صدى الحق
10-04-2000, 06:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل بين يديكم هذه النبذه عن هذا العالم الجليل ، سائلاً المولى تبارك وتعالى أن ينفعنا بما نقرأ وننقل ونكتب .
من ديوان الإمام عبد الله بن المبارك :
-----------------------------------
هو ابو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك ، ولد بمرو سنة 118هـ من ام خوارزمية واب تركي ، بدا في طلب العلم بعدما جاوز العشرين ، طاف وسافر إلى العلماء فأتى الكوفة والبصرة وبلغ الحجاز والشام ومصر واليمن ...
قال فيه الإمام الذهبي : (( السفار صاحب الرحلات الشاسعة ... فإنه في صباه ما فتر عن السفر )) . تذكرة الحفاظ 1/253
وقال الإمام احمد : (( لم يكن في زمان ابن المبارك اطلب للعلم منه )) . المعرفة والتاريخ 2/196 وقال عنه ابن معين : (( امير المؤمنين في الحديث )) . تاريخ بغداد 10/155
وقال عنه اسود بن سالم : (( من اثبت الناس في السنة )) .تهذيب الاسماء واللغات 1/1/286
وقال المعتمر بن سليمان : (( يصاب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد )) . تاريخ بغداد 10/156
وقال عنه سفيان الثوري : (( فقيه أهل المشرق والمغرب )) . تذكرة الحفاظ 1/256
وقال ابن عينيه : (( نظرت في امر الصحابة وامر ابن المبارك فما رايت لهم فضلا إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه )) . صفوة الصفوة 4/139
وقيل لابن المبارك : إلى كم تطلب العلم ؟ فقال : (( ارجو ان تروني فيه إلى ان أموت )) . نهاية الغاية 1/446
وقيل له : إلى متى تكتب الحديث ؟ فقال : (( لعل الكلمة التي انتفع بها ما كتبتها بعد )) . صفوة الصفوة 4/138
وقد رزقه الله مكانة ومنزلة لم يبلغها احد من اهل زمانه ، حدث شعيب بن شعبة المصيصي ، قال : (( قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين الرقة ، فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك وتقطعت النعال وارتفعت الغبرة ، فأشرفت ام ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب ، فلما رأت الناس قالت : ما هذا ؟ . قالوا : هذا عالم اهل خراسان قدم الرقة يقال له عبد الله بن المبارك . فقالت : هذا والله الملك ، لا كملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان )) . تاريخ بغداد 10/156
يقول سفيان الثوري : (( إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل ابن المبارك ، فما اقدر أن اكون ولا ثلاثة ايام )) . حلية الأولياء 8/162
يقول الإمام الذهبي : (( والله إني لأحبه وارجوا الخير بحبه لما منحه الله من التقوى والعبادة والاخلاص والجهاد وسعة العلم والاتقان والمواساة والفتوة والصفات الحميدة )) . تذكرة الحفاظ 1/254
توفي رحمه الله سنة 181 هـ
_______________________________________________________________
يقول في طلب العلم :
يا طالب العلم بادر الورعا *** وهاجر النوم واهجر الشبعا
ويقول :
أيها الطالب علما *** إيت حماد بن زيد
فاطلب العلم بحلم *** ثم قيده بقيد
لا كثور وكجهم *** وكعمرو بن عبيد
ويقول :
العلم زين وتشريف لصاحبه *** فاطلب هديت فنون العلم والأدبا
ويقول :
العلم كنز وذخر لا تعادله *** نعم القرين إذا ما عاقل صحبا
يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه ** لا تعدلن به درا ولا ذهبا
اشدد يديك به تحمد مغبته *** به تنال الغنى والدين والحسبا
قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه *** عما قليل فيلقى الذل والحربا
ويقول :
تعلم فليس المرئ يولد عالما *** وليس اخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده *** صغير إذا التفت عليه المحافل
ويقول :
العلم زين للرجال مروءة *** والعلم انفع من كنوز الجوهر
_____________________________________________________
ويقول في الزهد :
يا عائب الفقر ألا تزدجر *** عيب الغنى أكبر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله *** على الغنى إن صح منك النظر
إنك تعصي كي تنال الغنى *** وليس تعصي الله كي تفتقر
ويقول :
لله در القنوع من خلق *** كم من وضيع به قد ارتفعا
يضيق صدر الفتى بحاجته *** ومن تأسى بدونه اتسعا
ويقول :
