الأستاذ محمد عادل التريكي
17-08-2000, 10:06 PM
مدخل :
يثير موضوع الهوية و العولمة من الأسئلة أكثر مما يقدم من الأجوبة وهو-كالموضوعات التي لاتزال مصطلاحاتها ومد لولاتها في مرحلة التكون - يحتاج الى التوقف عند الأسئلة التي يثيرها لعلها تفتح مغالقه . واذا كان الإسراع الى الإجابة قد يوقع في الزلل،فان التريث عند الأسئلة وتأملها قد يتيح مجالا للتأمل والتدبر،ولتحقيق ذلك ربما كان من الطبيعي لمن يبحث هذا الموضوع أن يتساءل :
ما العولمة ؟ هل هي ظاهرة جديدة مستحدثة في هذه السنوات القريبة؟ أو أنها لفظ جديد للتعبير عن واقع قديم كان ملازما لجميع الحضارات الكبرى والإمبراطوريات العظمى التي استخدمت قوتها-خلال عصور التاريخ-لبسط نفوذها ونشر مبادئها وتحقيق مصالحها.؟
فهل كان إمتداد السيطرة الرومانية –مثلا- على العالم المعروف في زمانها، ونشر أنظمتها في الحكم وأنماط حياتها السياسية والإجتماعية والثقافية نوعا من العولمة ؟
وماذا نسمي مارسخته بريطانيا في الأقطار التي احتلتها والتي كانت لاتغيب عنها الشمس ؟ ألسنا نرى أن اللغة وأساليب التفكير وأنماط الحياة الإنجليزية لاتزال سائدة في أكثر تلك الأقطار ؟
ألايدل وجودمنظمة الكومونولث على التشبث ببقايا ماكان ؟
هل كل ذلك عولمة أوشكل من أشكالها ؟
وليس من الحتم أن تكون هاتان الحالتان وأمثالها في التاريخ متطابقة ليكون الجواب بإلايجاب ،فضرب الأمثلة وتوضيح الأفكار يكفي فيهما التشابه والتقارب والقياس دائما مع الفارق .
وكذلك لابد لمن يتصدى لهذا الموضوع من أن يتسائل :
هل العولمة في صورتها المعاصرة هي الأمركة؟ وإذا كانت كذلك ، هل هي من أنواع الإستعمار الجديد الذي يتحقق دون وجود جيش محتل ؟
وهو سؤال يشتد الخلاف بين المجيبين عنه من مؤيد ومفند .ومن أجل ذلك يحتاج الجواب إلىقدر من التمحيص حتىتطمئن النفس إلىترجيح يستند على مرجح واضح .
وتساؤل ثالث …هل نستطيع حقا أن نفصل بين العولمة وتقليص الهويات القوميةوالدينية للشعوب أوالقضاء عليها بماتتضمنه تلك الهويات من ثقافة ولغة وتقاليد وأنماط حياة ؟ وإذا كان جواب السؤال الأول عن صنيع الحضارات العظمى والإمبراطوريات الكبرى هو أن هذا الصنيع عولمة فهل إستطاعت تلك العولمة أن تقضي علىهويات الأمم والشعوب الأخرى .أو أن الإمبراطوريات زالت وبقيت القوميات والثقافات والأديان المتعددة المختلفة ؟
فكان بذالك تأثير العولمة وقتيا , أما تأثير القوميات والأديان فقد كانت له الغلبة والبقاء .
ولابد من التنبه للفرق الشاسع بين العصور القديمة وعصرنا الحاضر بوسائل إتصاله وشبكات معلوماته وقدرته علىالتغلغل والسيطرة .
وتساؤل رابع .. هل تتناقض العولمة مع الديمقراطية ومع التعددية الثقافية والتنوع الحضاري ؟ إذا كانت تتناقض مع كل ذلك بحكم محاولتها السيطرة والسيادة والإنفراد، وبحكم نشرها نموذجا واحدا ونمطا بعينه في الإقتصاد وفي الثقافة والإجتماع . –وهما نموذج ونمط ينتميان إلىحضارة واحدة في مجموعها، بل إلىمجتمع واحد- فماهو موقف الدولة العظمى التي طالما دعت إلى الديقراطية وحقوق الإنسان، وفرضت على الدول التىتنتقص منهما ،أنواعا من العقوبات مثل الحصار والمقاطعة؟ أليس هذا مثلا من أمثلة إزدواجية المعايير ؟
وتساؤل خامس..هل العولمة تنتهي حقا بالتفاهم الدولي والسلام العالمي والتقارب بين الشعوب ؟ أوأنها لابد ستثير مقاومة تلك الشعوب دفاعا عن هويتها ومقومات شخصيتها ،وبذلك تكون العولمة قد نثرت بذور الحروب وأنواع الصراع بدل أن تنشر السلام ؟
وأخيرا وليس آخرا..ما هي تأثيرات العولمة في العالم؟ وكيف يمكن للعرب التعامل معها ؟
ولست أدري أكانت هذه الأسئلة موضوعية محايدة أم أن صياغتهاحملت بعض فكر السائل واومأت إلى الإجابةإيماءا عاما يدل على اتجاهه وموقفه .
ومهما يكن من أمر فلا بد من محاولة الإجابة عن بعض تلك الأسئلة دون التقيد بتسلسلهاوترتيبها .
