PDA

View Full Version : أخي رجل الأمن


29-02-2000, 04:37 PM

29-02-2000, 04:37 PM

29-02-2000, 04:37 PM

reg
29-02-2000, 04:37 PM

alnajdi
29-02-2000, 04:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وبعد ..
مقــــــــدمة
إنني لا أخاطب رجل الأمن في بلد معين ، ولا مدينةٍ خاصة ، ولا قطرٍ أو إقليم ، ولكني أخاطب رجل الأمن حيث ما كان من بلاد الله تعالى الواسعة في كل بلاد الإسلام ، ولعل هذه من الحالات النادرة القليلة التي يخاطب فيها رجل الأمن ، فإن الناس عامتهم وخاصتهم في كثيرٍ من الأحيان تربوا على مجانبة هذا الميدان وعدم التعرض له بشيء ، إنني أخاطب رجل الأمن في مِصر والجزائر وتونس والسودان وفي جميع الأصقاع والبقاع ، وأخاطب رجل المرور كما أخاطب رجل المباحث كما أخاطب رجل الطوارئ وجميع العاملين في أجهزة الأمن وقطاعاته .
لقد اعتاد الناس أن يسبوا هؤلاء ويتهموهم ولعلهم ألا يسمعوا مني في هذه الليلة ما يسوئهم –إن شاء الله تعالى - كما اعتاد الناس أن يلهجوا بالدعوات الحارةِ الصادقةِ ضدهم ، ولعلهم أن يضفروا مني ومنكم في هذا المجلس العامر المبارك بدعوات تنفعهم في دينهم أو تنفعهم في دنياهم .
________________
أولاً:
لعلك قد عرفت أخي يا رجل الأمن بحكم موقعك وطبيعةِ عملك أن القرارات الرسميةِ الكبيرة التي تصدر في بلادك على أعلى المستويات غالباً يكون ورائها تقارير ودراسات خفيه خاصة ، صدرت منك أومن إدارتك أومن قطاعك أو ممن حولك ، فالعلم الإسلامي غالباً يحكم بتلك التقارير السريةِ الخاصة بل والعالم كله يقيم لهذه ألف اعتبار واعتبار في مشرقه أو مغربه ، ولهذا ليس أحدٌ يلومك حينما اتجهت إلى ذلك العمل الضخم المؤثر ، بل الكل يدركون أنه أحياناً شر لا بد الخلاصُ منه كما يقال ، وهو أحياناً خير نافع للأمة والبلاد ، وهو بدون شك في أحوالٍ كثيرة شرٌ يجب الخلاصُ منه ، ومنذ الذي يشكك مثلاً في أهميةِ حماية المجتمع من المخدرات التي تعمل فيه ليل نهار ، منذ الذي يشكك في أهميةِ حماية المجتمع من التزوير ، منذ الذي يشكك في أهميةِ حماية المجتمع من الاضطرابات والقلاقل والفتن التي تزعزعُ أمنه واستقراره ، منذ الذي يشكك في أهميةِ حماية المجتمع من الجريمة أومن التطرف ؛ ولعلك تدري ماذا أعني بكلمة التطرف فلست أستخدمها كما يستخدمها الإعلام العربي والعالمي ، وصمة عار يلحقها بكل متدين ، بل أعني التطرف الذي هو انحراف في الفكر وانحراف في السلوك وانحراف في التصرف ، يقع فيه العلمانيون ويقعُ فيه أعداء الدين ويقعُ فيهِ المتسلطون ويقعُ فيهِ أحياناً بعض المنتسبين إلى الدين .
إن استقرار الأمن في بلاد الإسلام كلها هو مطلب المخلصين الغيورين ، وإن العمل على دعم هذا الاستقرار هو أحد الأهداف الرئيسة التي يسعى لها دعاة الإسلام في كل مكان ، يسعون لها من خلال النظرة الشرعية التي تقرر أن ارتكاب الذنوب والمعاصي وأن انتشار المنكرات والموبقات وأن إعلان هذا وذاك هو السبب الأكبر في كل المصائب والنقم التي تقع في بلاد المسلمين ، والنظرة الشرعية التي تقرّر دون شك أن السكوت عن المنكرات المعلنة هو الموجب للعنة الله تعالى وغضبه ومقته وأليم عقابه ؛ العقاب الذي قد يأتي بصورة كساد اقتصادي وقد يأتي بصورة عدو خارجي وقد يأتي بصورة انشطار داخلي وتسليطِ بعض الناس على بعض وقد يأتي بصورة فيضاناتٍ أو زلازل أو ما شاء الله ?وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِكَ إلا هُو ? ، فلا أحد يشك في الدور الكبير الذي يمكن أن تُؤديه أجهزة الأمن إذا أخلصت وصدقت وتوجهت إلى أهدافها الحقيقية واستقطبت الرجال الأُمناء المخلصين ؛ إن تقريراً صغيراً من فرد عادي يمكن أن يتطور ويتطور ليكون تقريراً كبيراً تبنى عليه أعظم النتائج .
