PDA

View Full Version : ،، العيد على الطريقة الأمريكية ،،


كلاسيك
02-03-2001, 12:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



كل شيء مختلف في أمريكا حتى الاحتفال بالعيد.. فإذا كانت صلاة العيد هي واحدة من المظاهر الكبرى لوحدة المسلمين، فإن المسجد الواحد في أمريكا تقام به أكثر من صلاة عيد في جماعات متتالية وبأكثر من لغة، وتستمر هذه الصلوات إلى قريب من وقت صلاة الظهر، أما الذبح والاحتفالات الاجتماعية الأخرى للجالية الإسلامية الأخرى فتحكمها هي الأخرى طقوس وعادات مختلفة تحكيها طبيعة حياتهم في المجتمع الأمريكي.

وفيما يتعلق بصلاة العيد.. فإن عيد الأضحى هو الاحتفال الأكبر لدى المسلمين في كل بقاع الأرض، ومظاهر الاحتفال به في بلد غير إسلامي مثل الولايات المتحدة الأمريكية تختلف عنه في الدول الإسلامية، والاحتفال به يأخذ ثلاث صور؛ الصلاة والذبح واجتماع الأسر الإسلامية في حفلات تقدم برنامجًا ترفيهيًّا للأطفال مع اجتماع الكبار ومناقشة حال الأمة.

رغم تزايد أعداد المسلمين في الولايات المتحدة إلا أنهم مازالوا أقليَّة، وعدد المساجد يعكس ذلك أيضًا؛ لذا ففي معظم الأحيان تتم إقامة صلاة العيد أكثر من مرة حتى يتسنّى لأكبر عدد من الأسر الإسلامية حضور الصلاة يفصل بين كل صلاة وأخرى حوالي ساعة ونصف.

مساجد أخرى تقوم بتأجير قاعة خارج المسجد حتى تتسع لجمهور المصلين، وأحيانًا يتم تقسيم القاعة الكبرى إلى جزأين، يتم في كل منهما إلقاء الخطبة بلغتين مثل إنجليزي وعربي أو أردي أو تركي أو بوسني بحسب جمهور الحضور ولغته الأساسية.

ويحرص المسلمون على حضور الصلاة؛ حتى وإن لم يستطيعوا أن يمنحوا اليوم بأكمله أجازة عيد. أما الذبح فرغم أنه أهم ما يميز الاحتفال بعيد الأضحى، إلا أنه أقل مظاهر الاحتفال به في الولايات المتحدة، والسبب هو قواعد وإجراءات إدارات الصحة في المدن الأمريكية، والتي تمنع الذبح في المنازل، وتقصره على أماكن محددة لها تصريح خاص بممارسة الذبح قبل المزارع أو محلات الجزارة. الأغلبية من المسلمين لا تتمكن من مشاهدة الذبح، ويتم التعويض عنه بأكثر من طريقة؛ مثل: إرسال أموال إلى بلد الجنسية الأصلية للقيام بالذبح فيها، أو إرسال أموال إلى المنظمات الإسلامية العاملة في الولايات المتحدة، وهي بدورها تقوم بإرسال أضحيات إلى المجتمعات الإسلامية المنكوبة في مناطق مثل الشيشان، وكوسوفا والصومال أو غيرها، طريقة أخرى هي الاتفاق مع محلات بيع اللحوم "الحلال"، وهي متوفرة في المدن الأمريكية التي تضمّ جاليات إسلامية كبيرة، ويتم الاتفاق مع الجزار على الذبح يوم العيد، ويقوم الجزار بتوزيعها على من يعلم من الفقراء أو المحتاجين، ويستلم صاحب اللحم الجزء الخاص به في اليوم التالي.

البعض يذهب إلى مزارع متخصصة في تربية وبيع الأغنام، ويتم الاتفاق معها مسبقًا على عدد الأغنام المطلوبة والمصاريف المتعلقة بتنظيف المكان بعد الانتهاء من الذبح.

أهم العقبات أمام إتمام الذبح على نطاق واسع هو إحساس المسلمين بوضع الأقلية والخوف من ممارسة شعائر مخالفة للاتجاه العام لمجتمع غير إسلامي، خاصة فيما يتعلّق بمشاهدة الأطفال لهذا الحدث خوفًا من الاتهام بالوحشية أو تعذيب الحيوانات، ولا يقوم بذلك إلا العائلات التي يحرص أربابها (رجالاً ونساءً) على تنشئة أولادهم على ممارسة العقيدة والتمسك بها، وعادة ما يسبق ذلك حديث منزلي حول السبب وراء الأضحية، والهدف منها وسرد قصص الأنبياء بما فيها قصة سيدنا إبراهيم مع الأضحية.

وفيما يتعلّق بالاحتفالات الاجتماعية للمسلمين في العيد فهي في الأغلب حفلات عشاء تقوم بها الجاليات الإسلامية، مثل الجالية العربية، أو الباكستانية أو غيرهما من الجاليات الكبيرة، ويتم فيها قراءة بعض آيات القرآن في بداية الحفل، ويعقبه برنامج ترفيهي للأطفال يتمّ فيه توزيع اللعب لهم، وتناقش فيه أمور الجالية والخطط أو المشروعات المستقبلية، الغرض منها بالأساس هو إضفاء البهجة على الأطفال؛ حتى لا يشعروا بالعزلة في مجتمع تغلب عليه مظاهر الاحتفال بشكل لا يتماشى مع العقيدة الإسلامية.




لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين