ahied
12-01-2001, 07:40 PM
دخلت غرفتي بخطوات بطيئة .. كان الوقت ليلاً .. لم اشعل المصابيح .. اغلقت الباب .. كانت ستائر الغرفة مفتوحة .. ضوء القمر يتخلل النافذة الى الغرفة بخيط فضي بديع .. ركنت في ركن الغرفة .. بالتحديد بقيت خلف الباب .. كأني خائفة من شيء ما .. ولكني لم اكن خائفة .. ضممت ساقيي الى صدري وحضنتهما بيدي بقوة .. وضعت رأسي على ركبتي .. وسافرت الى عالم اخر .. عالم من التفكير .. افكر في سر هذا العالم .. افكر في سر هؤلاء الناس .. افكر في سر نظراتهم الى الاخرين .. افكر في ألسنتهم التي لا تنفك تلتهم سيرة فلان وفلانة .. افكر في نظراتهم الى علاقاتنا مع الاخرين .. افكر في تفكيرهم السيء للشخص الذي يرونه رغم عدم معرفتهم به .. افكر وافكر وافكر حتى احسست بالتعب من هذا التفكير ..
انتبهت من شرودي فجاة على دقات على نافذة غرفتي .. قمت من حيث كنت جالسة وسرت ببطيء نحو النافذة .. كانت الدقات من صوت الرياح الذي هب على غفلة ومن حبات المطر التي انهمرت من السماء بحنان إلهي .. فتحت النافدة فإذا بنسيم قوي بارد رطب يلامس وجهي .. اه .. اه .. كم كان شعورا جميلا وانا اتحسس قطرات المطر على وجهي ..
لم اتمالك نفسي وخرجت من غرفتي المظلمة الى الخارج كالمجنونة .. إلتحفت بسرعة ولبست ملابس تسترني وخرجت الى الخارج .. قدت سيارتي بهدوء في هذا الجو حتى قرب الشاطيء .. هناك أوقفت السيارة وترجلت منها وسرت تحت هذا المطر .. كان الجو باردا جدا والمطر ينهمر عليي وانا ابتل اكثر فأكثر .. اتصور لو شاهدتني امي وانا على هذه الحال .. ماذا كانت ستقول ؟
عتاب شديد منها سينهال عليي كما تنهال هذه القطرات البارده من المطر على جسدي .. عاصفة من التوبيخ سوف تهب عليي كما تهب هذه الريح التي تلعب بملابسي .. ولكن لا .. لا .. ما بداخلي اكبر بكثير بكثير مما قد احصل عليه من امي من التوبيخ .. عاصفتها لا تساوي شيئا أمام ما بداخلي .. بداخلي صراع قوي .. ما سببه ؟ لا ادري !! وكيف بدأ ؟ لا ادري !! ولماذا بدأ ؟ لا ادري !!
سرت بعيدة عن الشاطيء لأن موجه كان عاليا جدا .. سرت وسرت طويلا دون ان ادري الى اين تأخذني قدماي .. فجأة توقفت وإلتفت حولي لأجد نفسي ابتعدت كثيرا عن سيارتي .. نظرت للخلف لأرى فقط شبح او ظل سيارتي القابعة هناك بعيدا .. اردت ان اكمل الطريق ولكن بدا المطر يخف رويدا رويدا وبدا الهواء يشتد .. وانا مبللة تماما .. والهواء يلسع جسدي ويصيبني بالقشعريرة .. عدت ادراجي حيث سيارتي .. جلست في السيارة واقفلت الباب خلفي .. لففت يدي حول جسدي .. حاولت ان اجعل جسمي يتدفأ ولكن البلل جعل الرعشة تسري في جسدي بأكمله ..
