PDA

View Full Version : عفواً..... لا أستطيع


سردال
24-02-2001, 06:05 PM
في قترة ما من حياتي، عملت في مؤسسة لمدة أشهر معدودة، كنت فيها أمارس أعمالاً مختلفة ومتنوعة وأحتك بأناس مختلفين، وكنت وما زلت لا أحب التكلف في معاملتي مع الآخرين، أقدرهم وأتواضع لهم وأتبسم لهم حتى الفراش كنت أجلس معه وأتبادل معه الحديث فيسر من ذلك.

وكان هناك شخص واحد لا أكن له أي مودة أو محبة، بل وفي نفسي تجاهه أشياء، لكن لم أكن أظلمه أو حتى أتكلم عنه بالسوء في غيابه، وكنت أساعده في عمله وأنجز الأعمال له مع الإتقان المستطاع، لكني لم أكن أحب التحدص معه ولا أستطيع التبسم في وجوده.

قال لي ذات يوم وصارحني: لماذا لا تبتسم لي؟ بينما أراك تبتسم لآخرين بكل سهولة، وضعني هنا في موقف محرج لم أكن أغرب به، لكن لن أتنازل عن مبادئي أبداً، فقلت له: حقيقة لا أستطيع تكلف الابتسامة وتصنعها، متى ما أبستم فإنني أبستم بدون تكلف وتصنع بل ومن القلب، لكن لا أستطيع تصنع الابتسامة، أنا صريح في أفعالي وأقوالي.

قال: لكنك تدرس الإدارة والتطوير الشخصي وتعلم تماماً أثر الابتسامة على الآخرين، قلت: أعلم هذا تماماً، لكن هذا ليس على حساب مبادئي وقيم أنا مؤمن بها، إنني لن أتنازل عن مبدأ أو اتركه جانباً لبعض الوقت من أجل مجاملة كاذبة أو مصلحة فانية، لكن هل قصرت معك في العمل؟

ما رأيكم؟ هل الابتسامة تصنع أم تخرج من القلب صافية؟ وهل علي أن أتكلف في معاملتي مع الناس وأجاملهم لأكسبهم في صفي على حساب المبادئ؟

بو عبدالرحمن
24-02-2001, 07:29 PM
-
_
أخي الحبيب / سردال ..... حفظك الله ورعاك ورفع قدرك

لأول مرة أراني أخالفك ... فأنا وأنت تؤام روح ..
ومن عجيب أن يخالف االتؤام شقيقه .... أو نسخته الأخرى ......!!!
لا بأس ... تحصل في أحسن العائلات ....!!
أخي الحبيب ..

صحيح أن الأمر يحتاج إلى موازانات .
ولكن على العموم ، وبشكل عام ..

كيف فاتك أن الابتسامة طريق إلى قلوب الآخرين ...
ولقد كان حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ، يبتسم في وجوه المنافقين ...وهو يعلم أنهم منافقون ...
بل ورد في الحديث أنه راى أحدهم مقبلا عليه ، فقال بئس أخو العشيرة هذا .....والسيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها تسمع .. ثم قام إليه ، وتلقاه وهش في وجهه وبش ..... حتى إذا انصرف الرجل كأنما أنكرت السيدة عائشة رضي الله عنها هذا .. أو قل تعجبت مما سمعت بأذنها ،ثم رأت بعينها .... ولم تكتم حبيبها ذلك ، فأعلنت عجبها .... فذكر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا لا أذكره بنصه الآن . ولكن فحواه أن ما فعله مع الرجل من مكارم الأخلاق ... وإن كان يعلم أنه لا يستحق ذلك ...

أحسب أن هذا يكفي ..
فأناأعرف أنك ممن يكتفون بالقليل ، عن السرد الطويل ..
لا سيما إذا كان في الأمر نص ....
والحق أن هناك نصوصا كثيرة ... والسيرة مليئة بالشواهد .....

ولقد قيل منذ زمن :
إذا لم تكن تعرف كيف تبتسم ، فلا يبنغي أن تفتح متجرا ...
وأنا أعلم يقنا أنك تجيد فن الابتسامة ، وترسمها بمهارة على محياك الطيب ...
فما لك لا تبقيها على هذا الوجه ما من تعرف ، ومن لا تعرف .... ومع صديقك .. وعدوك ....!!

حالة الحرب وحدها هي التي تحتاج منا إلى وقفة أخرى ..
حالة أن يكون هذا الإنسان حربا على الله ورسوله .. تحتاج إلى وقفة ....
ولذا قلت في البداية : أن الأمر ( قد ) يحتاج إلى موازانات ..

لكن بشكل عام ........ عليك أن تثبت رسم الابتسامة على وجهك الطيب ....!!

ومن يدريك يا عزيزي .
فلعل هذا الذي لا يملأ اليوم عينيك .......... يكون غدا خير منك ......!!
بل ما يدريك.. لعل تبسمك في وجهه ، هو الذي سيكون سبب تغيره إلى تلك الدرجة الرفيعة عند الله ...
ولقد حدثنا التاريخ ، والواقع عن هذا الشيء الكثير ..
ولا يزال لسان الواقع يحكي ويتحدث ، ألا تسمع .......!!
تحت كل سماء حكاية من هذا القبيل .....
فشارك في هذا النشيد العذب .. ولن تخسر شيئا .. بل أنت الرابح على كل حال ...