PDA

View Full Version : دعاء ختم القرآن هل هو سنة أم بدعة داخل الصلاة ؟ ( الخلاصة )


المهاجر3
20-12-2000, 04:06 AM
الجواب :
أولاً : أن دعاء القارئ لختم القرآن خارج الصلاة ، وحضور الدعاء في ذلك :- أمر مأثور من عمل السلف الصالح من صدر هذه الأمة ، كما تقدم من فعل أنس رضي الله عنه وقفاه جماعة من التابعين والإمام أحمد في رواية : حرب وأبي الحارث ويوسف ابن موسى رحمهم الله أجمعين . ولأنه من جنس الدعاء المشروع . وتقدم قول ابن القيم رحمه الله تعالى : ( وهو من آكد مواطن الإجابة ) .

ثانياً : أن دعاء ختم القرآن في الصلاة ، من إمام أو منفرد قبل الركوع أو بعده في التراويح أو غيرها ، لا يعرف ورود شئ فيه أصلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من صحابته مسنداً . وأن قاعدة العبادات : وقفها على النص ومورده في محيط أمور ستة ( سبب العبادة ، وجنسها ، وصفتها ، وقدرها ، وزمانها ، ومكانها ) وقد علم أن دعاء الختم ، قد اتفق سببه في عصر النبوة – خارج الصلاة – ذلك أن الوحي اكتمل نزوله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان جبريل عليه السلام يعارض النبي صلى الله عليه وسلم في كل رمضان مرة ، فلما كان في السنة التي توفي فيها صلى الله عليه وسلم عارضه مرتين . ومع هذا لم يؤثر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بعد الختم . فهذا مما انعقد سببه ولم يفعله صلى الله عليه وسلم إذ لو فعله صلى الله عليه وسلم فأين النقل عنه صلى الله عليه وسلم ؟
وقد علم أن السكوت في مثل هذا الموطن والترك كالنص فلا يشرع . ومن مقتضيات الشهادة بأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يعبد الله إلا بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه } الآية . وهذا العمل مما لم يعلم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم : فلا يشرع إذاً في أصح قولي العلماء رحمهم الله تعالى .

وأما خارج الصلاة فقد عمل به جماعة من السلف من غير التزام له .
وهذا ما يظهر لمقتضى الدليل والتزام قاعدة التعبد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في نصرة هذا المنهج : ( وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع ، وإنما الحجة النص والإجماع ، ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية لا بأقوال بعض العلماء ، فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية ، ولا يحتج بها على الأدلة الشرعية ، ومن تربى على مذهب قد تعود على ما فيه وهو لا يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء لا يفرق بين ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقته الأمة بالقبول بحيث يجب الإيمان به وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسر أو يتعذر إقامة الحجة عليه ، ومن كان لا يفرق بين هذا وهذا لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء ، وإنما هو من المقلدة الناقلين لأقوال غيرهم ، مثل المحدث عن غيره ، والشاهد على غيره لا يكون حاكما ، والناقل المجرد يكون حاكياً لا مفتياً ) انتهى .
وبعد
ألا يعود دعاء الختم في صلاة التراويح ( وبهذه الكيفية ) بالتأثير على قاعدة العبادات من أنها توقيفية لا تكون إلا بنص ؟؟؟
{ كتبه المهاجر }
ملاحظة : قال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله
من المؤلفات في صيغ دعاء ختم القرآن :
الدعاء المنسوب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والذي استمر زمنا يطبع في أخريات المصاحف الشريفة ، وهذا ما لم تثبت نسبته إليه ولا يعرف من نسبه إليه ، وكان الشيخ عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله جامع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شك من نسبة هذا الدعاء إلى ابن تيمية رحمه الله كما تحرر لدي بخطه في بعض أوراق له يوصي بعدم إدخاله في ( مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ) ، ولعل حذفه من الطبعات الأخيرة للمصحف الشريف لذلك ، أو لهذا ، ولعدم ترتيب دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لختم القرآن ، وتجريداً لكتاب الله تعالى وكلامه مما ليس منه . انتهى
وقال الشيخ عبدالعزيز السدحان : قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله : أما الدعاء المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فلا أعلم صحة هذه النسبة إليه ... ولكني لم أقف على ذلك في شئ من كتبه . انتهى


أقول فإن ما سبق هو خلاصة ما بحثه فضيلة الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله في رسالته القيمة :
الأجزاء الحديثية ( 5 )
مرويات دعاء ختم القرآن وحكمه داخل الصلاة وخارجها
والحمدلله رب العالمين .