USAMA LADEN
26-06-2007, 06:19 AM
ما فتئت الأمة الإسلامية تنجب الأبطال الذين سطروا أروع الملاحم فى التاريخ البشرى ،
كانوا وما زالوا شموس هداية للناس ينشرون الحق ويقيمون العدل ويرفعون راية الله خفاقة عالية ،
أعز الله بهم الدين و أذل بهم الكفر والمنافقين.
إن سير هؤلاء الأبطال لهى مصدر فخر وعز واستعلاء للأمة الإسلامية لا سيما فى هذا الوقت العصيب والذى استرعى فيه الذئب على الغنم،
وكما قال الحكيم [إنما ضغت الثعالب عندما غاب الأسد] .
وجدير إذا الليوث تولت *** أن تلي ساحها جموع الثعالب.
فحرى بكل مربى أن يربى أبناءه على سير هؤلاء الأبطال وأن يتخذهم الشباب قدوة ونبراسا.
مهلا حماةَ الضَيْمِ إنَّ لِلَيلِنا *** فجرًا سيطْوِي الضَيمُ في أطمارهِ.
قام المسلمون يبذلون الغالى والنفيس في سبيل الله، وضرب الصحابة المثل العظيم للتضحية بالروح في سبيل الله، والهجوم على الأعداء، ونقض النحر للعدو، والانغماس في جيشهم، والقتال حتى الموت،
اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر *** ضلَّ قوم ليس يدرون الخبر.
سائلوا التاريخ عنا كيف كنا *** نحن أسسنا بناءً أحمديا.
جثة أنس بن النضر لم تعرف إلا من بنانه فقط، أما بقية الجسد فقد صار أشلاء، وجدوا فيه أكثر من سبعين ضربةً من سيفٍ ورمحٍ وسهمٍ، معنى ذلك أنه ظل يقاتل ويقاتل بالرغم مما أصابه حتى تلاشى ذلك الجسد، وتحول إلى أشلاء في سبيل الله،
وصار التابعون ومن بعدهم على هذا المنوال، وقدمت الأمة أبطال وشهداء، وأثبتت أنها أشجع أمة في العالم، ولم يوجد فدائيون واستشهاديون مثلما وجد في هذه الأمة.
فلا يوجد محرك يحركهم للشهادة كما يوجد عند هذه الأمة ، وأن الحياة ستنتهي وتمضي، وأنها لذة عابرة ،أما لذة الجنة فهى خالدة باقية
قال عبد الله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة: (اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترطُ لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: الجنة،
قالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل
فنزلت: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ والإنجيل وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:111].
لأجل تلك السلعة ضحى المضحون بأنفسهم وأموالهم، وأثبت المسلمون الشجاعة الفائقة في الحروب وكانت الباعث على تقديم الروح رخيصة في سبيل الله ، ومن صدق الله صدقه الله.
يـا ويحَـنا مـاذا أصـابَ رِجَالُنا *** أو مـا لنا سَـعدٌ ولا مِقدادُ.
نامـت ليـالي الغـافـلين وليـلُنا *** أرقٌ يُذيبُ قُلـوبَنا وسُهـادُ.
سُلتْ سُيوفُ المـعتدينَ وعَـرْبَدت *** وسُيُوفُنا ضـاقت با الأغمادُ.
أهُو القُنـوطُ يَهـدُّ ركـنَ عزيمتي *** وبهِ ظُـلمَ مخـاوفي تزدَادُ.
يا ليلِ أمَّتِنَـا الطويـلُ متـى نرى *** فـجراً تُفـرَّدُ فوقَهُ الأمجادُ.
أجـدَادُنا كـتبـوا مآثـرَ عِزِّهـا *** فمحا مـآثِرُ عِزِّها الأحـفادُ.
ترعى حِماهـا كـلَّ سـائبةٍ وفي *** تمزِيـقِها يتجمـعُ الأضدَادُ.
تُـصغي لأُغـنيةِ الهـوى فنهارُهَا *** نومٌ ثـقيـلٌ والمسـاءُ سُفادُ.
دَعنَـا نُسـافـِرُ في دُرُوبِ إبَائَنـا *** ولنا من الهِمَمِ العظيمـةِ زادُ.
ميـعادنا النـصر المبـين فإن يكن *** موتٌ فـعنـد إلهنا الميعـاد.
دعـنا نمـت حتـى ننـال شـهادة *** فالموت في درب الهدى ميلاد.
***
القائد 'محمد بن القاسم' فاتح بلاد السند وعمره 17عاما !!!
لما تولى الحجاج الثقفى جعل من أولوياته فتح (السند) هذا الثغر العظيم[باكستان الآن]خاصة بعد قتل عامله فى قتاله مع ملك السند 'داهر'
وقد رأى أن هذا الفتح لن يتم إلا بجيش قوى على رأسه قائد شجاع لا يبالى بجيوش 'داهر' الضخمة ولا يستوحش من بعد المسافة وطول الطريق إلى السند،
وبعد بحث وتقليب نظر فى قائمة القادة الأبطال، وقع الاختيار على بطلنا 'محمد بن القاسم' وكان وقتها فى السابعة عشر من العمر!!!
تحرك محمد بن القاسم بجيشه لفتح مدينة 'الدبيل' أحصن مدن السند، وفى الطريق إليها فتح عدة مدن حتى نزل على مدينة 'الدبيل' وذلك يوم جمعة ووافاه الأسطول بآلات الحصار ومنها المنجنيق الكبير المشهور باسم 'العروس'
وكان يلزمه 500 رجل لتشغيله، وضرب 'محمد بن القاسم' حصاراً شديداً على المدينة الحصينة، واستمات الهندوس فى الدفاع عن مدينتهم
وفكر 'محمد بن القاسم' فى فكرة عبقرية لفتح المدينة تعتمد فى الأساس على خبرته بنفسية الأعداء وطبيعة تفكيرهم،فكان فى المدينة معبد ضخم لصنم معروف عندهم يعظمونه،
فأمر 'محمد بن القاسم' بتوجيه قذائف المنجنيق إلى هذه السارية حتى كسرها، وهو يعلم بتشاؤم الهندوس من ذلك،
وبالفعل مع إنهيار السارية إنهارت معنويات الكفار واقتحم المسلمون المدينة،وفتحوها بعد معركة طاحنة وبنى 'محمد بن القاسم' بها مسجداً واستقدم أربعة آلاف من المسلمين وأسكنهم فى المدينة ليعلموا الناس الإسلام.
واصل محمد بن القاسم سيره، يفتح المدن ويهدم المعابد الوثنية والبوذية بها ويقيم شعائر الإسلام وأسكنها
ويبنى المساجد حتى غير خريطة البلاد تماماً وصبغها بصبغة إسلامية تامة .
انبهر الهندوس بشخصيته القوية الحازمة وقد تعجبوا من شجاعته وحسن قيادته لجيش كبير وهو دون الثامنة عشر، وبالفعل أسلم عدد كبير من الهنود وانضم منهم أربعة آلاف رجل يقاتلون مع محمد بن القاسم وكان لهم أثر كبير فى القتال لخبرتهم بالبلاد ومعرفتهم للغة الهنود .
كانت الأخبار قد وصلت إلى ملك الهند الوثنى 'داهر' فاستعد للقاء المسلمين بجيوش كبيرة مع سلاح المدرعات الشهير وهم الفيلة، وقد داخله الكبر والعجب لضخامة جيوشه واستخف بالمسلمين لقلتهم،
ولكنه فوجىء بالإعصار الإسلامى يعبر نهر 'مهران' الفاصل بينه وبين المسلمين، ويجد 'داهر' الذى كان على ظهر فيل كبير نفسه وجهاً لوجه مع محمد بن القاسم وجنوده،
ويقتتل الفريقان قتالاً مهولاً لم تشهد مثله أرض السند من قبل ويرى 'داهر' جنوده صرعى من حوله تتخطفهم سيوف المسلمين، فنزل من على ظهر فيله المنيع ويقاتل بنفسه حتى يأتيه قدره المحتوم ويقتله المسلمون
وينشد قاتله هذه الأبيات : ـ
الخيل تشهد يوم داهر والقنا *** ومحمد بن القاسم بن محمد.
إنى فرجت الجمع غير معرد *** حتى علوت عظيمهم بمهند.
فتركته تحت العجاج مجندلاً *** متعفر الخدين غير موسد.
وبمقتله أدرك المسلمون ثأرهم وانفتحت أمام بلاد السند على مصراعيها وأحرقت امرأة 'داهر' نفسها هى وجواريها ووقعت 'صيتا' ابنة داهر فى الأسر .
