بن زمزم
18-07-2007, 06:23 AM
إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين
الجزء الأول
لا يكاد أحدنا يصدق أن هذا الذي أُفردت السورة الطولى بعد البقرة، والذي أفردت باسمه
وباسم آله "آل عمران"، وصنو "إبراهيم" في الاصطفاء وأبو "مريم"، وما أدراك ما عمران، لا يكاد
يعرفه واحد منا، ولا تكاد تشفيك التفاسير وقول القائلين ..!
عمران.. وما عمران.. ومن عمران!؟
بدأ البحث عندما كان سؤالا مثارا، وإشكالا مثيرا. ذلك أن موسى.. ابن عمران، وأن مريم.. ابنة عمران كذلك
فهل عمران مريم هو عمران موسى!؟
إذا كان القرآن هو القول الفصل، والخبر اليقين، وأول العلم وآخره، لا يتكئ على شيء غيره
إلا ما ثبت من حديث النبي تبيانا وتفسيرا، إذا كان هذا هو القرآن، فلندع القرآن يجيب، ولنقرأه على ظاهره
دون تكلف ولا استحواذ عليه من تقول المتقولين وإضافة المضيفين، مما لم يسند أو يصح
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخبر الثابت ذي الدلالة القاطعة، والقول الفصل المبين.
عمران موسى، هل هو عمران مريم!؟
حين نقرأ كتاب الله كلاًّ متكاملا، نمر على القصص وعلى الأسماء وعلى الأحداث المثناة في السورة والسورتين والثلاث
فنقرأ عن إبراهيم نحواً من أربعين مرة، وعن نوح كذلك وعن موسى ما يزيد على مئة مرة وعن عيسى أكثر من عشرين
عليهم جميعاً السلام.
فهل يظن ظان، أن عيسى الذي في سورة "المائدة" غير عيسى في سورة "الزخرف"
وأن موسى في سورة "طه" غير موسى في "الأحزاب"، وأن إبراهيم في "البقرة" غير إبراهيم "الشعراء"؟
على ظاهر القرآن، ليس هناك أدنى شك أنهم هم أنفسهم في السور كلها.
إن كان كذلك فلماذا نفترض أن عمران موسى غير عمران مريم؟
قبل أن نجيب، نعلم أن "موسى بن عمران" بهذا النص، لم ترد في القرآن، إلا أنها وردت في الحديث الصحيح،
مصدر المسلمين الثاني في الإخبار والإثبات. فيظهر لنا أن عمران كـ "عمران" في القرآن مرتبط معنىً ومراداً بمريم
دون أن يتغير ذلك الثابت، أن موسى هو ابن عمران وأن مريم ابنة عمران كذلك.
فالظاهر الأول، على أن سياق القرآن والحديث يتحدث عن عمران واحد مطلقاً في الحالتين، فلا يصح أن ننصرف
إلى القول أنهما "عمرانان" إلا بنص ثابت صريح يفرق بينهما. بما يبقي الدلالة ثابتة لظاهر النص، فهم هكذا
عمران وموسى ومريم.
ثم معلوم بداهة أن موسى أخو هارون، ثم نقرأ في سورة "مريم" أن مريم أخت هارون كذلك
)يا أخت هارون ما كان أبوك أمرأ سوء(مريم 28. بما يحار معها علماء التفسير على غير قول متفق عندهم
ولا نص - آية أو حديث - يقطع الخلاف دلالة وثبوتا، إلا ما ورد في صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة أنه
سأل رسول الله e عن هذه الآية فقال: "كانوا يسمُّون بأسماء أنبيائهم والصالحين منهم". وهذا الحديث
لا يقطع أن مريم ليست أخت هارون حقيقة ونسباً، فيصح أن يكون هارون أخا "مريم" نسباً في الوقت نفسه
الذي يتسمى فيه بنو إسرائيل بأسماء أنبيائهم وصالحيهم. إذ لو قال e "ليس أخاها، كانوا يسمون
بأسماء أنبيائهم وصالحيهم"، لأصبح الحديث قطعي الدلالة في نفي النسب، وانقطع الخلاف. وهذا مقرر
عند فقهاء الأصول.
مرتكزات ثلاثة
أولاً:ما ورد في التفسير عن محمد بن كعب القرظي، وهو ممن أسلم من يهود المدينة وصار علما
من أعلام القرآن والتفسير، فلا شك أنه أعلم من غيره ممن أسلم من العرب، ولم يكن من أهل الكتاب
فيقف مثل القرظي على كتب بني إسرائيل وأنسابهم وأسمائهم. فقد روى ابن كثير عنه أنه قال:
"إن مريم أخت هارون أخو موسى بن عمران"، مخالفاً بذلك سواد أهل التفسير، فهذا البحث ليس بدعة
فقد سبقنا فيه إمامٌ عَلَمٌ، ونحن نتتبع البينة، والحق أحق أن يتبع قل متبعوه أم كثروا، فالحجة للبرهان أولاً وأخيراً
ولا يُرد ظاهر القرآن بظن الناس، والقرآن حجة على الناس والناس ليسوا حجة على القرآن!!.
