحة الوفيات أيضا تأتي الجمعيات الوهمية والتي تستغل عنوان المتوفى لترسل كما كبيرا من الخطابات لتلقي تبرعات وصدقات على روح الميت، وبالبحث قليلا ستكتشف أن هذه الجمعيات لا وجود لها في الواقع، لكنها مجرد نصاب يراسل العناوين المذكورة في صفحة الوفيات لتلقي البرقيات عليها.
وإن كانت الوسائل السابقة كلها مصرية الطابع، فهناك السعودية التي دخلت مؤخرا إلى المنافسة في النصب على أهل المتوفى، ففي خبر نشرته مواقع الانترنت تحدث عن ظاهرة جديدة بدأت تنتشر في المجتمع السعودي في الشهور الأخيرة حيث يعمد بعض الشباب والشابات إلى استغلال الأرقام الهاتفية التي تنشر في إعلانات الوفيات للقيام بعمليات نصب سريعة على أصحابها لهدف بسيط وهو "شحن جوالاتهم ببطاقات مسبقة الدفع"!
الظاهرة الجديدة تعرضت لها في البداية صحيفة الوطن السعودية التي أوردت الجمعة 20-1-2006م قصة لأسرة بالطائف تعرضت لهذه الحادثة أكثر من مرة بعد نشر هواتف أفراد الأسرة لتلقي العزاء في وفاة أحد أبنائها حيث بدأ "المحتالون" في الاتصال بم وإيهامهم أن هناك أموراً تخص المتوفى يريدون أن يخبروا بها ذويه شريطة تعبئة جوالاتهم ببطاقات الشحن مسبقة الدفع.
وذكر شقيق الشاب السعودي الذي توفي أول من أمس بالطائف للصحيفة أن فتاة اتصلت على جواله الذي نشر رقمه في إحدى الصحف وأخذت تعزيه في وفاة شقيقه وبدت وكأنها حزينة بالفعل على وفاته وأخبرته أن هناك بعض الأمور المتعلقة بشقيقه تود أن تطلعه عليها وطلبت منه أن يبعث لها بأرقام بطاقة شحن من فئة الـ 100 ريال حتى تخبره بها. وأضاف أنه سارع على الفور بإرسال أرقام البطاقة لها وانتظر مدة من الوقت حتى تتصل به لكنها دون جدوى مما اضطره للاتصال بها مرة أخرى مستفسرا فأخبرته دون مواربة أنها لا تعرف شقيقه أصلا وأنها كانت تريد شحن هاتفها فقط وضحكت منه ساخرة بأنه ليس الضحية الأولى لها.
وبعد ساعات من اتصال الفتاة فوجئت والدة الشاب المتوفى بشخص آخر يسرد لها نفس الحكاية فظنت الأم أن الأمر ربما يتعلق بديون على ابنها أو أمور هامة ينبغي معرفتها وعند طلبه شراء البطاقة من أبنائها أخبروها بأن الأمر عبارة عن نصب واحتيال وأن أحدهم تعرض لنفس الموقف من قبل.
فيهم الخير!
خبر صحيفة الوطن لم ينتهي، فهي تذكر أنه في مقابل تلك الظاهرة المسيئة فإن آخرين يتصلون بتلك الأرقام لكن طمعا في الأجر والثواب حيث يعزون ذوي المتوفى ويسألون الله المغفرة لميتهم وهي ظاهرة حميدة تعكس ترابط أفراد المجتمع ومشاركة بعضهم البعض الأحزان والأفراح.
على كل حال يبقى سؤال، هل سيكون عقاب هؤلاء النصابين في الآخرة مضاعفا.. عذاب للنصب، وعذاب لاستغلال الموت.. الله وحده أعلم!
عن 20at
http://admins.20at.com/aly/42-15265126.jpg
حين تفكر يوما بأن تصبح نصابا فهناك مجموعة من القواعد ينبغي أن تلتزم بها، وأول هذه القواعد هي أن تنسى تماما أي **** لأي شيء، وأن تستغل كل الفرص لتزيد من نسب فوزك بـ"سبوبة" تأكل منها عيش.. وربما "جاتوه"!
الموت رغم أنه ظرف طارئ حزين له جلاله ورهبته، إلا أنه ربما يكون فرصة جيدة لأي نصاب يستطيع بها أن يكسب قوت يومه، وربما تكون بعد ذلك هي مهنته الرئيسية في الحياة.
في مصر، وحيث يجد النصابون لأنفسهم مجالا واسعا للحركة والكسب، يبرز الموت كواحد من أهم موارد النصابين، والقصص لا تنتهي..
شيلوا الميتين اللي هنا!
صلاة العصر برمضان سابق، مسجد بالإسكندرية، أعداد كبيرة نوعا من المصلين لزوم عبادات رمضان، قبل الإقامة يدخل مجموعة من الشباب يحملون نعشا وينضمون سريعا لصفوف المصلين على أمل أن يصلوا عليه بعد انتهاء صلاة العصر، تنتهي الصلاة، يحملون النعش إلى الأمام، ويبدأ الإمام في ذكر فضل الموت في رمضان، وفي شرح كيفية صلاة الجنازة.. وقبل أن يقول الله أكبر يصرخ أحد الداخلين إلى المسجد.. "الله يجحمه مكان ما راح".
يلتفت الجميع، فيدخل رجل غاضب يصرخ فيهم، لا يصلي أي منكم على هذا الميت، لأن عليه دين لم يسدده لي قدره عشرة آلاف جنيه"!
ولأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يصلي على المتوفى الذي عليه دين، ولأن المصلين في رمضان يرغبون في إتباع سنة النبي الكريم، فقد قرر بعضهم بالفعل أن ينصرف في هدوء وعدم المشاركة في صلاة مشبوهة.