بعد مقتل 'داهر' واصل محمد بن القاسم سيره ليحقق الهدف الأكبر والأبعد
ففتح مدينة 'راور' ثم 'رهماناباذ' ثم استسلم إقليم 'ساوندرى' وأعلنوا إسلامهم.
ثم 'سمند' ثم فتح محمد بن القاسم مدينة 'الملتان' وذلك بعد قتال عنيف إذ كانت معقل البوذية بالسند وغنم منها أموالاً طائلة حملت كلها إلى الحجاج وقدرت بمائة وعشرين مليون درهم، ومع الغنائم رأس الطاغية 'داهر' وكانت الحملة قد تكلفت ستين مليون درهم فقال الحجاج كلمته الشهيرة
[شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس 'داهر]
فما رآنا الهدى إلا كواكبه *** وما رآنا الندى إلا عناوينا.
وما رآنا العدى إلا جبابرة *** وما رآنا العذى إلا قرابينا.
نفوسنا السلسل الصافي فإن غضبت *** للحق ثارت على الباغي براكينا
عشنا أبيين أحرارا فإن هلكت *** في الحق أنفسنا متنا أبيينا
***
لا ملجأ لكم بعد الله غير سيوفكم !
لما دخل طارق بن زياد إلى الأندلس في ألف وسبعمائة رجل وقاتل جنود اللذريق ملك النصارى والذي جاءهم في تسعين ألف فارس يقاتلون المسلمين ثلاثة أيام
واشتد في المسلمين البلاء فقال طارق : إنه لا ملجأ لكم بعد الله غير سيوفكم، أين تذهبون وأنتم في وسط بلادهم، والبحر من ورائكم محيطٌ بكم؟! وأنا فاعلٌ شيئاً إما النصر وإما الموت
فقالوا: وما هو؟ قال: أقصد طاغيتهم -أي: ناحيته- فإذا حملت فاحملوا بأجمعكم معي، ففعلوا ذلك
فقتلوا اللذريق وجمعاً كثيراً من أصحابه، وهزمهم الله تعالى، وتبعهم المسلمون ثلاثة أيام يقتلونهم قتلاً ذريعاً، ولم يقتل من المسلمين إلا نفر يسير
***
أمن الجنة تفرون؟
وكذلك كان عبد الوهاب بن بخت رحمه الله لما انهزم الناس وانكشفوا جعل يكر على فرسه ويقول: ما رأيت فرساً أجبن منه، وألقى بيضته عن رأسه وصاح: أمن الجنة تفرون؟ يريد المسلمين،
ثم تقدم في نحور العدو فمر برجل من المسلمين يقول: واعطشاه -يريد الماء- فقال عبد الوهاب : تقدم الري أمامك -إذا أردت الارتواء فإلى الأمام- يعني: في الجنة إذا قتلت، فخالط القوم فقتل وقتل فرسه.
***
لا أطلب الجنة بعد اليوم أبداً !!
كان علي بن أسد رجلاً مسرفاً على نفسه بالمعاصي، وصنع أموراً عظاماً،
فمر ليلةً بـالكوفة ، فإذا برجل مسلم يقرأ القرآن في جوف الليل: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]
فقال علي : أعد، فأعاد، ثم قال: أعد، فأعاد، ثم قال: أعد، فأعاد، فعمد فاغتسل ثم غسل ثيابه فتعبد حتى عمشت عيناه من البكاء، وصارت ركبتاه كركبتي البعير أي: من كثرة سجوده،
فغزا في البحر وهو كهل يظن بأنه لا يذهب إلى الجهاد، فلقي الروم مع المسلمين
فقال: لا أطلب الجنة بعد اليوم أبداً، هذا هو اليوم الذي أطلب فيه الجنة،
فاقتحم بنفسه في سفنهم فما زال يضربهم وينحاز، ويضربهم وينحاز، عندما اقتحم السفينة جعل يضربهم فيهربون من موضعٍ إلى موضع، يخشون جرأته وبأسه وشجاعته؛ يقتل من يقتل، ويهرب الباقي إلى طرفٍ في السفينة، حتى انكفأت السفينة فانقلبت؛ فغرق وعليه أدراع الحديد فمات شهيداً في البحر رحمه الله.
ورمى العدو جند المسلمين بالنصل فقال معاوية رضي الله عنه: [أما إذا فعلوها فافعلوا، فكانوا يترامون بها، فتهيأ روميٌ لرمي سفينة أبي الفادية من المسلمين -سفينة عليها قائد هو: أبو الفادية-
جعل هذا الرومي نصلاً مشتعلاً في طنجرة ليرميه على سفينة المسلمين، فرماه أبو الفادية بسهمٍ فقتله قبل أن يقذف الطنجرة؛ وخرت الطنجرة المشتعلة في سفينة النصارى فاحترقت بأهلها وكانوا ثلاثمائة]
فكان يقال: رمية كرمية أبي الفادية قتلت ثلاثمائة نفر!!!
كنا جبالا كالجبال وربما ***سرنا وراء موج البحار بحارا.
كنا عظاما فصرنا عظاما *** كنا نقوت فها نحن قوت.
***
وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا ؟!
عن عبدة بن سليمان المروزي قال: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم؛ فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجلٌ من العدو فدعا إلى المبارزة ؛ فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، فصعب ذلك على المسلمين وشق عليهم،
ودعا النصراني فخرج إليه رجل من المسلمين ملثم، خرج إليه رجل من المسلمين يتخفى، فطارده ساعة فطعن المسلم النصراني فقتله،
فازدحم المسلمون على الملثم يريدون أن يعرفوا من هو الذي أنهى هذا الطاغية، قال: فنظرت إليه فإذا هو عبد الله بن المبارك وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا؟
عباد ليل إذا جن الظلام بهم ***كم عابد دمعه في الخد أجراه.
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم ***هبوا إلى الموت يستجدوهن رؤياه.
***
"اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة"
ودرس آخر فى الإخلاص
لما حاصر المسلمون حصناً في إحدى غزواتهم فاستعصى على المسلمين، وكثر الأذى فيهم من رمي النصارى لهم، حتى قال مسلمة بن عبد الملك:
من يدخل النقب -وهو فتحة تلقى منها الفضلات والقاذورات- فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة، وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن ففتحه؟
فخرج رجل ملثم قال: أنا من سيدخل النقب، فدخل وكبر وقاتل، فسمع المسلمون صوته، فاقتحمه، فقاتل حتى وصل الباب ففتحه،
وسمع المسلمون صوت التكبير فهجموا على الباب فدخلوا؛ ففتحوا الحصن؛ وانتهت المعركة على يد ذلك الرجل، ولكنه لم يعرف، فاشتهى مسلمة أن يعرفه ليكافئه،
فنادى في جيش المسلمين بعد المعركة أين صاحب النقب؟
فلم يجبه أحد، فعاد الكرة فلم يجبه أحد، فقال في النهاية: إني أمرت حاجبي بإدخاله عليَّ حين يأتي، فعزمت عليه بما لي عليه من الحق -أي: الطاعة في الإمرة، حقي عليه الطاعة- فحلف عليه إلا أن يأتيه في أي وقت شاء من ليل أو نهار،
فجاء رجل ذات ليلة إلى حاجب مسلمة ، فقال: استأذن لي على الأمير، قال: أنت صاحب النقب؟
قال: أنا أخبركم عنه، فلما صار بين يدي مسلمة قال: إن صاحب النقب يشترط عليكم ثلاثاً:
ألا تبعثوا باسمه في صحيفةٍ إلى الخليفة، وألا تسألوه من هو، وألا تأمروا له بشيء،
قال مسلمة: فذلك له، فقال الرجل باستحياء: أنا صاحب النقب، اتقِ الله -يا مسلمة- أحرجتني فأخرجتني، ثم انطلق مسرعاً فلم يدر من هو، فكان - مسلمة- لا يصلي بعدها صلاة إلا دعا فيها اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة.
***
عشرون فارساً أبارزهم!!!
المقولة لفارس نصرانى موجهة للمسلمين فى معركة بين المسلمين والروم
فقال: يا معشر العرب! ليخرج منكم عشرون فارساً أبارزهم،
فهابه المسلمون، وكان في عسكر المسلمين رجلٌ يعرف بـابن الجزري معروف بالنجدة، موصوفٌ بالشجاعة،
فقال: أنا أخرج إليه وأستعين بالله عليه، وأعطي فرساً وسلاحاً فقال: لا أريد -أي: إلا ما معه- فانحدر بعد أن ودعه الرشيد ودعا له،
ونزل معه عشرون فارساً ليودعوه، فلما صار في بطن الوادي قال الرومي: غدرتم يا مسلمون! طلبت عشرين فنزل واحدٌ وعشرون، فقالوا: ما يبارزك غير واحد، ونحن مودعوه وراجعون!!!