ألا رب ذي طمرين في منزل غدا *** زرابيه مبثوثة ونمارقه
قد اطردت انواره حول قصره *** واشرق والتفت عليه حدائقه
ويقول :
حسبي بعلمي ان نفع *** ما الذل إلا في الطمع
ويقول :
المرء مثل هلال عند رؤيته *** يبدو ضئيلا نراه ثم يتسق
حتى إذا ما تراه ثم أعقبه *** كر الجديدين نقصا ثم يمحق
ويقول :
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا بقي ولا ما نرقع
ويقول :
ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** واقبح البخل فيمن صيغ من طين
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** لا بارك الله في الدنيا بلا دين
لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
لكنما الرزق بالميزان من حكم *** يعطى اللبيب ويعطى كل مافون
ويقول :
وجعلنا اليأس مفتا *** ح النجاح
_______________________________________________________
ويقول رحمه الله في الصحابة :
ولا ازال مستغفرا لهم ابدا *** كما امرت به سرا واعلانا
فلا اسب ابا بكر ولا عمر *** ولا اسب معاذ الله عثمانا
ولا ابن عم رسول الله اشتمه *** حتى البس تحت الترب اكفانا
ولا الزبير حواري الرسول ولا *** أهدي لطلحة شتما عز او هانا
ولا أقول لأم المؤمنين كما *** قال الغواة لها زورا وبهتانا
ويقول :
إني احب عليا حب مقتصد *** ولا أرى دونه في الفضل عثمانا
أما علي فقد كانت له قدم *** في السابقين لها في الناس قد بانا
وكان عثمان ذا صدق وذا ورع *** مراقبا وجزاه الله احسانا
ما يعلم الله من قلبي مشايعة *** للمبغضين عليا وابن عفانا
____________________________________________________
ويقول في المبتدعة :
ولا أرى حرمة يوما لمبتدع *** وهنا يكون له مني وأوهانا
ويقول عن الجهم بن صفوان :
عجبت لشيطان أتى الناس داعيا *** إلى النار واشتق اسمه من جهنم
______________________________________________________
ويقول في الجهاد :
كيف القرار وكيف يهدى مسلم *** والمسلمات مع العدو المعتدي
الضاربات خدودهن برنة *** والداعيات النبي محمد
القائلات إذا خشين فضيحة *** جهد المقالة ليتنا لم نولد
ما تستطيع وما لها من حيلة *** إلا التستر من أخيها باليد
ويقول :
أيها القارئ الذي لبس الصو *** ف واضحى يعد في العباد
الزم الثغر والتعبد فيه *** ليس بغداد موضع الزهاد
إن بغداد للملوك محل *** ومناخ للقارئ الصياد
ويقول :
كل عيش قد أراه نكدا *** غير ركن الرمح في ظل الفرس
وقيام في ليال دجن *** حارسا للناس في أقصى الحرس
رافع الصوت بتكبير له *** ضجة فيه ولا صوت جرس
وأرسل وهو في طريقة إلى الجهاد إلى الفضيل بن عياض :
يا عابد الحرمين لو ابصرتنا *** لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه *** فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد اتانا من مقال نبينا *** قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار خيل الله في *** أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله يحكم بيننا *** ليس الشهيد بميت لا يكذب
_________________________________________________
وسئل رحمه الله مرة عن المتقين فقال :
إذا ما الليل أظلم كابدوه *** فيسفر وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا *** وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام سجود *** أنين منه تنفرج الضلوع
وخرس في النهار لطول صمت *** عليهم من سكينتهم خشوع
وقال عنهم :
مستوفدين على رحل كأنهم *** ركب يريدون ان يمضوا وينتقلوا
عفت جوارحهم عن كل فاحشة *** فالصدق مذهبهم والخوف والوجل
______________________________________________________
وقال يمدح الإمام ابا حنيفة رحمه الله :
رأيت أبا حنيفة كل يوم *** يزيد نباهة ويزيد خيرا
وينطق بالصواب ويصطفيه *** إذا ما قال أهل الجور جورا
يقايس من يقايسه بلب *** فمن ذا يجعلون له نظيرا
كفانا فقد حماد وكانت *** مصيبتنا به أمرا كبيرا
فرد شماتة الأعداء عنا *** وابدى بعده علما كثيرا
رأيت ابا حنيفة حين يؤتى *** ويطلب علمه بحرا غزيرا
إذا ما المشكلات تدافعتها *** رجال العلم كان بها بصيرا
ويقول :
لقد زان البلاد ومن عليها *** إمام المسلمين ابو حنيفة
بآثار وفقه مع حديث *** كآيات الزبور على صحيفة...
