PDA

View Full Version : 50الف فرنسي يسلمون سنويا < هل تخشى على دينك ..>


غريب نجد
05-02-2001, 09:37 PM
شهدت فرنسا في السنوات الأخيرة موجة قوية من الاتجاه نحو اعتناق الإسلام، لدرجة أن ذلك اصبح ظاهرة بارزة في المجتمع الفرنسي يتناقلها الناس وتثيرها وسائل الإعلام، وهذا على الرغم من الظروف الصعبة التي تسود منذ سنين طويلة العلاقات بين فرنسا ودول شمال إفريقيا وخاصة الجزائر، جراء مخالفات حرب التحرير وما تبعها من مشكلات وعنصرية.
فتفيد الإحصاءات أن عدد الذين اعتنقوا الإسلام في فرنسا بلغ 50 لفاً بين 1992م و1998م.
وقد أجريت دراسة على هذه الظاهرة لمعرفة أسبابها ودوافعها دلت على أن ثلث هذه الحالات مرتبط بضرورات الزواج من مسلمة- وهذا احد فوائد الخسارة من هجرة الملسمين والعرب من شمال الفريقاي الى فرنسا -، وأن بعض المعتنقين يقولون إنهم يعتنقون الإسلام " لتعميق روحانيتهم " ويحالون في الوقت نفسه الإبقاء على صلة ما بديانتهم الأولى.
لكن الدراسة أظهرت أيضاً أن العدد الأكبر منهم يعتنق الإسلام عن قناعة وإيمان، إن كان هناك عدد من الشباب الفرنسي قد أسلموا تعبيراً عن تضامنهم مع رفاقهم وأصدقائهم المسلمين ضد العنصرية التي تتعامل بها بعض شرائح المجتمع الفرنسي مع الجالية الإسلامية.
وهناك ظاهرة أخرى برزت في فرنسا بعدما فاز منتخبها ببطولة العالم في كرة القدم بقيادة اللاعب الماهر صانع ألعاب المنتخب زين الدين زيدان، إذ أطلق عدد لا بأس به من الفرنسيين اسم زيدان على أبنائهم.
ولكن ما الذي دفع كل هؤلاء إلى اعتناق الإسلام ؟

الظاهرة والشوائب
إن ظاهرة اعتناق الإسلام في فرنسا تشوبها من وجهة نظر المسلمين بعض الشوائب. فبعض المعتنقين يقول : إنه اتجه إلى الإسلام " نكاية برجال الدين المسيحيين الذين يتصرفون أحياناً بطريقة غير ملائمة " وبعضهم يقول إن الإسلام يكمل عنده المسيحية ولا يشكل انقطاعاً معها.
وبعضهم الآخر يعتنق الإسلام لكنه يبقى متمسكاً بالنظام السائد في فرنسا.
ومن جهة أخرى يقول عدد كبير من معتنقي الدين الإسلامي إن ما جذبهم أيضاً إلى هذا الدين هو " عملية استمرارية الوحي الإلهي وعدم انقطاعه، فكان لابد من الاطلاع عليه "، كما جذبتهم السيرة النبوية وكذلك البُعد الإنساني الداخلي والروحي في الإسلام.

الإسلام خاتمة مسيرة :
ولعل من يمثل تيار المعتنقين الذين يعتبرون الإسلام " تكملة روحية " هو البروفسور الفرنسي اريك جوفيرا أستاذ اللغة العربية في جامعة مدينة سترا سبورج شرق فرنسا. فنظرة إلى مسيرته الروحية الطويلة خير دليل على ذلك.
فقد نشأ أريك جوفيرا وتربى في مدارس كاثوليكية خاصة. وتردد كثيراً على بعض أديرة الرهبان الكاثوليك في فرنسا والأرثوذوكس اليونانيين في اليونان.
ودرس العربية والمتصوفة المسلمين. وأقام فترة في أحد المعابد البوذية... وأخيراً اعتنق الإسلام بعد محاورات عدة وطويلة مع إحدى المختصات في الدراسات الإسلامية وهي المستشرقة إيفا ميرو فيتش التي توفيت أخيراً.
يقول اريك جوفيرا إن دخوله في الإسلام يعتبر خاتمة مسيرة طويلة. فقد تزوج بعدها بمسلمة وعلَم أولاده الديانة الإسلامية، ولكنه يحتفل معهم أيضاً بعيد ميلاد المسيح. وهو يضيف " أن الإسلام جمع بين دفتيه الديانتين الكبيرتين السابقتين ( اليهودية والنصرانية ) وأنه بالتالي " لا يشعر أبداً بضرورة التخلي عن المسيحية ".

