د . عبد الله قادري الأهدل
06-02-2001, 11:19 AM
( 25 )
الفرع الثاني عالمية الإسلام تقتضي أبديته
وكون الإسلام ديناً عالمياً يجب على جميع الناس أن يدخلوا فيه ، ويجب على المسلمين أن يبلغوهم إياه ويدعوهم إليه يقتضي أبدية الجهاد ، فقد كان الرسول يُبعث إلى قومه خاصة وبعث خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة .
والنصوص الدالة على عالمية رسالته صلى الله عليه وسلم كثيرة ، و سبق شيء منها في التمهيد .
ففرض على المسلمين أن يبلغوا هذا الدين لكافة الناس أينما كانوا ، ولو وجد أحد على غير الكوكب الأرضي الذي يعيشون عليه ، على سطح القمر أو المريخ أو الزهرة أو غيرها ، لوجب على المسلمين تبليغه هذا الدين ، ما وجدوا إلى ذلك سبيلا .
وهذا ما فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في قصة فتح أبي عبيدة لمدينة حمص ، قال ابن كثير رحمه الله : ( لما فتح أبو عبيدة حمصاً بعث خالد بن الوليد إلى قِنَّسرين ، فلما جاءها ثار إليه أهلها ومن عندهم من نصارى العرب ، فقاتلهم خالد فيها قتالاً شديداً ، وقتل منهم خلقاً كثيراً ، فأما من هناك من الروم فأبادوهم وقتل أميرهم ( ميناس ) . وأما الأعراب فإنهم اعتذروا إليه بأن هذا القتال لم يكن عن رأينا ، فقبل منهم خالد وكفَّ عنهم ، ثم خلص إلى البلد فتحصًّنوا فيه ، فقال لهم خالد : ( لو كنتم في السماء لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا ، ولم يزل بهم حتى فتحها الله عليه ، ولله الحمد ) [ البداية والنهاية ( 7 / 52 ) ] .
ولو كان طواغيت الكفر يسمحون للدعاة إلى الله بأن يبلغوا دين الله إلى الناس في كل مكان أداء للواجب الذي فرضه الله عليهم ، ويتركون الناس يسمعون الدعوة إلى الإسلام ويستجيبون له إن شاءوا أو يرفضون باختيارهم ، لقيل إنه لا ضرورة ملجئة للقول بأبدية الجهاد ، بل لا ضرورة لفرضه على المسلمين ، ولكن الأمر بخلاف ذلك كما سبق عند الكلام على حكم الجهاد وكونه ضرورة ، وكما سبقت الإشارة في مطلع هذا المبحث من اصطراع الإسلام والكفر على الدوام .
وبالرجوع إلى الواقع التاريخي من أوثق مصدر يوجد على ظهر البسيطة ، وهو القرآن الكريم ، للصراع الذي دار بين الدعاة إلى الله وفي طليعتهم رسل الله وأعداء الله من الطواغيت الذين أرادوا استعباد الناس من دون الله ، يتضح بجلاء ضرورة كون الجهاد في سبيل الله أبدياً ، وكذلك ما يشاهد في كل عصر وفي هذا العصر من تجمع أعداء الله ضد المسلمين وضد هذا الدين للقضاء عليهم وعليه ، وها نحن نرى اليوم تكالب أعداء الإسلام من كل فج وصوب على حرب المسلمين وإذلالهم ، كما هو الحال في فلسطين التي يقتل فيها اليهود أهلها من المسلمين بتأييد من أقوى دولة مادية صليبية . كل ذلك يحتم أبدية الجهاد في سبيل الله .
الفرع الثاني عالمية الإسلام تقتضي أبديته
وكون الإسلام ديناً عالمياً يجب على جميع الناس أن يدخلوا فيه ، ويجب على المسلمين أن يبلغوهم إياه ويدعوهم إليه يقتضي أبدية الجهاد ، فقد كان الرسول يُبعث إلى قومه خاصة وبعث خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة .
والنصوص الدالة على عالمية رسالته صلى الله عليه وسلم كثيرة ، و سبق شيء منها في التمهيد .
ففرض على المسلمين أن يبلغوا هذا الدين لكافة الناس أينما كانوا ، ولو وجد أحد على غير الكوكب الأرضي الذي يعيشون عليه ، على سطح القمر أو المريخ أو الزهرة أو غيرها ، لوجب على المسلمين تبليغه هذا الدين ، ما وجدوا إلى ذلك سبيلا .
وهذا ما فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في قصة فتح أبي عبيدة لمدينة حمص ، قال ابن كثير رحمه الله : ( لما فتح أبو عبيدة حمصاً بعث خالد بن الوليد إلى قِنَّسرين ، فلما جاءها ثار إليه أهلها ومن عندهم من نصارى العرب ، فقاتلهم خالد فيها قتالاً شديداً ، وقتل منهم خلقاً كثيراً ، فأما من هناك من الروم فأبادوهم وقتل أميرهم ( ميناس ) . وأما الأعراب فإنهم اعتذروا إليه بأن هذا القتال لم يكن عن رأينا ، فقبل منهم خالد وكفَّ عنهم ، ثم خلص إلى البلد فتحصًّنوا فيه ، فقال لهم خالد : ( لو كنتم في السماء لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا ، ولم يزل بهم حتى فتحها الله عليه ، ولله الحمد ) [ البداية والنهاية ( 7 / 52 ) ] .
ولو كان طواغيت الكفر يسمحون للدعاة إلى الله بأن يبلغوا دين الله إلى الناس في كل مكان أداء للواجب الذي فرضه الله عليهم ، ويتركون الناس يسمعون الدعوة إلى الإسلام ويستجيبون له إن شاءوا أو يرفضون باختيارهم ، لقيل إنه لا ضرورة ملجئة للقول بأبدية الجهاد ، بل لا ضرورة لفرضه على المسلمين ، ولكن الأمر بخلاف ذلك كما سبق عند الكلام على حكم الجهاد وكونه ضرورة ، وكما سبقت الإشارة في مطلع هذا المبحث من اصطراع الإسلام والكفر على الدوام .
وبالرجوع إلى الواقع التاريخي من أوثق مصدر يوجد على ظهر البسيطة ، وهو القرآن الكريم ، للصراع الذي دار بين الدعاة إلى الله وفي طليعتهم رسل الله وأعداء الله من الطواغيت الذين أرادوا استعباد الناس من دون الله ، يتضح بجلاء ضرورة كون الجهاد في سبيل الله أبدياً ، وكذلك ما يشاهد في كل عصر وفي هذا العصر من تجمع أعداء الله ضد المسلمين وضد هذا الدين للقضاء عليهم وعليه ، وها نحن نرى اليوم تكالب أعداء الإسلام من كل فج وصوب على حرب المسلمين وإذلالهم ، كما هو الحال في فلسطين التي يقتل فيها اليهود أهلها من المسلمين بتأييد من أقوى دولة مادية صليبية . كل ذلك يحتم أبدية الجهاد في سبيل الله .