عدت الى البيت وصعدت الى غرفتي مرة اخرى .. غرفتي التي تركت فيها افكاري التي بدأتها .. افكاري التي لا اقدر على تجاهلها .. افكاري هناك وستبقى هناك .. غرفتي موضع افكاري .. هناك افكر وهناك افكاري وهناك سوف ابقى افكر وهناك سوف تبقى افكاري .. لا يعلم بها احد .. انها افكاري .. انها سري .. سر نفسي وغرفتي .. كم هو غريب ابن ادم لا يقدر على العيش دون افكار .. ولا يقدر ان يعيش دون اسرار .. وبعد هذه الافكار وهذه الاسرار يتعب ويشتكي من كثرة الافكار وتعب الاسرار .. اه منك يا ابن ادم .. لا احد يفهمك .. انت نفسك لا تفهم نفسك .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتبهت من شرودي فجاة على دقات على نافذة غرفتي .. قمت من حيث كنت جالسة وسرت ببطيء نحو النافذة .. كانت الدقات من صوت الرياح الذي هب على غفلة ومن حبات المطر التي انهمرت من السماء بحنان إلهي .. فتحت النافدة فإذا بنسيم قوي بارد رطب يلامس وجهي .. اه .. اه .. كم كان شعورا جميلا وانا اتحسس قطرات المطر على وجهي ..
لم اتمالك نفسي وخرجت من غرفتي المظلمة الى الخارج كالمجنونة .. إلتحفت بسرعة ولبست ملابس تسترني وخرجت الى الخارج .. قدت سيارتي بهدوء في هذا الجو حتى قرب الشاطيء .. هناك أوقفت السيارة وترجلت منها وسرت تحت هذا المطر .. كان الجو باردا جدا والمطر ينهمر عليي وانا ابتل اكثر فأكثر .. اتصور لو شاهدتني امي وانا على هذه الحال .. ماذا كانت ستقول ؟
عتاب شديد منها سينهال عليي كما تنهال هذه القطرات البارده من المطر على جسدي .. عاصفة من التوبيخ سوف تهب عليي كما تهب هذه الريح التي تلعب بملابسي .. ولكن لا .. لا .. ما بداخلي اكبر بكثير بكثير مما قد احصل عليه من امي من التوبيخ .. عاصفتها لا تساوي شيئا أمام ما بداخلي .. بداخلي صراع قوي .. ما سببه ؟ لا ادري !! وكيف بدأ ؟ لا ادري !! ولماذا بدأ ؟ لا ادري !!
سرت بعيدة عن الشاطيء لأن موجه كان عاليا جدا .. سرت وسرت طويلا دون ان ادري الى اين تأخذني قدماي .. فجأة توقفت وإلتفت حولي لأجد نفسي ابتعدت كثيرا عن سيارتي .. نظرت للخلف لأرى فقط شبح او ظل سيارتي القابعة هناك بعيدا .. اردت ان اكمل الطريق ولكن بدا المطر يخف رويدا رويدا وبدا الهواء يشتد .. وانا مبللة تماما .. والهواء يلسع جسدي ويصيبني بالقشعريرة .. عدت ادراجي حيث سيارتي .. جلست في السيارة واقفلت الباب خلفي .. لففت يدي حول جسدي .. حاولت ان اجعل جسمي يتدفأ ولكن البلل جعل الرعشة تسري في جسدي بأكمله ..
عدت الى البيت وصعدت الى غرفتي مرة اخرى .. غرفتي التي تركت فيها افكاري التي بدأتها .. افكاري التي لا اقدر على تجاهلها .. افكاري هناك وستبقى هناك .. غرفتي موضع افكاري .. هناك افكر وهناك افكاري وهناك سوف ابقى افكر وهناك سوف تبقى افكاري .. لا يعلم بها احد .. انها افكاري .. انها سري .. سر نفسي وغرفتي .. كم هو غريب ابن ادم لا يقدر على العيش دون افكار .. ولا يقدر ان يعيش دون اسرار .. وبعد هذه الافكار وهذه الاسرار يتعب ويشتكي من كثرة الافكار وتعب الاسرار .. اه منك يا ابن ادم .. لا احد يفهمك .. انت نفسك لا تفهم نفسك .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