أبو لـُجين ابراهيم
15-02-2001, 01:54 PM
صحيح أنك رجلاً عنيد ألم أقل لك لا تدخل أيها المدخن !
أحقاً أنت عنيد !!!
لو لم تكن عنيداً لما أصررت على شربك لهذا الدخان والذي ثبت بالإجماع أنه السبب الرئيسي في سرطان الرئة وسرطان الحنجرة وسرطان الشفة وسرطان البلعوم وسرطان المري وسرطان الفم وسرطان اللسان وسرطان البنكرياس وسرطان المثانة وسرطان الكلى و، و ، و، والخ .
وهل تعلم أخي المدخن :
أن تاركو التدخين أطول أعماراً وكلما تقدم البدءُ بالتدخين كلما كان الأثر أوضح والخطر أفدح .
وهل تعلم أن معظم وفيات العالم الصناعي إنما هي بسبب التدخين ، حيث يموت في العالم سنوياً بسبب التدخين وحده مليونان وخمسمائة ألف شخص وفي أمريكا وحدها 350 ألف .
أما علمت أن الدخان يحتوي على مركبات يصل عددها إلى 1000 مركب وأن أشد خطراً وأعظمها ضرراً هو النيكوتين وأول أكسيد الكربون .
ألم تفكر يوماً بتلك السعادة الحقيقية وبتلك الحياة الهادئة الطيبة بترك هذا الدخان .
لا تقل لي أنني أشعر بالسعادة وأنا أدخن !! ، إنما هو مجرد أوهام وكيف يشعر المدخن بالسعادة ، وحياته مليئة بالأسقام ومهددة بالأخطار ، فالمدخنون يعيشون حياة التعاسة والشقاء .
أين أنت إذاً من الإمام الشافعي رحمه الله : إذ يقول ( لو علمت أن الماء البارد يثلم مروءتي لما شربته ) .
وهل تلاحظ أخ الحبيب أن الدخان يبعدك عن صحبة الفضلاء وأنه يدعوك لمخالطة الأراذل ومرتكبي المحرمات ..!!
إذا لماذا تتدخن :
ذلك السؤال الذي يوجّه إلى المدخنين ، كي تسبين الدوافع من وراء تعاطيهم للدخان ، ثم يُبحث في ضوئها عن سبل العلاج .
ولو وجّهت إليهم هذا السؤال لوجدت أن لهم في الإجابة سبلاً شتى ، ولألفيتهم حيال هذا الأمر طرائق قدداً .
فمن قائل : إنني إذا ضاق صدري : كي أُروح عن نفسي .
ومن قائل أدخن ، كي أتسلى في غربتي وبعدن عن أهلي .
ومن قائل : أدخن إذا سامرت زملائي ، ليكتمل فرحي وأنسي .
إلى قائل : أدخن ، لأحصل على اللذة والمتعة .
إلى قائل أدخن ، لأتخلص من القلق والتوتر والغضب .
إلى آخر يقول : أدخن : مجاملة للرفاق ومسايرة لهم .
إلى قائل : أدخن ، لفرط إعجابي بفلان من الناس ، فهو يدخن وأنا أتابعه ، وأعمل على شاكلته .
إلى مسكين يقول : تعلقت بالتدخين منذ الصغر فعز عليّ تركه والخلاص منه .
إلى مكابر عنيد يقول : أدخن لقناعتي بجدوى التدخين ، فلا ضرر فيه ولا عيب .
إلى قائل ، إلى قائل ، إلى قائل …
أخي الحبيب لا بد وأنك تريد أن تعرف الحكم الشرعي في هذا الدخان :
أولاً : أن الدخان خبيث ، وربك يقول في محكم تنزيله : (وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ ) الأعراف 157 .
ثانياً : وأن الدخان تبذير ، وربك جلّ وعلاه ـ يقول : (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا(26)إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا(27) الإسراء .
فهل ترضى أن تلحق بزمرة المبذرين ، وتكون من إخوان الشياطين ؟.
ثالثاً : وأن الدخان إسراف والله عزّ وجلّ يقول : ( إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف 31 .
