PDA

View Full Version : ارجوكم تعالوا 0000؟ يارب ! يارب !رحمتك


النحاسي الأصفر
25-02-2001, 09:49 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا، واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وسلم

أيها المؤمنون :

أنتم اليوم مع رحلة في نصوص الكتاب والسنة، تنتقلون بالبصائر إلى رياض الجنة وحليتها وصفتها قال الحسن البصري:

لقد حليت الجنة لهذه الأمة حلية لم تكن لأمة قبلها ثم لاترى لها عاشقا

في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قال الله عز وجل أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مصداق ذلك في كتاب الله ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)

وقال صلى الله عليه وسلم : موضع صوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها

تبدأ الرحلة بوقفة المؤمنين بعد اجتياز الصراط والقنطرة على أبواب الجنة الثمانية ، خلف رسول الهدى ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فيأخد بحلق الباب فيطرقه فيقول الخازن من أنت فيقول محمد فيقول: بلى ، أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك) كما ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس وينادى الناس من الأبواب على حسب أعمالهم فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الصدق دعي من باب الصدقة، وهكذا وهناك أقوام يدعوهم الخزنة من كل باب منهم صديق الأمة رضي الله عنه،

وحين يضع المؤمن الخطوة الأولي على أرض الجنة فقد أفلح كل الفلاح وقد خلع عند بابها همومه وغمومه وبلاياه وكروبه، وأمراضه وأسقامه،وفقره وعجزه ، وخوفه وحزنه

قد انتهت رحلته مع الأحزان فلا حزن هنا، ومع الأمراض فلا وجع ، ومع الفقر فلا فقر

يدخلون جردا مردا كأنهم أبناء ثلاث وثلاثين ،قال صلى الله عليه وسلم: من يدخل الجنة ينعم فيها،فلا يبأس لا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه

فإذا حطت ركابهم في جنات ونهر سمعوا نداء فأنصتوا

فإذا المنادي يقول:

إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا

وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا

وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا

وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا.

فهنا يدخلون على صورة القمر ليلة البدر قال صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضى الله عنه: أو لزمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يتغوطون فيها ولا يتمخطون فيها

آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم الأُلُوَّة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لااختلاف بينهم ولا تباغض أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء))

فكأني بأهل الأمراض والأدواء والأحزان قد حطوا ركابهم في جنة عرضها السموات والأرض، وقد دخل المؤمن ملكه العظيم ، وقلب طرفه في النعيم المقيم ، فغمرته الفرحة من مشاش رأسه إلى أخمص قدميه، وهو يرى أمرا فوق ما تتصوره العقول وإذا به في الجنة التي طالما آمن بها واشتاق إليها

وإذا هي كما أخبره رسوله لبنة من فضة ولبنة من ذهب وإذ الطين الذين بين اللبنات المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران،

ونظر في شجرها الملتف ، فإذا بسوقها من ذهب وإذا ثماره دانية في سدر مخضود وطلح منصورد وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ، قال صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مائة عام مايقطعها

وينظر هنا فإذا الأنهار تجري في غير أخاديد في منظر يخطف الأبصار حسنه فيهما عينان تجريان فبأي آلا ربكما تكذبان وإذا أغصان الشجر قد أشرف على أنهر اللبن والعسل والخمر والماء

( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى)

ويمضي في خطاه فإذا القصور قد أعدت لاستقبال صاحبها ثبت في الصحيحن من حديث أبي موسى الأشعري قال: ( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة طولها ستون ميلا، فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلايرى بعضهم بعضا) فإذا الأرائك التي لا يصفها لسان ولا يعبر عنها بيان قد فرشت لهم الفرش التي بطائنها من الحرير فكيف بظاهرها

(متكئين فيها على فرش بطائنها من إستبرق وجني الجنتين دان فبأي آلاء ربكما تكذبان )

متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولازمهريرا ، ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لولؤا منثوار)

الله أكبر الولدان والخدم هذه صفتهم فكيف بالمؤمن

عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلو أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا

قال صلى الله عليه وسلم ، : لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم،

وقدمت مناديل من الحرير على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يعجبون من لينها فقال أتعجبون من لين هذه

والذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ،

فلله تلك اللحظات التي يتكئ فيها المؤمن في مقعد الملك والنعيم والحبور والسرور والأمن والصحة ،فهنا لا يشتهى شيئا إلا كان، ولا يتمنى أمرا إلا كان عنده أسرع من لمح البصر

