PDA

View Full Version : متى نعرف أن الحرية تؤخذ ولا تعطى


المديني
14-09-2000, 08:54 PM
نردد في أمثالنا الشعبية ( ألف مرة جبان ولا مرة الله يرحمه) ونقول كذلك( اللي يجوز أمّنا هو عمّنا) و( نمشي جنب الحيط ونقول يارب السترة عليك) فماأعجبنا من شعوب ألا نعرف كيف أن بلال بن رباح رضي الله عنه عندما عرف معنى الحرية الحقيقية في الإسلام استعذب كل ألوان العذاب التي كان يصبها عليه صناديد قريش الكفار وكان يقول لهم ( أحدأحد) ونعرف كيف أن ربعي بن عامر دخل على كسرى وقال له ( إن الله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الواحد الأحد) ألا ندرك أن الخوف نوع من أنواع العبادة ويجب أن لا نصرفه إلاّ لله سبحانه وتعالى، وأننا إذا خفنا من أحد سواه فإنما نكون قد دخلنا في الشرك.
ترى أن السلامة التي تطلبها الشعوب إنما هي نوع من صرف شيء من العبادة لغير الله. إن الواحد منّا يخشى رئيسه حتى لا يكتب فيه تقريراً يعطل ترقيته أو يؤخر رزقه وسبحان الله كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختار غلاماً ليعلمه أن الله بيده كل شيء فقد قال لابن عباس ( يا غلام إني معلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيئ لم يضشروك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام وطويت الصحف)
فمتى ندرك أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت ، وأن الإنسان لا يموت قبل ساعته مهما كان. ولذلك فإن الغلام في قصة أصحاب الأخدود قال للحاكم الظالم (قل باسم رب الغلام وارم السهم فإنك تقتلني) ففعل الحاكم الظالم فآمن الناس أجمعين لأنهم أدركوا أن الحاكم لم يستطع أن يقتل الغلام إلاّ عندما أراد رب الغلام.