فقال العلج: سألتك بالله أنت ابن الجزري ؟ قال: نعم. قال: كفء كريم، فرجع المسلمون،
وتطاعنا حتى كلاَّ، واشتد الحر عليهما، والمسلمون والمشركون ينظرون إليهما فولى ابن الجزري كأنه منهزم فعطعط المشركون -أي: صاحوا إعجاباً- وضج المسلمون والعلج في أثره، ثم عطف ابن الجزري على العلج فجأة فاختطفه من سرجه، وما أوصله إلى الأرض إلا بعد أن حز رأسه عن جسده،
فكانت مكيدة: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ [الأنفال:16] فكبر المسلمون تكبيرة واحدة، وزجوا في القتال ففتح الله عليهم.
***
بالسوط أبارز !!!
وكان ابن فتحون من أشجع المسلمين وكان المستعين يرى له ذلك المكان ويعظمه لشجاعته،
حتى أن النصراني كان إذا سقى فرسه فلم يشرب يقول له أصحابه النصارى: ما بك اشرب لماذا تخاف؟ اشرب أو رأيت ابن فتحون في الماء؟
فكان يضرب به المثل، فيخافه الأعداء، فغزا المستعين بلاد الروم، وتوافق المسلمون والمشركون صفوفه، فبرز علجٌ وسط الميدان ينادي هل من مبارز،؟
فخرج إليه فارسٌ من المسلمين فتجاولا ساعةً فقتل المسلم؛ فصاح الكفار سروراً، وانكسرت نفوس المسلمين، ثم برز له آخر فقتل المسلم فجعل الرومي يكر بين الصفين ويقول: هل من مبارز واحد لاثنين؟! واحد لثلاثة؟! فضج المسلمون،
فقيل للمستعين :ما له إلا ابن فتحون ، فدعاه فلبى
فلبس ابن فتحون قميص كتان واسع الأكمام، وركب فرساً بلا سلاح، وأخذ بيده سوطاً طويل الطرف، وفي طرفه عقدة معقودة، ثم برز إليه،
فعجب النصراني منه يخرج إليه دون سلاح ومعه هذا السوط فقط، فحمل كل منهما على صاحبه، فلم تخطِ طعنة النصراني سرج ابن فتحون، فتعلق ابن فتحون برقبة فرسه لما قطع سرجه، ونزل إلى الأرض ثم استوى على سرجه،
وحمل على النصراني فضربه بالسوط على عنقه فالتوى السوط على عنق النصراني، فأخذه بيده فاقتلعه وجاء به إلى المستعين، فألقاه بين يديه..!!!
***
قناص فلسطين
15=16*20دقيقة
إنها عملية عجيبة، أحدثت جرحاً غائراً في معنويات اليهود، وكانت فضيحة وعاراً على القوات اليهودية،
أصيبت المؤسسة الأمنية اليهودية بالذهول في أعقاب التحقيق الذي أجراه الجيش، إذ تبين أن الذي نفذ عملية الإطلاق قناص واحد قام بفتح النار على حاجز عسكري إسرائيلي
لتسفر العملية عن قتل عشرة من اليهود، وإصابة ستة، ثلاثة منهم جراحاتهم خطيرة، استخدم بندقية قديمة من طراز كارين،
و قد أطلق خمس عشرة طلقة
بمعدل طلقة كل دقيقة بحيث أن إطلاق خمس عشرة رصاصة أسفرت عن
مقتل وإصابة خمسة عشر جندياً ومستوطنٍ يهودي.(16)
واستمرت العملية عشرين دقيقة ثم قام ومشى على قدميه، واختفى في الجبال المحيطة بالحاجز
فى القدس شعب عنيد قام فى شمم*** بالنار أقسم سوف يبر بالقسم .
ياأمة الحق هبى الآن فى غضب*** كيف استكنت لذل العجز والندم.
يا للعروبة قد شاخت عزائمها*** فأعلنت حربها بالشجب والحكم .
أشلاؤنا لم تزل فى القدس دامية ***فكل طفل بها يغفو على لغم .
إنا على العهد عند القدس يجمعنا*** فجر وليد بدا فى صحوة الهم.
***
لن يأخذوني يا أمي
فى مدينة أرقون بالشيشان عاد الشبل إلى البيت متأخرا كالعادة فقد كان يساعد المجاهدين في الترصد ووضع الألغام ،
وكان قلب الأم الحنونة يخفق بشدة ويشعر بأن شيئاً ما سيحدث طلبت منه أن ينام خارج البيت
وقالت يا بني: إنني أخشى أن يشاهدك الغزاة في البيت فيأخذوك فاذهب إلى بيت أحد أقربائك لتنام هناك ،
فقال الابن متوكلاً على الله : لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، لن أذهب إلى أي مكان يا أماه .
وفي صباح اليوم الثاني قد جاء الغزاة الحاقدون ليأخذوا ذلك الشبل الذي سمعوا عنه الكثير .
دخل الغزاة الغاصبون إلى البيت بأجسام البغال وأحلام العصافير ونادوا أين فلان (أي الشبل)
فقال أنا من تريدون وعندما رأوه لم يكد الجنود أن يصدقوا.....! هل لأجل هذا الصغير تتحرك هذه القوات ..! ؟
فاحتملوه من قفاه و الأم تنظر و تقول لماذا يأخذوك؟ وما ذنبك ؟ .... فقال الشبل بكل إباء :لاتخافي يا أماه لن يأخذوني بإذن الله وكان الشبل ضاما يديه الصغيرتين إلي صدره والأم
تتعجب لشبلها كيف يقول هذا الكلام وبهذه الثقة..!
و خرج الغزاة الحاقدون من باب الدار وهم يحملونه وقدماه ليستا على الأرض.
وعندما رأي الشبل أنهم اجتمعوا حوله ألقى ما في يديه فإذا بهما قنبلتان ، انفجرتا انفجاراً قوياً
فقتل بهما ضابطان وجندي ، وجرح آخرون ، وأصيب هو بجراح بالغة وبدأ يتشحط بدمه ويذكر الله .
فأطلق علية الغزاة الحاقدون وابلاً من الرصاص حتى فارق الحياة شهيدا بإذن الله .
هنا فهمت الأم الحنون كلامه بأن الأوغاد لن يأخذوه ولكنهم أخذوا جسده الطاهر
ليثبتوا لقادتهم أنه لا يمكن مقاومة هذا الشعب الشيشانى الأبي !!
وليتعلموا من هذا الشبل معني العزة والفداء ..!!
جدر المذلة لا تدك ***بغير زخات الرصاص .
والحر لا يلقي القياد*** لكل كفار وعاص .
وبغير نضح الدم لا يمحى*** الهوان عن النواصي.
***
باعوا ملك النصارى بكلب !!!
قال تعالى [وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم] سورة 'محمد' الآية '38'،
وقد عملت هذه السنة في دولة الخلافة العباسية التي بلغت مبلغاً بعيداً في الضعف و ظهرت الدولة الفاطمية الباطنية الشيعية والتي استولت على مصر والشام والحجاز واليمن، وأصبح العالم الإسلامي مهيأ لظهور القوة الجديدة التي ستعيد لأمة الإسلام قوتها وشبابها، وكانت هذه القوة الجديدة : قوة السلاجقة وهي قبائل تركية
وتولى السلطنة بطلنا الجسور ألب أرسلان . ومعنى ألب أرسلان بالتركية الأسد الباسل
كان همه أن يسدد ضربة موجعة للدولة البيزنطية تنشغل بها حيناً من الدهر ريثما يقوم هو بمشروعه الكبير في فتح الشام ومصر وإسقاط الدولة الفاطمية الشيعية منبع تصدير الشرور والضلالات .
ولقد وجدت الدولة البيزنطية ضالتها في القائد العسكري الشاب 'رومانوس ديوجين' الذي لمع نجمه بعد ثلاثة انتصارات متتالية على بعض أمراء المسلمين ، فتربع إمبراطوراً على بيزنطة.