فما في المشرقين له نظير *** ولا في المغربين ولا بكوفة
رأيت العائبين له سفاها *** خلاف الحق مع حجج ضعيفة
يبيت مسهدا سهر الليالي *** وصام نهاره لله خيفة
وصان لسانه عن كل افك *** وما زالت جوارحه عفيفة
يعف عن المحارم والملاهي *** ومرضاة الإله له وظيفة
__________________________________________________
ويقول عن قلة الانصار والاعوان والرفاق على طريق الحق :
ذهب الرجال بفعالهم *** والمنكرون لكل امر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم *** بعضا معور من معور
ركبوا ثنيات الطريق فاصبحوا *** متنكبين عن الطريق الأكبر
أأخي إن من الرجال بهيمة *** في صورة الإنسان السميع المبصر
فطن لكل مصيبة في ماله *** وإذا يصاب بدينه لم يشعر
ويقول :
حتى متى لا ترى عدلا تسر به *** ولا ترى لدعاة الحق أعوانا
مستمسكين بحق قائلين به *** إذا تلون أهل الجور ألوانا
يا للرجال لداء لا دواء له *** وقائد القوم اعمى قاد عميانا
_________________________________________________________
وقال في علماء السلطان :
ما طمعت نفس عابد فنوى *** سؤال قوم إلا لهم خضعا...
يا أيها الناس ما لعالمكم في بحر ماء *** الملوك قد كرعا
ويقول :
أنقل بين يديكم هذه النبذه عن هذا العالم الجليل ، سائلاً المولى تبارك وتعالى أن ينفعنا بما نقرأ وننقل ونكتب .
من ديوان الإمام عبد الله بن المبارك :
-----------------------------------
هو ابو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك ، ولد بمرو سنة 118هـ من ام خوارزمية واب تركي ، بدا في طلب العلم بعدما جاوز العشرين ، طاف وسافر إلى العلماء فأتى الكوفة والبصرة وبلغ الحجاز والشام ومصر واليمن ...
قال فيه الإمام الذهبي : (( السفار صاحب الرحلات الشاسعة ... فإنه في صباه ما فتر عن السفر )) . تذكرة الحفاظ 1/253
وقال الإمام احمد : (( لم يكن في زمان ابن المبارك اطلب للعلم منه )) . المعرفة والتاريخ 2/196 وقال عنه ابن معين : (( امير المؤمنين في الحديث )) . تاريخ بغداد 10/155
وقال عنه اسود بن سالم : (( من اثبت الناس في السنة )) .تهذيب الاسماء واللغات 1/1/286
وقال المعتمر بن سليمان : (( يصاب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد )) . تاريخ بغداد 10/156
وقال عنه سفيان الثوري : (( فقيه أهل المشرق والمغرب )) . تذكرة الحفاظ 1/256
وقال ابن عينيه : (( نظرت في امر الصحابة وامر ابن المبارك فما رايت لهم فضلا إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه )) . صفوة الصفوة 4/139
وقيل لابن المبارك : إلى كم تطلب العلم ؟ فقال : (( ارجو ان تروني فيه إلى ان أموت )) . نهاية الغاية 1/446
وقيل له : إلى متى تكتب الحديث ؟ فقال : (( لعل الكلمة التي انتفع بها ما كتبتها بعد )) . صفوة الصفوة 4/138
وقد رزقه الله مكانة ومنزلة لم يبلغها احد من اهل زمانه ، حدث شعيب بن شعبة المصيصي ، قال : (( قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين الرقة ، فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك وتقطعت النعال وارتفعت الغبرة ، فأشرفت ام ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب ، فلما رأت الناس قالت : ما هذا ؟ . قالوا : هذا عالم اهل خراسان قدم الرقة يقال له عبد الله بن المبارك . فقالت : هذا والله الملك ، لا كملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان )) . تاريخ بغداد 10/156
يقول سفيان الثوري : (( إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل ابن المبارك ، فما اقدر أن اكون ولا ثلاثة ايام )) . حلية الأولياء 8/162