أثر المشاهير:
والواقع هو أن الانجذاب الفرنسي نحو الدين الإسلامي يخالج الخواطر منذ زمن بعيد. وهناك أسماء شهيرة ساعدت في هذا الاتجاه مثل محمد علي كلاي وراقص الباليه العالمي السابق وصاحب الفرقة التي تحمل اسمه اليوم، الفرنسي موريس بيجار ومغني "البوب" كيث ستيفنس الذي أصبح اسمه اليوم يوسف إسلام والفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي الذي أصبح اسمه رجا جارودي وغيرهم. هذا عدا الكثير من الرياضيين الأمريكيين والفرنسيين المعروفين الذين أسلموا في السنوات الأخيره.

سهولة الممارسة:
ويلاحظ أن دخول الرجال في الإسلام كان أكثر من دخول النساء. فمن بين 629 حالة اعتناق، تمت فقط في مسجد باريس بين 1992م، 1998م هناك 488 رجلاً.
ومن العناصر التي تسهل تعرف الفرنسيين على الدين الإسلامي احتكاكهم بالمسلمين كثيري العدد في فرنسا وهم من أبناء شمال إفريقيا على وجه الخصوص، إضافة إلى قرب هذه المنطقة والرحلات السياحية العديدة التي يقوم بها الفرنسيون إليها بسبب مناخها الدافئ وشمسها اللطيفة. كما يقول بعض المعتنقين إن سهولة ممارسة الدين الإسلامي ساعدتهم في اتخاذ قرار الاعتناق.

على عكس المتوقع:
يقول ستيفانو ألييفي مؤلف كتاب " معتنقوا الإسلام مسلمو أوروبا الجدد" إنه على عكس ما هو متوقع، فإن إبراز سلبيات التطرف الإسلامي في بعض وسائل الإعلام، أثار فضول بعض الفرنسيين ودفعهم إلى التعرف على الإسلام أكثر من أي وقت مضى.
وقد انتشرت في الآونة الأخيرة كتب تعليم الصلاة ومبادئ الإسلام ألفها أحد المعتنقين وهو يعقوب روتي وبيعت منها آلاف النسخ.
وقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن عدداً من البلديات والمراكز الثقافية الفرنسية فتحت أبواب قاعاتها لمحاضرات ونداوات شهدت العديد من الأسئلة حول أصول الدين الإسلامي والشريعة ووضع المرأة في الإسلام والجهاد وختان البنات الممنوع في فرنسا وغيرها من القضايا.

الموقف الرسمي:
الأوساط الرسمية الفرنسية تنظر إلى هذه الظاهرة من وجهة نظر مختلفة فهي تأمل في أن يلعب هؤلاء المسلمين الجدد دوراً في دعم " إسلام فرنسي معتدل " في مواجهة موجة التطرف التي غزت أوساط المسلمين الفرنسيين وغير الفرنسيين الموجودين على الأراضي الفرنسية.
يذكر أن الحكومة الفرنسية تخصص صباح كل أحد برنامجاً تلفزيونياً عن الإسلام يعده ويقدمه جامعيون مسلمون وفرنسيون اعتنقوا الدين الإسلامي.

مواجهة الصعوبات:
ويواجه معتنقو الإسلام صعوبات كثيرة بعضها من قبل المسلمين أنفسهم.
فمن جهة، يأخذ عليهم الفرنسيون اعتناقهم لدين تدين به أيضاً جماعة "طالبان".
" الجماعات الإسلامية المسلحة " في الجزائر التي اشتُهرت بمذابحها ومظائعها، لكن هؤلاء يردون أن هذه الجماعات لاتعنيهم وأنهم يأملون في تغيير هذه الصورة وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام.
ومن ناحية أخرى يعتبرهم بعض المسلمين " مسلمين من الدرجة الثانية " وأحياناً يوجهون إليهم الإهانات عندما لا تتفق وجهات النظر، هذا إن لم يتهمهم آخرون بأنهم "مخبرون" اعتنقوا الإسلام ليتمكنوا من التجسس على الجاليات الإسلامية !
لكن المسلمين الجدد ما زالوا يرددون أنهم مع الأيام سيمثلون الجسر القوي الذي يمهد للتلاقي بين الشرق والغرب في عالم من الوئام والتعاون والسلام
فسبحان الله كيف ان هذا الدين برعاية الله وحفظه يرعاه من كل شر ويصونه ويوظف اناس اكفاء في خدمته وااسف على الاطاله

وللجميع تحياتي