فرجل يشتهي الولد فيكون حمله ووضعه وسنة في ساعة واحدة كما يشتهي

وجاء رجل يحب الخيل قال يارسول الله أفي الجنة خيل

قال ياعبدالله إن يدخلك الله الجنة كان لك هذا ومااشتهت نفسك ولذت عينك



وبينما هو على حاله في النعيم المقيم وإذا به يسمع الغناء وإذا بوجوه لم يرى مثل حسنها ولم يخطر على باله وصفها فإذا بالحور العين ينشدن نحن الحور الحسان، فيغشاه من الفرح والابتهاج وإذا وجه الحور قد أشرقت فلا والله ما على الأرض وجه يدانيها ولا حسن يقاربها،( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان )

وفي الصحيحين من حديث أنس قال : لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومافيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت مابينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)

قال الله عزوجل : إن للمتقين مفازا حدئق وأعنابا وكواعب أترابا )

قال أهل العلم : المراد استدارة الثدي فهن نواهد ،ليست متدلية،

وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزاوجهن بأحسن أصوات ماسمعها أحد إن مما يغنين : نحن الخيرات الحسنات أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان،وإن مما يغنين : نحن الخالدات فلا يمتنه ، نحن الآمنات فلا يخفنه نحن المقيمات فلا يظعنه)



قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحا تهز ذوائب الأغصان

فتثير اصواتا تلذ لمسمع الإنسان كالــنغمات بالاوزان

يالذة الأسماع لاتتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان

واها لذياك السماع وطيبه من مثل أقمار على أغصان

واها لذياك السماع فكم به للقلب من طرب ومن أشجان



أيها المؤمنون

واسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح وهو يحدث عن آخر أهل الجنة دخولا الجنة ؛ (ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر آهل النار دخولا الجنة مقبلا بوجهه قبل النار فيقول رب اصرف وجهي عن النار فقد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها ، فيقول :هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك، فيقول: لا وعزتك، فيعطي ربه ما يشاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة، ورأي بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يارب قدمني عند باب الجنة فيقول الله أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت، فيقول : يارب لا أكون أشقى خلقك، فيقول : فما عسيت إن أعطيتك ذلك أن لاتسال غيره، فيقول لا وعزتك لا أسألك غير ذلك، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة إذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ماشاء الله أن يسكت فيقول يارب أدخلني الجنة فيقول الله ويحك يابن آدم ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يارب لاتجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله منه ، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت به أمنيته قال الله تعالى زد من كذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله عز وجل لك ذلك وعشرة أمثاله،وفي رواية لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها )

وبينما أهل الجنة في نعيمهم وسرورهم وحبورهم آمنون مع من صلح من آبائهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم مرحبين بهم من كل باب سلام عليكم بماصبرتم فنعم عقبى الدار

، ويذهبون لفرط النعيم وعظم اللذة وكمال السرور إلى أسواق يتنعمون بالسير فيها وما في الجنة من الدنيا إلى الأسماء









قال صلى الله عليه وسلم

إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فيها كثبان المسك فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجهوهم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إليى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا،

بينما هم كذلك ،

إذ سمعوا النداء فأنصتوا فنادي مناد يا أهل الجنة إن لكم عندا الله موعدا يريد أ ن ينجزكموه فيقولون وماهو ؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة، وينجنا من النار فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم

فيالله لحظ تنظر فيها العيون إلى ربها
وتلتذ الأرواح برؤية محبوبها

ويالله ساعة تنعمت فيها الأرواح بالنظر إلىوجه مولاها وخالقها وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناضرة

فياله من نعيم ، دونه كل نعيم ، وقد ألقت الأرواح عصى ترحالها، وخلعت ثوب حزنها ، وتنفست الصعداء بعد دنيا حافلة بأكدارها، محفوفة بأخطارها، مشوب سعدها بحزنها، وطيبها بنكدها،

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرزقنا وإياكم الجنة ونعيمها،

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل

المله إنا نعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم

MUSLIMAH
25-02-2001, 10:13 PM
السلام عليكم ،،،

موضوعك طويل و شيق بارك الله فيك ، و يحتاج الى تمعن .
جزاك الله عنا خير الجزاء على نشره ، و بعد اذنك ، و سانشره في منتديات اخرى :)

بكر
26-02-2001, 08:22 AM
موضوع جميل وفقك الله

النحاسي الأصفر
26-02-2001, 06:49 PM
شكرا لك يا مسلمة ويا بكر والله يوفق من نشره إلى الخير والله لا يحرمك الأجروالمثوبة ضعيه في أي مكان تريديه