وخرجفي جحافل أمثال الجبال، في نحوٍ من أربعمائة ألف مقاتل، لا يدركهم الطرف، ولا يحصرهم العدد، كتائب متواصلة، وعساكر متزاحمة، كلما مر ببلدٍ من بلاد المسلمين أقطعها بطارقته وقال: هذه لك يا فلان، وهذه لك يا فلان، يوزعها عليهم حتى وزع بغداد عاصمة الخلافة،
وقال للنصراني الذي وهبه البلد هو يأمل أن ينتصر فيوزع البلاد كما وعد وقال لمن جعل له بغداد : استوصِ بالخليفة خيراً، استوصِ بالشيخ، ارفق بذلك الشيخ -يزدري المسلمين-
انطلق الأسد الباسل بمنتهي السرعة مستغلاً خفة حركته لقلة جيشه وذلك لنجدة المدينة المحاصرة (ملاذكرد)والتقت قوات الاستطلاع المسلمة بطلائع الروم وكانوا من القبائل الروسية فانتصر المسلمون ووقع قائد الروم الروسي 'بازيلكوس' في الأسر .
ورغم هذا الانتصار المشجع إلا أن ألب أرسلان الذي كان يقدر مدى الفارق الكبير بين الجيشين أرسل إلى رومانوس يطلب الهدنة ولكن هذا الطلب جعل رومانوس يغتر بكثرته وتفوقه في العدد والعدة
ورد على طلب السلطان بالهدنة بأن قال:[ لا هدنة إلا في الري] والري هي عاصمة الدولة السلجوقية .
وكان من عادة هذا السلطان الصالح أن يصطحب معه في غزواته وحملاته الجهادية العديد من العلماء والفقهاء والزهاد كقيادة روحية ومرجعية دينية،
وكان معه في هذه المرة الفقيه الكبير [أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري] الذي قال لألب أرسلان هذه العبارة الرائعة
[إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال في الساعة التي يكون الخطباء فيها على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر] .
وفي يوم الجمعة 7 ذي القعدة 463 هجرية ـ 26 أغسطس 1071 ميلادية خرج ألب أرسلان رحمه الله في خمسة عشر ألف فارس فقط
وصلى بالناس وبكى خشوعاً وتأثراً ودعا الله عز وجل طويلاً ومرغ وجهه في التراب تذللاً بين يدي الله واستغاث به، ثم لبس كفنه وتحنط وعقد ذنب فرسه بيديه
ثم قال للجنود،: أنا صابرٌ في هذه الغزاة صبر المحتسبين، وملاقيهم وحسبي الله عز وجل،
{من أراد منكم أن يرجع فليرجع فإنه لا سلطان هاهنا إلا الله}
فأعلن تخليه عن الملك في ميدان المعركة تواضعاً لملك الملوك،
قالوا: نحن معك تبعناك وأعناك فافعل ما تريد،
فلبس الكفن الأبيض وتحنط -أي: وضع من الطيب ما يوضع للميت-
ثم امتطى جواده ونادى بأعلى صوته في أرض المعركة
{إن هزمت فإنى لا أرجع أبداً فإن ساحة الحرب تغدو قبري}
وقال: ليودع كل واحدٍ صاحبه، فودع كل واحد من جيش المسلمين صاحبه، وتواعدوا على الموت،
وبهذا المشهد الرهيب الذى تخشع أمامه أشقى النفوس
استطاع 'ألب أرسلان' أن يحول 15 ألف جندي إلى 15 ألف أسد كاسر ضاري .صاروا على قلب رجل واحد
أرأيتم ما ذا تفعل العقيدة؟ أرأيتم ماذا تفعل الوحدة والاجتماع ؟
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى .. خطب ولا تتفرقوا آحادا.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا .. وإذا افترقن تكسرت آحادا.
وعند وقت الزوال من يوم الجمعة اصطدم الجيشان وألب أرسلان على رأس جيشه يصول ويجول كالأسد الهصور ودارت معركة طاحنة في منتهي العنف حاول البيزنطيون حسم المعركة مبكراً مستغلين كثرتهم العددية الضخمة، ولكن ثبات المسلمين أذهلهم وأنساهم كل المعارك التي خاضوها من قبل حتى أصيب الروم بالتعب والإرهاق وذلك عند غروب الشمس،
ودارت رحى الحرب التي لم تكن*** سوى ثواني رعب بل أقل وأقصرُ.
وكــان مع النصـر الـمحقق موعـدٌ *** فـلم يتقـدم.. لا، ولـم يـتـأخـرُ.
وطارت رؤوس الكفر في كل وجهة*** وأشــلاؤهـا مـن حولهــا تتبعث.
ثم حاول 'رومانوس' الانسحاب إلى الخلف قليلاً للراحة ومواصلة القتال في اليوم التالي، وعندها انتهز الأسد الباسل الفرصة وشد بكامل جيشه على الرومان حتى أحدث بصفوفهم المنسحبة ثغرة،
أنسال منها فرسان الإسلام إلى قلب الجيش البيزنطي وأمطروهم بوابل من السهام المميتة فوقعت مقتلة عظيمة وانكشفت صفوف البيزنطيين وركبوا بعضهم بعضاً وفرت الفرق الفرنجية المرتزقة من أرض المعركة ووقع في الأسر أعداد كبيرة منهم الإمبراطور 'رومانوس' نفسه.
أسره مملوكٌ من مماليك المسلمين، فلما جيء به إلى ألب أرسلان وفي عنق النصراني حبل ملك النصارى،
فقال: ما تصنعوا بي؟ قال ألب أرسلان: ما تظن أني صانعٌ بك؟
قال: لا أشك أنك تقتلني،
قال: أنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا به فبيعوه،
فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه ينادى عليه بالدراهم والفلوس فما يشتريه أحد من المسلمين، حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل من المسلمينقال:
إن بعتمونيه بهذا الكلب الذي معي اشتريته!!!
فجاءوا بالجندي ومعه الكلب الثمن، وبملك النصارى إلى ألب أرسلان مجروراً بالحبل، فأخبروه بأن هذا يريد شراءه بالكلب، فقال ألب أرسلان: الكلب خير منه؛ لأنه ينفع، وهذا لا ينفع، لكن خذوا الكلب، وادفعوا له هذا الكلب!!!
وضربه بيده ثلاث مقارع ووضع قدمه على هامة 'رومانوس' تحقيراً وإذلالاً له وجعله يقبل الأرض باتجاه بغداد حيث الخليفة العباسي لإظهار عز الإسلام وأهله .
ثم أمر بإطلاقه وجعل الكلب قريناً له مربوطاً في عنقه وأوصله إلى بلاده؛ نظير دفع فدية كبيرة وفك أسر كل الأسرى المسلمين في سائر بلاد الروم وإلزامه بالقسم بأغلظ الأيمان على عدم العودة مرة أخرى لقتال المسلمين
فلما رأى الروم ما حل بملكهم عزلوه عن الملك وكحلوا عينيه -أي: غوروهما وأذهبوهما- بعد أن رأوا أنه لا يساوي شيئاً!!!
هاهو مجدنا ...وتلك عزتنا ...وذاك ماضينا
سيروا كما ساروا لتجنوا ماجنوا *** لا يحصد الحب سوى الزراع
وتيقظوا فالسيل قد بلغ الزبى *** يا أيها النومى على الأمطاع
واسترجعوا ما فات من أمجادكم *** ما دمتم في مهلة استرجاع
يا خاطب العلياء إن صداقها *** صعب المنال على قصير الباع
فاللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين.
قر أعيننا برفع راية لا إله إلا الله عالية خفاقة بين العالمين.
اشف غيظ قلوبنا من الكافرين الحاقدين
لكننا رغـــــــــــــــم هذا الذل نعلنهـا *** فليسمع الكون وليصغى لنــا البشـر.
إن طال ليل الأسى واحـــتد صـارمه *** وأرق الأمة المجروحة الســـــــــهر.
فالفجر آت وشمس العــــــز مشرقة ***عما قريب وليــــــــــــــل الذل مندحر.
سنستعيد حيـــــــــــــاة العز ثانية ***وسوف نغلب من حادوا و من كفروا.
وسوف نبنى قصور المـــــجد عالية *** قوامها السنة الغراء و الســـــــــور.
وسوف نفخر بالقرآن فى زمـــــــــن *** شعوبه بالخنا و الفســـــــــــق تفتخر.
و سوف نرسم للإســـــــــلام خارطة *** حدودها العز و التمكين و الظفـــــــر.
