تسجيل الدخول

View Full Version : قول في احداث الجنوب


أبوعبيدة
29-07-2006, 02:09 PM
للشيخ عدنان عبد القادر حفظه الله


جنكيز خان ودولة إسرائيل



أولاً: من المعلوم أنه يجب نصرة المسلم على الكافر أياً كان هذا المسلم سنياً أم شيعياً،خارجياً، معتزلياً، صوفياً، أشعرياً، لقول الله تعالى: ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض) فتجب نصرته، وقال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر). وقال النبي عليه الصلاة والسلام: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. رواه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام: ولا يخذله ولا يحقره. رواه مسلم.



ثانياً: يجب معاداة الكافر وعدم موالاته لقول الله تعالى: (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم).



ثالثاً: أما المسلم فنحبه لاسلامه وهذا أصل لا نتخلى عنه وإن عصى أو ابتدع أو فجر أو فسق فنحبه لاسلامه من وجه ونبغضه لمعصيته من وجه آخر ولكن جانب الاسلام وهو التوحيد يطغى على جانب البغض.



رابعاً: ثم يجب نصرته بعدة طرق منها الدعاء على إزالة المصيبة الواقعة عليه، وإعانته من الناحية المعيشية ومواساته وتأمين ضعيفهم وفقيرهم. أما الإمداد بالمال والنفس للقتال فهذا لا يجوز إلا بإذن الإمام الحاكم تجنباً لوقوع المفاسد العامة التي تعم الأمة والشعب بأكمله.



خامساً: قد تحصل من بعض أفراد الأمة تصرفات غير متزنة مفاسدها أكبر من مصالحها، وإذا كثرت مفاسدها وقلت مصالحها قد يطلق البعض عليها تصرفات خرقاء أو حمقى كما حدث لخوارزم شاه الذي أعتدى على دولة جنكيزخان، فلم يحسن حساب وتقدير قوة العدو الذي اجتاح الدولة الإسلامية واحتل أكثر من نصفها واحتل كل المشرق الإسلامي وبغداد وقتل الخليفة حتى وصل أبواب دمشق ومصر، ولولا لطف الله تعالى لقضى على دولة الإسلام بسبب تصرف حماسي غير متزن من خوارزم شاه أراد به نصرة الإسلام.



سادساً: فإذا حدث مثل ذلك يجب الأخذ بيد المسلم ومنعه من الاستمرار على ما هو عليه، ولا يجوز إمداده بالمال والسلاح والنفس للقتال لأن مفسدته على الأمة كبيرة، كحالنا الآن يجب الأخذ بيد حزب الجنوب ومنعه من الاستمرار في هذا العمل الذي أودى بدولة كاملة. هذا الصحابي أبو جندل رضي الله عنه يضرب أمام النبي عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية على يد الكفار وعددهم أثنان فقط بينما عدد المسلمين يفوق ألفاً وأربعمائة فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يقاتل الكفار بعدما ما أسروا أبا جندل من أجل المصلحة العظمى لدولة الإسلام، وإنما أخذ يواسيه ويثبته بالدعاء. إلى أن نصر الله تعالى دولة الإسلام، والله الهادي إلى سواء السبيل.