PDA

View Full Version : * الملوك الثلاثة *


صدى الحق
17-01-2001, 11:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا لو عرض على أحدنا أن يكون ملكاً لفترةً من الزمن ، ماذا تظنون أنه سيفعل لو أتته هذه الفرصة حقيقةً ؟

وقبل أن نسترسل بمخيلتنا فيما يمكن أن نفعله ، لنقرأ هذا الشرط الوحيد في مقابل الحصول على هذه الفرصة .

والشرط هو أنك كما دخلت إلى هذه المملكة تخرج منها ولا يحق لك أن تنقل منها شيئاً من أملاكك التي كانت تحت تصرفك في فترة حكمك .

سبحان الله كلنا يتمنى أن يملك الكثير من الأشياء ولكن القليل منا من يفكر في إستغلال هذه الأشياء الإستغلال الأمثل .

لن أطيل عليكم أكثر من ذلك ، فتفضلوا معي وقصة الملوك الثلاثة .

الملك الأول قضى فترة حكمه كأغلب ما يفعل الملوك إذ أنه إنشغل بإدارة ملكه طيلة سني حكمه حتى فوجئ في يوم بدخول حرس المدينة الخاص ساعين في تنفيذ أمر نفله إلى جزيرة لا يطأها بشر ، فطلب منهم أن يمهلوه حتى يأخذ شيئاً من ملكه معه ولكن من دون جدوى فالحراس لا يتلقون الأوامر من ملكٍ إنتهت فترة حكمه .

وكذلك فعل الملك الذي جاء بعده .

أما الملك الثالث فلقد كان أكثر إعتباراً من سابقيه إذ أنه ما أن دخل إلى المملكة وتسلم زمام الأمور شرع في إعمار تلكم الجزيرة ، ومضت السنين سراعاً حتى أتاه الحرس فلم يعترض ولم يطلب منهم أن يمهلوه بل إستسلم للأمر وتم نقله إلى الجزيرة وقد دبت فيها الحياة وأصبحت خيراً من المدينة التي كان يعيش فيها الملوك الثلاثة ، فعاش الملك الثالث عيشةً سعيدة سببها حرصه على الإستفادة من الملك الذي كان بين يديه .

سؤال :-

على من تنطبق قصة الملوك الثلاثة ؟

كنت سأُعقب على هذه القصة ، ولكني فضلت أن أترك لكم مساحة للمساهمة في استخراج الدروس المستقاة منها .

جيون
17-01-2001, 09:20 PM
جزاك الله خيرا صدى الحق ولا حرمنا الله من حكمتك النافعة

الملك الثالث زرع دنياه بما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحصد ذلك زرع في أخرته فجعلها مقاما كريم له ..

فدار الدنيا عنده ممر وليست مقر .. فجتهد وبادر بالاعمال الصالحات وعمر أخرته بالخير والفلاح ..

أما الملوك السابقين غفلوا وغرتهم الحياة الدنيا وزينتها فعجلوا وأثروا الاستمتاع بها فنسوا دار البقاء الأخرة ..

حفظك الله .. هل كان هذا مغزى القصة ؟

حرف
18-01-2001, 12:56 AM
وعليك السلام والحمه

سبحان الله القصه تصور حياتنا كلها في سطور قليله وكأنها مرأة احداث او طريقبارك الله لك في هذا الاسلوب.


مشكلتنا اخي اليوم انا لانحكم العقل في حياتنا لذلك نتخبط بين ايمانيات باهته شفافه وبين معاصي وملذات جارفه.

لذلك غفلنا عن كيفية الوصول الي السعاده الابديه مع ان طريقها معروف ومرسوم منذ الازل. والانسان كلما اقترب من كتاب الله زاد عقله رجاحه واصبح اكثر قدره علي تحكيمه، وكلما ابتعد عن كتاب الله زاد عقله غفله وتخبط في هذه الحياه، ومن سنة الله في الخلق ان جعل شرط التمتع بالدنيا في عبادته فقط فهي اكبر متعه وهي مفتاح غيرها من المتع.

وكما نج اليوم الملذات في اشياء اخري كان يجد الصحابه ملذاتهم وشهواتهم في عبادة الله لذلك اختلفة صورة الحياة لديهم واختلف العمل في الدنيا حين عرف العقل وبصر بالطرييق الصحيح.