جمع وإعداد الفقير إلى عفو ربه: أبومسلم وليد برجاس
تم إعدادها صباح الجمعة الموافق 11من ربيع الأول1428 هجريا
30من شهر مارس2007ميلاديا]
كانوا وما زالوا شموس هداية للناس ينشرون الحق ويقيمون العدل ويرفعون راية الله خفاقة عالية ،
أعز الله بهم الدين و أذل بهم الكفر والمنافقين.
إن سير هؤلاء الأبطال لهى مصدر فخر وعز واستعلاء للأمة الإسلامية لا سيما فى هذا الوقت العصيب والذى استرعى فيه الذئب على الغنم،
وكما قال الحكيم [إنما ضغت الثعالب عندما غاب الأسد] .
وجدير إذا الليوث تولت *** أن تلي ساحها جموع الثعالب.
فحرى بكل مربى أن يربى أبناءه على سير هؤلاء الأبطال وأن يتخذهم الشباب قدوة ونبراسا.
مهلا حماةَ الضَيْمِ إنَّ لِلَيلِنا *** فجرًا سيطْوِي الضَيمُ في أطمارهِ.
قام المسلمون يبذلون الغالى والنفيس في سبيل الله، وضرب الصحابة المثل العظيم للتضحية بالروح في سبيل الله، والهجوم على الأعداء، ونقض النحر للعدو، والانغماس في جيشهم، والقتال حتى الموت،
اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر *** ضلَّ قوم ليس يدرون الخبر.
سائلوا التاريخ عنا كيف كنا *** نحن أسسنا بناءً أحمديا.
جثة أنس بن النضر لم تعرف إلا من بنانه فقط، أما بقية الجسد فقد صار أشلاء، وجدوا فيه أكثر من سبعين ضربةً من سيفٍ ورمحٍ وسهمٍ، معنى ذلك أنه ظل يقاتل ويقاتل بالرغم مما أصابه حتى تلاشى ذلك الجسد، وتحول إلى أشلاء في سبيل الله،
وصار التابعون ومن بعدهم على هذا المنوال، وقدمت الأمة أبطال وشهداء، وأثبتت أنها أشجع أمة في العالم، ولم يوجد فدائيون واستشهاديون مثلما وجد في هذه الأمة.
فلا يوجد محرك يحركهم للشهادة كما يوجد عند هذه الأمة ، وأن الحياة ستنتهي وتمضي، وأنها لذة عابرة ،أما لذة الجنة فهى خالدة باقية
قال عبد الله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة: (اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترطُ لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: الجنة،
قالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل
فنزلت: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ والإنجيل وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:111].
لأجل تلك السلعة ضحى المضحون بأنفسهم وأموالهم، وأثبت المسلمون الشجاعة الفائقة في الحروب وكانت الباعث على تقديم الروح رخيصة في سبيل الله ، ومن صدق الله صدقه الله.
يـا ويحَـنا مـاذا أصـابَ رِجَالُنا *** أو مـا لنا سَـعدٌ ولا مِقدادُ.
نامـت ليـالي الغـافـلين وليـلُنا *** أرقٌ يُذيبُ قُلـوبَنا وسُهـادُ.
سُلتْ سُيوفُ المـعتدينَ وعَـرْبَدت *** وسُيُوفُنا ضـاقت با الأغمادُ.
أهُو القُنـوطُ يَهـدُّ ركـنَ عزيمتي *** وبهِ ظُـلمَ مخـاوفي تزدَادُ.
يا ليلِ أمَّتِنَـا الطويـلُ متـى نرى *** فـجراً تُفـرَّدُ فوقَهُ الأمجادُ.
أجـدَادُنا كـتبـوا مآثـرَ عِزِّهـا *** فمحا مـآثِرُ عِزِّها الأحـفادُ.
ترعى حِماهـا كـلَّ سـائبةٍ وفي *** تمزِيـقِها يتجمـعُ الأضدَادُ.
تُـصغي لأُغـنيةِ الهـوى فنهارُهَا *** نومٌ ثـقيـلٌ والمسـاءُ سُفادُ.
دَعنَـا نُسـافـِرُ في دُرُوبِ إبَائَنـا *** ولنا من الهِمَمِ العظيمـةِ زادُ.
ميـعادنا النـصر المبـين فإن يكن *** موتٌ فـعنـد إلهنا الميعـاد.
دعـنا نمـت حتـى ننـال شـهادة *** فالموت في درب الهدى ميلاد.
***
القائد 'محمد بن القاسم' فاتح بلاد السند وعمره 17عاما !!!
لما تولى الحجاج الثقفى جعل من أولوياته فتح (السند) هذا الثغر العظيم[باكستان الآن]خاصة بعد قتل عامله فى قتاله مع ملك السند 'داهر'
وقد رأى أن هذا الفتح لن يتم إلا بجيش قوى على رأسه قائد شجاع لا يبالى بجيوش 'داهر' الضخمة ولا يستوحش من بعد المسافة وطول الطريق إلى السند،
وبعد بحث وتقليب نظر فى قائمة القادة الأبطال، وقع الاختيار على بطلنا 'محمد بن القاسم' وكان وقتها فى السابعة عشر من العمر!!!
تحرك محمد بن القاسم بجيشه لفتح مدينة 'الدبيل' أحصن مدن السند، وفى الطريق إليها فتح عدة مدن حتى نزل على مدينة 'الدبيل' وذلك يوم جمعة ووافاه الأسطول بآلات الحصار ومنها المنجنيق الكبير المشهور باسم 'العروس'
وكان يلزمه 500 رجل لتشغيله، وضرب 'محمد بن القاسم' حصاراً شديداً على المدينة الحصينة، واستمات الهندوس فى الدفاع عن مدينتهم
وفكر 'محمد بن القاسم' فى فكرة عبقرية لفتح المدينة تعتمد فى الأساس على خبرته بنفسية الأعداء وطبيعة تفكيرهم،فكان فى المدينة معبد ضخم لصنم معروف عندهم يعظمونه،
فأمر 'محمد بن القاسم' بتوجيه قذائف المنجنيق إلى هذه السارية حتى كسرها، وهو يعلم بتشاؤم الهندوس من ذلك،
وبالفعل مع إنهيار السارية إنهارت معنويات الكفار واقتحم المسلمون المدينة،وفتحوها بعد معركة طاحنة وبنى 'محمد بن القاسم' بها مسجداً واستقدم أربعة آلاف من المسلمين وأسكنهم فى المدينة ليعلموا الناس الإسلام.
واصل محمد بن القاسم سيره، يفتح المدن ويهدم المعابد الوثنية والبوذية بها ويقيم شعائر الإسلام وأسكنها
ويبنى المساجد حتى غير خريطة البلاد تماماً وصبغها بصبغة إسلامية تامة .
انبهر الهندوس بشخصيته القوية الحازمة وقد تعجبوا من شجاعته وحسن قيادته لجيش كبير وهو دون الثامنة عشر، وبالفعل أسلم عدد كبير من الهنود وانضم منهم أربعة آلاف رجل يقاتلون مع محمد بن القاسم وكان لهم أثر كبير فى القتال لخبرتهم بالبلاد ومعرفتهم للغة الهنود .
كانت الأخبار قد وصلت إلى ملك الهند الوثنى 'داهر' فاستعد للقاء المسلمين بجيوش كبيرة مع سلاح المدرعات الشهير وهم الفيلة، وقد داخله الكبر والعجب لضخامة جيوشه واستخف بالمسلمين لقلتهم،
ولكنه فوجىء بالإعصار الإسلامى يعبر نهر 'مهران' الفاصل بينه وبين المسلمين، ويجد 'داهر' الذى كان على ظهر فيل كبير نفسه وجهاً لوجه مع محمد بن القاسم وجنوده،
ويقتتل الفريقان قتالاً مهولاً لم تشهد مثله أرض السند من قبل ويرى 'داهر' جنوده صرعى من حوله تتخطفهم سيوف المسلمين، فنزل من على ظهر فيله المنيع ويقاتل بنفسه حتى يأتيه قدره المحتوم ويقتله المسلمون
وينشد قاتله هذه الأبيات : ـ
الخيل تشهد يوم داهر والقنا *** ومحمد بن القاسم بن محمد.
إنى فرجت الجمع غير معرد *** حتى علوت عظيمهم بمهند.
فتركته تحت العجاج مجندلاً *** متعفر الخدين غير موسد.
وبمقتله أدرك المسلمون ثأرهم وانفتحت أمام بلاد السند على مصراعيها وأحرقت امرأة 'داهر' نفسها هى وجواريها ووقعت 'صيتا' ابنة داهر فى الأسر .