________________
ثانياً:
المهمة الأصلية لرجل الأمن هي حماية المجتمع من الداخل ، من جميع المخاطر والجرائم التي تهدد دين المجتمع وأمن المجتمع واستقرار المجتمع ، فالدين هو الهدف الرئيس في حمايته لأجهزة الأمن ؛ أجهزة الأمن في جميع بلاد الإسلام ، وبناءً عليه فإن الاعتداء على الدين هو الجريمةُ العظمى التي تأخذ رقم واحد ، ‍والتي يجب أن يجعل رجل الأمن من جهده جهداً كبيراً في مقاومتها وكشفِ من يعملها أو يمارسها ؛ وإيقافه عند حده ، وإذا سلم للناس دينهم فقد سلمت لهم دنياهم ، فإن الدين خيرٌ كله وكل خيرٍ في الدنيا فإن الدين جاء بضمانه وتحقيقه ، نعم الأمن بالدين الاستقرار بالدين والرفاهية الاقتصادية هي بالدين ، وكل خيرٍ يطمح إليه الإنسان فإنه لا يمكن أن يأتي حقاً ودون أي مضاعفات أو أخطاء إلا من خلال الدين والتزام السلوك الشرعي الصحيح .
نعم لقد عاشت جمهوريات الاتحاد السوفيتي زماناً بشيءٍ من الاستقرار‍ ، لكن ذلك الاستقرار كان بغير دين ، وكان من خلال أجهزة الأمن التي تعد عناصرها بالملايين ، والتي جندت من كافة الطبقاتِ والنوعيات ، وضرب بعضها ببعض وجعلت مهمتها تدمير الأخلاق وتدميرُ الأسر وتدميرُ المجتمعات إزالة كل ألوان النخوةِ والشهامةِ والمروءة والرجولة ، واستطاعوا أن يحافظوا على الأمن سبعين سنة ، ولكن ذلك الأمن الذي حافظوا عليه لم يكن في صالحهم ؛ إذ دمر طاقات الشعوب واقتصادها وأخلاقها وأسرها وقضى على كل مقدراتها ، ثم كانَ المآل أن انفرط حبل الأمن وتمزقت تلك الدول ، وأصبحت كما يقال أيدي سبأ وأصبحت اليوم تعيش ألواناً من الانهيار الاقتصادي ، وأنواعاً من الخلافات والحروب المدمرة داخل تلك الدول – بما يعلمه الجميع – وهي على شفا بركان يوشكُ أن ينفجر صباحاً أو مساء .
فأولاً : ذلك الأمن الذي نعموا به سبعين سنه هل كان خيراً ؟‍‍ كلا.. بل إن الحرب التي يعيشونها الآن والدمار الذي يشهدونه ، هو في نضر جميع المسلمين بلا استثناء بل في نضر العالم كله ، هو خيرٌ من الأمن الذي كانوا يشهدونه من قبل ، لأن ذلك الأمن لم يكن لحماية الدين ولا لحماية الأخلاق ولا لحماية المجتمع ، ولكنه كان لحماية وحراسة الحزب الشيوعي الحاكم الوحيد في تلك البلاد .. هذا أولاً.
وثانياً: فإن ذلك الأمن لم يستقر ولكنه سُرعان ما زال وتهاوى ، والسبب في ذلك أنه كان أمناً استقر من خلال البطش والحديد والنار والستار الرهيب الذي أقاموه على شعوبهم ، فتململت هذه الشعوب بعد طول زمان حتى كان ما كان واستطاعوا أن يواجهوا تلك القوى العظمى .