رابعاً : وأن الدخان قتل للنفس ، والله تبارك وتعالى يقول : (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29)وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30) النساء
خامساً : الدخان إلقاء باليد إلى التهلكة ، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195) البقرة
سادساً : والدخان ضرر ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا ضرر ولا ضرار ) رواه مالك .
ثم يا أخي الحبيب ، كيف تطيب نفسك بأذية عباد الله عندما تدخن ، فتلوث الهواء ، وتجرح مشاعر الآخرين ، وتؤذيهم بالأنفاس الكريهة ، خصوصاً إذا كان التدخين في الأماكن العامة ، كالطائرات ، والقطارات ، والأسواق ، وأماكن الانتظار في المستشفيات ونحوها ؟ !
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى – - : " والدخان لا يجوز شربه ، ولا بيعه ، ولا التجارة فيه كالخمر ، والواجب على من كان يشربه أو يتجر فيه البدار بالتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، والندم على ما مضى ، والعزم على أن لا يعود في ذلك " .
وقال فضيلة الشيخ محمد صالح الـعثيمين – رحمه الله تعالى - : " فنصيحتي لإخواني المسلمين الذين ابتلوا بشربه أن يستعينوا بالله عز وجل وعقدوا العزم على تركه ، وفي العزيمة الصادقة مع الاستعانة بالله ورجاء ثوابه ، والهرب من عقابه ، ففي ذلك كله معونة على الإقلاع عنه " .
إذا متى ستقتلع عن التدخين …. سؤال يتردد في أذنك كثيراً
ستقول : غداً ، أو بعد غدٍ أو بعد ذلك سأحاول الإقلاع عن التدخين .
إذاً أظنك لم تقتنع بما قيل ، بل ستستمر على التدخين ، ولن تقلع عنه أبداً .
ستقول :
لا عفواً ، إنني مقتنع تمام الاقتناع ، ولكن يَعُزّ عليّ ترك التدخين ، ويصعب عليّ الخلاص منه بسهولة ، وأخشى ألا أستمر على تركه .
إذاً ما الحل أيها الحبيب ؟ هل نقف أمام طريق مسدود ؟ ونرضى منك أن تواصل التدخين حتى يهوي بك في مكان سحيق ؟ .
ستقول : لا يا أخي ، لم يصل الأمر إلى هذا الحد .
إذا ما العمل ؟
ستقول : لعلي أسلك طريقاً آخر ، كي أنجو م أضرار التدخين ، فسأتحول عن التدخين إلى الغليون أو الشيشة ، فلعلها أقلُّ ضرراً ، وأهون خطراً .
وأقول لك : ما أنت ـ أو الحالة هذه ـ إلا : كالمستجير من الرمضاء بالنار
أما علمت أن ما مضى ذكره من أضرار التدخين ينطبق على الشيشة والغليون ونحوها .
ربما تقول : إذا سأنتقل إلى نوع خفيف من السجائر ذات المحتوى المنخفض من النيكوتين والقطران ، فحنانيك بعض الشر أهون من بعض .
وأقول لك : إن هذه خُدعة كبرى ، قد ثبت ضررها ، وعدم جدواها وذلك لما يلي :
أ ـ أن ذلك سبب لتدخين أكبر عدد من السجائر .
ب ـ أن المدخنين في هذه الحالة يسحبون عدداً أكثر من الأنفاس من السيجارة الواحدة .
ج ـ وأنهم يستنشقون الدخان بعمق ، ويحتفظون به أطول فترة ممكنة ، ليعوضوا نسبة النيكوتين التي فقدوها .
دـ كل ذلك يؤدي إلى امتصاص المزيد من النيكوتين والقطران ، ويحدث هذا بطريقة لا إرادية ، ودون أن يشعر بها المدخن .
فكيف تلجأ إلى هذا الحل إذاً ؟
ربما تقول بعد ذلك ، لقد أعيتني الحيل وضاقت بي السبل .
أقاطعك فأقول : لا يا أخي ، ما أعيتك الحيل ولا ضاقت بك السبل فلكلّ داءٍ دواء ، ولكل معضلةٍ حل ، وما من قفل بلا مفتاح ، وإلا فما هو بقفل .
ستقول : وما الحل ؟ .
أقول لك : أن تقلع عن التدخين فوراً ، وأن تهجره بلا رجعة .
