فلنسامح حتى نكون أحرار.

[قطر الندى]

نسامح الناس ونلتمس لهم الأعذار لأن ذلك اتباع لما أوصانا الله به وانقياد لمنهج الحبيب المصطفى الذي ضرب أروع الأمثلة في العفو ومسامحة الناس،وأيضاً نسامح الناس لأننا نحن نكون مستفيدن من مسامحتهم فبها تصفو القلوب وترقى النفوس وتعم المحبة بين البشر وننال أعلى الدرجات الاجتماعية في الدنيا والفردوس الأعلى في الآخرة، ونسامح حتى نكون أحرار من الغضب والأفكار السلبية والمواقف المؤسفة التي نتعرض لها،فالمسامح حر والغضوب تحاصر قلبه قيود الغضب وتؤخر مسيرته بعض المواقف السيئة،وتشد روحه المشاعر السلبية إلى الأرض فلا يرقى في مدارج السالكين ويتأخر عن منزلتهم العالية في الجنة.فلنسامح حتى نكون أحرار.

[نور]

وصدق الشافعي عندما قال :

لما غفوت ولم أحقد على أحد *** أرحت نفسي من هم العداوات

فالحقد يظلم القلب ، فيصبح ويمسي صاحب هذا القلب مشغول البال مسيئ الظن بمن حوله ، ولو أنه جاهد نفسه في سبيل صفاء قلبه وراحة باله لكان أنفع له وأجدى ، ولا تخفى عليكم قصة ذلك الرجل الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة ، وكان السبب في ذلك أنه كان ينام كل ليلة وما في قلبه مثقال ذرة من حقد أو غل على مسلم .