PDA

View Full Version : انتبه ....... الفنان ليس مناضلا


متكهرب
07-02-2001, 02:00 PM
* يقول الكاتب في جريدة الرياض الاستاذ محمد سليمان الاحيدب أنا لا أهدف الى الإساءة لأحد بقدر تصحيح مفاهيم خاطئة عن الفن أرى أنها بدأت تغزو مجتمعنا عبر الفضائيات وأخشى أن تؤثر في النشء.

أشعر بالكثير من الاشمئزاز والتقزز عندما أستمع الى حوار عربي مع ممثلة أو مغنية أو (راقصة!!) وأجدها تردد أنها قامت بكل ما قامت به من أدوار وتضحيات من أجل رسالة الفن أو القول بأن "الفن ده رسالة عزيمة".

التضحيات التي تتحدث عنها الراقصات والممثلات في حوارات تلفزيونية فضائية على مرأى ومسمع من فتيات ومراهقات العالم العربي أجمع تتعلق جميعها بتضحيات "جسدية!!" إما بالظهور شبه العاري أو التنازل عن العفة وإدخال الممثل شريكاً للزوج ولكن تحت الأضواء.. ثم تدخل الممثلة أثناء الحوار في صمت واستلهام ثم إبتسامة تتبعها بالقول، زوجي كان خير داعم ومشجع لي على المضي في أداء رسالة الفن الخالدة. "يبدو أنه كان يفتقد إلى داعم".

أي رسالة؟! وأي خلود في التمرغ تحت شرشف الإغراء؟!.
الواضح من روايات الفنانات اللاتي ألتحقن بعالم التمثيل والرقص وهن صغيرات ثم تحدثن عن الفن بعد أن بلغن من الكبر عتياً أنهن يتعرضن عند الالتحاق لعمليات غسل مخ وغرس مفاهيم خاطئة تجعلهن يشعرن أن كل ما يحدث لهن يحدث لأنهن يؤدين رسالة خالدة!! وهو إبهام يمارسه بعض المخرجين والممولين للأفلام لأغراض غريزية شخصية أو مالية.

أكتب ما كتبت خشية أن نتأثر في هذا البلد بمن حولنا ممن يعيشون مأساة هذا المنزلق دون أن يشعروا.. ففتياتنا وشبابنا لديهم المناعة ضد الفضائيات الماجنة وإعلامنا الفني ممثلاً في الصفحات الفنية يسير ولله الحمد حتى الآن على خط رزين يتناسب مع صفة الحكمة والالتزام الذي يتميز به مجتمعنا ويجب أن يستمر كذلك وأن لا يفرط في تمجيد المغنين أو الممثلين والمغنيات والممثلات حتى لا نقع في نفس المنزلق الذي وقع فيه غيرنا ويصعب عليه الخروج منه.

الممثل أو المغني لا يعدو كونه محترفاً وجد رزقه في موهبته أو حنجرته وهو غير مستحق لوصفه بالتضحية أو النضال وتقديره من عدمه يحدده التزامه بحدود الأخلاق واستغلال موهبته فيما ينفع مجتمعه ويعالج جوانب القصور فيه بتمثيلية هادفة أو ترديد شعر ملتزم ونافع أما خلاف ذلك فهو الى الضرر أقرب منه الى النفع وفي جميع الحالات فإنه ليس مناضلاً ولا صاحب رسالة خالدة ولا تضحية متنكرة للذات.

إن الرسالة الخالدة الحقيقية هي أن تضيء لأبنائنا وبناتنا طريق الصواب ونذكرهم عبر وسائل إعلامنا المحافظ أن البركة في أنامل تمسك مشرط جراحة لا ريشة عود، أنامل تداعب مفاتيح "الكمبيوتر" لا أزرار "الأورغ"، ذراع تحتضن رأس مريض لا رأس مرواس.

جزى الله الكاتب خير الجزاء على هذا المقال الطيب الذي فيه تبيان للحق ودحرا للباطل واهله .

وفعلا سبحان الله الضرر متحقق سواء دينيا او دنيويا . فمتى يثوب القوم الى رشدهم .
نسأل الله لنا ولهم الهداية