ستقول بزفرة : ولهفة وأمل ، وشوق : كيف الوصول إلى ذاك السبيل ؟ وكيف النجاة من هذا الداء الوبيل ؟ وما العلاج الناجع ، والدواء النافع من هذا السمّ الزعاف الناقع ؟
من الأمور المعينة لك على ترك التدخين .
استحضار أضرار التدخين واستحضار حرمته في الدين .
التوبة النصوح ، الإخلاص لله عز وجل ، وامتلاء القلب من محبة الله عز وجل ، الاستعانة بالله ، واستحضار الثمرات الحاصلة بترك التدخين ، ومقارنة اللذة الموهومة بالضرر البالغ ، العزيمة الصادقة ، الإرادة القوية ، الصبر ، المجاهدة ، علو الهمة ، لزوم الحياة ، المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين ، الدعاء ، الإكثار من تلاوة القرآن ،الإكثار من ذكر الله عز وجل ، الاستعانة من الشيطان الرجيم ، تجنب الفراغ ، النظر في العواقب ، الوقوف مع النفس ، الحذر من اليأس ، البعد عن ما يذكر بالتدخين أو يغري به ، البعد عن رفقة السوء ، مجالسة الأخيار ، لا تلتفت إلى هؤلاء ، التدرج ، ترك المجاهرة ، عرض الحال على من يعين .
وللمزيد أخي الكريم كتاب للشيخ محمد ابراهيم الحمد بعنوان ( لماذا تدخن ) .
وأخيراً أخي الحبيب :
أليس لديك إرادة وقوة في المجاهدة .
هل تعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يدع الإنسان الذي صدق في رغبته في الامتناع عما حرّم الله سبحانه .. بل يمده بعونه ومعيته بشرط بذل الجهد في الله
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69) العنكبوت .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المجاهد من جاهد نفسه ذي ذات الله ) رواه أحمد .
بل لا تتعجب أن تكون يوماً داعية لإخوانك المدخنين ، معرباً لهم عن مدى سعادتك بتخلصك من هذه العادة ومشجعاً لهم على أن يحذو حذوك من باب الدين النصيحة .
ارايت تلك النحلة أنها لا تأكل إلا طيباً لماذا لا تكون مثلها !
أحقاً أنت عنيد !!!
لو لم تكن عنيداً لما أصررت على شربك لهذا الدخان والذي ثبت بالإجماع أنه السبب الرئيسي في سرطان الرئة وسرطان الحنجرة وسرطان الشفة وسرطان البلعوم وسرطان المري وسرطان الفم وسرطان اللسان وسرطان البنكرياس وسرطان المثانة وسرطان الكلى و، و ، و، والخ .
وهل تعلم أخي المدخن :
أن تاركو التدخين أطول أعماراً وكلما تقدم البدءُ بالتدخين كلما كان الأثر أوضح والخطر أفدح .
وهل تعلم أن معظم وفيات العالم الصناعي إنما هي بسبب التدخين ، حيث يموت في العالم سنوياً بسبب التدخين وحده مليونان وخمسمائة ألف شخص وفي أمريكا وحدها 350 ألف .
أما علمت أن الدخان يحتوي على مركبات يصل عددها إلى 1000 مركب وأن أشد خطراً وأعظمها ضرراً هو النيكوتين وأول أكسيد الكربون .
ألم تفكر يوماً بتلك السعادة الحقيقية وبتلك الحياة الهادئة الطيبة بترك هذا الدخان .
لا تقل لي أنني أشعر بالسعادة وأنا أدخن !! ، إنما هو مجرد أوهام وكيف يشعر المدخن بالسعادة ، وحياته مليئة بالأسقام ومهددة بالأخطار ، فالمدخنون يعيشون حياة التعاسة والشقاء .
أين أنت إذاً من الإمام الشافعي رحمه الله : إذ يقول ( لو علمت أن الماء البارد يثلم مروءتي لما شربته ) .
وهل تلاحظ أخ الحبيب أن الدخان يبعدك عن صحبة الفضلاء وأنه يدعوك لمخالطة الأراذل ومرتكبي المحرمات ..!!
إذا لماذا تتدخن :
ذلك السؤال الذي يوجّه إلى المدخنين ، كي تسبين الدوافع من وراء تعاطيهم للدخان ، ثم يُبحث في ضوئها عن سبل العلاج .