بعد مقتل 'داهر' واصل محمد بن القاسم سيره ليحقق الهدف الأكبر والأبعد
ففتح مدينة 'راور' ثم 'رهماناباذ' ثم استسلم إقليم 'ساوندرى' وأعلنوا إسلامهم.
ثم 'سمند' ثم فتح محمد بن القاسم مدينة 'الملتان' وذلك بعد قتال عنيف إذ كانت معقل البوذية بالسند وغنم منها أموالاً طائلة حملت كلها إلى الحجاج وقدرت بمائة وعشرين مليون درهم، ومع الغنائم رأس الطاغية 'داهر' وكانت الحملة قد تكلفت ستين مليون درهم فقال الحجاج كلمته الشهيرة
[شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس 'داهر]
فما رآنا الهدى إلا كواكبه *** وما رآنا الندى إلا عناوينا.
وما رآنا العدى إلا جبابرة *** وما رآنا العذى إلا قرابينا.
نفوسنا السلسل الصافي فإن غضبت *** للحق ثارت على الباغي براكينا
عشنا أبيين أحرارا فإن هلكت *** في الحق أنفسنا متنا أبيينا
***
لا ملجأ لكم بعد الله غير سيوفكم !
لما دخل طارق بن زياد إلى الأندلس في ألف وسبعمائة رجل وقاتل جنود اللذريق ملك النصارى والذي جاءهم في تسعين ألف فارس يقاتلون المسلمين ثلاثة أيام
واشتد في المسلمين البلاء فقال طارق : إنه لا ملجأ لكم بعد الله غير سيوفكم، أين تذهبون وأنتم في وسط بلادهم، والبحر من ورائكم محيطٌ بكم؟! وأنا فاعلٌ شيئاً إما النصر وإما الموت
فقالوا: وما هو؟ قال: أقصد طاغيتهم -أي: ناحيته- فإذا حملت فاحملوا بأجمعكم معي، ففعلوا ذلك
فقتلوا اللذريق وجمعاً كثيراً من أصحابه، وهزمهم الله تعالى، وتبعهم المسلمون ثلاثة أيام يقتلونهم قتلاً ذريعاً، ولم يقتل من المسلمين إلا نفر يسير
***
أمن الجنة تفرون؟
وكذلك كان عبد الوهاب بن بخت رحمه الله لما انهزم الناس وانكشفوا جعل يكر على فرسه ويقول: ما رأيت فرساً أجبن منه، وألقى بيضته عن رأسه وصاح: أمن الجنة تفرون؟ يريد المسلمين،
ثم تقدم في نحور العدو فمر برجل من المسلمين يقول: واعطشاه -يريد الماء- فقال عبد الوهاب : تقدم الري أمامك -إذا أردت الارتواء فإلى الأمام- يعني: في الجنة إذا قتلت، فخالط القوم فقتل وقتل فرسه.
***
لا أطلب الجنة بعد اليوم أبداً !!
كان علي بن أسد رجلاً مسرفاً على نفسه بالمعاصي، وصنع أموراً عظاماً،
فمر ليلةً بـالكوفة ، فإذا برجل مسلم يقرأ القرآن في جوف الليل: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]
فقال علي : أعد، فأعاد، ثم قال: أعد، فأعاد، ثم قال: أعد، فأعاد، فعمد فاغتسل ثم غسل ثيابه فتعبد حتى عمشت عيناه من البكاء، وصارت ركبتاه كركبتي البعير أي: من كثرة سجوده،
فغزا في البحر وهو كهل يظن بأنه لا يذهب إلى الجهاد، فلقي الروم مع المسلمين
فقال: لا أطلب الجنة بعد اليوم أبداً، هذا هو اليوم الذي أطلب فيه الجنة،
فاقتحم بنفسه في سفنهم فما زال يضربهم وينحاز، ويضربهم وينحاز، عندما اقتحم السفينة جعل يضربهم فيهربون من موضعٍ إلى موضع، يخشون جرأته وبأسه وشجاعته؛ يقتل من يقتل، ويهرب الباقي إلى طرفٍ في السفينة، حتى انكفأت السفينة فانقلبت؛ فغرق وعليه أدراع الحديد فمات شهيداً في البحر رحمه الله.
ورمى العدو جند المسلمين بالنصل فقال معاوية رضي الله عنه: [أما إذا فعلوها فافعلوا، فكانوا يترامون بها، فتهيأ روميٌ لرمي سفينة أبي الفادية من المسلمين -سفينة عليها قائد هو: أبو الفادية-
جعل هذا الرومي نصلاً مشتعلاً في طنجرة ليرميه على سفينة المسلمين، فرماه أبو الفادية بسهمٍ فقتله قبل أن يقذف الطنجرة؛ وخرت الطنجرة المشتعلة في سفينة النصارى فاحترقت بأهلها وكانوا ثلاثمائة]
فكان يقال: رمية كرمية أبي الفادية قتلت ثلاثمائة نفر!!!
كنا جبالا كالجبال وربما ***سرنا وراء موج البحار بحارا.
كنا عظاما فصرنا عظاما *** كنا نقوت فها نحن قوت.
***
وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا ؟!
عن عبدة بن سليمان المروزي قال: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم؛ فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجلٌ من العدو فدعا إلى المبارزة ؛ فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، فصعب ذلك على المسلمين وشق عليهم،
ودعا النصراني فخرج إليه رجل من المسلمين ملثم، خرج إليه رجل من المسلمين يتخفى، فطارده ساعة فطعن المسلم النصراني فقتله،
فازدحم المسلمون على الملثم يريدون أن يعرفوا من هو الذي أنهى هذا الطاغية، قال: فنظرت إليه فإذا هو عبد الله بن المبارك وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا؟
عباد ليل إذا جن الظلام بهم ***كم عابد دمعه في الخد أجراه.
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم ***هبوا إلى الموت يستجدوهن رؤياه.
***
"اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة"
ودرس آخر فى الإخلاص
لما حاصر المسلمون حصناً في إحدى غزواتهم فاستعصى على المسلمين، وكثر الأذى فيهم من رمي النصارى لهم، حتى قال مسلمة بن عبد الملك:
من يدخل النقب -وهو فتحة تلقى منها الفضلات والقاذورات- فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة، وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن ففتحه؟
فخرج رجل ملثم قال: أنا من سيدخل النقب، فدخل وكبر وقاتل، فسمع المسلمون صوته، فاقتحمه، فقاتل حتى وصل الباب ففتحه،
وسمع المسلمون صوت التكبير فهجموا على الباب فدخلوا؛ ففتحوا الحصن؛ وانتهت المعركة على يد ذلك الرجل، ولكنه لم يعرف، فاشتهى مسلمة أن يعرفه ليكافئه،
فنادى في جيش المسلمين بعد المعركة أين صاحب النقب؟
فلم يجبه أحد، فعاد الكرة فلم يجبه أحد، فقال في النهاية: إني أمرت حاجبي بإدخاله عليَّ حين يأتي، فعزمت عليه بما لي عليه من الحق -أي: الطاعة في الإمرة، حقي عليه الطاعة- فحلف عليه إلا أن يأتيه في أي وقت شاء من ليل أو نهار،
فجاء رجل ذات ليلة إلى حاجب مسلمة ، فقال: استأذن لي على الأمير، قال: أنت صاحب النقب؟
قال: أنا أخبركم عنه، فلما صار بين يدي مسلمة قال: إن صاحب النقب يشترط عليكم ثلاثاً:
ألا تبعثوا باسمه في صحيفةٍ إلى الخليفة، وألا تسألوه من هو، وألا تأمروا له بشيء،
قال مسلمة: فذلك له، فقال الرجل باستحياء: أنا صاحب النقب، اتقِ الله -يا مسلمة- أحرجتني فأخرجتني، ثم انطلق مسرعاً فلم يدر من هو، فكان - مسلمة- لا يصلي بعدها صلاة إلا دعا فيها اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة.
***
عشرون فارساً أبارزهم!!!
المقولة لفارس نصرانى موجهة للمسلمين فى معركة بين المسلمين والروم
فقال: يا معشر العرب! ليخرج منكم عشرون فارساً أبارزهم،
فهابه المسلمون، وكان في عسكر المسلمين رجلٌ يعرف بـابن الجزري معروف بالنجدة، موصوفٌ بالشجاعة،
فقال: أنا أخرج إليه وأستعين بالله عليه، وأعطي فرساً وسلاحاً فقال: لا أريد -أي: إلا ما معه- فانحدر بعد أن ودعه الرشيد ودعا له،
ونزل معه عشرون فارساً ليودعوه، فلما صار في بطن الوادي قال الرومي: غدرتم يا مسلمون! طلبت عشرين فنزل واحدٌ وعشرون، فقالوا: ما يبارزك غير واحد، ونحن مودعوه وراجعون!!!