إنه لم يغني الشيوعية أنها كانت تملك أكثر من ثلاثمائة ألف رأس نووي ، ولم ينفعها أو تنفعها صواريخها العابرة للقارات ، ولم يغنها من الله شيئاً أن يكون جهاز الأمن فيها المعروف بجهاز {الكي.جي.بي} أنه يملك أكثر من ثلاثة ملايين عنصر مهمتها أن تحسب على الناس أنفاسهم وخطواتهم وأقوالهم وألفاظهم وعبراتهم بل ونياتهم ومقاصدهم ، فأنت تراهم اليوم وقد صاروا أحدوثة وأمثولة يتسلا الناس بأخبارهم ويتشمتُ بهم أعدائهم ، إن المهمة الأصلية لرجل الأمن في بلاد الإسلام هي حماية المجتمع من الداخل ،حمايةُ دين المجتمع وأخلاق المجتمع ووحدة المجتمع حماية الأمن والاستقرار للأمة حمايةِ الفرد والأسرة جميعاً ، كما أن مهمة الجيش في كل بلاد الإسلام ، هي حماية المجتمع من الأخطار المتمثلة بالغزو الخارجي الذي يهددها من الشمال أو الجنوب ، ولعلك يا أخي يا رجل الأمن تشاطرني الرأي في أن كثيراً من بلاد الإسلام لم تعد تؤمنُ بهذه المهمة التي تحدثتُ عنها إيماناً صحيحا ، فقد أصبحت مهمة رجل الأمن في كثيرٍ من البلاد الإسلامية هي إرهاب المواطن وملاحقته وتهديده وإيذاؤه في نفسه أو أهله أو وضيفته أو عمله أو أُسرته أو دينه ، وأصبحت مهمة الجيش هي التهيؤ لنزول للشوارع ، لتدعيم مهمة القمع التي يمارسها بعض رجال الأمن في هذا البلد أو ذاك مما تسمعه في الأخبار صباح مساء .
إني سائلك وأنت أخي وأنا أخوك وما بيني وبينك - إن شاء الله تعالى - إلا الودُ والمحبة ما صفة القلوب واتفقت الأرواح ورضينا بالمبدأ الأصل الذي هو الدين الذي ننتمي جميعاً إليه ، إني سائلك هل تعلم رجل الجيش في البلاد المجاورة لإسرائيل يتهيأُ للمعركة مع اليهود؟‍..كلا..وكيف يتهيأ للمعركة مع اليهود وجلسات وجولات السلام بينهم وبينه تتقدم يوماً فيوماً إلى الأمام ، إنهم يوجهونهم إلى شعوبهم ، أو على أحسن الأحوال يوجهونهم أحياناً إلى معركة مجهولة الأهداف مع الجيران ، فيوماً هنا ويومناً هناك وأحياناً ( على بكرٍ أخينا إذا لم نجد إلا أخانا ) ، فهم أسودٌ أشاوس على الضعفاء من بني جلدتهم أو بلادهم أومن جيرانهم ولكنهم حملانٌ وديعة أمام عدوهم الحقيقي الشرس من اليهود أو النصارى ، ثم إني سائلك مرةً أخرى هل تعلم مهمة رجال الأمن في تلك الديار هل تعلم لهم مهمةً أخرى غير اصطياد الشباب المتدين وملاحقتهم ؟ أما أنا فلا أعلم إلا هذا فهل يرضيك يا أخي وأنت المسلم الذي تعلم حرمة الدم المسلم وحرمة العرض وحرمة المال ، أن يحدث هذا ؟ أم يسرك وأنت تسمعُ قول الباري - جل وعز - ?ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزائه جهنمُ خالداً فيها وغضب الله عليهِ ولعنهُ وأعد له عذاباً عظيما? ؟ .
إن الكثيرين ينسون أن الرجل المسلم المقتول غدراً في الشارع أوفي الجامعة أوفي المسجد أوفي المنزل ، أنه رجلٌ يجري في عروقه أيضاً دمٌ وليس ماءً ، وأنه بشر له حرمته وليس شيئاً آخر غير البشر ، وأن له أطفال ينتظرونه عند الباب صباح مساء متى يأتي بابا .. متى يأتي بابا .. وأن له أماً تذرف الدموع بعد الدموع على قرة عينها الذي طال انتظاره دون جدوى ، فلماذا تنزعج أخي أو ينزعج غيرك من خبرٍ يقول : مقتل ضابط أو شرطي في بلد كذا ؟ ثم تسر بخبرٍ يقول لك اقتحام منزل وقتل عشرين من المتطرفين .. نعم .. وقتل عشرين من المتطرفين ، لقد إعترفوا بالقتل ويقبل اعترافهم على أنفسهم ، وهي جريمةٌ منكرة في جميع الشرائع ، بل وفي كل القوانين الأرضية ، أما دعواهم أن هؤلاء من المتطرفين ، فهي دعوى لابد لها من دليل وهؤلاء القتلى لا يمكن أن يمثلوا أمام محكمة ولا أن يظهر صوتهم في إذاعة ولا أن يراهم الناس عبر شاشة ولا أن يكتبوا في جريدة ، ليتحدثوا برأيهم ويدافعوا عن أنفسهم ، فأين الدليل الحقيقي على أن هؤلاء من المتط