ولو وجّهت إليهم هذا السؤال لوجدت أن لهم في الإجابة سبلاً شتى ، ولألفيتهم حيال هذا الأمر طرائق قدداً .
فمن قائل : إنني إذا ضاق صدري : كي أُروح عن نفسي .
ومن قائل أدخن ، كي أتسلى في غربتي وبعدن عن أهلي .
ومن قائل : أدخن إذا سامرت زملائي ، ليكتمل فرحي وأنسي .
إلى قائل : أدخن ، لأحصل على اللذة والمتعة .
إلى قائل أدخن ، لأتخلص من القلق والتوتر والغضب .
إلى آخر يقول : أدخن : مجاملة للرفاق ومسايرة لهم .
إلى قائل : أدخن ، لفرط إعجابي بفلان من الناس ، فهو يدخن وأنا أتابعه ، وأعمل على شاكلته .
إلى مسكين يقول : تعلقت بالتدخين منذ الصغر فعز عليّ تركه والخلاص منه .
إلى مكابر عنيد يقول : أدخن لقناعتي بجدوى التدخين ، فلا ضرر فيه ولا عيب .
إلى قائل ، إلى قائل ، إلى قائل …
أخي الحبيب لا بد وأنك تريد أن تعرف الحكم الشرعي في هذا الدخان :
أولاً : أن الدخان خبيث ، وربك يقول في محكم تنزيله : (وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ ) الأعراف 157 .
ثانياً : وأن الدخان تبذير ، وربك جلّ وعلاه ـ يقول : (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا(26)إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا(27) الإسراء .
فهل ترضى أن تلحق بزمرة المبذرين ، وتكون من إخوان الشياطين ؟.
ثالثاً : وأن الدخان إسراف والله عزّ وجلّ يقول : ( إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف 31 .
رابعاً : وأن الدخان قتل للنفس ، والله تبارك وتعالى يقول : (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29)وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30) النساء
خامساً : الدخان إلقاء باليد إلى التهلكة ، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195) البقرة
سادساً : والدخان ضرر ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا ضرر ولا ضرار ) رواه مالك .
ثم يا أخي الحبيب ، كيف تطيب نفسك بأذية عباد الله عندما تدخن ، فتلوث الهواء ، وتجرح مشاعر الآخرين ، وتؤذيهم بالأنفاس الكريهة ، خصوصاً إذا كان التدخين في الأماكن العامة ، كالطائرات ، والقطارات ، والأسواق ، وأماكن الانتظار في المستشفيات ونحوها ؟ !
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى – - : " والدخان لا يجوز شربه ، ولا بيعه ، ولا التجارة فيه كالخمر ، والواجب على من كان يشربه أو يتجر فيه البدار بالتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، والندم على ما مضى ، والعزم على أن لا يعود في ذلك " .
وقال فضيلة الشيخ محمد صالح الـعثيمين – رحمه الله تعالى - : " فنصيحتي لإخواني المسلمين الذين ابتلوا بشربه أن يستعينوا بالله عز وجل وعقدوا العزم على تركه ، وفي العزيمة الصادقة مع الاستعانة بالله ورجاء ثوابه ، والهرب من عقابه ، ففي ذلك كله معونة على الإقلاع عنه " .
إذا متى ستقتلع عن التدخين …. سؤال يتردد في أذنك كثيراً
ستقول : غداً ، أو بعد غدٍ أو بعد ذلك سأحاول الإقلاع عن التدخين .
إذاً أظنك لم تقتنع بما قيل ، بل ستستمر على التدخين ، ولن تقلع عنه أبداً .
ستقول :
لا عفواً ، إنني مقتنع تمام الاقتناع ، ولكن يَعُزّ عليّ ترك التدخين ، ويصعب عليّ الخلاص منه بسهولة ، وأخشى ألا أستمر على تركه .
إذاً ما الحل أيها الحبيب ؟ هل نقف أمام طريق مسدود ؟ ونرضى منك أن تواصل التدخين حتى يهوي بك في مكان سحيق ؟ .
ستقول : لا يا أخي ، لم يصل الأمر إلى هذا الحد .