ثانياً: )يا أخت هارون ما كان أبوك أمرأ سوء(مريم 28: فإذا كانت أُخوَّتها لهارون أخوة الزهد والعبادة
كما يقول أهل التفسير اختلاف عندهم - فلم لم يقل لها بنو إسرائيل "يا أخت هارون ما كان هارون امرأ سوء"
إلا أن مفاد الآية هكذا: "يا أخت هارون ما كان عمران امرأ سوء" فهم بهذا يجمعون هارون بعمران
فيذكرونها بطهر أبيها وأخيها هارون.
هذا ظاهر القرآن وظاهر النص، والبينة على من تكلّف!.
ثالثاً: وهو أشد ما دفع أهل التفسير لرفض أن يكون عمران موسى هو عمران مريم، أي أن يكون موسى أخا مريم
ذلك هو طول الفترة بين موسى ومريم، فأهل التاريخ يتحدثون عن ألف ومئتي سنة، وهذا الدافع ليس مانعاً
مستحيلاً وإن بدا كذلك لوهلته الأولى، بل هو مما جاز في الناس، فآدم عمّر ألف سنة ونوح جاوز الألف
فكيف نثبت أو بمَ ننفي أن عمران كان مثلهم، بل لعلّه من أجل ذلك صار "عمراناً"، ففي اللغة والتفسير
أن عمران من العَمْر، فهو الكثير المتطاول في العمر. في كل الأحوال، يبقى الحكم الفصل أولا لظاهر القرآن
الذي لا يصح معه التكلف، فموسى أينما ورد في القرآن فهو موسى واحد، وهارون أينما ورد في القرآن
فهو هارون واحد، أخو موسى وأخو مريم ابنا عمران، ولا يرد هذا الظاهر إلا بما هو أظهر منه
وأثبت دلالة وقطعاً، عدا أن يكون مما توارثه الناس من أهل الكتاب "والإسرائيليات" التي ثبت
عن رسول الله e أنه قال: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"، فأهل الكتاب وكتابهم بأمر النبي
معطلون كمصدر للنبأ والإخبار الثابت. فلا يبقى لنا إلا القرآن وما صح من الحديث.
منقول للفائدة : يتبع
( الجزء الثاني)
الجزء الأول
لا يكاد أحدنا يصدق أن هذا الذي أُفردت السورة الطولى بعد البقرة، والذي أفردت باسمه
وباسم آله "آل عمران"، وصنو "إبراهيم" في الاصطفاء وأبو "مريم"، وما أدراك ما عمران، لا يكاد
يعرفه واحد منا، ولا تكاد تشفيك التفاسير وقول القائلين ..!
عمران.. وما عمران.. ومن عمران!؟
بدأ البحث عندما كان سؤالا مثارا، وإشكالا مثيرا. ذلك أن موسى.. ابن عمران، وأن مريم.. ابنة عمران كذلك
فهل عمران مريم هو عمران موسى!؟
إذا كان القرآن هو القول الفصل، والخبر اليقين، وأول العلم وآخره، لا يتكئ على شيء غيره
إلا ما ثبت من حديث النبي تبيانا وتفسيرا، إذا كان هذا هو القرآن، فلندع القرآن يجيب، ولنقرأه على ظاهره
دون تكلف ولا استحواذ عليه من تقول المتقولين وإضافة المضيفين، مما لم يسند أو يصح
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخبر الثابت ذي الدلالة القاطعة، والقول الفصل المبين.
عمران موسى، هل هو عمران مريم!؟
حين نقرأ كتاب الله كلاًّ متكاملا، نمر على القصص وعلى الأسماء وعلى الأحداث المثناة في السورة والسورتين والثلاث
فنقرأ عن إبراهيم نحواً من أربعين مرة، وعن نوح كذلك وعن موسى ما يزيد على مئة مرة وعن عيسى أكثر من عشرين
عليهم جميعاً السلام.
فهل يظن ظان، أن عيسى الذي في سورة "المائدة" غير عيسى في سورة "الزخرف"
وأن موسى في سورة "طه" غير موسى في "الأحزاب"، وأن إبراهيم في "البقرة" غير إبراهيم "الشعراء"؟
على ظاهر القرآن، ليس هناك أدنى شك أنهم هم أنفسهم في السور كلها.
إن كان كذلك فلماذا نفترض أن عمران موسى غير عمران مريم؟
قبل أن نجيب، نعلم أن "موسى بن عمران" بهذا النص، لم ترد في القرآن، إلا أنها وردت في الحديث الصحيح،
مصدر المسلمين الثاني في الإخبار والإثبات. فيظهر لنا أن عمران كـ "عمران" في القرآن مرتبط معنىً ومراداً بمريم
دون أن يتغير ذلك الثابت، أن موسى هو ابن عمران وأن مريم ابنة عمران كذلك.