يثير موضوع الهوية و العولمة من الأسئلة أكثر مما يقدم من الأجوبة وهو-كالموضوعات التي لاتزال مصطلاحاتها ومد لولاتها في مرحلة التكون - يحتاج الى التوقف عند الأسئلة التي يثيرها لعلها تفتح مغالقه . واذا كان الإسراع الى الإجابة قد يوقع في الزلل،فان التريث عند الأسئلة وتأملها قد يتيح مجالا للتأمل والتدبر،ولتحقيق ذلك ربما كان من الطبيعي لمن يبحث هذا الموضوع أن يتساءل :
ما العولمة ؟ هل هي ظاهرة جديدة مستحدثة في هذه السنوات القريبة؟ أو أنها لفظ جديد للتعبير عن واقع قديم كان ملازما لجميع الحضارات الكبرى والإمبراطوريات العظمى التي استخدمت قوتها-خلال عصور التاريخ-لبسط نفوذها ونشر مبادئها وتحقيق مصالحها.؟
فهل كان إمتداد السيطرة الرومانية –مثلا- على العالم المعروف في زمانها، ونشر أنظمتها في الحكم وأنماط حياتها السياسية والإجتماعية والثقافية نوعا من العولمة ؟
وماذا نسمي مارسخته بريطانيا في الأقطار التي احتلتها والتي كانت لاتغيب عنها الشمس ؟ ألسنا نرى أن اللغة وأساليب التفكير وأنماط الحياة الإنجليزية لاتزال سائدة في أكثر تلك الأقطار ؟
ألايدل وجودمنظمة الكومونولث على التشبث ببقايا ماكان ؟
هل كل ذلك عولمة أوشكل من أشكالها ؟
وليس من الحتم أن تكون هاتان الحالتان وأمثالها في التاريخ متطابقة ليكون الجواب بإلايجاب ،فضرب الأمثلة وتوضيح الأفكار يكفي فيهما التشابه والتقارب والقياس دائما مع الفارق .
وكذلك لابد لمن يتصدى لهذا الموضوع من أن يتسائل :
هل العولمة في صورتها المعاصرة هي الأمركة؟ وإذا كانت كذلك ، هل هي من أنواع الإستعمار الجديد الذي يتحقق دون وجود جيش محتل ؟
وهو سؤال يشتد الخلاف بين المجيبين عنه من مؤيد ومفند .ومن أجل ذلك يحتاج الجواب إلىقدر من التمحيص حتىتطمئن النفس إلىترجيح يستند على مرجح واضح .
وتساؤل ثالث …هل نستطيع حقا أن نفصل بين العولمة وتقليص الهويات القوميةوالدينية للشعوب أوالقضاء عليها بماتتضمنه تلك الهويات من ثقافة ولغة وتقاليد وأنماط حياة ؟ وإذا كان جواب السؤال الأول عن صنيع الحضارات العظمى والإمبراطوريات الكبرى هو أن هذا الصنيع عولمة فهل إستطاعت تلك العولمة أن تقضي علىهويات الأمم والشعوب الأخرى .أو أن الإمبراطوريات زالت وبقيت القوميات والثقافات والأديان المتعددة المختلفة ؟
فكان بذالك تأثير العولمة وقتيا , أما تأثير القوميات والأديان فقد كانت له الغلبة والبقاء .
ولابد من التنبه للفرق الشاسع بين العصور القديمة وعصرنا الحاضر بوسائل إتصاله وشبكات معلوماته وقدرته علىالتغلغل والسيطرة .
وتساؤل رابع .. هل تتناقض العولمة مع الديمقراطية ومع التعددية الثقافية والتنوع الحضاري ؟ إذا كانت تتناقض مع كل ذلك بحكم محاولتها السيطرة والسيادة والإنفراد، وبحكم نشرها نموذجا واحدا ونمطا بعينه في الإقتصاد وفي الثقافة والإجتماع . –وهما نموذج ونمط ينتميان إلىحضارة واحدة في مجموعها، بل إلىمجتمع واحد- فماهو موقف الدولة العظمى التي طالما دعت إلى الديقراطية وحقوق الإنسان، وفرضت على الدول التىتنتقص منهما ،أنواعا من العقوبات مثل الحصار والمقاطعة؟ أليس هذا مثلا من أمثلة إزدواجية المعايير ؟
وتساؤل خامس..هل العولمة تنتهي حقا بالتفاهم الدولي والسلام العالمي والتقارب بين الشعوب ؟ أوأنها لابد ستثير مقاومة تلك الشعوب دفاعا عن هويتها ومقومات شخصيتها ،وبذلك تكون العولمة قد نثرت بذور الحروب وأنواع الصراع بدل أن تنشر السلام ؟
وأخيرا وليس آخرا..ما هي تأثيرات العولمة في العالم؟ وكيف يمكن للعرب التعامل معها ؟
ولست أدري أكانت هذه الأسئلة موضوعية محايدة أم أن صياغتهاحملت بعض فكر السائل واومأت إلى الإجابةإيماءا عاما يدل على اتجاهه وموقفه .
ومهما يكن من أمر فلا بد من محاولة الإجابة عن بعض تلك الأسئلة دون التقيد بتسلسلهاوترتيبها .