يقول الإمام الذهبي : (( والله إني لأحبه وارجوا الخير بحبه لما منحه الله من التقوى والعبادة والاخلاص والجهاد وسعة العلم والاتقان والمواساة والفتوة والصفات الحميدة )) . تذكرة الحفاظ 1/254
توفي رحمه الله سنة 181 هـ
_______________________________________________________________
يقول في طلب العلم :
يا طالب العلم بادر الورعا *** وهاجر النوم واهجر الشبعا
ويقول :
أيها الطالب علما *** إيت حماد بن زيد
فاطلب العلم بحلم *** ثم قيده بقيد
لا كثور وكجهم *** وكعمرو بن عبيد
ويقول :
العلم زين وتشريف لصاحبه *** فاطلب هديت فنون العلم والأدبا
ويقول :
العلم كنز وذخر لا تعادله *** نعم القرين إذا ما عاقل صحبا
يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه ** لا تعدلن به درا ولا ذهبا
اشدد يديك به تحمد مغبته *** به تنال الغنى والدين والحسبا
قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه *** عما قليل فيلقى الذل والحربا
ويقول :
تعلم فليس المرئ يولد عالما *** وليس اخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده *** صغير إذا التفت عليه المحافل
ويقول :
العلم زين للرجال مروءة *** والعلم انفع من كنوز الجوهر
_____________________________________________________
ويقول في الزهد :
يا عائب الفقر ألا تزدجر *** عيب الغنى أكبر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله *** على الغنى إن صح منك النظر
إنك تعصي كي تنال الغنى *** وليس تعصي الله كي تفتقر
ويقول :
لله در القنوع من خلق *** كم من وضيع به قد ارتفعا
يضيق صدر الفتى بحاجته *** ومن تأسى بدونه اتسعا
ويقول :
ألا رب ذي طمرين في منزل غدا *** زرابيه مبثوثة ونمارقه
قد اطردت انواره حول قصره *** واشرق والتفت عليه حدائقه
ويقول :
حسبي بعلمي ان نفع *** ما الذل إلا في الطمع
ويقول :
المرء مثل هلال عند رؤيته *** يبدو ضئيلا نراه ثم يتسق
حتى إذا ما تراه ثم أعقبه *** كر الجديدين نقصا ثم يمحق
ويقول :
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا بقي ولا ما نرقع
ويقول :
ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** واقبح البخل فيمن صيغ من طين
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** لا بارك الله في الدنيا بلا دين
لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
لكنما الرزق بالميزان من حكم *** يعطى اللبيب ويعطى كل مافون
ويقول :
وجعلنا اليأس مفتا *** ح النجاح
_______________________________________________________
ويقول رحمه الله في الصحابة :
ولا ازال مستغفرا لهم ابدا *** كما امرت به سرا واعلانا
فلا اسب ابا بكر ولا عمر *** ولا اسب معاذ الله عثمانا
ولا ابن عم رسول الله اشتمه *** حتى البس تحت الترب اكفانا
ولا الزبير حواري الرسول ولا *** أهدي لطلحة شتما عز او هانا
ولا أقول لأم المؤمنين كما *** قال الغواة لها زورا وبهتانا
ويقول :
إني احب عليا حب مقتصد *** ولا أرى دونه في الفضل عثمانا
أما علي فقد كانت له قدم *** في السابقين لها في الناس قد بانا
وكان عثمان ذا صدق وذا ورع *** مراقبا وجزاه الله احسانا
ما يعلم الله من قلبي مشايعة *** للمبغضين عليا وابن عفانا
____________________________________________________
ويقول في المبتدعة :
ولا أرى حرمة يوما لمبتدع *** وهنا يكون له مني وأوهانا
ويقول عن الجهم بن صفوان :
عجبت لشيطان أتى الناس داعيا *** إلى النار واشتق اسمه من جهنم