إذا ما العمل ؟
ستقول : لعلي أسلك طريقاً آخر ، كي أنجو م أضرار التدخين ، فسأتحول عن التدخين إلى الغليون أو الشيشة ، فلعلها أقلُّ ضرراً ، وأهون خطراً .
وأقول لك : ما أنت ـ أو الحالة هذه ـ إلا : كالمستجير من الرمضاء بالنار
أما علمت أن ما مضى ذكره من أضرار التدخين ينطبق على الشيشة والغليون ونحوها .
ربما تقول : إذا سأنتقل إلى نوع خفيف من السجائر ذات المحتوى المنخفض من النيكوتين والقطران ، فحنانيك بعض الشر أهون من بعض .
وأقول لك : إن هذه خُدعة كبرى ، قد ثبت ضررها ، وعدم جدواها وذلك لما يلي :
أ ـ أن ذلك سبب لتدخين أكبر عدد من السجائر .
ب ـ أن المدخنين في هذه الحالة يسحبون عدداً أكثر من الأنفاس من السيجارة الواحدة .
ج ـ وأنهم يستنشقون الدخان بعمق ، ويحتفظون به أطول فترة ممكنة ، ليعوضوا نسبة النيكوتين التي فقدوها .
دـ كل ذلك يؤدي إلى امتصاص المزيد من النيكوتين والقطران ، ويحدث هذا بطريقة لا إرادية ، ودون أن يشعر بها المدخن .
فكيف تلجأ إلى هذا الحل إذاً ؟
ربما تقول بعد ذلك ، لقد أعيتني الحيل وضاقت بي السبل .
أقاطعك فأقول : لا يا أخي ، ما أعيتك الحيل ولا ضاقت بك السبل فلكلّ داءٍ دواء ، ولكل معضلةٍ حل ، وما من قفل بلا مفتاح ، وإلا فما هو بقفل .
ستقول : وما الحل ؟ .
أقول لك : أن تقلع عن التدخين فوراً ، وأن تهجره بلا رجعة .
ستقول بزفرة : ولهفة وأمل ، وشوق : كيف الوصول إلى ذاك السبيل ؟ وكيف النجاة من هذا الداء الوبيل ؟ وما العلاج الناجع ، والدواء النافع من هذا السمّ الزعاف الناقع ؟
من الأمور المعينة لك على ترك التدخين .
استحضار أضرار التدخين واستحضار حرمته في الدين .
التوبة النصوح ، الإخلاص لله عز وجل ، وامتلاء القلب من محبة الله عز وجل ، الاستعانة بالله ، واستحضار الثمرات الحاصلة بترك التدخين ، ومقارنة اللذة الموهومة بالضرر البالغ ، العزيمة الصادقة ، الإرادة القوية ، الصبر ، المجاهدة ، علو الهمة ، لزوم الحياة ، المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين ، الدعاء ، الإكثار من تلاوة القرآن ،الإكثار من ذكر الله عز وجل ، الاستعانة من الشيطان الرجيم ، تجنب الفراغ ، النظر في العواقب ، الوقوف مع النفس ، الحذر من اليأس ، البعد عن ما يذكر بالتدخين أو يغري به ، البعد عن رفقة السوء ، مجالسة الأخيار ، لا تلتفت إلى هؤلاء ، التدرج ، ترك المجاهرة ، عرض الحال على من يعين .
وللمزيد أخي الكريم كتاب للشيخ محمد ابراهيم الحمد بعنوان ( لماذا تدخن ) .
وأخيراً أخي الحبيب :
أليس لديك إرادة وقوة في المجاهدة .
هل تعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يدع الإنسان الذي صدق في رغبته في الامتناع عما حرّم الله سبحانه .. بل يمده بعونه ومعيته بشرط بذل الجهد في الله
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69) العنكبوت .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المجاهد من جاهد نفسه ذي ذات الله ) رواه أحمد .
بل لا تتعجب أن تكون يوماً داعية لإخوانك المدخنين ، معرباً لهم عن مدى سعادتك بتخلصك من هذه العادة ومشجعاً لهم على أن يحذو حذوك من باب الدين النصيحة .
ارايت تلك النحلة أنها لا تأكل إلا طيباً لماذا لا تكون مثلها !