فقال العلج: سألتك بالله أنت ابن الجزري ؟ قال: نعم. قال: كفء كريم، فرجع المسلمون،
وتطاعنا حتى كلاَّ، واشتد الحر عليهما، والمسلمون والمشركون ينظرون إليهما فولى ابن الجزري كأنه منهزم فعطعط المشركون -أي: صاحوا إعجاباً- وضج المسلمون والعلج في أثره، ثم عطف ابن الجزري على العلج فجأة فاختطفه من سرجه، وما أوصله إلى الأرض إلا بعد أن حز رأسه عن جسده،
فكانت مكيدة: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ [الأنفال:16] فكبر المسلمون تكبيرة واحدة، وزجوا في القتال ففتح الله عليهم.
***
بالسوط أبارز !!!
وكان ابن فتحون من أشجع المسلمين وكان المستعين يرى له ذلك المكان ويعظمه لشجاعته،
حتى أن النصراني كان إذا سقى فرسه فلم يشرب يقول له أصحابه النصارى: ما بك اشرب لماذا تخاف؟ اشرب أو رأيت ابن فتحون في الماء؟
فكان يضرب به المثل، فيخافه الأعداء، فغزا المستعين بلاد الروم، وتوافق المسلمون والمشركون صفوفه، فبرز علجٌ وسط الميدان ينادي هل من مبارز،؟
فخرج إليه فارسٌ من المسلمين فتجاولا ساعةً فقتل المسلم؛ فصاح الكفار سروراً، وانكسرت نفوس المسلمين، ثم برز له آخر فقتل المسلم فجعل الرومي يكر بين الصفين ويقول: هل من مبارز واحد لاثنين؟! واحد لثلاثة؟! فضج المسلمون،
فقيل للمستعين :ما له إلا ابن فتحون ، فدعاه فلبى
فلبس ابن فتحون قميص كتان واسع الأكمام، وركب فرساً بلا سلاح، وأخذ بيده سوطاً طويل الطرف، وفي طرفه عقدة معقودة، ثم برز إليه،
فعجب النصراني منه يخرج إليه دون سلاح ومعه هذا السوط فقط، فحمل كل منهما على صاحبه، فلم تخطِ طعنة النصراني سرج ابن فتحون، فتعلق ابن فتحون برقبة فرسه لما قطع سرجه، ونزل إلى الأرض ثم استوى على سرجه،
وحمل على النصراني فضربه بالسوط على عنقه فالتوى السوط على عنق النصراني، فأخذه بيده فاقتلعه وجاء به إلى المستعين، فألقاه بين يديه..!!!
***
قناص فلسطين
15=16*20دقيقة
إنها عملية عجيبة، أحدثت جرحاً غائراً في معنويات اليهود، وكانت فضيحة وعاراً على القوات اليهودية،
أصيبت المؤسسة الأمنية اليهودية بالذهول في أعقاب التحقيق الذي أجراه الجيش، إذ تبين أن الذي نفذ عملية الإطلاق قناص واحد قام بفتح النار على حاجز عسكري إسرائيلي
لتسفر العملية عن قتل عشرة من اليهود، وإصابة ستة، ثلاثة منهم جراحاتهم خطيرة، استخدم بندقية قديمة من طراز كارين،
و قد أطلق خمس عشرة طلقة
بمعدل طلقة كل دقيقة بحيث أن إطلاق خمس عشرة رصاصة أسفرت عن
مقتل وإصابة خمسة عشر جندياً ومستوطنٍ يهودي.(16)
واستمرت العملية عشرين دقيقة ثم قام ومشى على قدميه، واختفى في الجبال المحيطة بالحاجز
فى القدس شعب عنيد قام فى شمم*** بالنار أقسم سوف يبر بالقسم .
ياأمة الحق هبى الآن فى غضب*** كيف استكنت لذل العجز والندم.
يا للعروبة قد شاخت عزائمها*** فأعلنت حربها بالشجب والحكم .
أشلاؤنا لم تزل فى القدس دامية ***فكل طفل بها يغفو على لغم .
إنا على العهد عند القدس يجمعنا*** فجر وليد بدا فى صحوة الهم.
***
لن يأخذوني يا أمي
فى مدينة أرقون بالشيشان عاد الشبل إلى البيت متأخرا كالعادة فقد كان يساعد المجاهدين في الترصد ووضع الألغام ،
وكان قلب الأم الحنونة يخفق بشدة ويشعر بأن شيئاً ما سيحدث طلبت منه أن ينام خارج البيت
وقالت يا بني: إنني أخشى أن يشاهدك الغزاة في البيت فيأخذوك فاذهب إلى بيت أحد أقربائك لتنام هناك ،
فقال الابن متوكلاً على الله : لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، لن أذهب إلى أي مكان يا أماه .
وفي صباح اليوم الثاني قد جاء الغزاة الحاقدون ليأخذوا ذلك الشبل الذي سمعوا عنه الكثير .
دخل الغزاة الغاصبون إلى البيت بأجسام البغال وأحلام العصافير ونادوا أين فلان (أي الشبل)
فقال أنا من تريدون وعندما رأوه لم يكد الجنود أن يصدقوا.....! هل لأجل هذا الصغير تتحرك هذه القوات ..! ؟
فاحتملوه من قفاه و الأم تنظر و تقول لماذا يأخذوك؟ وما ذنبك ؟ .... فقال الشبل بكل إباء :لاتخافي يا أماه لن يأخذوني بإذن الله وكان الشبل ضاما يديه الصغيرتين إلي صدره والأم
تتعجب لشبلها كيف يقول هذا الكلام وبهذه الثقة..!
و خرج الغزاة الحاقدون من باب الدار وهم يحملونه وقدماه ليستا على الأرض.
وعندما رأي الشبل أنهم اجتمعوا حوله ألقى ما في يديه فإذا بهما قنبلتان ، انفجرتا انفجاراً قوياً
فقتل بهما ضابطان وجندي ، وجرح آخرون ، وأصيب هو بجراح بالغة وبدأ يتشحط بدمه ويذكر الله .
فأطلق علية الغزاة الحاقدون وابلاً من الرصاص حتى فارق الحياة شهيدا بإذن الله .
هنا فهمت الأم الحنون كلامه بأن الأوغاد لن يأخذوه ولكنهم أخذوا جسده الطاهر
ليثبتوا لقادتهم أنه لا يمكن مقاومة هذا الشعب الشيشانى الأبي !!
وليتعلموا من هذا الشبل معني العزة والفداء ..!!
جدر المذلة لا تدك ***بغير زخات الرصاص .
والحر لا يلقي القياد*** لكل كفار وعاص .
وبغير نضح الدم لا يمحى*** الهوان عن النواصي.
***
باعوا ملك النصارى بكلب !!!
قال تعالى [وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم] سورة 'محمد' الآية '38'،
وقد عملت هذه السنة في دولة الخلافة العباسية التي بلغت مبلغاً بعيداً في الضعف و ظهرت الدولة الفاطمية الباطنية الشيعية والتي استولت على مصر والشام والحجاز واليمن، وأصبح العالم الإسلامي مهيأ لظهور القوة الجديدة التي ستعيد لأمة الإسلام قوتها وشبابها، وكانت هذه القوة الجديدة : قوة السلاجقة وهي قبائل تركية
وتولى السلطنة بطلنا الجسور ألب أرسلان . ومعنى ألب أرسلان بالتركية الأسد الباسل
كان همه أن يسدد ضربة موجعة للدولة البيزنطية تنشغل بها حيناً من الدهر ريثما يقوم هو بمشروعه الكبير في فتح الشام ومصر وإسقاط الدولة الفاطمية الشيعية منبع تصدير الشرور والضلالات .
ولقد وجدت الدولة البيزنطية ضالتها في القائد العسكري الشاب 'رومانوس ديوجين' الذي لمع نجمه بعد ثلاثة انتصارات متتالية على بعض أمراء المسلمين ، فتربع إمبراطوراً على بيزنطة.