ةالله نسألك حبك وقربك والعيش في حبك وقربك وكنفك.


حرف

صدى الحق
18-01-2001, 05:09 PM
وجزاكِ الله خيراً ورزقك الحكمة التي هي ضالة كل مسلم .

نعم كانت هذه الرسالة التي اردت ايصالها بارك الله فيك ، فالملوك في الواقع هم نحن البشر عامةً والمسلمين خاصةً وما الملوك الثلاثة إلا نموذج من واقع حياتنا .

فالمدينة هي الحياة الدنيا والملك هو كل ما يكون تحت حكمنا وتصرفنا كبشر والجزيرة هي الدار الآخرة .

فالحياة الدنيا التي تمثل المدينة هي التي ندخلها ونعيشها بحلوها ومرها وفرحها وحزنها والصابرون منا يوفون اجر صبرهم على ما فيها .

والملك الذي ذكرت هو الوقت والصحة والمال ونعمة العقل والحمد والشكر ، فمن أحسن الإستفادة منها فاز وغنم ومن فرط فيها خاب وخسر ( اللهم لا تجعلنا منهم ) ، فكل هذه كنوزٌ ملكنا الله إياها ويجب على العاقل منا أن يحسن التصرف فيها ولنا في في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنة إذ قال صلى الله عليه وسلم :-

عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله .

قال هذا حديث حسن قال ومعنى قوله من دان نفسه يقول حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة

ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا .

ويروى عن ميمون بن مهران قال لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه من أين مطعمه وملبسه .

فمطلوبٌ منا محاسبة أنفسنا وأن نختلي بها لو لبعض الوقت في نهاية كل يوم ونراجع عمل يومنا الذي ذهب ولن يعود ، هل كان لنا أم علينا ؟

كم نقضي يومياً على شاشة الإنترنت ونتناقل النصائح والموعظة ونتبادل كلمات الشكر والتقدير والإعجاب ، فما هو اثر ذلك علينا وهل نال أقاربنا وأرحامنا جزءً من نقدمه هنا ؟

فالأسئلة كثيرة والمحاسبة عسيرة والنجاة بأنفسنا ليست يسيرة إلا لمن خاف ربه وأتقاه .

نسئل الله أن نكون منهم وأن يحفظنا بحفظه وأن يسترنا الله في الدنيا والآحرة .

والجزيرة اصبحت معروفة فهي الدار الآخرة فإما جنة عرضها السموات والأرض أو ناراً تأكل بعضه نسئل الله السلامة والنجاة منها .

فالله الله في الملك الذي تحت أيدينا يا عباد الله .

صدى الحق
18-01-2001, 06:52 PM
وبارك الله لك هذه الوقفة الموفقة أخي الحبيب حرف وأسئل الله أن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .

نعم أخي العقل هو ما اساء الغالبية إستخدامه الإستخدام الصحيح ، فوالله الذي لا إله إلا هو إن من حاد عن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وبذل جهده في أن يجد طريقاً جديداً أو أسلوباً آخر فإنه لن يصل ابداً إلى السعادة ، فالكلام كثيرٌ جدا والدعاة كُثر ويبقى النور الذي تركه لنا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم هو الذي يحتاجه كل مسافر في هذه الدنيا .

ومرةً أُخرى أخي حرف اقول لك جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ونفع بك وسترك الله في الدنيا والآخرة .

أخوك
صدى الحق

شيروود
19-01-2001, 04:25 AM
بارك الله فيك أخي صدى الحق...

قلت فابنت...ووعظت فأبلغت..وتلطفت حتَّى ما ظننتك ستختم الحديث بصورته التي انهيته عليها..وهذا من حسن العرض وتوفيق الله لك..فالتسآؤل ..كختامٍ ..كان ابلغ من ُمَباشِرِ الَّتقرِيْر.

أسال الله العظيم أن ينفعنا بعلمك..وأن يأجرك فينا...؛
وتقبَّل تحيات اخيك...؛

صدى الحق
19-01-2001, 10:45 PM
وفيك الله بارك أخي الحبيب وجزاك الله خيراً على هذا التوقف معنا ،

حفظنا الله إخوةً متحابين فيه وسترنا في الدنيا والآخرة وغفر لنا ما تقدم لنا من ذنبنا وما تأخر .

وأسئل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يختم بالصالحات أعمالنا .

أخوك
صدى الحق