يبكي شاب يخبر الحضور أنه ابن المنوفي، وأن أبوه سيدخل النار لو لم يسدد الين، وأنه لا يملك أي أموال لسداد الدين لأن كل أموال أبيه ضاعت في علاجه، ويعلو الاقتراح الذي نادى به أحد المصلين، إذن نجمع نحن المبلغ.
بقليل من المحايلة يقرر صاحب الدين أن يرضى بمبلغ 5 آلاف جنية على أن يسدد الابن الباقي على شهور، وأخيرا يبدءوا من جديد في التجهيز لصلاة الجنازة، وتبدأ الصلاة بالفعل، لكن ما أنت تنتهي حتى يختفي كل أقارب المتوقي، ويقترب الإمام من النعش ليكتشف أنه فارغ إلا من بعض قطع الحجارة.
موت.. الصورة تطلع حلوة!
ولأن صفحة الوفيات هي المكان الطبيعي لخبر الوفاة، فمن الطبيعي أن تكون هي مورد النصابين الأول وطريقتهم المضمونة في اختيار ضحاياهم، والطريقة المعروفة هي تلك التي شاهدناها في فيلم "Two much" لأنطونيو بانديرس، وحالة حب لمحمد فؤاد، فصباح اليوم التالي للوفاة يأتي النصاب وهو يحمل صورة للمتوفى مرسومة ومنقولة من صورته في صفحة الوفيات، ويخبر أهل الميت بأنه كان قد اتفق معه سلفا على رسم هذه الصورة ودفع جزءا من ثمنها وباقي جزءا آخر.. وأمام الصورة الجميلة يدفع الأهل.
وشروط الطريقة السابقة هي أن يكون الميت ثري، وأن لا يكون قد عانى لغيبوبة ثلاثة شهور قبل وفاته كما حدث في الفيلم الأجنبي!
حسنة قليلة!
ومن صفحة الوفيات أيضا تأتي الجمعيات الوهمية والتي تستغل عنوان المتوفى لترسل كما كبيرا من الخطابات لتلقي تبرعات وصدقات على روح الميت، وبالبحث قليلا ستكتشف أن هذه الجمعيات لا وجود لها في الواقع، لكنها مجرد نصاب يراسل العناوين المذكورة في صفحة الوفيات لتلقي البرقيات عليها.
وإن كانت الوسائل السابقة كلها مصرية الطابع، فهناك السعودية التي دخلت مؤخرا إلى المنافسة في النصب على أهل المتوفى، ففي خبر نشرته مواقع الانترنت تحدث عن ظاهرة جديدة بدأت تنتشر في المجتمع السعودي في الشهور الأخيرة حيث يعمد بعض الشباب والشابات إلى استغلال الأرقام الهاتفية التي تنشر في إعلانات الوفيات للقيام بعمليات نصب سريعة على أصحابها لهدف بسيط وهو "شحن جوالاتهم ببطاقات مسبقة الدفع"!
الظاهرة الجديدة تعرضت لها في البداية صحيفة الوطن السعودية التي أوردت الجمعة 20-1-2006م قصة لأسرة بالطائف تعرضت لهذه الحادثة أكثر من مرة بعد نشر هواتف أفراد الأسرة لتلقي العزاء في وفاة أحد أبنائها حيث بدأ "المحتالون" في الاتصال بم وإيهامهم أن هناك أموراً تخص المتوفى يريدون أن يخبروا بها ذويه شريطة تعبئة جوالاتهم ببطاقات الشحن مسبقة الدفع.
وذكر شقيق الشاب السعودي الذي توفي أول من أمس بالطائف للصحيفة أن فتاة اتصلت على جواله الذي نشر رقمه في إحدى الصحف وأخذت تعزيه في وفاة شقيقه وبدت وكأنها حزينة بالفعل على وفاته وأخبرته أن هناك بعض الأمور المتعلقة بشقيقه تود أن تطلعه عليها وطلبت منه أن يبعث لها بأرقام بطاقة شحن من فئة الـ 100 ريال حتى تخبره بها. وأضاف أنه سارع على الفور بإرسال أرقام البطاقة لها وانتظر مدة من الوقت حتى تتصل به لكنها دون جدوى مما اضطره للاتصال بها مرة أخرى مستفسرا فأخبرته دون مواربة أنها لا تعرف شقيقه أصلا وأنها كانت تريد شحن هاتفها فقط وضحكت منه ساخرة بأنه ليس الضحية الأولى لها.
وبعد ساعات من اتصال الفتاة فوجئت والدة الشاب المتوفى بشخص آخر يسرد لها نفس الحكاية فظنت الأم أن الأمر ربما يتعلق بديون على ابنها أو أمور هامة ينبغي معرفتها وعند طلبه شراء البطاقة من أبنائها أخبروها بأن الأمر عبارة عن نصب واحتيال وأن أحدهم تعرض لنفس الموقف من قبل.
فيهم الخير!
خبر صحيفة الوطن لم ينتهي، فهي تذكر أنه في مقابل تلك الظاهرة المسيئة فإن آخرين يتصلون بتلك الأرقام لكن طمعا في الأجر والثواب حيث يعزون ذوي المتوفى ويسألون الله المغفرة لميتهم وهي ظاهرة حميدة تعكس ترابط أفراد المجتمع ومشاركة بعضهم البعض الأحزان والأفراح.
على كل حال يبقى سؤال، هل سيكون عقاب هؤلاء النصابين في الآخرة مضاعفا.. عذاب للنصب، وعذاب لاستغلال الموت.. الله وحده أعلم!
عن 20at