______________________________________________________
ويقول في الجهاد :
كيف القرار وكيف يهدى مسلم *** والمسلمات مع العدو المعتدي
الضاربات خدودهن برنة *** والداعيات النبي محمد
القائلات إذا خشين فضيحة *** جهد المقالة ليتنا لم نولد
ما تستطيع وما لها من حيلة *** إلا التستر من أخيها باليد
ويقول :
أيها القارئ الذي لبس الصو *** ف واضحى يعد في العباد
الزم الثغر والتعبد فيه *** ليس بغداد موضع الزهاد
إن بغداد للملوك محل *** ومناخ للقارئ الصياد
ويقول :
كل عيش قد أراه نكدا *** غير ركن الرمح في ظل الفرس
وقيام في ليال دجن *** حارسا للناس في أقصى الحرس
رافع الصوت بتكبير له *** ضجة فيه ولا صوت جرس
وأرسل وهو في طريقة إلى الجهاد إلى الفضيل بن عياض :
يا عابد الحرمين لو ابصرتنا *** لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه *** فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد اتانا من مقال نبينا *** قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار خيل الله في *** أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله يحكم بيننا *** ليس الشهيد بميت لا يكذب
_________________________________________________
وسئل رحمه الله مرة عن المتقين فقال :
إذا ما الليل أظلم كابدوه *** فيسفر وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا *** وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام سجود *** أنين منه تنفرج الضلوع
وخرس في النهار لطول صمت *** عليهم من سكينتهم خشوع
وقال عنهم :
مستوفدين على رحل كأنهم *** ركب يريدون ان يمضوا وينتقلوا
عفت جوارحهم عن كل فاحشة *** فالصدق مذهبهم والخوف والوجل
______________________________________________________
وقال يمدح الإمام ابا حنيفة رحمه الله :
رأيت أبا حنيفة كل يوم *** يزيد نباهة ويزيد خيرا
وينطق بالصواب ويصطفيه *** إذا ما قال أهل الجور جورا
يقايس من يقايسه بلب *** فمن ذا يجعلون له نظيرا
كفانا فقد حماد وكانت *** مصيبتنا به أمرا كبيرا
فرد شماتة الأعداء عنا *** وابدى بعده علما كثيرا
رأيت ابا حنيفة حين يؤتى *** ويطلب علمه بحرا غزيرا
إذا ما المشكلات تدافعتها *** رجال العلم كان بها بصيرا
ويقول :
لقد زان البلاد ومن عليها *** إمام المسلمين ابو حنيفة
بآثار وفقه مع حديث *** كآيات الزبور على صحيفة...
فما في المشرقين له نظير *** ولا في المغربين ولا بكوفة
رأيت العائبين له سفاها *** خلاف الحق مع حجج ضعيفة
يبيت مسهدا سهر الليالي *** وصام نهاره لله خيفة
وصان لسانه عن كل افك *** وما زالت جوارحه عفيفة
يعف عن المحارم والملاهي *** ومرضاة الإله له وظيفة
__________________________________________________
ويقول عن قلة الانصار والاعوان والرفاق على طريق الحق :
ذهب الرجال بفعالهم *** والمنكرون لكل امر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم *** بعضا معور من معور
ركبوا ثنيات الطريق فاصبحوا *** متنكبين عن الطريق الأكبر
أأخي إن من الرجال بهيمة *** في صورة الإنسان السميع المبصر
فطن لكل مصيبة في ماله *** وإذا يصاب بدينه لم يشعر
ويقول :
حتى متى لا ترى عدلا تسر به *** ولا ترى لدعاة الحق أعوانا
مستمسكين بحق قائلين به *** إذا تلون أهل الجور ألوانا
يا للرجال لداء لا دواء له *** وقائد القوم اعمى قاد عميانا
_________________________________________________________
وقال في علماء السلطان :
ما طمعت نفس عابد فنوى *** سؤال قوم إلا لهم خضعا...
يا أيها الناس ما لعالمكم في بحر ماء *** الملوك قد كرعا
ويقول :