PDA

View Full Version : ** طلب الشهـادة وأثره في حيـاة الأمة **


عاشق المنايا
26-02-2001, 12:22 AM
الحمدلله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ... أما بعد :-

فإن من طلب الشهادة وهبت له الحياة في الدارين الدنيا و الآخرة، ففي الدنيا حياة الهداية والعزة و التمكين والتعالي .. قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) وهو الجهاد الذي تنال به الحياة الكريمة الصالحة وهذا أحد الأقوال في معنى الآية ، وفي الآخرة حياة النعيم المقيم الخالد كما قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).

وسؤال الشهادة وتمنيها والتعرض لها في مضانها من الأعمال الصالحة التي رغب فيها الإسلام و حث عليها قال تعالى: : (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون) وقال صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" أخرجه الحاكم بهذا اللفظ وأخرجه النسائي في رواية "من سأل القتل في سبيل الله صادقا ثم مات أعطاه الله أجر شهيد" وعند مسلم "من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم يصبها".

وقال صلى الله عليه وسلم: "من خير معاش الناس لهم رجل آخذ بعنان فرسه يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها يبتغي الموت مظانه" أخرجه مسلم وقال البخاري رحمه الله في صحيحه (باب: تمني الشهادة) ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني و لا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغدو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل" ثم ذكر حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: :" أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح له، وما يسرنا أنهم عندنا، قال أيوب (أحد الرواة): "أو قال ما يسرهم أنهم عندنا وعيناه تذرفان" و إنما قال ما يسرهم أنهم عندنا لأنهم رأوا من النعيم و الكرامة ما يمنعهم أن يتمنوا الرجوع إلى الدنيا إلا أن يقتلوا في سبيل الله مرة أخرى كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة" و للترمذي وحسنه والحاكم وصححه من حديث جابر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبرك ما قال الله لأبيك، قال: يا عبد الله تمن علي أعطيك، قال: يارب تحيني فأقتل فيك ثانية، قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون".

ولما طلب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادة في سبيل الله و أيقنوا أن نيلها هو الفوز العظيم، حتى يقول أحدهم وقد طعن:"الله أكبر فزت و رب الكعبة"، نالوا الحياة الكريمة في الدارين، وأصبحوا هداة مهتدين، ففتحوا البلاد وأخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

ولا صلاح لآخر هذه الأمة إلا بالعودة إلى الطريق المستقيم الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم و صحابته رضي الله عنهم، وهو الزهد بالدنيا والترفع عن زينتها وزخرفها، وسمو النفس عن التعلق بها و الركون إليها، و الرغبة الصادقة بما أعد الله لعباده المتقين من النعيم المقيم ، وتتمثل هذه الرغبة الصادقة بتقوى الله ، والجهاد في سبيله ، وسؤال الشهادة وتمنيها و الصدق في طلبها.

وإنما ظهر الوهن و الضعف في آخر هذه الأمة لحبها للدنيا، وكراهيتها للقتل في سبيل الله، فساء الكثير من أحوالها، وتسلط عليها الكفار يحتلون أراضيها و مقدساتها وينهبون خيراتها.

وأمام هذا الواقع المرير لا بد أن تخطو الصحوة جادة في دعوة الأمة إلى فريضة الجهاد في سبيل الله، وتتمثل هذه الخطوة بتربية الأمة التربية الجهادية، وترغيبها بأجر الجهاد و الاستشهاد في سبيل الله ، وتحويل الخطب والأقوال و الكتابات إلى أعمال بطولية يُقتدى بها، ومعارك قوية مع أعداء الله في فلسطين وغيرها تقاد من خلاله الأمة.

و لا بد أن نعرف للحرب طبيعتها، ونأخذ أهبتها، فالحرب هي الحرب، ولا بد فيها من آلام وأشلاء ودماء وشهداء، ولكنها دماء وأشلاء لن يضيع الله تعالى ثمرتها ونتائجها بل يظهر نتائجها في الدنيا بالنصر و التمكين ويحفظ نتائجها بالآخرة بالأجر العظيم كما قال تعالى: "ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم" أي لن يبطل استشهادهم بل يظهر من أعمالهم نتائجها في الدنيا ويوم يقوم الحساب .


وأسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا الشهادة في سبيله وأن يريق دمائنا في سبيله ولأجل نصرة دينه بعد أن نثخن في أعداء الله ونرى التمكين في الأرض .. اللهم إنا نسألك عيش السعداء وميتة الشهداء اللهم إنا نسألك عيش السعداء وميتة الشهداء اللهم إنا نسألك عيش السعداء وميتة الشهداء .
_______________________________________________
المصدر / http://www.fuoad.com/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=free&Number=5494&page=0&view=collapsed&sb=5

عاشق المنايا
01-03-2001, 05:08 PM
__