فالظاهر الأول، على أن سياق القرآن والحديث يتحدث عن عمران واحد مطلقاً في الحالتين، فلا يصح أن ننصرف
إلى القول أنهما "عمرانان" إلا بنص ثابت صريح يفرق بينهما. بما يبقي الدلالة ثابتة لظاهر النص، فهم هكذا
عمران وموسى ومريم.
ثم معلوم بداهة أن موسى أخو هارون، ثم نقرأ في سورة "مريم" أن مريم أخت هارون كذلك
)يا أخت هارون ما كان أبوك أمرأ سوء(مريم 28. بما يحار معها علماء التفسير على غير قول متفق عندهم
ولا نص - آية أو حديث - يقطع الخلاف دلالة وثبوتا، إلا ما ورد في صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة أنه
سأل رسول الله e عن هذه الآية فقال: "كانوا يسمُّون بأسماء أنبيائهم والصالحين منهم". وهذا الحديث
لا يقطع أن مريم ليست أخت هارون حقيقة ونسباً، فيصح أن يكون هارون أخا "مريم" نسباً في الوقت نفسه
الذي يتسمى فيه بنو إسرائيل بأسماء أنبيائهم وصالحيهم. إذ لو قال e "ليس أخاها، كانوا يسمون
بأسماء أنبيائهم وصالحيهم"، لأصبح الحديث قطعي الدلالة في نفي النسب، وانقطع الخلاف. وهذا مقرر
عند فقهاء الأصول.
مرتكزات ثلاثة
أولاً:ما ورد في التفسير عن محمد بن كعب القرظي، وهو ممن أسلم من يهود المدينة وصار علما
من أعلام القرآن والتفسير، فلا شك أنه أعلم من غيره ممن أسلم من العرب، ولم يكن من أهل الكتاب
فيقف مثل القرظي على كتب بني إسرائيل وأنسابهم وأسمائهم. فقد روى ابن كثير عنه أنه قال:
"إن مريم أخت هارون أخو موسى بن عمران"، مخالفاً بذلك سواد أهل التفسير، فهذا البحث ليس بدعة
فقد سبقنا فيه إمامٌ عَلَمٌ، ونحن نتتبع البينة، والحق أحق أن يتبع قل متبعوه أم كثروا، فالحجة للبرهان أولاً وأخيراً
ولا يُرد ظاهر القرآن بظن الناس، والقرآن حجة على الناس والناس ليسوا حجة على القرآن!!.
ثانياً: )يا أخت هارون ما كان أبوك أمرأ سوء(مريم 28: فإذا كانت أُخوَّتها لهارون أخوة الزهد والعبادة
كما يقول أهل التفسير اختلاف عندهم - فلم لم يقل لها بنو إسرائيل "يا أخت هارون ما كان هارون امرأ سوء"
إلا أن مفاد الآية هكذا: "يا أخت هارون ما كان عمران امرأ سوء" فهم بهذا يجمعون هارون بعمران
فيذكرونها بطهر أبيها وأخيها هارون.
هذا ظاهر القرآن وظاهر النص، والبينة على من تكلّف!.
ثالثاً: وهو أشد ما دفع أهل التفسير لرفض أن يكون عمران موسى هو عمران مريم، أي أن يكون موسى أخا مريم
ذلك هو طول الفترة بين موسى ومريم، فأهل التاريخ يتحدثون عن ألف ومئتي سنة، وهذا الدافع ليس مانعاً
مستحيلاً وإن بدا كذلك لوهلته الأولى، بل هو مما جاز في الناس، فآدم عمّر ألف سنة ونوح جاوز الألف
فكيف نثبت أو بمَ ننفي أن عمران كان مثلهم، بل لعلّه من أجل ذلك صار "عمراناً"، ففي اللغة والتفسير
أن عمران من العَمْر، فهو الكثير المتطاول في العمر. في كل الأحوال، يبقى الحكم الفصل أولا لظاهر القرآن
الذي لا يصح معه التكلف، فموسى أينما ورد في القرآن فهو موسى واحد، وهارون أينما ورد في القرآن
فهو هارون واحد، أخو موسى وأخو مريم ابنا عمران، ولا يرد هذا الظاهر إلا بما هو أظهر منه
وأثبت دلالة وقطعاً، عدا أن يكون مما توارثه الناس من أهل الكتاب "والإسرائيليات" التي ثبت
عن رسول الله e أنه قال: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"، فأهل الكتاب وكتابهم بأمر النبي
معطلون كمصدر للنبأ والإخبار الثابت. فلا يبقى لنا إلا القرآن وما صح من الحديث.
منقول للفائدة : يتبع
( الجزء الثاني)