وخرجفي جحافل أمثال الجبال، في نحوٍ من أربعمائة ألف مقاتل، لا يدركهم الطرف، ولا يحصرهم العدد، كتائب متواصلة، وعساكر متزاحمة، كلما مر ببلدٍ من بلاد المسلمين أقطعها بطارقته وقال: هذه لك يا فلان، وهذه لك يا فلان، يوزعها عليهم حتى وزع بغداد عاصمة الخلافة،
وقال للنصراني الذي وهبه البلد هو يأمل أن ينتصر فيوزع البلاد كما وعد وقال لمن جعل له بغداد : استوصِ بالخليفة خيراً، استوصِ بالشيخ، ارفق بذلك الشيخ -يزدري المسلمين-
انطلق الأسد الباسل بمنتهي السرعة مستغلاً خفة حركته لقلة جيشه وذلك لنجدة المدينة المحاصرة (ملاذكرد)والتقت قوات الاستطلاع المسلمة بطلائع الروم وكانوا من القبائل الروسية فانتصر المسلمون ووقع قائد الروم الروسي 'بازيلكوس' في الأسر .
ورغم هذا الانتصار المشجع إلا أن ألب أرسلان الذي كان يقدر مدى الفارق الكبير بين الجيشين أرسل إلى رومانوس يطلب الهدنة ولكن هذا الطلب جعل رومانوس يغتر بكثرته وتفوقه في العدد والعدة
ورد على طلب السلطان بالهدنة بأن قال:[ لا هدنة إلا في الري] والري هي عاصمة الدولة السلجوقية .
وكان من عادة هذا السلطان الصالح أن يصطحب معه في غزواته وحملاته الجهادية العديد من العلماء والفقهاء والزهاد كقيادة روحية ومرجعية دينية،
وكان معه في هذه المرة الفقيه الكبير [أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري] الذي قال لألب أرسلان هذه العبارة الرائعة
[إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال في الساعة التي يكون الخطباء فيها على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر] .
وفي يوم الجمعة 7 ذي القعدة 463 هجرية ـ 26 أغسطس 1071 ميلادية خرج ألب أرسلان رحمه الله في خمسة عشر ألف فارس فقط
وصلى بالناس وبكى خشوعاً وتأثراً ودعا الله عز وجل طويلاً ومرغ وجهه في التراب تذللاً بين يدي الله واستغاث به، ثم لبس كفنه وتحنط وعقد ذنب فرسه بيديه
ثم قال للجنود،: أنا صابرٌ في هذه الغزاة صبر المحتسبين، وملاقيهم وحسبي الله عز وجل،
{من أراد منكم أن يرجع فليرجع فإنه لا سلطان هاهنا إلا الله}
فأعلن تخليه عن الملك في ميدان المعركة تواضعاً لملك الملوك،
قالوا: نحن معك تبعناك وأعناك فافعل ما تريد،
فلبس الكفن الأبيض وتحنط -أي: وضع من الطيب ما يوضع للميت-
ثم امتطى جواده ونادى بأعلى صوته في أرض المعركة
{إن هزمت فإنى لا أرجع أبداً فإن ساحة الحرب تغدو قبري}
وقال: ليودع كل واحدٍ صاحبه، فودع كل واحد من جيش المسلمين صاحبه، وتواعدوا على الموت،
وبهذا المشهد الرهيب الذى تخشع أمامه أشقى النفوس
استطاع 'ألب أرسلان' أن يحول 15 ألف جندي إلى 15 ألف أسد كاسر ضاري .صاروا على قلب رجل واحد
أرأيتم ما ذا تفعل العقيدة؟ أرأيتم ماذا تفعل الوحدة والاجتماع ؟
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى .. خطب ولا تتفرقوا آحادا.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا .. وإذا افترقن تكسرت آحادا.
وعند وقت الزوال من يوم الجمعة اصطدم الجيشان وألب أرسلان على رأس جيشه يصول ويجول كالأسد الهصور ودارت معركة طاحنة في منتهي العنف حاول البيزنطيون حسم المعركة مبكراً مستغلين كثرتهم العددية الضخمة، ولكن ثبات المسلمين أذهلهم وأنساهم كل المعارك التي خاضوها من قبل حتى أصيب الروم بالتعب والإرهاق وذلك عند غروب الشمس،
ودارت رحى الحرب التي لم تكن*** سوى ثواني رعب بل أقل وأقصرُ.
وكــان مع النصـر الـمحقق موعـدٌ *** فـلم يتقـدم.. لا، ولـم يـتـأخـرُ.
وطارت رؤوس الكفر في كل وجهة*** وأشــلاؤهـا مـن حولهــا تتبعث.
ثم حاول 'رومانوس' الانسحاب إلى الخلف قليلاً للراحة ومواصلة القتال في اليوم التالي، وعندها انتهز الأسد الباسل الفرصة وشد بكامل جيشه على الرومان حتى أحدث بصفوفهم المنسحبة ثغرة،
أنسال منها فرسان الإسلام إلى قلب الجيش البيزنطي وأمطروهم بوابل من السهام المميتة فوقعت مقتلة عظيمة وانكشفت صفوف البيزنطيين وركبوا بعضهم بعضاً وفرت الفرق الفرنجية المرتزقة من أرض المعركة ووقع في الأسر أعداد كبيرة منهم الإمبراطور 'رومانوس' نفسه.
أسره مملوكٌ من مماليك المسلمين، فلما جيء به إلى ألب أرسلان وفي عنق النصراني حبل ملك النصارى،
فقال: ما تصنعوا بي؟ قال ألب أرسلان: ما تظن أني صانعٌ بك؟
قال: لا أشك أنك تقتلني،
قال: أنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا به فبيعوه،
فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه ينادى عليه بالدراهم والفلوس فما يشتريه أحد من المسلمين، حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل من المسلمينقال:
إن بعتمونيه بهذا الكلب الذي معي اشتريته!!!
فجاءوا بالجندي ومعه الكلب الثمن، وبملك النصارى إلى ألب أرسلان مجروراً بالحبل، فأخبروه بأن هذا يريد شراءه بالكلب، فقال ألب أرسلان: الكلب خير منه؛ لأنه ينفع، وهذا لا ينفع، لكن خذوا الكلب، وادفعوا له هذا الكلب!!!
وضربه بيده ثلاث مقارع ووضع قدمه على هامة 'رومانوس' تحقيراً وإذلالاً له وجعله يقبل الأرض باتجاه بغداد حيث الخليفة العباسي لإظهار عز الإسلام وأهله .
ثم أمر بإطلاقه وجعل الكلب قريناً له مربوطاً في عنقه وأوصله إلى بلاده؛ نظير دفع فدية كبيرة وفك أسر كل الأسرى المسلمين في سائر بلاد الروم وإلزامه بالقسم بأغلظ الأيمان على عدم العودة مرة أخرى لقتال المسلمين
فلما رأى الروم ما حل بملكهم عزلوه عن الملك وكحلوا عينيه -أي: غوروهما وأذهبوهما- بعد أن رأوا أنه لا يساوي شيئاً!!!
هاهو مجدنا ...وتلك عزتنا ...وذاك ماضينا
سيروا كما ساروا لتجنوا ماجنوا *** لا يحصد الحب سوى الزراع
وتيقظوا فالسيل قد بلغ الزبى *** يا أيها النومى على الأمطاع
واسترجعوا ما فات من أمجادكم *** ما دمتم في مهلة استرجاع
يا خاطب العلياء إن صداقها *** صعب المنال على قصير الباع
فاللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين.
قر أعيننا برفع راية لا إله إلا الله عالية خفاقة بين العالمين.
اشف غيظ قلوبنا من الكافرين الحاقدين
لكننا رغـــــــــــــــم هذا الذل نعلنهـا *** فليسمع الكون وليصغى لنــا البشـر.
إن طال ليل الأسى واحـــتد صـارمه *** وأرق الأمة المجروحة الســـــــــهر.
فالفجر آت وشمس العــــــز مشرقة ***عما قريب وليــــــــــــــل الذل مندحر.
سنستعيد حيـــــــــــــاة العز ثانية ***وسوف نغلب من حادوا و من كفروا.
وسوف نبنى قصور المـــــجد عالية *** قوامها السنة الغراء و الســـــــــور.
وسوف نفخر بالقرآن فى زمـــــــــن *** شعوبه بالخنا و الفســـــــــــق تفتخر.
و سوف نرسم للإســـــــــلام خارطة *** حدودها العز و التمكين و الظفـــــــر.
جمع وإعداد الفقير إلى عفو ربه: أبومسلم وليد برجاس
تم إعدادها صباح الجمعة الموافق 11من ربيع الأول1428 هجريا
30من شهر مارس2007ميلاديا]